بدأت مسألة الحكم في قطاع غزة تطفو على السطح، وسط أجواء غاية في التعقيد، فالحرب الإسرائيلية مستمرة ما بين القصف والتجويع، والازواجية الأمريكية لا تزال تمارس دورها، ووسط كل هذه الأمور لا تزال الإرادة الفلسطينية متمسكة بحقوقها رغم ثمنها الباهظ، والذي كلفها سقوط آلاف من الشهداء والجرحى وتدمير بُنى تحتية لم تفرق بين منازل سكنية أو حتى مؤسسات حكومية.

تعددت سيناريوهات الحكم على قطاع غزة، وارتبطت بثلاثة أطراف رئيسية، وهم السُلطة الفلسطينية وإسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية، وكل من هذه الأطراف رسم سيناريو، وإن كان حسب وجهة نظره، إلا أن السلطة الفلسطينية لا تزال واضحة وصريحة في سيناريوهاتها والتي أدلى بها العديد من المسؤولين سواء رئيس فلسطين محمود عباس أبو مازن، أو غيره.

السيناريو الأمريكي 

أعلنت الولايات المتحدة، أنه يتعين على الفلسطينيين أن يحكموا قطاع غزة بمجرد أن تنهي إسرائيل حربها على الفصائل الفلسطينية، في معارضة للفكرة التي طرحها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بأن إسرائيل ستكون مسؤولة عن الأمن إلى أجل غير مسمى، وهنا بررت قوات الاحتلال الإسرائيلي موقفها، بأن مسلحين من الفصائل الفلسطينية اقتحموا الحدود من غزة في 7 أكتوبر الماضي وقتلوا 1400 شخص، حسبما أفادت «سكاي نيوز».

في تصريحات سابقة لوزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، أكد أنه لا إعادة احتلال لغزة بعد انتهاء الصراع، ولا محاولة للتضييق على غزة أو حصارها، وأيضاً لا تقليص لأراضي غزة: «قد تكون هناك حاجة إلى فترة انتقالية ما في نهاية الصراع، لكن الحكم بعد انتهاء الأزمة في غزة يجب أن يشمل أصواتا فلسطينية».

تمسك وزير الخارجية الأمريكي بالسيناريو الأمريكي للحكم، قائلاً: «يجب أن يشمل حكماً بقيادة فلسطينية واتحادا لغزة مع الضفة الغربية تحت قيادة السلطة الفلسطينية».

السيناريو الإسرائيلي للحكم 

في تصريحات لرئيس وزراء دولة الاحتلال الإسرائيلي، بينايمن نتنياهو أدلى بها لقناة «آيه.بي.سي نيوز»، قال إن إسرائيل ستتولى مسؤولية الأمن في غزة إلى أجل غير مسمى: «أعتقد أن إسرائيل ستتولى لفترة غير محددة المسؤولية الأمنية الشاملة في غزة لأننا رأينا ما يحدث عندما لا نتحمل تلك المسؤولية الأمنية».

السيناريو الفلسطيني للحكم 

أكد رئيس دولة فلسطين محمود عباس، على أن قطاع غزة هو جزء لا يتجزأ من الدولة الفلسطينية، ولا يمكن القبول أو التعامل مع مخططات سلطات الاحتلال في فصله أو أي جزء منه: «ضرورة حصول دولة فلسطين على عضويتها الكاملة في الأمم المتحدة، وعقد المؤتمر الدولي للسلام».

ووفق وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا»، أكد أن السلام والأمن لا يتحققان إلا من خلال تنفيذ حل الدولتين، المستند لقرارات الشرعية الدولية الذي يشمل كامل أرض دولة فلسطين في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، وقطاع غزة، والاعتراف بدولة فلسطين، وأن الحلول الأمنية والعسكرية أثبتت فشلها، ولن تحقق الأمن والاستقرار للمنطقة. 

النقاش حول الحكم في قطاع غزة

علق الدكتور ماهر صافي، المحلل السياسي الفلسطيني، على فكرة النقاش حول الحكم في قطاع غزة بعد انتهاء الحرب، قائلاً: «خروج إسرائيل من غزة يستغرق أكثر من 6 أشهر لأنه بعد انتهاء الحرب إسرائيل تعمل على إعادة تموضعها في بعض المناطق في شمال ووسط غزة، لتنفيذ عمليات محدودة وإحكام السيطرة وعدم وجود أي تهديد لغلاف غزة والمستوطنات الإسرائيلية».

وأضاف الدكتور ماهر صافي لـ«الوطن»، أن بعد انتهاء الحرب تعمل إسرائيل على الإشراف على المعابر والمناطق الفاصلة بين المدن الفلسطينية داخل قطاغ غزة، موضحا أن ما أدلى به الجانب الأمريكي والإسرائيلي في هذا الشأن تلميح وضغط على الفصائل الفلسطينية للاستجابة بتسليم باقي الأسرى والمزيد من التنازلات، وهو ما يعني انتهاء حكم الفصائل على القطاع يبقى فقط حكماً سياسياً وليس عسكرياً.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: إسرائيل غزة فلسطين قوات الاحتلال الحكم في غزة الحکم فی قطاع غزة دولة فلسطین بعد انتهاء

إقرأ أيضاً:

الصحة الفلسطينية: ارتفاع عدد شهداء غزة لـ 41788 وإصابة 96794 آخرين

ارتفع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي المستمر منذ 7 أكتوبر 2023 على قطاع غزة، إلى 41788 شهيدا و96794 مصابا، وفقًا لوزارة الصحة الفلسطينية.

يذكر أن، حركة حماس بدأت عملياتها العسكرية «طوفان الأقصى» ضد الاحتلال الإسرائيلي، يوم السبت الموافق 7 أكتوبر 2023، وجاء ذلك كرد فعل على كافة الأعمال الإجرامية والمجازر المتنافية للقوانين الدولية التي ترتكب ضد المدنيين الفلسطينيين.

وفي منتصف تلك الأحداث نفذت هدنة بين طرفي الصراع لمدة 7 أيام تقريبًا، وتم ذلك بوساطة جهود مصرية قطرية أمريكية، وشملت هذه الهدنة وقف إطلاق النار داخل قطاع غزة والحفاظ على أرواح الأطفال والمدنيين، بالإضافة إلى تبادل الأسرى الإسرائيليين والفلسطينيين المتواجدين في أيدي المقاومة والاحتلال الصهيوني.

ويواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة لليوم الـ 363 ردا على عملية طوفان الأقصى، مما أسفر العدوان الإسرائيلي عن وقوع أكثر من 41 ألف شهيد وآلاف المصابين والمفقودين.

اقرأ أيضاًالرئيس الفلسطيني: العدوان الإسرائيلي المتواصل دمر نحو 90% من مرافق قطاع غزة

4 شهداء ومصابون في قصف للاحتلال وسط وجنوب قطاع غزة

وقوع شهداء.. طيران الاحتلال يستهدف منازل في مخيم النصيرات بغزة

مقالات مشابهة

  • الصحة الفلسطينية: ارتفاع حصيلة العدوان الاسرائيلي الى 41,802  شهيد و 96,844 مصاب
  • عاجل | "الشيكل يصل القاع".. سيناريوهات تأثير استمرار الحرب على اقتصاد إسرائيل
  • “الثورة” ترصد شهداء الحركة الرياضية الفلسطينية”صور”
  • الاجتياح البري لجنوب لبنان.. سيناريوهات الماضي تؤرق قادة إسرائيل
  • الصحة الفلسطينية: ارتفاع عدد شهداء غزة لـ 41788 وإصابة 96794 آخرين
  • عباس يدعو إلى وقف العدوان على فلسطين ولبنان
  • مندوب روسيا: “إسرائيل” تخطط لإشعال صراع مباشر بين إيران وأمريكا
  • مركز الدراسات الإستراتيجية: إيران تُزايد على العرب في دعم القضية الفلسطينية
  • ما سيناريوهات رد إسرائيل على إيران وما بنك أهدافها؟
  • الصحة الفلسطينية: ارتفاع ضحايا العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 41689 شهيدا