مع تواصل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة تتباين الآراء داخل دولة الاحتلال الإسرائيلي مع الخسائر الكبيرة التي يتكبدها جيش الاحتلال في غزة.

تظهر آراء متناقضة حول النزاع مع الفلسطينيين لدى منظمات يهودية ومن بينها، تبرز منظمة "الصوت اليهودي من أجل السلام" التي ترفض الاحتلال وتدعو إلى وقف الحرب، في حين تؤكد منظمة "حباد" على ضرورة السيطرة على الضفة الغربية وغزة والجولان السوري لضمان أمان "أرض إسرائيل" وفق تصريحات وأراء لعدد من عناصر الحركة وقادتها.



ويعمل عناصر من هذه الجميعة اليهودية على دعم جيش الاحتلال الإسرائيلي فبي عدوانه على قطاع غزة حيث تدور معارك برية، في بيت حانون، ويرفع جنود "إسرائيليون" لافتة تعلن "أول بيت لحباد" في غزة.


فيما يشير أشار عضو في الحركة إلى أن هذا البيت في شمال قطاع غزة يستقبل مقاتلين يقاتلون ضمن صفوف حباد، حيث سيوزعون أنوار الحانوكا على جنود الجيش الإسرائيلي في العطلة.
בית חב"ד הראשון בעזה:
מספר לוחמים, חסידי חב"ד הנלחמים בעזה, פתחו את הבית חב"ד בצפון הרצועה בבית חאנון, שם יפיצו את אור בחנוכה לעשרות אלפי חיילי צה"ל במהלך החג. pic.twitter.com/FVq92t1Kuk — שניאור אלפנביין (@ShneorElfenbein) December 6, 2023
ويبرز دور منظمة حباد في دعم السيطرة الإسرائيلية على قطاع غزة، مستندة إلى قوانين دينية وفلسفة خاصة.

يسعى أعضاء المنظمة إلى نشر شموع حانوكا في مواقع متعددة في إسرائيل وحول العالم، بما في ذلك غزة، وهو ما يعكس تصاعد المواقف الداعمة للسيطرة الإسرائيلية على القطاع.

إلا أن هذه المبادرة التي قادها الجنود في غزة ليست مركزًا رسميًا لحباد ولم يتم تنظيمها أو ترخيصها من قبل حركة حباد لوبافيتش، وهو ما أكده عضو في الحركة.

وكتب موقع "جوش بريس" أنه عندما يقول لك اليهود حباد في كل مكان"، فإنهم لا يمزحون".

وأضاف الموقع إن "مبعوثي حباد الحاسيدية حرصوا على إيجاد طريقهم إلى غزة لمرافقة قوات الجيش الإسرائيلي أثناء معركتها من أجل وجود إسرائيل ضد "حماس".
Am Yisroel Chai!
Jews from Argentina sponsored meals for hundreds of IDF soldiers stationed at the Gaza border. pic.twitter.com/aJHzXirlvL — Chabad.org (@Chabad) October 30, 2023
وأشار الموقع أن منظمة حباد تعمل على "وضع الشمعدان العام في أكبر عدد ممكن من الأماكن في إسرائيل وحول العالم والآن قاموا بتوسيع هذا التفويض ليشمل غزة".

نثير هذه المواقف مخاوف دولية وأميركية، خاصة بعد التصريحات التي أشار فيها الرئيس الأميركي جو بايدن إلى خلافات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو حول مستقبل الصراع والحل للدولتين.

يحذر بايدن من فقدان إسرائيل للدعم العالمي بسبب القصف "العشوائي" لغزة، ويدعو إلى تغيير مواقف نتانياهو لتحقيق حلاً طويل الأمد للصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

من هي منظمة "حباد"

تعتبر إحدى المؤسسات اليهودية الأورثوذكسية البارزة والكبيرة في العالم، حيث تمتد جذورها إلى القرن الثامن عشر وتتبنى التقاليد الدينية اليهودية.

تأسست المنظمة في عام 1788 على يد الحاخام شنيور ملادي، الذي كان مؤمنًا بأهمية الحفاظ على السيطرة على كل أرض إسرائيل التوراتية.

يقع مقر المنظمة في بروكلين، نيويورك، وهي توفر بيوت حباد حول العالم لليهود المحليين والمسافرين، حيث يمكنهم الحصول على طعام كوشر ومكان للصلاة، إلى جانب خدمات دينية أخرى.
 

تطورت حركة حباد من مدارس اليهودية الأورثوذكسية في بيلاروسيا إلى أن أصبحت حركة عالمية تهتم بالاحتياجات الروحية والمادية لليهود في جميع أنحاء العالم.

وبعد المحرقة، أشرف الحاخام يوسف يتسحاق شنيرسون وخليفته الحاخام مناحيم شنيرسون على توجيه الحركة نحو تلبية احتياجات الجاليات اليهودية في مختلف البلدان.

تعتمد حركة حباد على تعاليم "بعل شيم طوف"، الذي كان يهوديًا في القرن الثامن عشر، ويعني اسمه "سيد الاسم".

وتستضيف بيوت حباد دروسا ومحاضرات وورش عمل حول المواضيع اليهودية، وتقدم الخدمات الدينية بما في ذلك وجبات السبت، وتنظم المناسبات الخاصة وفقًا لاحتياجات المجتمع.

تسعى المنظمة إلى توحيد اليهود في جميع أنحاء العالم باستخدام تكنولوجيا الإنترنت، وتعزيز ارتباطهم بتقاليد يهودية تمتد لأكثر من 3300 عام، وتعزيز فهمهم الأعمق لطقوس اليهودية وإيمانها. كما تعتبر كلمة "حباد" اختصارًا عبريًا للملكات الفكرية الثلاث: الحكمة، والفهم، والمعرفة.

في حين ترتبط كلمة "لوبافيتش" باسم المدينة التي نشأت فيها الحركة في بيلاروسيا. يستمد أنصار المنظمة إلهامهم من تعاليم القادة السبعة ("Rebbes")، بدءا من الحاخام شنور زلمان من ليادي.
 
حباد وموقفها من العرب؟
 
تتخذ منظمة حباد-لوبافيتش موقفًا متشككا إزاء إمكانية التوصل لسلام بين إسرائيل والدول العربية المحيطة بها. ترى المنظمة أن إسرائيل تسعى لتحقيق هدفين أساسيين من خلال أي اتفاق سلام، وهما ضمان أمانها ضد أي هجوم من الدول العربية المجاورة وضمان أمان مواطنيها من التهديد الإرهابي.

ترى المنظمة أن هذه الأهداف تتعلق في المقام الأول بالجوانب العسكرية، وعليها أن تُستشار في هذا السياق خبراء عسكريين لتحديد المعايير التي يجب أن تستند إليها أي مفاوضات.

تشدد المنظمة على رفض فكرة التنازل عن الأراضي مقابل السلام، مع التركيز على أهمية الحفاظ على مرتفعات الجولان ودورها الحيوي في تأمين الحياة اليومية للمواطنين الإسرائيليين. ترى المنظمة أن السيطرة على هذه الأراضي تُعزز الدفاع الاستراتيجي لإسرائيل وتمنع أي هجوم محتمل من القوات السورية.

فيما يتعلق بالضفة الغربية، تعتبر المنظمة أن تسليم هذه المنطقة لإقامة دولة فلسطينية قد يشكل تحديًا أمنيًا بسبب الموقع الاستراتيجي الذي تشغله، حيث يمكن للقوات العدوة تقسيم إسرائيل إلى نصفين بسهولة. كما تشير المنظمة إلى أن وجود السكان العرب في تلك المناطق قد يسبب مشاكل أمنية، وتروج للفكرة أن السيطرة الإسرائيلية على هذه المناطق تسهل تجميع المعلومات الاستخبارية بشكل

انتقادات لاذعة لقادة الاحتلال

ترى المنظمة أن قادة سياسيين وعسكريين في إسرائيل هم من قدموا تنازلات مقابل السلام، لأنهم يشعرون أن السلام سيحل كل هذه الصعوبات، وأن الاعتبارات الأمنية لن تكون ضرورية بمجرد إحلال السلام.

لكن المنظمة تقول إنه إذا سئل هؤلاء ما هو المطلوب من الناحية الأمنية البحتة؟ فإنهم "يجيبون بأنه لا ينبغي إعادة هذه الأراضي ومع ذلك، فإنهم يوضحون أنهم على استعداد للمخاطرة من أجل السلام".

وتعتقد المنظمة أنه "عندما يتعلق الأمر بمسائل الحياة والموت، لا يخاطر المرء بناء على ما قد يحدث أو لا يحدث في المستقبل.

ومن كيف يمكن المخاطرة بحياة الناس لأن الوضع ربما يتغير في المستقبل؟ من الذي يتم أخذ حياته بهذا الاستخفاف؟"، في إشارة إلى أن المنظمة تعارض السلام مع العرب على أساس الاعتقاد بأنه سينهي الخطر الأمني القادم من الجيران.

وتسأل المنظمة "كيف يمكننا أن نعرف ما سيحدث في المستقبل؟ لنفترض أن زعيما عربيا سيكون مستعدا للدخول في معاهدة سلام كاملة وشاملة مع إسرائيل. هل ينبغي تخفيف الاعتبارات الأمنية بسبب مثل هذا العرض؟".

https://www.chabad.org/therebbe/article_cdo/aid/72563/jewish/Eyes-Upon-the-Land-Part-2.htm

وتجيب بأنه "بالطبع لا، الأنظمة العربية هي في معظمها دكتاتورية شمولية عرضة للانقلابات والتغييرات غير المتوقعة. ماذا سيحدث لو سقط القائد الذي صنع السلام؟ فهل سيواصل خليفته الاتفاق؟ في مثل هذا السيناريو تكون إسرائيل قد عرضت أمنها للخطر، وقربت عدوها، من دون أن يكون لديها أي ضمان لسلامتها المستقبلية".

وتقدم المنظمة نقدا لسياسة إسرائيل، معتبرة أن "الدولة تواجه صعوبة في مواجهة صورتها الذاتية".

وتقول إن "من الصعب أن نتصور أن إسرائيل تجد صعوبة في التصالح مع هويتها كدولة يهودية. ولهذا السبب، هناك الكثير من الخطابات ضد الأرثوذكس والملتزمين. وبسبب هذه الصعوبة، لم تخرج إسرائيل قط لتقول: هذه أرض يهودية، وهبها الله لنا، وهي ضرورية لأمننا. وبدلا من ذلك، فإنها تقدم كل أنواع الحجج لمحاولة تبرير حيازتها للأرض وفقا للقيم العالمية".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية قطاع غزة دولة الاحتلال الضفة الغربية قطاع غزة الضفة الغربية الجولان المحتل دولة الاحتلال سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة السیطرة على قطاع غزة إلى أن

إقرأ أيضاً:

الجهاد: جرائم الحرب بالضفة وغزة لن تثني شعبنا عن مواصلة المقاومة

صفا

قالت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، إن اليوم الموافق 6 سبتمبر يصادف الذكرى الثالثة لعملية نفق الحرية، التي نفذها ستة من الأسرى الأبطال في سجن جلبوع، "موجهين صفعة مدوية للمؤسسة الأمنية في الكيان، ومؤكدين تمسك شعبنا بمقاومة الاحتلال الإسرائيلي، حتى لو حفر الصخر بالأظافر".

وأكدت الجهاد في تصريح صحفي وصل وكالة "صفا"، يوم الجمعة، أن هذه العملية، كانت كما وصفها الأمين العام للحركة زياد النخالة بأنها "فعل مُعجز أشعل ثورة جديدة، وأشعل الرصاص على امتداد الأرض، التي لم تستسلم للاحتلال".

وشددت على أن رسالة الإرادة والإصرار التي عبر عنها أبطال نفق الحرية، وصلت إلى قلوب شباب الضفة، وكتائبها، وأحيت الأمل بالانتصار على الاحتلال ومواجهته بكل بسالة وإرادة لا تعرف التراجع، وكان لها الدور الحاسم في تعزيز كتائب سرايا القدس في مدن الضفة ومخيماتها، والتفاف شعبنا حولها، جنبا إلى جنب مع باقي القوى والفصائل المقاومة.

وأضافت: "ومثلما أسس الفرار الكبير من سجن غزة المركزي، الذي قام به الشهيد مصباح الصوري وإخوانه في العام 1987، بداية المقاومة المسلحة ضد الاحتلال من داخل فلسطين، فكذلك كانت عملية نفق الحرية 2021، شرارة اشتعال الضفة في وجه المحتلين الغاصبين، استمرارا على نهج المقاومة مهما عظمت التضحيات".

وأشارت الجهاد إلى أن إقدام قوات العدو على اغتيال نجل الأسير زكريا الزبيدي، أحد أبطال عملية نفق الحرية، مع أربعة من المجاهدين في طوباس، عشية الذكرى الثالثة، باستخدام سلاح الجو، هي تعبير عن قوة الصفعة والإهانة التي ألحقتها العملية بصورة الكيان ومنظومته الأمنية، والتي يحاول طمس ذكراها.

وأوضحت أن "جرائم الحرب التي يرتكبها العدو في الضفة وغزة لن تثني شعبنا عن مواصلة الجهاد والمقاومة؛ وقد تبين للعالم أجمع أن هذا الكيان هو كيان مجرم لا يتورع عن ارتكاب كل الموبقات وجرائم الحرب لتنفيذ أهداف أسطورية بعقلية عنصرية بغيضة".

وتابعت الجهاد: "إننا نقف إجلالاً، إذ نتوجه بالتحية إلى أبطال عملية نفق الحرية، الذين ينتقم منهم العدو بإجراءات إجرامية، منها العزل الانفرادي والحرمان من الزيارات على مدى السنوات الثلاثة الماضية"، مشددة على أن صمود الأسرى ونضالاتهم هي الوقود الذي تستمد منه مقاومتنا قوتها وثباتها وإصرارها حتى دحر الاحتلال وتحرير أرضنا ووطننا.

مقالات مشابهة

  • البرهان يؤكد استعداده السماح للمنظمات الإنسانية باستخدام مطار مروي
  • وزير الأمن القومي الإسرائيلي: الحرب التي نخوضها ليست في لبنان وغزة فقط إنما في الضفة الغربية كذلك
  • بن غفير: إسرائيل تخوض حربا في لبنان وغزة والضفة الغربية
  • «الدويري»: المفاوضات بين إسرائيل وغزة صعبة للغاية ومعقدة
  • مصدر أمني:طرد مسؤول منظمة بدر من مقره في الناصرية
  • منظمة أممية تطلق نداء عاجلا لتوفير أكثر من 13 مليون دولار لإغاثة 50 ألف أسرة في اليمن
  • الجهاد: جرائم الحرب بالضفة وغزة لن تثني شعبنا عن مواصلة المقاومة
  • الجهاد: جرائم الحرب في الضفة وغزة لن تثني شعبنا عن مواصلة المقاومة
  • ترامب يحذّر اليهود من "زوال إسرائيل" في هذه الحالة
  • هل أصبحت إيران قريبة من القنبلة النووية؟