المفاوضات كانت سابقة لحرب غزة وكانت تهدف إلى تثبيت الحدود البرية بعد الترسيم البحري

خلف التصعيد العسكري الذي يشهده الجنوب اللبناني، مروحة اتصالات مكثفة ومعمقة تحتدم على عدة مستويات في عواصم القرار الكبرى ومع الاحتلال الإسرائيلي لتحديد الخيارات الحقيقية والواقعية للمرحلة المقبلة وخصوصاً ما يتصل بتطورات الموقف على الحدود الملتهبة منذ الثامن من تشرين الأول الماضي.

افتراضات كثيرة تطرح على الطاولة وعروض وطروحات بشأن إبعاد حزب الله عن الحدود الشمالية .

اقرأ أيضاً : مراسلة رؤيا: الاحتلال يستهدف مناطق على الحدود اللبنانية

إذا كانت الكلمة على جبهة الجنوب اللبناني تبقى للميدان, فإن الكلام على جبهات التفاوض والبحث عن تسوية كبرى برعاية دولية إقليمية، تفضي إلى إعادة الهدوء والاستقرار إلى الجنوب يبقى رهن التكهنات. فالمفاوضات تسير على أكثر من خط، أهمها وأبرزها التحرك الأميركي المستمر، والذي يقوده المبعوث آموس هوكشتاين الذي سيحط قريبا في بيروت للمرة الثانية خلال الحرب في محاولة لترتيب وضع الحدود البرية

وتجنب التصعيد بعيدا عن التهديدات او المطالبة التي رفعها الاحتلال بمنطقة آمنة أو عازلة جنوبي الليطاني. بموازاة حركة فرنسية لافتة أيضاً على خط لبنان واسرائيل تنطلق في طروحاتها مما يطرحه الأميركيون مع اختلاف في اللهجة والمقاربة.
يقول مدير تحرير صحيفة النهار اللبنانية غسان حجار لرؤيا، إن " المفاوضات كانت سابقة لحرب غزة وكانت تهدف إلى تثبيت الحدود البرية بعد الترسيم البحري" . لكن اليوم يضيف حجار " تغيرت الأمور وأصبح هناك مفاوضات على أمور أخرى لأننا عدنا إلى القرار 1701 إذا كان يطبق او لا وكيف سيطبق، كيف سيقبل حزب الله بهذا التطبيق ويبعد مسافة ماذا سيأخذ في المقابل وأين سيحقق مكاسب مقابل ذلك" مؤكدا أن" في حال لم يقبض حزب الله الثمن فلن تستطيع الدول المعنية تحقيق ذلك سوى بالحرب والحرب ليست أمرا سهلا لإبعاد حزب الله الذي هو مترسخ ضمن الناس والأهالي في الجنوب اللبناني وليس دخيلا عليهم" يختم حجار.

ما لم يقله هوكشتاين في بيروت سمعه نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب الذي التقاه في دبي منذ أيام لبحث ما قد يحصل في لبنان في اليوم التالي لانتهاء حرب غزة لأن أي نقاش حول الـ 1701 أو ترسيم الحدود البرية، يبدأ فقط بعد وقف إطلاق النار. وهو الموقف المتمسك به حزب الله وأصبح الأميركيون يعرفونه تماماً كما معرفتهم باستحالة انسحاب الحزب أو قوات الرضوان من الجنوب كما يطرح الاحتلال الذي يشترط إبعاد الحزب مسافة لا تقل عن خمسة الى سبعة كيلومترات ومنعه من اعادة إقامة حوالى 100 موقع رصد ومراقبة كان قد نصبها في المنطقة الحدودية. باختصار نتائج المعركة في غزة هي التي ستحدد ملامح المرحلة المقبلة وكل ما تم تسريبه هو مجرد سيناريوهات متخيلة اسرائيلياً وفق حزب الله.

ويقول حجار “ إن التفاوض لا يمكنه نزع سلاح حزب الله بشكل كامل بل فقط أن يبعده عن الحدود مع فلسطين المحتلة وهذا لا يضر بحزب الله لأنه يملك صواريخ بعيدة المدى وهو اقترب من الحدود ليفاوض عليها ويقول نحن أصبحنا على الحدود مباشرة بشكل ظاهر، تريدون أن نبتعد فلنطبق القرار 1701 من الجهتين وليوقف الاحتلال خرقه السيادة اللبنانية وتحليقه بطيران الاستطلاع”. ويضيف حجار” الأمور شكلية تندرج في إطار إنقاذ سمعة إسرائيل ومخرج للأميركيين وهي محطة يحقق من خلالها حزب الله مكاسب”. أما عن الدور الإيراني وسط كل ما يجري يقول حجار إن
” دور إيران هو من خلال حزب الله وهناك وحدة حال “.

ويقول مراقبون إن أقصى ما يمكن أن يحصل لاحقاً في حال الوصول إلى اتفاق هو أن لا يعود الحزب للظهور بشكل علني عسكرياً في جنوب الليطاني كما كان الوضع عام 2006 بفعل القرار 1701. قرار دولي احتاج الى حرب حتى صدر فهل ستبلغ المواجهات الحالية ذروتها وتؤدي حكما إلى فرض تطبيقه.
وفي استعادة لأحداث العام 2006 ثمة روايات كثيرة للظروف التي أدّت إلى ولادة القرار 1701 في 12 آب 2006 بعد شهر من العمليات الحربية، وللأسباب التي حملت «حزب الله» على الموافقة عليه على رغم أنه نصّ على نزع سلاحه وأكد على القرارات الدولية السابقة 425 و426 و520، و1559 الذي صدر في 2 أيلول 2004 وطالب بنزع سلاح الحزب وسحب الجيش السوري من لبنان وانتخاب رئيس جديد للجمهورية. وتقول مصادر مواكبة لرؤيا " إن حزب الله كان يريد إنهاء تلك الحرب بأي ثمن فوافق على أن تقبل حكومة الرئيس فؤاد السنيورة آنذاك بالقرار" . وبعد صدوره عمل الحزب على تجاوزه من خلال الاحتفاظ بسلاحه في منطقة جنوب الليطاني بالتوازي مع التزامه باحترام وقف العمليات الحربية، ضمن ما اتفق على تسميته بقواعد الإشتباك، حتى عاد وانفجر الوضع العسكري بعد 7 تشرين الأول الماضي، وعاد الحديث عن تطبيق القرار 1701 كممر إلزامي لوضع حدّ للحرب في الجنوب واستعادة الدولة اللبنانية سيادتها على كامل أراضيها.

اذا وقت الكلام لم يحن بعد, بانتظار انتهاء الحرب على غزة وتبقى كل المقترحات مجرد أفكار في مفاوضات تجري على صفيح الجنوب الساخن اليوم وربما بيروت غدا حول السلاح والحدود والنفوذ الإقليمي. ولبنان لن يكون ضمن أي حل منفصل عن المنطقة.

المصدر: رؤيا الأخباري

كلمات دلالية: لبنان دولة فلسطين حزب الله تل أبيب الحدود البریة القرار 1701 حزب الله

إقرأ أيضاً:

الاحتلال يشن غارات على الضاحية الجنوبية لبيروت.. والمعارك تحتدم في الجنوب

شنت طائرات الاحتلال الإسرائيلي ثلاث غارات فجر الخميس على الضاحية الجنوبية لبيروت.

وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي أصدر إنذارا باستهداف ثلاث بنايات في حارة حريك في ضاحية بيروت الجنوبية.

كما شنت مقاتلات الاحتلال غارات على بلدات في قضاء صور جنوبي لبنان، واستهدفت نقطة تجمع لمسعفين في بلدة كفردونين بقضاء بنت جبيل جنوبي لبنان.

وقالت وزارة الصحة اللبنانية إن "10 أشخاص بينهم ثلاثة من المسعفين استشهدوا وأصيب 68 آخرون في حصيلة أولية لغارات إسرائيلية على بلدات عدة جنوبي لبنان".



وفي الجنوب، تتواصل المعارك في محاور التوغل، قرب بلدات الخيام وإبل السقي شرقا، وشمع والبياضة غربا.

وقال حزب الله إنه استهدف بالصواريخ للمرة الثانية تجمعا لقوات العدو الإسرائيلي جنوبي مدينة الخيام جنوبي لبنان.

وأسفرت المعارك في الساعات الأخيرة عن مقتل 4 جنود إسرائيليين، وفق ما كشفت عنه مصادر إسرائيلية، في حين أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل جندي من وحدة النخبة "ماجلان" وإصابة 10 آخرين.

وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي إنه رصد 25 صاروخا أطلقت من لبنان باتجاه الشريط الساحلي الشمالي، مؤكدا سقوط صاروخ في عكا.

من جانبه، قال حزب الله، إن مقاتليه هاجموا بالمسيّرات "قاعدة لوجستية للفرقة 146 بجيش العدو الإسرائيلي شرقي مدينة نهاريا"، مؤكدا إصابة الأهداف.

وأضاف الحزب، أنه هاجم "بسرب من المسيّرات قاعدة شراغا شمالي مدينة عكا المحتلة، وأصبنا الأهداف"، كما أعلن عن استهداف مدينة صفد برشقة صاروخية.

وأمس الأربعاء، شن الاحتلال الإسرائيلي غارات جوية عنيفة على مناطق متفرقة من الأراضي اللبنانية، بالتزامن مع وجود المبعوث الأمريكي آموس هوكشتاين في بيروت للتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار، في حين قصف حزب الله عددا من التجمعات العسكرية والقواعد التابعة للاحتلال.

وأفاد حزب الله، في سلسلة من البيانات عبر "تلغرام"، باستهداف مقاتليه بواسطة المدفعية والرشقات الصاروخية تجمعات لجيش الاحتلال الإسرائيلي عند الأطراف الجنوبية لبلدة شمع، وموقع المرج المقابل لبلدة مركبا، وموقع جل الدير مقابل بلدة مارون الراس، وفي جنوبي مدينة الخيام.

وأضاف الحزب أن مقاتليه استهدفوا أيضا قاعدة لوجستية للفرقة 146 في جيش الاحتلال الإسرائيلي شرقي مدينة نهاريا شمالي الأراضي المحتلة، موضحا أن العملية "تمت بسرب من المسيرات الانقضاضية، وأصابت أهدافها بدقة".



ومنذ بدء المواجهة بين حزب الله وإسرائيل في 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، قُتل أكثر من 3 آلاف و544 شخصا على الأقل في لبنان، وجرح أكثر من 15 ألفا، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، فضلا عن نحو 1.4 مليون نازح، وجرى تسجيل معظم الضحايا والنازحين بعد 23 سبتمبر/ أيلول الماضي.

ومنذ تكثيف إسرائيل غاراتها على جنوب لبنان وشرقه وفي الضاحية الجنوبية لبيروت يوم 23 سبتمبر/ أيلول الماضي، باءت بالفشل الجهود الدولية للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

مقالات مشابهة

  • الصحة اللبنانية: 5 شهداء و26 جريحا جراء غارات الاحتلال الإسرائيلي على محافظة الجنوب
  • الاحتلال يشن غارات على ضاحية بيروت.. ومقتل جندي بمعارك الجنوب
  • الاحتلال يشن غارات على الضاحية الجنوبية لبيروت.. والمعارك تحتدم في الجنوب
  • حزب الله يعزز عملياته ضد الاحتلال الإسرائيلي بأكثر من 12 هجوما
  • جنوب لبنان.. معارك بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله في الخيام وشمع
  • استهداف قائدين من حزب الله في الجنوب.. بيانٌ من الجيش الإسرائيلي
  • حزب الله يرفع الراية البيضاء ويرضخ للشروط الإسرائيلية وينفصل عن جبهة غزة وينسحب من الجنوب
  • الجيش اللبناني: إصابة عسكريين بعد استهداف جيش الاحتلال الإسرائيلي لآلية في الجنوب
  • جعجع اطّلع من هوكستين على مفاوضات وقف النار: لا جدوى من أن حل لا يرتكز على تطبيق القرارات الدولية
  • الخارجية الأمريكية: هناك تقدم في مفاوضات وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل