تأجيل مشروعات 2030.. السعودية تكبح طموح خطتها الاقتصادية
تاريخ النشر: 15th, December 2023 GMT
سلط مدير برنامج برنشتاين حول الخليج وسياسة الطاقة في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، سايمون هندرسون، الضوء على تأجيل المملكة العربية السعودية لبعض مشروعات خطتها التنموية "رؤية 2030"، مشيرا إلى أن انخفاض أسعار النفط دفعت الرياض للاعتراف بأن بعض خططها الاقتصادية كانت "مفرطة في الطموح".
وذكر هندرسون، في تحليل نشره بموقع المعهد وترجمه "الخليج الجديد"، أن وزير المالية السعودي، محمد الجدعان، قال للصحفيين في الرياض إن "التأجيل، أو بالأحرى تمديد بعض المشروعات، سيخدم الاقتصاد"، مؤكدا أن مراجعة جميع الخطط تجري على أساس "العوائد الاقتصادية والاجتماعية والتوظيف ونوعية الحياة من بين عوامل أخرى".
ورغم أن الجدعان لم يذكر أسعار النفط كسبب لتأجيل بعض المشروعات، إلا أن تلك الأسعار هي الحاسمة بالنسبة لكل القضايا الاقتصادية التي ناقشها مع الصحفيين، حسبما يرى هندرسون، مشيرا إلى أن السعودية كانت بحاجة إلى سعر نفط لا يقل عن 80 دولارًا للبرميل من أجل تمويل رؤية 2030، ويمكن القول إنها تحتاج إلى سعر أعلى الآن بعد أن خفضت الإنتاج في محاولة للحفاظ على ارتفاع الأسعار.
وفي أكتوبر/تشرين الأول، قدر صندوق النقد الدولي أن الرياض ستحتاج إلى سعر 86 دولارًا للبرميل لتحقيق التعادل في ميزانيتها.
وفي 13 ديسمبر/كانون الأول، أغلق السعر الفوري لخام برنت المتداول على نطاق واسع تحت 75 دولارًا للبرميل، في حين كان تداول خام غرب تكساس الوسيط المنتج في الولايات المتحدة أقل من 70 دولارًا.
وتعزز الندرة النسبية للاستثمار الأجنبي المباشر أهمية أسعار النفط للسعودية، "إذ يبدو أن العديد من الشركاء الاقتصاديين المحتملين ينتظرون تحسين البنية التحتية لرؤية 2030 قبل تخصيص الأموال لمشروعات جديدة في المملكة"، بحسب هندرسون.
اقرأ أيضاً
لأول مرة.. السعودية تعلن تأجيل بعض مشروعات رؤية 2030
وأشار إلى أن رؤية 2030 أعلنها ولي العهد السعودي الأمير، محمد بن سلمان، في عام 2016، واعتبرت أهدافها مفرطة في الطموح منذ البداية، حيث توقع عديد المراقبين أن الرياض ستحتاج إلى حتى عام 2035 أو 2040 قبل أن تتمكن حقًا من تنويع مواردها الاقتصادية بعيدا عن النفط.
ولم يعلق بن سلمان علنًا بعد على إعادة جدولة مشروعات رؤية 2030، على الرغم من أن الجدعان صرح بأن ولي العهد يرأس اللجنة المسؤولة عن مراجعة الجداول الزمنية للمشروعات.
وكجزء من تركيزه العام على حفظ أسعار النفط المرتفعة، يرى هندرسون أن بن سلمان جعل هذه القضية على رأس جدول الأعمال خلال اجتماعه في 6 كانون الأول/ديسمبر مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في الرياض، واصفا ذلك بأنه "ليس مفاجئاً بالنظر إلى أن روسيا والمملكة العربية السعودية هما أكبر منتجين في تكتل أوبك +".
ورغم تأجيل بعض المشروعات، يشير هندرسون إلى أن الرياض لاتزال متمسكة بمطلبها الخاص بنقل الشركات الأجنبية مقرها الإقليمي إلى السعودية بحلول الأول من يناير/كانون الثاني القادم إذا أرادت التقدم للعطاءات على العقود الحكومية.
وينوه مدير برنامج برنشتاين حول الخليج وسياسة الطاقة في معهد واشنطن إلأى أن العديد من الشركات الأجنبية العاملة في السعودية من دولة الإمارات العربية المتحدة مقرا إقليميا منذ فترة طويلة، حيث أصبحت دبي وجهة مفضلة للمديرين التنفيذيين المغتربين الذين يتنقلون من وإلى الوجهات السعودية أسبوعياً.
كما لفت هندرسون إلى مؤشر آخر على التفكير الاقتصادي للرياض، هو الميزانية التي أعلنتها في وقت سابق من ديسمبر/كانون الأول الجاري، والتي توقعت عجزًا متواضعًا نسبيًا قدره 21 مليار دولار.
وأشار إلى أن الرقم المتوقع للإيرادات الحكومية أظهر انخفاضًا بعد تخفيضات إنتاج النفط التي لم تسفر عن ارتفاع الأسعار، ما يشير إلى أن "الثقة البيروقراطية السعودية تتعرض للتحدي بالفعل"، حسب تعبيره.
اقرأ أيضاً
بعد فوز السعودية باستضافة إكسبو 2030.. بن سلمان يتعهد بنسخة غير مسبوقة
المصدر | سايمون هندرسون/معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى - ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: السعودية رؤية 2030 محمد بن سلمان النفط محمد الجدعان أسعار النفط بن سلمان رؤیة 2030 دولار ا إلى أن
إقرأ أيضاً:
رئيس وكالة التعاون الكورية: مصر تمكنت من التغلب على التحديات الاقتصادية
عقد رئيس وكالة التعاون الدولي الكورية وون سام تشانج والوفد المرافق له اجتماعًا مع رئيس الوزراء المصري الدكتور مصطفى مدبولي، بحضور كيم يونج هيون سفير جمهورية كوريا، والدكتورة رانيا المشاط وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، وكيم جينيونج مديرة مكتب وكالة التعاون الدولي الكورية في مصر.
واستهل رئيس الوزراء اللقاء بالترحيب برئيس وكالة التعاون الدولي الكورية، على زيارته لمصر، معربًا عن تقديره، حيث تعد هذه الزيارة الرسمية الأولى للسيد تشانج لمصر، وأول رئيس للوكالة يزور مصر خلال السنوات الأخيرة، وهو ما يعكس الرغبة في تعزيز العلاقات الثنائية على المستويين السياسي والاقتصادي.
وأكد الدكتور مدبولي أن الشراكة بين مصر وكوريا تشكل نموذجًا للتعاون التنموي، يعزز قدرة البلدين على مواجهة التحديات المشتركة، مؤكدًا أنها نموذج فريد للشراكات المثمرة من خلال تنفيذ العديد من المشروعات الرائدة في مصر، بما يتماشى مع أهداف الدولة المصرية التنموية لتحقيق التنمية المستدامة.
وهنأ رئيس الوزراء الحكومة الكورية على نجاح القمة كوريا – إفريقيا التي انعقدت خلال عام 2024، معربًا عن اهتمام مصر القوي بمزيد من التعاون مع جمهورية كوريا في كافة مجالات التنمية ذات الأولوية لمصر والدول الأفريقية.
وأشار إلى أن محفظة كويكا في مصر تتجاوز 100 مليون دولار مخصصة لدعم مشاريع التنمية بالتعاون مع وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي.
وأوضح رئيس الوزراء أيضًا أنه يتطلع إلى مزيد من التعاون مع كويكا من خلال زيادة عدد مشاريع التنمية المشتركة، بما يتماشى مع أولويات التنمية الشاملة في مصر.
من جانبه، نقل رئيس كويكا وون سام تشانج تحيات رئيس الوزراء الكوري السيد هان دوك سوو
وأشاد بالتجربة التنموية المصرية، مشيرًا إلى أن مصر تمكنت من التغلب على التحديات الاقتصادية التي واجهتها على مدار السنوات الماضية، فضلًا عن لعبها دورًا مهمًا في محيطها الإقليمي والقاري.
وأوضح السيد تشانج أن الغرض من زيارته لمصر هو الاطلاع على ما وصلت اليه مشاريع كويكا، وإجراء المناقشات مع الحكومة المصرية في كيفية التعاون الوثيق في مختلف المجالات المتعلقة بالتعاون التنموي. بالإضافة إلى استكشاف فرص تطوير وتوسيع التعاون الثلاثي حيث أن مصر دولة مانحة ذات إمكانات كبيرة تسمح للبلدين بالتعاون لتقديم المساعدة الفنية للدول الأفريقية.
وفي الوقت نفسه، قال إن مصر دولة شريكة ذات أولوية لكوريا، حيث بلغ إجمالي دعم كويكا لمصر حتى عام 2023 ما يقرب من 88.8 مليون دولار.
"في عام 2023، قدمت كويكا 7.6 مليون دولار لمصر وزادت هذا الدعم إلى 12.6 مليون دولار في عام 2024، وفي عام 2024، تنفذ كويكا 6 مشاريع في مصر طبقًا لخطة الوكالة"، وفقًا لرئيس كويكا.
كشف تشانج أن مشاريع كويكا في مصر تركز على ثلاث مجالات، وهي خلق فرص عمل شاملة ومستدامة للابتكار الرقمي، وتمكين الحوكمة الفعالة والشفافة من خلال التحول الرقمي، وتعزيز التكامل الاجتماعي الشامل من خلال تعزيز القدرات الاقتصادية والاجتماعية للنساء والفئات الضعيفة.
من ناحية أخرى، أوضح أن كوريا تركز الآن على زيادة حجم المساعدات الإنمائية الرسمية من 3 مليارات دولار في عام 2023 إلى 5 مليارات دولار لعام 2025. وجدير بالذكر إنه في عام 2024، تجاوزت ميزانية الكويكا لإفريقيا ميزانيتها المخصصة لآسيا لأول مرة، مما يعكس التزامها المتزايد تجاه القارة.
وخلال اللقاء، أشادت الدكتورة رانيا المشاط بالدور المهم لوكالة التعاون الدولي الكورية، معربة عن تطلعها للموافقة النهائية على عدد من مشروعات التعاون المشترك لعام 2025.
كما أعربت الوزيرة عن تطلعها لاستكشاف آفاق جديدة للتعاون في مجال الطاقة الخضراء والتكنولوجيا المتقدمة وإصلاح التعليم وتطوير البنية التحتية الذكية، مضيفة: نأمل أن نعمل معًا بشكل وثيق لإنشاء خارطة طريق للتعاون طويل الأمد بما يتماشى مع رؤية مصر 2030 وتحقيق الاستفادة المرجوة من تجربة كوريا في التحول الرقمي والابتكار.
كما أشارت إلى إمكانية زيادة مشاركة القطاع الخاص الكوري في مصر، بهدف تنفيذ المشروعات في إطار الشراكات بين القطاعين العام والخاص، وتعزيز التعاون الأفريقي على نطاق أوسع.
وعلى هامش اللقاء، وقع السيد كيم يونج هيون، اتفاقية مع معالي الوزيرة الدكتورة رانيا المشاط لتنفيذ مشروع "تعزيز القدرات التعليمية والتعاون بين الجامعة والصناعة بجامعة بني سويف التكنولوجية" بتكلفة إجمالية تبلغ 8 ملايين دولار.