استطلاع للجزيرة نت.. 91% يعتقدون أن المقاطعة نجحت في الإضرار بالشركات الداعمة لإسرائيل
تاريخ النشر: 15th, December 2023 GMT
قالت الغالبية العظمى في استطلاع للرأي أجراه موقع الجزيرة نت إن المقاطعة الشعبية للمنتجات والشركات الداعمة لإسرائيل نجحت على نطاق واسع في الإضرار بهذه العلامات التجارية، كما توقع محللون أن تتراجع النتائج المالية لتلك العلامات التجارية خلال الربع الأخير من العام الحالي.
وانطلقت حملات شعبية واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي وانتقلت إلى أرض الواقع لمقاطعة المنتجات والشركات التي يُعتقد أنها تدعم إسرائيل في حربها ضد قطاع غزة.
وصوّت 91% من المشاركين في استطلاع الجزيرة نت بـ"نعم"، بينما صوت 9% بـ" لا" عن سؤال "هل نجحت المقاطعة الشعبية للمنتجات والشركات الداعمة لإسرائيل؟".
وشارك في هذا الاستطلاع بشكل مباشر 703 أشخاص، بينما نال الموضوع إعجاب 2926 آخرين، وجرى هذا الاستطلاع على حساب "اقتصاد الجزيرة نت" في منصات فيسبوك وتويتر وإنستغرام.
وتضررت عدة شركات جراء هذه الحملات الشعبية، كان أبرزها مجموعة ستاربكس التي تكبدت خسائر في قيمتها السوقية ناهزت 11 مليار دولار خلال فترة وجيزة بتأثير من المقاطعة وإضرابات الموظفين لتحسين أوضاعهم وضعف أداء الحملات الترويجية.
مقاطعة إلى الأبدلم يكتف كثير من المشاركين في الاستطلاع بالتصويت فقط بل تركوا بصمات تعكس دعمهم لحملات المقاطعة الشعبية.
ونستعرض هنا عددا من التعليقات الإيجابية التي رافقت تصويت المشاركين في استطلاع الرأي وجاء فيها:
نعم بالتأكيد والأهم الاستمرار في المقاطعة ودعم المنتجات المحلية. بغض النظر عن نتائج المقاطعة أنا مقاطعة إلى الأبد. لازم المقاطعة حتى إفلاس هذه الشركات وليس مقاطعة آنية. نجحت المقاطعة.. كل الأحرار استغنوا عن البضائع الداعمة للمحتل. نعم نجحت المقاطعة والشركات في طريقها لأن تخرج من دولنا واحدة تلو الأخرى. نعم وعن نفسي وعائلتي مقاطعون للأبد. نعم ولو من ناحية المبدأ وإيقاظ الضمير. نعم لكنهم لا يعترفون ومع الوقت ستنكشف خسائرهم. نعم، وستاربكس تتعرض لخسائر تاريخية منذ نشأتها. لم تعد مقاطعة بل هي حرب. نجحت وستنجح في كل العالم. نعم نجحت.. إنه سلاح فتاك دون دخائر ولا يتطلب سوى الوعي لدى الشعوب. نعم لكن النتائج المرجوة تحتاج إلى استمرارية لتؤثر في جذور الاقتصاد الذي غسل عقولنا.. العرب لديهم مواهب في الحرف والصناعات. نسبيا.. وبمواصلة المقاطعة ينجح كليا! فقوة النجاح مرتبطة بمقاطعة المعاملات والمنتوجات للدول الداعمة أيضا.مبادرات عديدة دعت لمقاطعة الشركات الداعمة لإسرائيل في حربها على #غزة.. فهل نجحت في تحقيق هدفها؟ pic.twitter.com/Em1r6FOAwa
— الجزيرة نت | اقتصاد (@AJAeconomy) December 8, 2023
خسائر ضخمةوتواصلت الجزيرة نت مع محللين لاستطلاع آرائهم بشأن تأثيرات المقاطعة الشعبية للمنتجات الداعمة لإسرائيل، وعبّر هؤلاء عن قناعتهم بأن هذه المقاطعة نجحت حتى الآن في الإضرار بالشركات التي يعتقد أنها تدعم الاحتلال في حربها المدمرة على قطاع غزة وهجماتها المتكررة على العديد من البلدات الفلسطينية في الضفة الغربية.
وقال مصطفى فهمي، الرئيس التنفيذي للإستراتيجيات والأسواق الناشئة بشركة فورتريس للاستثمار إن "الشركات الداعمة لإسرائيل تأثرت بشكل كبير بسبب حملات المقاطعة".
وأضاف في حديث للجزيرة نت "لو سلّطنا الضوء على منطقة الشرق الأوسط فقط سنجد أن فروع هذه المؤسسات تعاني بشكل كبير، كما أن هذا الوضع سينعكس سلبا على إيرادات الشركات الأم أيا كان مقرها أكانت في الولايات المتحدة أو بريطانيا أو غيرها".
وعبّر عن اعتقاده بأن النتائج الحقيقية لحملات المقاطعة عادة ما تظهر بعد شهرين أو أكثر، وقال إن التأثيرات السلبية ستكون ضخمة.
وبخصوص شركة ستاربكس -التي ما يزال سهمها يعاني من أجل تقليص خسائره- قال فهمي إن "الشركة ما زالت تواجه حملة المقاطعة على المستوى العالمي ولم تستطع أن تغير نظرة المستهلك اتجاهها رغم العروض الترويجية لأن المستهلك الآن ينظر إليها على أنها شريك في دعم الاحتلال".
ورأى أن ستاربكس ستواجه العديد من التحديات في المستقبل، وتوقع "أن تكون نتائجها المالية للربع الرابع سيئة للغاية وستنعكس على إجمالي النتائج السنوية".
وتابع "نستطيع أن نسقط هذا الوضع على كامل الشركات التي أيدت أو دعمت جيش الاحتلال بأشكال مختلفة".
من جهته قال المتخصص في الاقتصاد السياسي مطانس شحادة: "من حيث المبدأ من المفروض أن تؤثر حملات المقاطعة على الشركات الأميركية وعلى قراراتها الداعمة"، وأضاف في حديث للجزيرة نت "هذا نوع من أنواع الضغط الشعبي".
لكنه استدرك بالقول "لا توجد معطيات يمكن الارتكان إليها لتقييم حجم هذا التأثير، وما مدى المقاطعة الشعبية".
واستطرد: "المقاطعة دعم معنوي وطريق للضغط على الشركات.. وفي جميع الحالات هي جيدة ومؤثرة".
ومن بين الشركات والعلامات التجارية العالمية التي سارعت لإظهار تأييدها الكامل للجيش الإسرائيلي مطاعم ماكدونالدز، وبابا جونز وبيرغر كينغ، وشركة كارفور الفرنسية المالكة لسلسلة متاجر البقالة، ومقاهي ستاربكس، وشركات أدوية ومنظفات، ما أدى إلى تراجع مبيعات هذه الشركات في العديد من الدول الإسلامية.
ونقلت وكالة رويترز عن مصدر في إدارة شركة ماكدونالدز في مصر، لم تسمّه، أن مبيعات الامتياز المصري انخفضت 70% على الأقل في شهري أكتوبر/تشرين الأول، ونوفمبر/تشرين الثاني الماضيين، على أساس سنوي.
دعم المنتج المحليلم تقتصر المقاطعة الشعبية على الأشخاص بل اتخذت مستويات أعلى عندما قررت تركيا تعليق خطط للتعاون مع إسرائيل في مجال الطاقة بعد أيام من بدء عدوان إسرائيل على غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
كما أعلن الأردن وقتها أنه لن يوقع اتفاقية لتبادل الطاقة مقابل المياه مع تل أبيب في ظل الحرب على القطاع المحاصر.
وتدرك إسرائيل أن حملات المقاطعة تؤثر بشكل كبير على الجهات الداعمة لها ومن ثم تؤثر على اقتصادها.
ويشير تقرير لمؤسسة "راند كوربوريشن" الأميركية لعام 2015 إلى أن المقاطعة الاقتصادية لإسرائيل ما بين 2013 و2014 تسببت في خسارة تراكمية تقدر بحوالي 15 مليار دولار، وهو ما أدى إلى انخفاض الناتج المحلي الإجمالي للفرد في إسرائيل بنسبة 3.4% بحسب ما تنقل مجلة "كريتر" التركية.
ويظهر أن الأهم في هذه المقاطعة الشعبية هو توجه المستهلكين نحو دعم المنتجات المحلية التي شهدت إقبالا كبيرا في عدد من الدول العربية والإسلامية.
ويشن الاحتلال الإسرائيلي لليوم الـ70 حربا مدمرة على قطاع غزة خلفت أكثر من 18 ألفا و787 شهيدا وأكثر من 50 ألف مصاب، معظمهم أطفال ونساء، بالإضافة إلى دمار شامل في البنية التحتية والممتلكات.
View this post on InstagramA post shared by الجزيرة نت (@aljazeera.net)
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الشرکات الداعمة لإسرائیل المقاطعة الشعبیة حملات المقاطعة الجزیرة نت
إقرأ أيضاً:
مدير المستشفيات الميدانية للجزيرة نت: غزة تواجه كارثة الوفاة الجماعية للجرحى
غزة- كشف مدير المستشفيات الميدانية في وزارة الصحة بقطاع غزة الدكتور مروان الهمص عن أن أعدادا كبيرة من الجرحى فقدوا حياتهم أو أصيبوا بالشلل والبتر، وكان يمكن إنقاذهم لو توفرت الإمكانيات لتقديم الخدمة الطبية لهم وإجراء العمليات الجراحية اللازمة داخل المستشفيات التي تواجه خطر الانهيار في غضون شهر إلى 3 أشهر في حال استمر الحصار ووتيرة الحرب الإسرائيلية المتصاعدة.
واتهم الهمص في حوار خاص للجزيرة نت الاحتلال الإسرائيلي باستهداف المستشفيات الحكومية والخاصة والتابعة لهيئات دولية -بما فيها المستشفيات الميدانية- بشكل ممنهج، بهدف إخراج المنظومة الصحية من الخدمة تماما، ورفع فاتورة ضحايا الحرب.
وفيما يلي نص الحوار..
كنا نتمنى استمرار وقف إطلاق النار وإنقاذ أرواح كثيرة من أبناء شعبنا، ولكن بعد انهياره في 18 مارس/آذار الماضي -وسبق ذلك تشديد الحصار وإغلاق المعابر في الثاني من الشهر نفسه- لم تدخل منذ ذلك الحين أي حبة دواء أو قطرة ماء أو لقمة غذاء.
وهناك أيضا أزمة كهرباء خانقة، وحتى الهواء في غزة ملوث بغبار الرصاص والقذائف والغارات، ونلاحظ إصابات بحروق بنسبة 100% وحالات بتر تصل إلى 30% من الإصابات، وتصلنا الكثير من جثامين الشهداء على شكل أشلاء ممزقة، ويبدو أن الاحتلال يستخدم أسلحة جديدة أشد فتكا تؤدي إلى إصابات غير معتادة، وأغلبية الضحايا من النساء والأطفال وكبار السن.
إعلانونتيجة لشراسة المرحلة الحالية من الحرب المستشفيات ممتلئة بنسبة إشغال تتراوح بين 130 و150%.
الوضع داخل الأقسام -خصوصا العناية المركزة- مأساوي جدا، ونضطر في الاستقبال والطوارئ للعمل بنظام المفاضلة لتقليل الضغط على أسرّة العناية.
وأيضا الأقسام الداخلية مكتظة بعد استهداف مستشفيات مثل المستشفى الأهلي العربي (المعمداني) في غزة، والذي تعرّض للقصف المباشر مرتين، ومبنى الجراحة رجال في مجمع ناصر الطبي.
ولدينا 80 ألف مريض بالسكري و110 آلاف مريض بالضغط والقلب ونحو 10 آلاف مريض بالسرطان، 55% منهم لا يجدون علاجا بيولوجيا أو كيميائيا أو إشعاعيا، كثير منهم ينتظرون منذ فترة طويلة على قوائم السفر بلا جدوى، وأصبحوا فعليا على قوائم انتظار الموت بسبب عدم توفر الأدوية.
هل تعتقد أن معدلات الإصابة بالسرطان سترتفع في غزة نتيجة هذه الحرب؟نعم، في الحروب السابقة رصدنا ارتفاعا في معدلات الإصابة بالسرطان، خصوصا في المناطق التي تعرضت للقصف.
هذه الحرب غير مسبوقة من حيث التدمير، ومن المتوقع أن نشهد بعد 3 إلى 4 سنوات ارتفاعا في عدد الإصابات، خاصة أن المواد المستخدمة في القذائف تلوث البيئة والمياه والتربة، أضف إلى ذلك أن نوعية الغذاء المتوفر حاليا تعتبر عاملا مساعدا للإصابة بالسرطان.
كم عدد المسجلين على قوائم السفر للعلاج بالخارج؟لدينا 11 ألف حالة مسجلة رسميا لدى منظمة الصحة العالمية وتحتاج إلى السفر العاجل لتلقي العلاج، وفي كشوفات وزارة الصحة يوجد نحو 25 ألف جريح ومريض بدرجات متفاوتة من الحاجة للعلاج في الخارج، جميعهم ينتظرون في ظروف صعبة للغاية، وكثير منهم معرضون للموت في أي لحظة.
هل وصل القطاع الصحي لحالة الانهيار؟نعم، هناك انهيارات في بعض الجوانب، خدمات القسطرة القلبية وجراحة القلب توقفت بالكامل، فقدنا 85% من خدمات جراحة العظام، و73% من خدمات الجراحة العامة، وإذا استمر الحصار ومنع إدخال العلاج والوقود نتوقع انهيارا كاملا خلال شهر إلى 3 أشهر، مما يعني وفاة جماعية بين المرضى والجرحى.
إعلانمنظمة الصحة العالمية وغيرها من الهيئات على علم بالوضع، لكنها لا تستطيع التدخل، والاحتلال يستهدف الجميع، بما في ذلك مستشفيات تابعة للصليب الأحمر والهيئة الطبية الدولية وأطباء بلا حدود.
بعد خروج 36 مستشفى من الخدمة كم مستشفى لا يزال يعمل في القطاع؟توجد في الجنوب 3 مستشفيات حكومية: غزة الأوروبي ومجمع ناصر الطبي ومستشفى شهداء الأقصى.
وفي الشمال يعمل المستشفى الإندونيسي بإمكانيات محدودة وتحت تهديد دائم، وفي غزة المدينة فقط يعمل قسم الاستقبال والطوارئ وغرفة عمليات بمستشفى الشفاء.
أما المستشفيات الخاصة فهناك المعمداني وأصدقاء المريض والخدمة العامة ومستشفى الحلو الذي تديره الوزارة لخدمة النساء والولادة، وفي خان يونس يوجد مستشفى الأمل التابع للهلال الأحمر الفلسطيني، وفي الشمال يوجد مستشفى العودة في جباليا.
ما واقع المستشفيات الميدانية؟الاستهداف والحصار يطولان هذه المستشفيات أيضا، والاحتلال يمنع دخول المعدات وقطع الغيار، ونحن بحاجة إلى مستشفيين ميدانيين في رفح بسعة 200 سرير، ولا يوجد فيها حاليا سوى المستشفى الإماراتي المحاصر، وفي خان يونس توجد 3 مستشفيات ميدانية: الصليب الأحمر، والبريطاني، والكويت التخصصي.
وفي المحافظة الوسطى نحتاج مستشفى إضافيا إلى جانب المستشفى الذي تشغله منظمة أطباء بلا حدود، وفي غزة المدينة نحتاج مستشفى ميدانيا بسعة 400 سرير بدل مستشفى الشفاء الذي كان يضم 700 سرير.
حدثنا عن الوضع الدوائي؟مخازن وزارة الصحة شبه فارغة، لدينا فقط 37% من الأدوية و57% من المستلزمات الطبية.
فقدنا 99% من خدمات جراحة القلب والقسطرة، و85% من خدمات جراحة العظام، و73% من الجراحة العامة، و54% من خدمات مرضى السرطان، و45% من غسيل الكلى، و54% من أدوية الضغط والسكري والأطفال.
كيف تتعاملون مع الأعداد الكبيرة من الجرحى يوميا؟ إعلاننستخدم نظام المفاضلة، نقدم الرعاية لمن يمكن إنقاذه، ونترك الحالات الميؤوس منها للأسف، ونُسرّح الحالات المتوسطة بسبب نقص الأسرّة، ونرشّد في استخدام الأدوية والمستلزمات، وحتى الكهرباء، فمنظمة الصحة العالمية لديها مخزون وقود يكفي فقط لأسبوعين.
هل فقد بعض المرضى حياتهم نتيجة نقص الإمكانيات؟نعم، فقدنا كثيرين كان من الممكن إنقاذهم، بعضهم توفي لعدم توفر عمليات أو أدوية، والبعض أصيب بالشلل أو البتر بسبب غياب التدخل الجراحي المناسب.
هل تعملون في بيئة آمنة؟منذ بداية الحرب الطواقم تعمل على مدار الساعة، فقدنا 1400 شهيد من الكوادر الطبية، بينهم مختصون نادرون، فضلا عن أن 380 من العاملين معتقلون لدى الاحتلال، بالإضافة إلى أن الكوادر في غزة لم يتلقوا رواتبهم منذ 3 أشهر، ومن يتقاضى راتبه من رام الله يخسر نحو 30% منه عند سحبه، كما أننا نعيش في خيام بلا خصوصية أو أمان، ونكمل مهامنا تحت الخطر دون أدنى مقومات الحياة الكريمة.