تزعم حق اليهود بالسيطرة على الضفة وغزة.. ماذا تعرف عن منظمة حباد اليهودية
تاريخ النشر: 15th, December 2023 GMT
مع تواصل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة تتباين الآراء داخل دولة الاحتلال الإسرائيلي مع الخسائر الكبيرة التي يتكبدها جيش الاحتلال في غزة.
تظهر آراء متناقضة حول النزاع مع الفلسطينيين لدى منظمات يهودية ومن بينها، تبرز منظمة "الصوت اليهودي من أجل السلام" التي ترفض الاحتلال وتدعو إلى وقف الحرب، في حين تؤكد منظمة "حباد" على ضرورة السيطرة على الضفة الغربية وغزة والجولان السوري لضمان أمان "أرض إسرائيل" وفق تصريحات وأراء لعدد من عناصر الحركة وقادتها.
ويعمل عناصر من هذه الجميعة اليهودية على دعم جيش الاحتلال الإسرائيلي فبي عدوانه على قطاع غزة حيث تدور معارك برية، في بيت حانون، ويرفع جنود "إسرائيليون" لافتة تعلن "أول بيت لحباد" في غزة.
فيما يشير أشار عضو في الحركة إلى أن هذا البيت في شمال قطاع غزة يستقبل مقاتلين يقاتلون ضمن صفوف حباد، حيث سيوزعون أنوار الحانوكا على جنود الجيش الإسرائيلي في العطلة.
בית חב"ד הראשון בעזה:
מספר לוחמים, חסידי חב"ד הנלחמים בעזה, פתחו את הבית חב"ד בצפון הרצועה בבית חאנון, שם יפיצו את אור בחנוכה לעשרות אלפי חיילי צה"ל במהלך החג. pic.twitter.com/FVq92t1Kuk — שניאור אלפנביין (@ShneorElfenbein) December 6, 2023
ويبرز دور منظمة حباد في دعم السيطرة الإسرائيلية على قطاع غزة، مستندة إلى قوانين دينية وفلسفة خاصة.
يسعى أعضاء المنظمة إلى نشر شموع حانوكا في مواقع متعددة في إسرائيل وحول العالم، بما في ذلك غزة، وهو ما يعكس تصاعد المواقف الداعمة للسيطرة الإسرائيلية على القطاع.
إلا أن هذه المبادرة التي قادها الجنود في غزة ليست مركزًا رسميًا لحباد ولم يتم تنظيمها أو ترخيصها من قبل حركة حباد لوبافيتش، وهو ما أكده عضو في الحركة.
وكتب موقع "جوش بريس" أنه عندما يقول لك اليهود حباد في كل مكان"، فإنهم لا يمزحون".
وأضاف الموقع إن "مبعوثي حباد الحاسيدية حرصوا على إيجاد طريقهم إلى غزة لمرافقة قوات الجيش الإسرائيلي أثناء معركتها من أجل وجود إسرائيل ضد "حماس".
Am Yisroel Chai!
Jews from Argentina sponsored meals for hundreds of IDF soldiers stationed at the Gaza border. pic.twitter.com/aJHzXirlvL — Chabad.org (@Chabad) October 30, 2023
وأشار الموقع أن منظمة حباد تعمل على "وضع الشمعدان العام في أكبر عدد ممكن من الأماكن في إسرائيل وحول العالم والآن قاموا بتوسيع هذا التفويض ليشمل غزة".
نثير هذه المواقف مخاوف دولية وأميركية، خاصة بعد التصريحات التي أشار فيها الرئيس الأميركي جو بايدن إلى خلافات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو حول مستقبل الصراع والحل للدولتين.
يحذر بايدن من فقدان إسرائيل للدعم العالمي بسبب القصف "العشوائي" لغزة، ويدعو إلى تغيير مواقف نتانياهو لتحقيق حلاً طويل الأمد للصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
من هي منظمة "حباد"
تعتبر إحدى المؤسسات اليهودية الأورثوذكسية البارزة والكبيرة في العالم، حيث تمتد جذورها إلى القرن الثامن عشر وتتبنى التقاليد الدينية اليهودية.
تأسست المنظمة في عام 1788 على يد الحاخام شنيور ملادي، الذي كان مؤمنًا بأهمية الحفاظ على السيطرة على كل أرض إسرائيل التوراتية.
يقع مقر المنظمة في بروكلين، نيويورك، وهي توفر بيوت حباد حول العالم لليهود المحليين والمسافرين، حيث يمكنهم الحصول على طعام كوشر ومكان للصلاة، إلى جانب خدمات دينية أخرى.
تطورت حركة حباد من مدارس اليهودية الأورثوذكسية في بيلاروسيا إلى أن أصبحت حركة عالمية تهتم بالاحتياجات الروحية والمادية لليهود في جميع أنحاء العالم.
وبعد المحرقة، أشرف الحاخام يوسف يتسحاق شنيرسون وخليفته الحاخام مناحيم شنيرسون على توجيه الحركة نحو تلبية احتياجات الجاليات اليهودية في مختلف البلدان.
تعتمد حركة حباد على تعاليم "بعل شيم طوف"، الذي كان يهوديًا في القرن الثامن عشر، ويعني اسمه "سيد الاسم".
وتستضيف بيوت حباد دروسا ومحاضرات وورش عمل حول المواضيع اليهودية، وتقدم الخدمات الدينية بما في ذلك وجبات السبت، وتنظم المناسبات الخاصة وفقًا لاحتياجات المجتمع.
تسعى المنظمة إلى توحيد اليهود في جميع أنحاء العالم باستخدام تكنولوجيا الإنترنت، وتعزيز ارتباطهم بتقاليد يهودية تمتد لأكثر من 3300 عام، وتعزيز فهمهم الأعمق لطقوس اليهودية وإيمانها. كما تعتبر كلمة "حباد" اختصارًا عبريًا للملكات الفكرية الثلاث: الحكمة، والفهم، والمعرفة.
في حين ترتبط كلمة "لوبافيتش" باسم المدينة التي نشأت فيها الحركة في بيلاروسيا. يستمد أنصار المنظمة إلهامهم من تعاليم القادة السبعة ("Rebbes")، بدءا من الحاخام شنور زلمان من ليادي.
حباد وموقفها من العرب؟
تتخذ منظمة حباد-لوبافيتش موقفًا متشككا إزاء إمكانية التوصل لسلام بين إسرائيل والدول العربية المحيطة بها. ترى المنظمة أن إسرائيل تسعى لتحقيق هدفين أساسيين من خلال أي اتفاق سلام، وهما ضمان أمانها ضد أي هجوم من الدول العربية المجاورة وضمان أمان مواطنيها من التهديد الإرهابي.
ترى المنظمة أن هذه الأهداف تتعلق في المقام الأول بالجوانب العسكرية، وعليها أن تُستشار في هذا السياق خبراء عسكريين لتحديد المعايير التي يجب أن تستند إليها أي مفاوضات.
تشدد المنظمة على رفض فكرة التنازل عن الأراضي مقابل السلام، مع التركيز على أهمية الحفاظ على مرتفعات الجولان ودورها الحيوي في تأمين الحياة اليومية للمواطنين الإسرائيليين. ترى المنظمة أن السيطرة على هذه الأراضي تُعزز الدفاع الاستراتيجي لإسرائيل وتمنع أي هجوم محتمل من القوات السورية.
فيما يتعلق بالضفة الغربية، تعتبر المنظمة أن تسليم هذه المنطقة لإقامة دولة فلسطينية قد يشكل تحديًا أمنيًا بسبب الموقع الاستراتيجي الذي تشغله، حيث يمكن للقوات العدوة تقسيم إسرائيل إلى نصفين بسهولة. كما تشير المنظمة إلى أن وجود السكان العرب في تلك المناطق قد يسبب مشاكل أمنية، وتروج للفكرة أن السيطرة الإسرائيلية على هذه المناطق تسهل تجميع المعلومات الاستخبارية بشكل
انتقادات لاذعة لقادة الاحتلال
ترى المنظمة أن قادة سياسيين وعسكريين في إسرائيل هم من قدموا تنازلات مقابل السلام، لأنهم يشعرون أن السلام سيحل كل هذه الصعوبات، وأن الاعتبارات الأمنية لن تكون ضرورية بمجرد إحلال السلام.
لكن المنظمة تقول إنه إذا سئل هؤلاء ما هو المطلوب من الناحية الأمنية البحتة؟ فإنهم "يجيبون بأنه لا ينبغي إعادة هذه الأراضي ومع ذلك، فإنهم يوضحون أنهم على استعداد للمخاطرة من أجل السلام".
وتعتقد المنظمة أنه "عندما يتعلق الأمر بمسائل الحياة والموت، لا يخاطر المرء بناء على ما قد يحدث أو لا يحدث في المستقبل.
ومن كيف يمكن المخاطرة بحياة الناس لأن الوضع ربما يتغير في المستقبل؟ من الذي يتم أخذ حياته بهذا الاستخفاف؟"، في إشارة إلى أن المنظمة تعارض السلام مع العرب على أساس الاعتقاد بأنه سينهي الخطر الأمني القادم من الجيران.
وتسأل المنظمة "كيف يمكننا أن نعرف ما سيحدث في المستقبل؟ لنفترض أن زعيما عربيا سيكون مستعدا للدخول في معاهدة سلام كاملة وشاملة مع إسرائيل. هل ينبغي تخفيف الاعتبارات الأمنية بسبب مثل هذا العرض؟".
https://www.chabad.org/therebbe/article_cdo/aid/72563/jewish/Eyes-Upon-the-Land-Part-2.htm
وتجيب بأنه "بالطبع لا، الأنظمة العربية هي في معظمها دكتاتورية شمولية عرضة للانقلابات والتغييرات غير المتوقعة. ماذا سيحدث لو سقط القائد الذي صنع السلام؟ فهل سيواصل خليفته الاتفاق؟ في مثل هذا السيناريو تكون إسرائيل قد عرضت أمنها للخطر، وقربت عدوها، من دون أن يكون لديها أي ضمان لسلامتها المستقبلية".
وتقدم المنظمة نقدا لسياسة إسرائيل، معتبرة أن "الدولة تواجه صعوبة في مواجهة صورتها الذاتية".
وتقول إن "من الصعب أن نتصور أن إسرائيل تجد صعوبة في التصالح مع هويتها كدولة يهودية. ولهذا السبب، هناك الكثير من الخطابات ضد الأرثوذكس والملتزمين. وبسبب هذه الصعوبة، لم تخرج إسرائيل قط لتقول: هذه أرض يهودية، وهبها الله لنا، وهي ضرورية لأمننا. وبدلا من ذلك، فإنها تقدم كل أنواع الحجج لمحاولة تبرير حيازتها للأرض وفقا للقيم العالمية".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية قطاع غزة دولة الاحتلال الضفة الغربية قطاع غزة الضفة الغربية الجولان المحتل دولة الاحتلال سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة السیطرة على قطاع غزة إلى أن
إقرأ أيضاً:
ماذا كشفت اليونيفيل عن حرب لبنان؟ مسؤول يتحدّث
كشفت قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان "اليونيفيل"، طبيعة الدور الذي ستقوم به في اليوم التالي بعد انتهاء الحرب في لبنان، مشيرة إلى أنه سيكون ملتزما بالقرار 1701.وقالت "اليونيفيل" بشأن سحب الأرجنتين عناصرها من قوّات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، إن هذا القرار لن يؤثر على استمرارها بـ"مراقبة الوضع وتقديم الدعم بالقدر المستطاع" في الجنوب اللبناني.
وقال المتحدث الرسمي باسم قوّات "اليونيفيل" أندريا تيننتي، إنّه "من حق كلّ دولة من الدول الأعضاء أو من الدول المساهمة بقوات حفظ السلام أن تقرر ما الذي تريد أن تفعله في ما يتعلق بقوات حفظ السلام التابعة لها".
وفي حديث خاص مع موقع "إرم نيوز" أجراه الإعلامي اللبناني وسيم عرابي، قال تيننتي إنه "لم نتلقَ أيَّ تبرير بشأن انسحاب الأرجنتين"، موضحاً أن "البعثة الدائمة للحكومة الأرجنتينية لدى الأمم المتحدة أرسلت رسالة إلى الأمم المتحدة تبلغها بسحب ضباط الأركان الأربعة التابعين لها في اليونيفيل".
وأكّد أنّ "ذلك التطوّر لن يغيّر من أنشطة قوات اليونيفيل الميدانية ومن عمل قوات حفظ السلام الأخرى، إذ إنّ 49 دولة لا تزال ملتزمة التزاماً كاملاً باليونيفيل وبقوات حفظ السلام أو بتطبيق القرار 1701، وفي البقاء في مواقعها على أمل إعادة الاستقرار إلى تلك المنطقة، لذلك لم يتغيّر شيء وقد تمّ إبلاغنا فقط".
مخاوف من انسحابات أخرى وعمّا إذا كانت "اليونيفيل" تتخوف من أن تقدم دول أخرى على خطوات مماثلة، ردّ تيننتي بالقول: "في الوقت الحالي لا توجد مخاوف من ذلك النوع، إذ إنّ كلّ الدول الأخرى كانت تكرر التزامها بالمهمة وبعمل اليونيفيل، حتى في الأسابيع والأشهر الأخيرة عندما طلب منا الجيش الإسرائيلي الانتقال من مواقعنا، كان هناك قرار بالإجماع من قبل كلّ الدول الأعضاء بالبقاء".
وأضاف: "لقد تلقينا أيضاً دعماً كبيراً من مجلس الأمن، وذلك هو الوضع حالياً. نحن باقون وملتزمون، ونواصل مراقبة الوضع وتقديم الدعم بقدر ما نستطيع للمجتمعات المحلية، لكننا أيضاً نبلغ المجتمع الدولي ومجلس الأمن بما نراه على الأرض".
شدّد تيننتي على أنّ "قوات حفظ السلام تبذل كلّ ما في وسعها لمنع حدوث ذلك السيناريو"، مشيراً إلى أنّ "طرفي النزاع يدركان تماماً العواقب المدمّرة التي يمكن أن تترتب على صراع أوسع أو صراع إقليمي في تلك المنطقة، إذ لن يكون هناك رابحون بل الجميع سيخسر، وذلك ما يحدث الآن".
ولفت إلى أن "العنف يتزايد ولن يكون الحل عسكرياً، فذلك الحل سيكون مجرد حلّ قصير الأجل، إلّا أنّنا بحاجة إلى حل دبلوماسي وسياسي، كما يحدث الآن، نحن لسنا مسؤولين عن تلك هذه الاتفاقية، ونحن علينا أن ننتظر لنرى ما هو القرار النهائي".
"إنزال البترون" الإسرائيلي وبشأن حادثة التسلل الإسرائيلي والقيام بإنزال في منطقة البترون اللبنانية، ردّ تيننتي بالقول: "لقد كنّا شفافين للغاية حتى في تلك التقارير، فنحن نبلغ نيويورك بكل ما نرصده، وفي تلك الحادثة أبلغنا أيضاً الجيش اللبناني، نحن لم نشهد أو نرصد أيّ نشاطات".
وفي حين أكد تيننتي قدرة اليونيفيل على "الرصد من خلال راداراتنا"، إلا أنه قال: "لكنّنا لا نستطيع رصد كلّ ما يحدث في البحر أو حتى على الأرض، لذلك تمّ الإبلاغ عن كلّ شيء، ولم يكن هناك أيّ نشاط مشبوه رأيناه".
دور اليونيفيل في اليوم التالي للحرب مع هذا، قال تيننتي إنه "علينا انتظار اكتمال اتفاق وقف إطلاق النار، وبالطبع، نحن نناقش القضايا مع المجتمعات الدبلوماسية"، وأضاف: "لذلك في الوقت الحالي، لا نعرف ما سيكون دورنا في اليوم التالي. لكن كما قلنا سنبقى في الجنوب، لكن اليوم التالي بالنسبة لنا هو التنفيذ الكامل للقرار 1701".
وأضاف: "يبقى القرار 1701 الإطار الرئيسي لاتفاق مستقبلي بين البلدين، لذلك فإنّ النشر الكامل للجيش اللبناني ودعمه وضمان عدم وجود أسلحة في جنوب لبنان، والمضي قدماً أيضاً في ما يتعلق بعلامات الخط الأزرق، وكذلك منع حدوث انتهاك جوي أو بري من قبل جيش الدفاع الإسرائيلي".
وبيّن تيننتي أن "1701 واضح جداً، لقد تم الطعن فيه بالطبع في الأشهر الأخيرة، لذلك بالنسبة لنا عملنا هو دعم القرار 1701، لكننا مستعدون لدعم أي اتفاق يوافق عليه الطرفان". (إرم نيوز)