مفاوضات على صفيح جبهة الجنوب الساخنة بين مناوشات الاحتلال الإسرائيلي ووقائع حزب الله
تاريخ النشر: 15th, December 2023 GMT
المفاوضات كانت سابقة لحرب غزة وكانت تهدف إلى تثبيت الحدود البرية بعد الترسيم البحري
خلف التصعيد العسكري الذي يشهده الجنوب اللبناني، مروحة اتصالات مكثفة ومعمقة تحتدم على عدة مستويات في عواصم القرار الكبرى ومع الاحتلال الإسرائيلي لتحديد الخيارات الحقيقية والواقعية للمرحلة المقبلة وخصوصاً ما يتصل بتطورات الموقف على الحدود الملتهبة منذ الثامن من تشرين الأول الماضي.
اقرأ أيضاً : مراسلة رؤيا: الاحتلال يستهدف مناطق على الحدود اللبنانية
إذا كانت الكلمة على جبهة الجنوب اللبناني تبقى للميدان, فإن الكلام على جبهات التفاوض والبحث عن تسوية كبرى برعاية دولية إقليمية، تفضي إلى إعادة الهدوء والاستقرار إلى الجنوب يبقى رهن التكهنات. فالمفاوضات تسير على أكثر من خط، أهمها وأبرزها التحرك الأميركي المستمر، والذي يقوده المبعوث آموس هوكشتاين الذي سيحط قريبا في بيروت للمرة الثانية خلال الحرب في محاولة لترتيب وضع الحدود البرية
وتجنب التصعيد بعيدا عن التهديدات او المطالبة التي رفعها الاحتلال بمنطقة آمنة أو عازلة جنوبي الليطاني. بموازاة حركة فرنسية لافتة أيضاً على خط لبنان واسرائيل تنطلق في طروحاتها مما يطرحه الأميركيون مع اختلاف في اللهجة والمقاربة.
يقول مدير تحرير صحيفة النهار اللبنانية غسان حجار لرؤيا، إن " المفاوضات كانت سابقة لحرب غزة وكانت تهدف إلى تثبيت الحدود البرية بعد الترسيم البحري" . لكن اليوم يضيف حجار " تغيرت الأمور وأصبح هناك مفاوضات على أمور أخرى لأننا عدنا إلى القرار 1701 إذا كان يطبق او لا وكيف سيطبق، كيف سيقبل حزب الله بهذا التطبيق ويبعد مسافة ماذا سيأخذ في المقابل وأين سيحقق مكاسب مقابل ذلك" مؤكدا أن" في حال لم يقبض حزب الله الثمن فلن تستطيع الدول المعنية تحقيق ذلك سوى بالحرب والحرب ليست أمرا سهلا لإبعاد حزب الله الذي هو مترسخ ضمن الناس والأهالي في الجنوب اللبناني وليس دخيلا عليهم" يختم حجار.
ما لم يقله هوكشتاين في بيروت سمعه نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب الذي التقاه في دبي منذ أيام لبحث ما قد يحصل في لبنان في اليوم التالي لانتهاء حرب غزة لأن أي نقاش حول الـ 1701 أو ترسيم الحدود البرية، يبدأ فقط بعد وقف إطلاق النار. وهو الموقف المتمسك به حزب الله وأصبح الأميركيون يعرفونه تماماً كما معرفتهم باستحالة انسحاب الحزب أو قوات الرضوان من الجنوب كما يطرح الاحتلال الذي يشترط إبعاد الحزب مسافة لا تقل عن خمسة الى سبعة كيلومترات ومنعه من اعادة إقامة حوالى 100 موقع رصد ومراقبة كان قد نصبها في المنطقة الحدودية. باختصار نتائج المعركة في غزة هي التي ستحدد ملامح المرحلة المقبلة وكل ما تم تسريبه هو مجرد سيناريوهات متخيلة اسرائيلياً وفق حزب الله.
ويقول حجار “ إن التفاوض لا يمكنه نزع سلاح حزب الله بشكل كامل بل فقط أن يبعده عن الحدود مع فلسطين المحتلة وهذا لا يضر بحزب الله لأنه يملك صواريخ بعيدة المدى وهو اقترب من الحدود ليفاوض عليها ويقول نحن أصبحنا على الحدود مباشرة بشكل ظاهر، تريدون أن نبتعد فلنطبق القرار 1701 من الجهتين وليوقف الاحتلال خرقه السيادة اللبنانية وتحليقه بطيران الاستطلاع”. ويضيف حجار” الأمور شكلية تندرج في إطار إنقاذ سمعة إسرائيل ومخرج للأميركيين وهي محطة يحقق من خلالها حزب الله مكاسب”. أما عن الدور الإيراني وسط كل ما يجري يقول حجار إن
” دور إيران هو من خلال حزب الله وهناك وحدة حال “.
ويقول مراقبون إن أقصى ما يمكن أن يحصل لاحقاً في حال الوصول إلى اتفاق هو أن لا يعود الحزب للظهور بشكل علني عسكرياً في جنوب الليطاني كما كان الوضع عام 2006 بفعل القرار 1701. قرار دولي احتاج الى حرب حتى صدر فهل ستبلغ المواجهات الحالية ذروتها وتؤدي حكما إلى فرض تطبيقه.
وفي استعادة لأحداث العام 2006 ثمة روايات كثيرة للظروف التي أدّت إلى ولادة القرار 1701 في 12 آب 2006 بعد شهر من العمليات الحربية، وللأسباب التي حملت «حزب الله» على الموافقة عليه على رغم أنه نصّ على نزع سلاحه وأكد على القرارات الدولية السابقة 425 و426 و520، و1559 الذي صدر في 2 أيلول 2004 وطالب بنزع سلاح الحزب وسحب الجيش السوري من لبنان وانتخاب رئيس جديد للجمهورية. وتقول مصادر مواكبة لرؤيا " إن حزب الله كان يريد إنهاء تلك الحرب بأي ثمن فوافق على أن تقبل حكومة الرئيس فؤاد السنيورة آنذاك بالقرار" . وبعد صدوره عمل الحزب على تجاوزه من خلال الاحتفاظ بسلاحه في منطقة جنوب الليطاني بالتوازي مع التزامه باحترام وقف العمليات الحربية، ضمن ما اتفق على تسميته بقواعد الإشتباك، حتى عاد وانفجر الوضع العسكري بعد 7 تشرين الأول الماضي، وعاد الحديث عن تطبيق القرار 1701 كممر إلزامي لوضع حدّ للحرب في الجنوب واستعادة الدولة اللبنانية سيادتها على كامل أراضيها.
اذا وقت الكلام لم يحن بعد, بانتظار انتهاء الحرب على غزة وتبقى كل المقترحات مجرد أفكار في مفاوضات تجري على صفيح الجنوب الساخن اليوم وربما بيروت غدا حول السلاح والحدود والنفوذ الإقليمي. ولبنان لن يكون ضمن أي حل منفصل عن المنطقة.
المصدر: رؤيا الأخباري
كلمات دلالية: لبنان دولة فلسطين حزب الله تل أبيب الحدود البریة القرار 1701 حزب الله
إقرأ أيضاً:
اللواء أيمن عبد المحسن: إسرائيل تدعي استخدام الطائرات المسيرة لمراقبة حزب الله
قال اللواء أركان حرب أيمن عبد المحسن، المتخصص في الشأن العسكري والاستراتيجي، إنّ إسرائيل دأبت على عدم الالتزام بتنفيذ أي اتفاقات موقعة، بالإضافة إلى انتهاكاتها المتواصلة لسيادة الدول وخرقها للقانون الدولي.
الانتهاكات الإسرائيلية في لبنان واستخدام الطائرات المسيرةوأضاف «عبد المحسن»، خلال مداخلة هاتفية على قناة «القاهرة الإخبارية»، أنّ إسرائيل تواصل انتهاك سيادة الدولة اللبنانية من خلال عملياتها العسكرية واستخدام الطائرات المسيرة في الجنوب اللبناني، رغم اتفاق وقف إطلاق النار الذي وُقع في نوفمبر الماضي ودخل حيز التنفيذ.
ادعاءات إسرائيل بشأن الطائرات المسيرةوأشار إلى أنّ إسرائيل تدعي أن الطائرات المسيرة تُستخدم لمراقبة الأوضاع في الجنوب اللبناني، خاصة تلك المتعلقة بـ حزب الله، كما تزعم إسرائيل أنها تحذر السكان في المنطقة وتفجر بعض المناطق السكنية بدعوى وجود عناصر مسلحة من حزب الله فيها.
إسرائيل تطالب لبنان بالالتزام بوقف إطلاق الناروأوضح أن إسرائيل تطالب لبنان بالالتزام باتفاق وقف إطلاق النار بينما هي نفسها لا تلتزم به، مؤكدًا أن أهداف إسرائيل من خروقاتها المستمرة للاتفاق هي إرسال رسالة إلى الداخل الإسرائيلي، خاصة في الشمال، تؤكد فيها أنها تسيطر بشكل كامل على الجنوب اللبناني، مما يساعد في تهدئة مخاوف المستوطنات الإسرائيلية.