اختتام مهرجان (محبة قلم) بورشة تفاعلية عن خط الديواني الجلي
تاريخ النشر: 15th, December 2023 GMT
دمشق-سانا
اختتمت جمعية بيت الخط العربي والفنون بالتعاون مع مديرية ثقافة دمشق فعاليات مهرجان “محبة قلم 4” بورشة تفاعلية في خط الديواني الجلي بإشراف الخطاط المعلم عدنان شيخ عثمان.
الورشة المجانية التي استضافها المركز الثقافي في أبو رمانة ضمت 15 مشاركاً ومشاركة من الخطاطين والمواهب الشابة في فنون الخط العربي، وتضمنت شرحاً لمراحل إنجاز اللوحة الخطية ابتداء من الفكرة مرورا بمسودة اللوحة وصولاً للإخراج النهائي المنقح للعمل الخطي.
وعن الورشة قال الخطاط شيخ عثمان في تصريح لمراسل سانا: تأتي هذه الورشة في ختام مهرجان “محبة قلم 4” الذي حرك حماس وشغف الخطاطين والمواهب الشابة في فنون الخط العربي، ونفذنا خلال الورشة عملاً خطياً بشكل عملي بخط الديواني الجلي للآية القرآنية الكريمة: “إنما تجزون ما كنتم تعملون”، مع تحبيرها وشرح مراحل وجزئيات تنفيذ العمل الخطي ومع إجراء المقارنات والفروقات في أشكال الحروف العربية بين خطي الثلث والديواني الجلي، إضافة إلى شرح قياسات الحروف ونسبها.
وبين شيخ عثمان أن الجيل الجديد من متعلمي فنون الخط العربي سيكون جديراً بحمل راية هذا الفن التراثي، وسيكمل مسيرة الخطاطين الذين سبقوه.
بدورها الفنانة التشكيلية والخطاطة ريم قبطان رئيسة مجلس إدارة جمعية بيت الخط العربي والفنون التي أشرفت أيضاً على ورشة عمل تفاعلية لإنجاز لوحات تشكيلية حروفية على الورق والقماش بتقنيات مختلفة، أوضحت أن الأسبوع الثاني من مهرجان محبة قلم تضمن معرضاً فردياً للخطاط الأفغاني محمد علي فقيري ضم 36 لوحة خطية بخط النستعليق الفارسي، بهدف تمازج الثقافات بين الشعوب المهتمة بفنون الخط العربي، إضافة إلى ورشة عمل تمت الدعوة للمشاركة فيها بشكل مجاني، وأشرف عليها الفنان بذات الخط، وشارك فيها عدد من الخطاطين والمواهب من طلاب الجمعية.
بدوره الخطاط فقيري عبر عن سعادته بعرض أعماله في دمشق أمام الخطاطين والدارسين لفنون الخط العربي والجمهور المحب لفنون الخط نظراً لمكانة سورية المتقدمة عالمياً في هذه الفنون، مبيناً أن خط النستعليق يسمى عروس الخطوط العربية لرشاقته وجماله، وأن الورشة قدمت خبرات مهمة في هذا الخط للخطاطين والدارسين الشباب الذين شاركوا فيها.
محمد سمير طحان
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
كلمات دلالية: الخط العربی
إقرأ أيضاً:
إبداع|| "سينما".. نورا عثمان – المنصورة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
بكى ألـمًا، ورَدَّ البابَ،
بـابـًا لم يكن مِن خلفِهِ ريحٌ ولا طُـرُقٌ ولا إنـسٌ ولا جنٌّ،
كأنَّ البابَ مِن وهمٍ.
بكى ألـمًا، وقالَ:
شُفِيتُ منكِ، ومن عذابِكِ، ما أعادكِ؟
وارتجى منها جوابـًا، أيَّ حرفٍ عابثٍ يتلوهُ حرفٌ عابثٌ،
وأنا مُسَمَّرَةٌ على التِلْـفازِ أهمسُ:
قَــبــِّليهِ، أو اذهبي.
فى الليلِ يقتتلانِ فى نــَفَقٍ، ويظفَرُ واحدٌ.
وهنيهةً بعدَ النجاةِ، يُثَـبِّتُ السهمَ الحديديَّ الطويلَ بذقــنِهِ، ويُفَجِّرُ الرُّوحَ التى كانت قبيلَ الفجرِ أشبَهَ بالفراشةِ...
ثُمَّ تعلو رنَّةُ النايِ الشَّجـِيَّةُ، مِن دَوِيٍّ، كالصدى.
وأظلُّ أنظرُ للدماءِ، كأنّنى أُمٌّ، فُجِعتُ.
وإنَّهُ لـم يستطع هذا، تخـيّلَ أو تمنَّى فعــلَهُ.
يتبادلانِ الصدَّ. لو قامتْ إليهِ لضمَّها،
أمّا هي، الرئةَ الجريحةَ، لو دنا منها،
وقد عرفتْ عبيرًا ليسَ منها فى ملابسِهِ، لثارت كالزوابعِ..
"كيفَ أَمكَـنَـكَ؟!" استطاعتْ أن تقولَ لهُ.
أجابَ بنظرةٍ أسيانةٍ.
ووجدتُ عينيَّ اللتيـنِ اخضلَّتا تتذكّرانِ خيانةً.
وضعتْ يديها حولَ سيِّدِها، وقالتْ:
أنتَ أجملُ مَن على الأرضِ ابتسامًا.
ثُمَّ فى مكرٍ، وفى شرٍّ،
أرادَ لها المؤلـــِّفُ أن تموتَ عليهِ حُزنًـا؛
فجأةً تصحو فإذ هى فى منامٍ...
والفتى المقتولُ ينزفُ عمرَهُ فى الطَّستِ، فى الحمامِ.
والفرسانُ خلفَ السورِ، فوقَ السورِ،
حولَ حبيـبِها المغدورِ.
تبكي،
بينما أدركتُ أنّ حدادَها سيكونُ أسبوعًا. وقلتُ:
لعلَّ تلكَ الحـيَّةَ الرَّقطاءَ تخلـعُ جلدَها فى نحـوِ أسبوعٍ فقط، وتعاشِرُ الملكَ الجديدَ.
يمرُّ عبرَ حوائطٍ، بَشَرٍ، بناياتٍ، جذوعٍ سامقاتٍ...
بل وعبرَ بهائـها،
وهى السويعاتُ القليلةُ قبلَ ضوءِ الفجرِ:
سَمتٌ هادئٌ، وجمالُ موسيقى الفلوتِ.
وكلّما مرَّ الزمانُ تحـرَّكتْ نحوَ السعادةِ.
كلّما مرَّ الزمانُ توقَّفتْ عن ذكرِهِ.
ومنعتُ نفسى من بكاءٍ حارقٍ
دعها لــِتَهنأَ؛ لن تعودَ، ولن تعودَ.
"أجئتِ وحدَكِ؟ أم أتى ذاكَ القطيعُ من الأيائـلِ خلفَ مشيتــِكِ الخفيفةِ كالندى وَقـعًا على الأعشابِ؟"
يسألــُها.
تقولُ:
"تَـعِـبتُ؛ هل تدرى بأنَّ مسافةً ما بينَ بيـتـيـنا تــُقَـدَّرُ بالقـرونِ؟"
فيفتحُ الشفتيـنِ وحشٌ قائمُ الساقيـنِ، ممشوقٌ، دميمٌ...
لم يكن يدرى بأنّ الموتَ قد أعفاهُ.
ظلَّ يحاولُ الكلماتِ، يفشلُ.
واختنقتُ بدمعةٍ؛ فى وجهِـهِ شيءٌ بريءٌ صادمٌ
لدقائقَ احتشدتْ طيورٌ فوقَ بـحرٍ.
والرياحُ، وزرقةُ البحرِ المثيرةُ للشجونِ، وشاطئٌ...
يتجاوبونَ مع الشعورِ الـحُرِّ للطيرانِ.
ثُمَّ رَصاصةٌ، موتٌ، وجسمٌ أزغبُ ارتعدتَ فرائصُهُ على الزبـَدِ الـمُتاخِمِ للرمالِ.
وإنّنى أسقطتُ قلبى من فمي، وعلتْ عيونى دمعتي.
جسدٌ صفا كالماءِ...
ماءٌ خالصٌ،
ويكادُ فى الخطواتِ يـُشرَبُ.
عندما وجدتْ أخيرًا واحدًا من جنسِها ذابا.
وكنتُ أنا أحدِّقُ فى ابتسامٍ حالـمٍ...
وأظـنُّ أنّ غزالةً فى غُبـرَةِ الصحراءِ يَـبـلُغـُها مع المطرِ الغزيرِ
مذاقُها ومذاقُهُ.
"باللهِ؟"
تشتبكُ العيونُ ولا تقولُ.
جوابــُها: واللهِ.
تشتبكُ العيونُ ولا تقولُ.
وإنّ ذاكَ الصمتَ يظهـرُ للعيونِ كأنَّهُ سورٌ...
وفيهِ منافذُ انفتحتْ تـُطـِلُّ على الخرابِ،
على الفراغِ،
على بيوتٍ كلُّها سقطتْ، وناسٍ كلُّهم ماتوا.
وإنّى كنتُ أبصرُهُ لأوّلِ مرَّةٍ،
وأشكُّ فى لُغـةِ الغرامِ بأسرِها.
قد يسمعُ الخطواتِ فى البهـوِ الطويلِ،
وقد يقولُ أتى بمنجـلِهِ ملاكُ الموتِ.
لكنْ...
كلَّ يومٍ، مَن يجيءُ، صغيرةٌ نزلتْ بذاتِ الموضعِ المعزولِ بالمشفى.
تقولُ لهُ:
أتكملُ لى الحكايـةَ؟ ما جرى؟
ويصيحُ:
هل تـبـغينَ حـقًّا أن تـطـولَ بـلا انـتـهاءٍ؟!
- إنّها ليست تُحِسُّ بما يُحِسُّ مِن المرارةِ.
إنّهُ يـقسو عليها-
يرجفُ القلبُ الصغيـرُ وليسَ يفهـمُ ذنبـَهُ!
وأنا أقولُ:
كفاكَ! لا تفعلْ بها هذا، تمسَّكْ بالحياةِ ولا تــَمُـتْ.
فى هيبـةِ الأربابِ، يمشى تارةً، ويطيـرُ أخرى...
يسحبُ الشمسَ الجميلةَ من أصابـعِها فتتبعُه دلالاً.
كان يـغفو فوقَ نهرِ النيلِ عريانًا، ويصحو صحوةَ المكلومِ؛
"لى ثأرٌ" ويدرِكُهُ.
أقالَ لهُ: إليكَ الآنَ عينى فالتهمها؟!
وقفتُ هُنا.
وقفتُ كأنــّنى أدركتُ سرَّ الرُّوحِ،
أو كُشِفتْ ليَ الأسرارُ شتّى.
قالَ: يا أبتا، إليكَ الآنَ عينى فالتهمها!
إليكَ الآنَ عينى فالتهمها.
إليكَ الآنَ عينى فالتهمها.
إليكَ الآنَ عينى فالتهمها.
إليكَ الآنَ عينى فالتهمها.
إليكَ الآنَ عينى فالتهمها!
وقعتُ فريسةَ السِّحرِ الخرافـيِّ القديمِ...
وكلّما أبصرتُ شيئًا -أيَّ شيءٍ- قلتُ فلتأخذْ عيوني،
ولتعدْ شيئًا جميلاً لا دميمًا،
ولتعدْ حـيًّا لأجلى أيـُّها الماضى مع الموتى...
كأنّا لم نَـعِشْ إلّا بفيلمٍ. كأنّكَ لم تَمُتْ إلّا بفيلمٍ
إليكَ الآنَ عينى فالتهمها.
إليكَ الآنَ عينى فالتهمها.
إليكَ الآنَ عينى فالتهمها.
إليكَ الآنَ عينى فالتهمها.
إليكَ الآنَ عينى فالتهمها.