وكالة الصحافة المستقلة:
2024-07-10@15:35:25 GMT

وهكذا مِنْ أستراليا إلي كندا

تاريخ النشر: 15th, December 2023 GMT

ديسمبر 15, 2023آخر تحديث: ديسمبر 15, 2023

مصطفى منيغ*

 

استيقظت جل الضمائر مَنْ خَدَّرتها  بسُباتِ العَجزِ افتراءات إسرائيل ، ولاحَ فجر الحقائق يمسح ضبابية رُؤَى نشرتها على امتداد زمن طويل ، المُشَيِّدَة ما يَخُصّها على التهويل ، وإبعاد النوايا عن قصد غير جليل ، للانفراد بما جعلها مَحَلًّ شكوك أخفّ مستواها عند الكثيرين ثقيل ، وبذلك فقدت إسرائيل كل أمل في انجاز الذي أصبح مِنَ المستحيل ، فكّرَت  ورواد تأسيسها الأوائِل ، مِنْ عقودٍ سبعة  لتصبح بتنفيذه مع مرور المراحل ، أكبر تَجمُّعٍ لليهود يتحكَّم ليس في الشرق الأوسط المُشَكِّل له القليل ، بل في عالم غربي تتوسّطه آنذاك الولايات المتحدة الأمريكية بوضعها البديل ، ولطالما نصحنا محمود عباس بالابتعاد ما أمكن عن طلاسم حكام تل أبيب حتى لا يُصاب بعدوى الاحتيال ، ليقع في مصيدة عهود يتَّخذها فقهاء الصهاينة  ذريعة قد تبدو قانونية لتعميق جذور  الاحتلال ، لغاية الموعد المضروب وفق حساب سري من علاماته كثرة العويل ، المنبعث من انقلاب السحر على الساحر بإفراز السبب العامل ، وقد انفجر لتتوالَى فضائح الدولة العبرية القائمة على التطرُّف العقائدي العميل ، لصالح تخطيط لم يعد يقنع بالاستيلاء على أي حُكْمٍ بل إنتاج كلّ حُكم عن العدل والمساواة و احترام حقوق الإنسان مستقيل ، إلى أن جاءه الردّ اليقين على لسان نتنياهو القائل ، لن تكون هناك سلطة فلسطينية في رام الله ولا في القطاع بل القضاء الكامل ، على فلسطين الشعب والدولة كتحصيل حاصل ، ولتذهب الوعود المغلفة باتفاقات أسلو إلى أحضان مَن آمنوا بسلام عادل ، راود اتجاههم لاسترخاء يؤدي لما جرى من خَتْمٍ مُذِل، مادامت إسرائيل قائمة على تذويب طموحات غيرها بالمسكنات المُوَلٍّدة الإدمان على النسيان لدى كل غافل ، الذي تَعامَى عن بندقية المقامة حينما عوَّضَ أنامله الوثوب فوق ثقب نايٍ منساقاً لما ينفثه من ريح يصل صداه لأذني التاريخ لحناً يردٍّد الاستسلام الحامل ، لِما يَضع الصهاينة على خطِّ المُضِيِّ قُدُماً لتلوين المؤامرة بواقع جديد انتظاراً لما يحسبونه النَّصر المُقبل ، لكن ملحمة طوفان الأقصى التي لم تكن ولن تكون مجرّد معركة عابرة تعيد للفلسطينيين عامة مبادرة الدفاع الحقيقي عن حقوقهم المشرؤعة المجال ، ولكن لتضع لبنة لتلك الانطلاقة المباركة الفاصلة ستكون بين عهود الانبطاح ومداومة البكاء على نفس الأطلال ، و بين عهد واضح السمات شامخ العزة لمسلمي وعرب كل القارات القائم على الأسس الصلبة للاستقلال ، أكان المراد منه الموقف القرار المنصف الحر أو المواجهة المتحضِّرة النِّد للند مهما احتاج المعني من توفيت أقرب أو لزمن أطول يقرُّه كل عاقل .

… الرئيس الأمريكي مهما أبداه من تغيير ولو طفيف في مواقف مُعيَّنة اتجاه الحرب القائمة في غزة ، فإنما يقوم بذلك لدرّ غبار الكيل بمكيالي نفس المسؤول المباشر أحياناً عن إزهاق الآف الأرواح البريئة بغير موجب حق ، في عيون مَن حسبهم لا يفهمون ، وهم الأذكى بما تركوا عشيقته إسرائيل ، تناشد النجاة من الورطة الخطيرة التي انساقت مِن عنقها لتغرق في وحل مميت ، وقد لا يقوم لها بعدها قائم مهما حاولت ، يعيدها ولو لنصف ما كانت عليه ، طبعاً سيدرك جو بيدن عدم تقدير الأمور بما يناسب حجم الدولة التي قادها خلال معظم ولايته لكل الهزائم المعنوية الحاصد بها خسارته المُطلقة في الانتخابات المقبلة ، ما دام الشعب الأمريكي المحب في مجمله قيم الحرية والتمسك الواقعي الفعلي باحترام حقوق الإنسان ، فادر على إصلاح وترميم تلك الإدارة الأمريكية التي حاولت تغيير اسم البيت الأبيض بالأسود ، إرضاء لسياسة عنصرية تنهجها إسرائيل من أجل مصالحها الضيقة القائمة على اقتلاع شعب فلسطيني من أرضه بآلات فتك أمريكية الصنع ، وتأييد مطلق يرخِّص ارتكاب مجازر لم تشهد الإنسانية مثيلا لها ، تجعل من الولايات المتحدة الأمريكية الرسمية التدبير والتصرف ، منبع ظلم لا ظلم بعده ولا قبله .

… مستشار الأمن القومي الأمريكي المتواجد حالياً في إسرائيل لتمديد المساندة الكاملة للإدارة الأمريكية بشقيها السياسي والعسكري ليس إلاَّ ، وما يُقال أكثر من ذلك مجرد إبعادٍ لحقيقة مُرَّة نسجتها نفاهمات إسرائيلية أمريكية على صعيد يفوق سلطة نتنياهو ، المتروك لحد الساعة كواجهة تنفيذية  لتجربة مؤقتة متبوعة بأخرى لها زعامات إسرائيلية مهيَّأة لتحمّل مسؤولية ما بعد الحرب على غزة ، لكنها في حاجة ماسة لانتصار ولو جزئي لجيش الدفاع الإسرائيلي كي لا تنهار هياكل النظام الزاحف لنحقيق الرؤية الأمريكية في السيطرة بأسلوب جديد على المنطقة بما فيها إيران ، لهذا تبتعد أمريكا عن أي وقف للحرب على غزة ما دامت المقاومة منتصرة انتصارا لا يمكن التفريط فيه مهما قابلت من مغريات أولها معسول وآخرها بالتقصير مغلول .

… لقد فطنت معظم الدول الكبرى أن الأفضل في الرجوع إلى أخلاقيات التصرفات الانسانسة النبيلة ، التي أظهرت إسرائيل أنها غير مهتمة إلا بما يحقِّق مبتغاها ولو تطلَّب الأمر ضرب كل القيم والأعراف والقوانين الإنسانية ، من بين تلك الدول الكبرى أستراليا ونيوزيلندا وكندا ، حيث جاء موقفها من إيقاف الحرب المدمرة على قطاع غزة  ،  الموحَّد والمُشرِّف مُناسباً لمن ضميره حيّ لا يخشى بجهر إعلان الحق لومة لائم .

 

مدير مكتب المغرب لمنظمة الضمير العالمي لحقوق الإنسان في سيدني – أستراليا.

المصدر: وكالة الصحافة المستقلة

إقرأ أيضاً:

9 سنوات على رحيل العالمى عمر الشريف

تمر اليوم الذكرى التاسعة لرحيل الفنان العالمى لورانس العرب عمر الشريف الفنان الرائع الموهوب بالفطره والذى بدأ مشواره فى عالم السينما 1953، حينما قام ببطولة فيلم «صراع فى الوادى» مع فاتن حمامة وزكى رستم وحقق نجاحاً كبيراً وانطلق الشريف بسرعة الصاروخ وقام ببطولة العديد من الأفلام حقق فى معظمها نجاحاً كبيراً منها أيامنا الحلوة، سيدة القصر، صراع فى المينا، صراع فى النيل، إشاعة حب، نهر الحب، فى بيتنا رجل، حبى الوحيد، المماليك، بداية ونهاية، شاطئ الأسرار، موعد مع المجهول، وفى منتصف الستينات اتجه السينما العالمية وحصل على شهرة ونجومية عالمية وقام ببطولة العديد من الأفلام العالمية لعل من أبرزها لورانس العرب ودكتور زيفاجو وفى عام 1983 استبد به السوق للعودة السينما المصرية فقام ببطولة فيلم أيوب مع مديحة يسرى وفؤاد المهندس ومحمود المليجى الذى مات أمام «الشريف» خلال تصوير الفيلم وبعد ذلك قام ببطولة أفلام المواطن مصرى وضحك ولعب وجد وحب والأراجوز وحسن ومرقص.

 مهما مرت السنوات يبقى عمر الشريف حالة نادرة فى تاريخ السينما عمر الشريف أصابته خاله من اليأس والحزن الشديد عقب رحيل صديق عمره أحمد رمزى والسيدة الوحيدة التى أحبها من كل قلبه سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة عامى 2012- 2014 لم يتحمل كل هذا الحزن ورحل يوم 10 يوليو 2015 عن عمر ناهز 84 عاماً مهما مرت السنوات يبقى عمرى الشريف مستعمر قلوب الملايين.

مقالات مشابهة

  • 9 سنوات على رحيل العالمى عمر الشريف
  • أستراليا تطلق نظام حوسبة عالي الأداء لدعم الذكاء الاصطناعي
  • «إعلام عبري»: ابن نتنياهو يتسكع مع فتاة بأمريكا تاركا حرب إسرائيل الوجودية
  • الخارجية الأمريكية: واشنطن اتخذت خطوات دبلوماسية لخفض التوتر بين لبنان وإسرائيل
  • هيئة رئاسة مجلس النواب : مؤامرات الأعداء مهما بلغت لن تثني اليمنيين عن دعم الشعب الفلسطيني
  • كندا تندد بقرار إسرائيل إنشاء بؤر استيطانية غير قانونية في الضفة الغربية
  • كندا تطالب إسرائيل بإلغاء قرار بناء مستوطنات جديدة في الضفة الغربية
  • السفارة الأمريكية تؤكد لـ "CNN" إصابة مواطن أمريكي بصواريخ "حزب الله" شمالي إسرائيل
  • إصابة مواطن أمريكي بهجمات لحزب الله وسفارة واشنطن تعلق
  • هدد السعودية بضرب المطارات والبنوك.. عبدالملك الحوثي يُشعل جدلا وهكذا جاءت الردود