شاهد المقال التالي من صحافة السودان عن محمد طلب يكتب قحت لا تمثلني، محمد طلب يكتب قحت لا تمثلني العنوان أعلاه عبارة عن هاشتاق منتشر على الوسائط هذه الأيام وسجلت حوله كثير من البوستات والمقالات .،بحسب ما نشر صحيفة الصيحة، تستمر تغطيتنا حيث نتابع معكم تفاصيل ومعلومات محمد طلب يكتب: قحت لا تمثلني، حيث يهتم الكثير بهذا الموضوع والان إلى التفاصيل فتابعونا.
محمد طلب يكتب: قحت لا تمثلني
العنوان أعلاه عبارة عن (هاشتاق) منتشر على الوسائط هذه الأيام وسجلت حوله كثير من البوستات والمقالات والفيديوهات، وبغض النظر عن الجهة التي روجت له أو حتى سيئات قحت واخطاءها الكبيرة أو الصغيرة لاشك أن لها محاسن قلت أو كثرت وهذه طبيعة الجماعات والأحزاب.
وكل فرد منا في هذه الدنيا له عمل سيئ وآخر حسن والإنسان هو مكمن الخير والشرور يطغى أحدهما في هذه الحياة وظروفها على الآخر ويجعله صغيراً كامناً ولكن لا يقضي عليه تماماً فما بالكم بالتنظيمات الكبيرة التي تتكون من مجموع أفراد يختلفون ويتفقون حتى يصلوا لتكوين حزب أو تنظيم معين.. فقحت نفسها ما هي إلا مجموعة من هذه الأحزاب السياسية والتنطيمات المهنية التي ولدت بعد مخاض عسير بما في ذلك الكيانات (الإسلامية).
اتفقت هذه المجاميع على الحد الأدنى وهو إسقاط حكومة الإنقاذ ومشروعها الحضاري ومن ضمنهم حزب عراب ثورة الإنقاذ نفسها ومشروعها الذي ذهب للسجن حبيساً وأصبح البشير رئيساً.
وهذه حقائق معلومة للجميع ولا تحتاج لأدنى إثباتات وبالتالي وجود الأخطاء والتناقضات في (قحت) المكون من هذه المجاميع الضخمة والمتناقضة في غير هدفها (الأصل) أمر حتمي ومفروغ منه تماماً.
و(قحت) هي اختصار لـ(قوى الحرية والتغيير) و هو تجمع يضم كل الأحزاب السودانية عدا (غريمهم جميعاً) وهو أمر له دلالات واضحة مثلما أن الدعم السريع كان (غريمهم جميعاً) عدا (غريمهم الأصل) الذي كون الدعم السريع ودعمه وخلق قانونه وثبت أركانه وللأمر الواقع أثره في كيفية التعامل معه مرحلياً حسب رؤية أي كيان والأهم مدى تأثير القرار على وحدة البلاد وأمنها وأمانها.
وما يحدث الآن حول (قحت لا تمثلني) يذكرني قصة حدثت لزميل لنا في امتحانات الشهادة الثانوية عندما كان لشهادة السودانية (شنّ ورنّ) أي قبل (ما تتعولق وتتخولق)…
لظرف ما كان زميلنا (ما مذاكر كويس) وفي (القاب) رشح ست مقالات لامتحان التاريخ و(قفل عليها) تماماً بعد أن درسها جيداً ومن ضمنها مقال (سياسة باسمارك الداخلية) ولحظه العاثر كل ترشيحاته (طلعت فشوش) وكان أول مقال في الامتحان هو سياسة (باسمارك الخارجية) فحمد صاحبنا الله على ذلك وشرع يكتب المقال مبتدئاً بجملة كاذبة وخبيثة وبـ(دعك من سياسة باسمارك الخارجية الآن للسوء الذي اعتراها ودعنا نتحدث عن سياسته الداخلية الناجحة) وكتب مقالاً بدرجة امتياز…. وقطعاً رسب صاحبنا و(سقط) في ذلك الامتحان سقوطاً مريعاً لكنه على الأقل حفظ ماء وجهه وأثبت أنه يعرف شيئاً ما….
لذا أعتقد أن كل من يقول (قحت لا تمثلني) يشبه زميلنا (صاحب باسمارك)
وكأنه يقول لنا (دعكم ممن يمثلني وتعالوا معي إلى من لا يمثلنا جميعاً) بأسلوب (الخم) و(الدغمسة) و(عدم المذاكرة) ومحاولة حفط (ماء الوجه)
و لذلك يكون ردنا أيضاً وعلى ذات النهج لكل من يقول (قحت لا تمثلني) دعك ممن لا يمثلك وكن شجاعاً وقل لنا من يمثلك….
وعموماً نحن يمثلنا كلام محجوب شريف:
الاسم الكامل إنسان والشعب الطيب والديّ المهنة بناضل بتعلم تلميذ في مدرسة الشعب والمدرسة فاتحة على الشارع والشارع فاتح في القلب… أكملوها وترنموا بها إن كانت تمثلكم ودعكم مما لا يمثلكم ومن لا تحبونه… فالخير والشر خطان متوازيان لا يلتقيان…
سلام
المصدر: صحافة العرب
كلمات دلالية: تاق برس موعد عاجل الدولار الامريكي اليوم اسعار الذهب اسعار النفط مباريات اليوم جدول ترتيب حالة الطقس
إقرأ أيضاً:
حاتم سعيد حسن يكتب: يوم عادي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
هذا الصباح تُخبرنا السماء عن حقيقة الطقس البارد هذا العام، بلونها الرمادي وقليل من حبات المطر الساقطة منذ ليلة أمس لم تنقطع وعلى الرغم من هذا لم يمتنع عم صلاح عن الخروج إلى عمله كالمعتاد، فمنذ سنوات لا يُعيقه شيئًا سواء الطقس كان حارًا أم باردًا، أم كان جسده يُصاحبه أو يتركه ويجعل ونيسه الإجهاد.
عم صلاح لمن لا يعرف ذلك هو الرجل الذي تراه دومًا في الطُرقات بجسده النحيل وطوله الفارع ببشرته تلك القمحاوية اللون، يعيش بمنزل بسيط وهي إحدى الغرف بأسطح إحدى عمارات القاهرة هو وزوجته وولديه الاثنين، دومًا ما يستيقظ عند أذان الفجر وحينما يستيقظ فجرًا يجد زوجته تنام بجواره تلك المرأة التي صحبته برحلة الحياة، يتردد في إيقاظها ويكتفي فقط بتأكيد الغطاء على جسدها تاركًا إياها لنوم عميق ويذهب يُلبي نداء ربه بأداء صلاة الفجر.. عادة لا يُمثل الطعام لعم صلاح أي شيء فهو يكتفي بالقليل من الخبز وبعض الماء فطارًا يُعينه على عمله ورحلته المُتكررة بدروب الحياة ويذهب لعربته مسبحًا لله.
يجر عربته في السادسة صباحًا ليبيع القليل من الخضراوات والفاكهة، يظل طوال اليوم يُنادي عليها بصوته المُميز والذي من خلاله يُطرب زبائنه دومًا عند الشراء.. عم صلاح يعمل بتلك المهنة منذ طفولته، وجاءت البداية مع والده مساعدًا له فقط وحينما رحل الوالد ترك له العربة ليستمر عم صلاح في العمل وفي الخط الذي رسمه القدر لعائلته بشكل عام، يوميًا من السادسة صباحًا وحتى الخامسة مساءًا يجول شوارع القاهرة لا تراه يومًا مُعترضًا على عمله أو شكل حياته التي لم يختارها والتي كان للقدر فيها الكلمة العُليا، فـ عم صلاح مثال واقعي لحالة الرضا بالحال وليس ما تُمطرنا به المُجلدات وصوت المذياع كل دقيقة.
الآن ساعة القاهرة تدق السادسة صباحًا.. الشوارع بها القليل جدًا من الرواد في تلك الساعة هناك من استيقظوا للذهاب لعملهم وهناك من هم عائدون من سهراتهم، عم صلاح يعرف هذا أو ذاك من ملامح الوجه بالطبع وهو أيضًا لا يبيع بهذا الصباح المبكر شيئًا ولكن يجلس علي أحد الأرصفة بجوار عربته يُتابع المارة.
واليوم هو الخميس نهاية الأسبوع وعادة بذلك اليوم يكون الرزق واسعًا فيحمد عم صلاح ربه ويطمح في عشاء هنيء مثل كل أسبوع لأولاده وزوجته فهو يسعد فقط حين يري نظرة السعاده بأعينهم ويردد كلمته الدائمة "وأنا كنت بتعب وأشقي لمين ؟ كله لأجل العيال تنام مبسوطة ".
يترجل بعربته البسيطة بين الطرقات ويبدأ الزبائن يشترون منه وكلما زادت مبيعاته يُطرب أكثر فأكثر والآن أوشكت بضاعته أن تنتهي، يجلس علي أحد الأرصفة مستريحًا ويتذكر ما يريده من مستلزمات لبيته وأولاده ويبدأ في القيام بعد ما معه من نقود ينزل المطر بقوة شديدة مما يجعله يقوم مُسرعًا إلي عربته ليحاول حماية ما تبقي من بضاعته ولكن رياح غاضبة مع الأمطار ملأت المكان.. الناس بالشارع تجري لتختبيء بأي مكان وهو لازال يحاول تغطية عربته ببعض الصناديق القديمة المبُتلة.
الليل قادم الآن بهدوء من خلف السحب الغائمة بعد أن هدأت الأمطار قليلًا يستعد عم صلاح للعوده لمنزله يجر عربته ويقف عند بعض المحلات وهو يسير إلي أن يصل للعماره التي تقع بها غرفته ومنزله البسيط يترك العربة ويغطيها ويأخذ لفة من العربة ويصعد للمنزل ليجد أولاده يلعبون وزوجته تُنظف الغرفة يُهلل بصوت عالي فرحًا:
– جيبتلكم رغيف الكفتة ونص صينية بسبوسة يلا إنشاالله ماحد حوش
يجري أولاده نحوه مُهللين وزوجته تقوم بإعداد المائده ويكتفي هو بابتسامة متجهًا لأداء صلاة العشاء.. عليه الآن أن يجلس ليسترح قليلًا ليبدأ من جديد.