السعة بعد الضيق .. خطيب المسجد الحرام : وعد من الله مقترن بشرط
تاريخ النشر: 15th, December 2023 GMT
قال الدكتور أسامة بن عبد الله خياط، إمام وخطيب المسجد الحرام، إن من الناسِ من إذا أصابَه العُسر في بعض أمره، رأى أن شرًّا عظيمًا نزلَ بساحته، وأن الأبوابَ قد أُوصِدَت دونه، والسُّبُلَ سُدَّت أمامه، فتضيقُ عليه نفسُه، وتضيقُ عليه الأرضُ بما رحُبَت.
اليسر بعد العسروأوضح " خياط" خلال خطبة الجمعة اليوم من المسجد الحرام بمكة المكرمة ، أنه يسوء من ظنِّه ما كان قبلُ حسنًا، ويضطربُ من أحواله ما كان سديدًا ثابتًا مُستقِرًّا، وربما انتهى به الأمرُ إلى ما لا يحِلُّ له، ولا يليقُ به، من القولِ والعمل، منوهًا بأن المتقين الذين هم أسعدُ الناس وأعقلُهم، لهم في هذا المقام شأنٌ آخر، وموقفٌ مُغايِر.
وتابع: بما جاءَهم من البيِّناتِ والهُدى من ربِّهم، وبما أرشدَهم إلى الجادَّة فيه، نبيُّهم -صلوات الله وسلامه عليه- ، لأنهم يذكُرون أن ربَّهم قد وعدَهم وعدَ الصدقِ الذي لا يتخلَّف، وبشَّرَهم أن العُسرَ يعقبُه يُسرٌ، وأن الضيقَ تردُفُه سَعَة، وأن الكربَ يخلُفُه فرَجٌ.
واستشهد بما قال الله سبحانه وتعالى : ﴿فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا﴾، وقال -عزَّ اسمه-: ﴿سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا﴾، منوهًا بأنه موعودٌ مُقترِنٌ بشرط الإتيان بأسبابٍ عِمادُها وأساسُها، وفي الطليعةِ منها: التقوى التي هي خيرُ زاد السالكين.
وصية الله للأولينوأضاف : وأفضلُ عُدَّة السائرين إلى ربِّهم، ووصيةُ الله تعالى للأولين والآخرين: ﴿وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ﴾، فالتقوى تبعثُ المُتَّقي على أن يجعل بينه وبين ما نهى الله عنه حاجزًا يحجُزُه، وساترًا يقِيه، وزاجِرًا يزجُرُه، وواعِظًا في قلبه يعِظُه ويُحذِّرُه.
واستطردت : فلا عجبَ أن تكون التقوى من أظهرِ ما يبتغي به العبدُ الوسيلةَ إلى تيسير كلِّ شُؤونه، وتذليلِ كل عقبةٍ تعترِضُ سبيلَه، أو تحُولُ بينَه وبين بلوغِ آماله، فقال الله تعالى : ﴿وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا﴾.
وأفاد بأن مع التقوى يأتي الإحسانُ في كل دروبِه؛ سواء منه ما كان إحسانًا إلى النفس بالإقبال على الله تعالى والقيام بحقِّه سبحانه في توحيده وعبادته بصرفِ جميعِ أنواعِها له وحده سبحانه .
الإحسان يأتي مع التقوىوواصل: محبَّةً وخوفًا ورجاءً وتوكُّلاً وخضوعًا وخشوعًا وإخباتًا وصلاةً ونُسُكًا وزكاةً وصيامًا وذِكرًا وصدقةً، إذ هو مُقتضى شهادة أن لا إله إلا الله التي تعني: أنه لا معبودَ بحقٍّ إلا الله، وتلك هي حقيقةُ التصديقِ بالحُسنى: ﴿فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى﴾.
وأشار إلى أن تيسيرَ العسير، وتذليلَ الصعب، وتسهيلَ الأمور أملٌ تهفُو إليه النفوس، وتطمحُ إلى بلوغ الغايةِ فيه، والحَظوةِ بأوفى نصيبٍ منه، وإدراكِ أكملِ حظٍّ ترجُو به طِيبَ العيشِ الذي تمتلكُ به أزِمَّةَ الأمور، وتتوجَّهُ به إلى خيراتٍ تستبِقُ إليها، وتنجُو من شُرورٍ تحذَرُ سوءَ العاقبة فيها.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: إمام و خطيب المسجد الحرام خطيب المسجد الحرام أسامة خياط خطبة الجمعة من المسجد الحرام
إقرأ أيضاً:
مفتي عام المملكة يستقبل وكيلي الشؤون الدينية بالمسجد النبوي والمسجد الحرام
المناطق_واس
استقبل سماحة مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء والرئيس العام للبحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد آل الشيخ، في مكتبه، وكيل الرئيس العام للشؤون الدينية بالمسجد النبوي الدكتور محمد الخضيري، و وكيل الرئيس العام للشؤون الدينية بالمسجد الحرام بدر بن صالح آل الشيخ.
وأشاد سماحة المفتي، بجهود الشؤون الدينية في المسجد الحرام والمسجد النبوي.
أخبار قد تهمك مفتي عام المملكة يستقبل وفدًا من طلاب المنح بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية 17 أكتوبر 2024 - 12:10 مساءً مفتي عام المملكة: إقامة مسابقة خادم الحرمين الشريفين للقرآن والسنة في موريتانيا امتداد للرعاية والدعم غير المحدود من القيادة بالوحيَين 16 أكتوبر 2024 - 3:25 مساءًبدوره استعرض الدكتور الخضيري على سماحته، ما تقوم به وكالة الشؤون الدينية بالمسجد النبوي من جهود لخدمة زوار المسجد النبوي وحرصها على المرتكزات الدينية الوسطية؛ بما يواكب الإستراتيجية المستقبلية لرئاسة الشؤون الدينية، وتعظيم رسالة المسجد النبوي عالميًّا.
فيما استعرض وكيل الرئيس العام للشؤون الدينية بالمسجد الحرام على سماحته، جهود الشؤون الدينية وما تقدمه للزوار وقاصدي المسجد الحرام بما يحقق تطلعات القيادة الرشيدة لخدمة رسالة المسجد الحرام الدينية الوسطية، وخدمة قاصديه، وإثراء تجربتهم.