ساعدوا الجيش بالدعاء….. انها الخواتيم – عمار العركي
تاريخ النشر: 15th, December 2023 GMT
موجة عالية من الإنتقادات والتنظير في تقصير الجيش واستخبارات الجيش لو تعرض لها اي جيش في الدنيا لغرق في يم الإحباط ، ولتدنت معنوياته وبالتالي سلاحه هذا اذا لم يرمي به في يد من ينظر ويُفتي بالتقصير أن “خُذ قاتل وعلمني كيف أقاتل” .
المشفقين والمتعجلين والمتأثرين والمحبطين….. الخ ، لم يستفيدوا او يتعلموا من مواقفهم السابقة واحباطاتهم وتنظيراتهم أثناء سير المعارك ، والتي سريعاً ما يثبت الجيش في نهاية المعركة خطأ تقييمهم وحكمهم عليه.
الأمر لا يحتاج لخبراء عسكريين لتقييم الموقف العسكري وشرحه للناس حتى “يصمتوا ويراقبوا ويساعدوا الجيش بالدعاء ” ، واي خبير عسكري يقيم ويحلل الموقف العسكري على حقيقته ليطمئن الناس يكون بصورة غير مباشرة ساعد الطابو الخامس وساند العدو.
ما حدث بشرق الجزيرة وسهل البطانة صباح اليوم متوقع ومخطط له ولا يحتاج لهذا التنظير والمغالطات والإفتاء بلا معلومات او تخصص .
بالفهم البسيط غير المتخصص وحسب المعلومات العامة المتداولة ومتابعة مجريات الحرب وأحداثها غير السرية ، اعتقد بان الجيش يوالي بنجاح وتقدم خطته في الضغط ومحاصرة المتمردين من كل الاتجاهات التي تشكل خطوط امداده حول ولاية الخرطوم مع ترك منفذ لا يستفيد منه المتمردون ، ويسهل التعامل معهم بعيداً عن المدن والمدنيين عبر منطقة شرق النيل ومنها الى فضاء سهل البطانة وارهاق وزعزعة قواتهم بواسطة الطيران او بانقطاع الامداد وخطوطه
هذه الاستراتيجية وبحسب طبيعة المنطقة نعتقد ان يكون للطيران والمدفعية المستخدمة التأثير والفاعلية كمرحلة اولى في التصدي.
اما الدفع بالمشاة قبل الخطوة أعلاه أحسب أنه ما تخطط له المليشيا التي أوحت بانها تستهدف الوقود شرق مدني لجر وسحب مشاة الجيش للاطراف وترك مساحة يسهل معها عمل الكمائن والإلتفافات، وهو اسلوب حرب العصابات التقليدي ،والذي تجيده وبالطبع.يكون ضمن حسابات وتقديرات الجيش في افشال هذا التكتيك عبر الطيران بغرض زعزعة وتشتيت تنظيم العدو.
خروج الدعم السريع من قلب الخرطوم إلى أطرافها (شمال الجزيرة والنيل الأبيض وجنوب نهر النيل) حدث اضطراراً وليس اختياراً بعد أن تعرض إلى خسائر فادحة داخل الخرطوم..
حالياً أصبحت القيادة العامة والمدرعات والإشارة ومعسكرات حطاب والكدرو في أمان بعد أن ارتفعت فعالية الطيران والمسيرات وحدثت خسائر ضخمة في صفوف الدعامة داخل مدن الخرطوم الثلاث الشيء الذي اضطرهم لمغادرة قلب الخرطوم إلى أطرافها، وبحمد الله ارتفع المدى العملياتي للمسيرات فأصبحت تقصفهم في قرِّي والجيلي وجبل أولياء والقطينة وقرى شرق النيل وشرق الجزيرة والباقير وما حولها..
حتى في أم درمان تقدم الجيش فتقهقرت معظم قواتهم إلى الصالحة ومع ذلك وصلهم الطيران ولم ترحمهم المسيرات.
إقدام الطيران على قصف نيالا أمس تطور لافت في هذه الحرب لأنه يعني ببساطة عدم وجود مكان آمن للمتمردين في السودان ويدل على أن سلاح الطيران حصل على دفعات نوعية مكنته من تنفيذ عملية الذراع الطويلة بفعالية عالية..
وخذوها مني..
الأيام المقبلة ستشهد ضربات أشد إيلاماً لهم بإذن الله.
خلاصة القول ومنتهاه
المجريات والتطورات السابقة ، واللاحقة خاصة في (سهل البطانة)، من شأنها رفع المعنويات وازالة حالة الصعود والهبوط ، ولكن اعلام العدو والحرب النفسية التي يمارسها والشائعات لعبت دور مؤثر لصالح العدو معنوياً ، وان كان ميدانياً الأمر محسوم لصالح الجيش.
المصدر: نبض السودان
كلمات دلالية: الجيش بالدعاء ساعدوا
إقرأ أيضاً:
(عودة وحيد القرن) كانت من أنجح العمليات التي قام بها قوات الجيش السوداني
(عودة وحيد القرن)
مر أسبوعان والقيادة العامة للقوات المسلحةمحاصرة حصارا رهيبا . بداخل القيادة العامة قوة لا تتجاوز 500 فردا وعدد من الضباط وضباط الصف وذلك في بداية شهر مايو وهو من الشهور شديدة الحرارة يمثل منتصف الصيف تماماً
الجنود معهم القائد العام ومعنوياتهم مرتفعة عالياً في عنان السماء ولكن الجوع والعطش هما السلاح المميت لهذة القوة فإنتهي كل ما يؤكل ويشرب فاصوات الذخيرة والمفرقعات والمتفجرات لا تعني بالنسبة لهم شيئا ، ولكن الجوع والعطش هو العدو الأول الذي لا يرحم ولا يحتاج إلى تكتيك أو خطة للهجوم عليهم هبط عليهم فجاة فصارت القوة بين ليلة وضحاها تضج جوعاً وعطشا فوقعت القوة بين مطرقة الجوع والعطش وسندان قوة التمرد التي ضربت حصاراً عنيفاً علي القيادة العامة
بذلت وحدة سلاح الإشارة مجهودا مضني لإرسال رسائل مشفرة الي قاعدة وادي سيدنا لأن خطة إسقاط الطعام من الجو فشلت تماماً لوجود المضادات الأرضية الشرسة حول القيادة العامة…!
اجتمع القائد مع قواته في قاعدة وادي سيدنا فقرروا ادخال الكساء والدواء والطعام الي القيادة العامة عن طريق النهر فجلبوا قاربين من القوارب النهرية البخارية بالاشتراك مع الشرطة النهرية وبعض جنود البحرية فكانت عملية في غاية من السرية وكعادة الجيش السوداني لابد من عمل بروفة أو تمثيلية او تجربة لهذه العملية لتأكيد نحاجها فظهرت لهم ملاحيظ (ملحوظات)
إن خط السير من وادي سيدنا الي القيادة العامة عبر النهر سيكون ملفتاً للعدو بسبب صوت مكنات القارب ولون القارب الأبيض..! فقرروا طلاء القوارب باللون الاسود كما صوت الماكينات وصوت تيار المياه سيكون عالياً لأنهم يبحرون عكس التيار الشديد فى شهر مايو
فكان القرار أن تنقل القوارب برا الي قرية أم دوم بعد طلائها باللون الاسود فنقلت ليلاً إلي نهاية أم دوم بواسطة شاحنات ضخمة ووضعت بالقوارب صناديق ضخمة بها ايطارات لسهولة السحب والجر فيمكن سحبها بواسطه جنديين فقط وهي تحمل أكثر من طن من المواد المختلفة ومن داخل الصناديق صندوق سري رقم بالرقم (صفر ) وشددت الحراسة عليه لأن به طائرات صغيرة مسيرة وطائرات درون مفككة أجزاء وضعت بعناية داخل الصندوق كما وضعت آليات حفر لحفر بئر مياه بالقيادة العامة وهو اهم بند لتجنب العطش نهائيا
تحركت القوارب بعد أن قرأ المقدم محمد الفاتح (سورة يس وختمها بالفاتحة) ثم تحرك الركب الميمون( 10 ضباط 15 جندي)
تحركت القوارب دون أن تشغل محركاتها فإنسابت القوارب انسايبا سهلاً جميلاً موفقاً فى النيل الخالد كان ذلك ( في يوم 2 شهر مايو) حتي وصلت كبري المنشية في وقت قياسي في منتصف النهر تحت الكبري تماما انزل الهلب فتوقفت القوارب تماما حتى منتصف الليل ثم سارت فكان برج الاتصالات شمالها ثم وصلت بري الفلل الرئاسية ثم توقفت تماماً تحت كبري النيل الازرق (كبري الحديد)
فسحبت الصناديق بسهولة_ لوجود الاطارات بها_ من القوارب ثم دخلت سحبا الي مستشفي العيون ومنها إلى مستشفى البشير الجديد
فكانت الإشارة المتفق عليها( سر الليل)) عدد اثنين قذيفة مضاءة عند هذه النقطة (مستشفى البشير)
فأطلقت القذائف فجأة من داخل القيادة العامة تحركت قوة وقوامها (400 فرد) فاطلقوا وابلا من النيران في كل الاتجاهات
فتحركت الصناديق تحت تغطية النيران حتي دخلت القيادة العامة عند دخولها القيادة العامة هلل الجميع وسجدوا شكرا لله حيث كان الخير وفيرا من مياه وغذاء وكساء ودواء وادوات حفر
تحركت القوارب بعد سماع صوت الذخيرة تاركة جزيرة توتي شمالها مروراً بكبري شمبات وكبري الحلفايا
فوصلت النقطة المعنيةقبال قاعدة وادي سيدنا فكان الاحتفال في وادي سيدنا إطلاق صواريخ مكثيفة بادلتها المدفعية بوابل من النيران الراجمات تحية للقائد العام للجيش السوداني
تحية رغم حصاره في القيادة العامةفكسر الحصار عنوة واقتدارا ( رجالة وعين حمراء)
سميت العملية (عودة وحيد القرن)
فكانت من أنجح العمليات التي قامت بها قوات الجيش السوداني
التحية لقوات الشعب المسلحة
والتحية لكل القوات النظامية وكل من يحمل السلاح ضد المتمردين الخونة
و الله المستعان
عبد الشكور حسن احمد
المحامي