سلط مدير برنامج برنشتاين حول الخليج وسياسة الطاقة في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، سايمون هندرسون، الضوء على تأجيل المملكة العربية السعودية لبعض مشروعات خطتها التنموية "رؤية 2030"، مشيرا إلى أن انخفاض أسعار النفط دفعت الرياض للاعتراف بأن بعض خططها الاقتصادية كانت "مفرطة في الطموح".

وذكر هندرسون، في تحليل نشره بموقع المعهد وترجمه "الخليج الجديد"، أن وزير المالية السعودي، محمد الجدعان، قال للصحفيين في الرياض إن "التأجيل، أو بالأحرى تمديد بعض المشروعات، سيخدم الاقتصاد"، مؤكدا أن مراجعة جميع الخطط تجري على أساس "العوائد الاقتصادية والاجتماعية والتوظيف ونوعية الحياة من بين عوامل أخرى".

ورغم أن الجدعان لم يذكر أسعار النفط كسبب لتأجيل بعض المشروعات، إلا أن تلك الأسعار هي الحاسمة بالنسبة لكل القضايا الاقتصادية التي ناقشها مع الصحفيين، حسبما يرى هندرسون، مشيرا إلى أن السعودية كانت بحاجة إلى سعر نفط لا يقل عن 80 دولارًا للبرميل من أجل تمويل رؤية 2030، ويمكن القول إنها تحتاج إلى سعر أعلى الآن بعد أن خفضت الإنتاج في محاولة للحفاظ على ارتفاع الأسعار.

وفي أكتوبر/تشرين الأول، قدر صندوق النقد الدولي أن الرياض ستحتاج إلى سعر 86 دولارًا للبرميل لتحقيق التعادل في ميزانيتها.

وفي 13 ديسمبر/كانون الأول، أغلق السعر الفوري لخام برنت المتداول على نطاق واسع تحت 75 دولارًا للبرميل، في حين كان تداول خام غرب تكساس الوسيط المنتج في الولايات المتحدة أقل من 70 دولارًا.

وتعزز الندرة النسبية للاستثمار الأجنبي المباشر أهمية أسعار النفط للسعودية، "إذ يبدو أن العديد من الشركاء الاقتصاديين المحتملين ينتظرون تحسين البنية التحتية لرؤية 2030 قبل تخصيص الأموال لمشروعات جديدة في المملكة"، بحسب هندرسون.

اقرأ أيضاً

لأول مرة.. السعودية تعلن تأجيل بعض مشروعات رؤية 2030

وأشار إلى أن رؤية 2030 أعلنها ولي العهد السعودي الأمير، محمد بن سلمان، في عام 2016، واعتبرت أهدافها مفرطة في الطموح منذ البداية، حيث توقع عديد المراقبين أن الرياض ستحتاج إلى حتى عام 2035 أو 2040 قبل أن تتمكن حقًا من تنويع مواردها الاقتصادية بعيدا عن النفط.

ولم يعلق بن سلمان علنًا بعد على إعادة جدولة مشروعات رؤية 2030، على الرغم من أن الجدعان صرح بأن ولي العهد يرأس اللجنة المسؤولة عن مراجعة الجداول الزمنية للمشروعات.

وكجزء من تركيزه العام على حفظ أسعار النفط المرتفعة، يرى هندرسون أن بن سلمان جعل هذه القضية على رأس جدول الأعمال خلال اجتماعه في 6 كانون الأول/ديسمبر مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في الرياض، واصفا ذلك بأنه "ليس مفاجئاً بالنظر إلى أن روسيا والمملكة العربية السعودية هما أكبر منتجين في تكتل أوبك +".

ورغم تأجيل بعض المشروعات، يشير هندرسون إلى أن الرياض لاتزال متمسكة بمطلبها الخاص بنقل الشركات الأجنبية مقرها الإقليمي إلى السعودية بحلول الأول من يناير/كانون الثاني القادم إذا أرادت التقدم للعطاءات على العقود الحكومية.

وينوه مدير برنامج برنشتاين حول الخليج وسياسة الطاقة في معهد واشنطن إلأى أن العديد من الشركات الأجنبية العاملة في السعودية من دولة الإمارات العربية المتحدة مقرا إقليميا منذ فترة طويلة، حيث أصبحت دبي وجهة مفضلة للمديرين التنفيذيين المغتربين الذين يتنقلون من وإلى الوجهات السعودية أسبوعياً.

كما لفت هندرسون إلى مؤشر آخر على التفكير الاقتصادي للرياض، هو الميزانية التي أعلنتها في وقت سابق من ديسمبر/كانون الأول الجاري، والتي توقعت عجزًا متواضعًا نسبيًا قدره 21 مليار دولار.

وأشار إلى أن الرقم المتوقع للإيرادات الحكومية أظهر انخفاضًا بعد تخفيضات إنتاج النفط التي لم تسفر عن ارتفاع الأسعار، ما يشير إلى أن "الثقة البيروقراطية السعودية تتعرض للتحدي بالفعل"، حسب تعبيره.

اقرأ أيضاً

بعد فوز السعودية باستضافة إكسبو 2030.. بن سلمان يتعهد بنسخة غير مسبوقة

المصدر | سايمون هندرسون/معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: السعودية رؤية 2030 محمد بن سلمان النفط محمد الجدعان أسعار النفط بن سلمان رؤیة 2030 دولار ا إلى أن

إقرأ أيضاً:

مدير مركز التميز بزراعة كفر الشيخ: الارتقاء بمنظومة البحث العلمي لحل المشكلات هو القاطرة لتحقيق رؤية مصر 2030

أكد الدكتور ياسر حافظ مدير مركز التميز بكلية الزراعة جامعة كفر الشيخ، أن الارتقاء بمنظومة البحث العلمي ودعم البحث العلمي القائم على حل مشكلات الشركات الزراعية والصناعية هى القاطرة الأساسية لدعم الاقتصاد وتحقيق التنمية المستدامة ورؤية مصر 2030

جاء ذلك تعقيبا على ما حققه الدكتور ياسر محمد حافظ، مدير المركز الدولي لإدارة الموارد البشرية سابقا و مدير مركز التميز بكلية الزراعة جامعة كفر الشيخ، من إنجاز علمي مميز، بفوزه بالمركز الأول على مستوى الجامعة والمركز السابع على مستوى الجامعات المصرية والمركز (38) على مستوى القارة الأفريقية في مجال علوم النبات (Plant Science)، وذلك وفقًا لتصنيف مؤشر (AD Scientific Index 2025).

ويعد هذا الإنجاز شهادة على التميز العلمي للدكتور ياسر وجهوده المتواصلة في مجال البحث العلمي، كما أنه يمثل فخرًا كبيرًا لجامعة كفر الشيخ وكلية الزراعة.

وأعرب الدكتور ياسر حافظ عن سعادته بهذا الإنجاز، مؤكدًا أنه ثمرة لجهود متواصلة وتعاون مثمر مع زملائه في القسم والجامعة وزملاء بجامعات عربية ومعاهد بحثية بدول أجنبية باوروبا خاصة وبعض الدول الأجنبية الأخرى.

وأكد أن الجامعة تفخر بمثل هذه الكفاءات العلمية التي تساهم في رفع اسم مصر عالياً في المحافل العلمية الدولية.

مقالات مشابهة

  • مجلس الشؤون الاقتصادية: المملكة قادرة على مواجهة التحديات العالمية
  • نائب رئيس جامعة القاهرة في حوار لـ "الفجر": الجامعة تقود البحث العلمي لتحقيق رؤية مصر 2030
  • بعد غياب 10 سنوات عن السعودية.. خليجي 27 يعود إلى الرياض
  • مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية يعقد اجتماعاً عبر الاتصال المرئي
  • عين ترامب على غرينلاند.. طموح تغذيه المصالح والثروات
  • بيتر غورشين: الابتكار والقيادة ركيزتان لتحقيق رؤية السعودية 2030
  • رحلة الابتكار: كيف تدعم البيانات تحقيق رؤية السعودية 2030
  • 75 مليار جنيه.. القطاع الصحي يسير بخطى ثابتة نحو تحقيق رؤية مصر 2030
  • قطاع الأمن في المملكة.. قفزات هائلة تحقق مستهدفات رؤية 2030
  • مدير مركز التميز بزراعة كفر الشيخ: الارتقاء بمنظومة البحث العلمي لحل المشكلات هو القاطرة لتحقيق رؤية مصر 2030