خطيب الجامع الأزهر: الحفاظ على الوطن ومقدراته جزء لا يتجزأ من شريعة الله
تاريخ النشر: 15th, December 2023 GMT
ألقى خطبة الجمعة اليوم، بالجامع الأزهر، الدكتور ربيع الغفير، أستاذ اللغويات المساعد بجامعة الأزهر، ودار موضوعها حول "مصر قلب العروبة النابض".
خطيب الجامع الأزهروأكد د. ربيع الغفير، أن من أعظم نعم الله على الإنسان أن يكون له وطن يأوي إليه ويستظل بظله ويتفيؤ ظلاله ويأمن فيه على نفسه، فنعمة الوطن الآمن المستقر والمحفوظ، من أعظم النعم نعمة الوطن، ولقد تحدث القرآن الكريم عن هذه القضية حديث دقيق، فالوطن ليس قضية سياسية بل قضية إيمانية،قال تعالى: ﴿وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِن دِيَارِكُم مَّا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِّنْهُمْ﴾، فالإقتران بين قتل النفس وخروج الإنسان من وطنه يدل على أن الوطن لا يقل أهمية عن خروج الروح من النفس.
وبيّن خطيب الجامع الأزهر، أن السنة النبوية المشرفة جاءت لتؤكد ذلك قولاً وعملاً، فالحفاظ على الوطن وعلى مقدراته جزء لا يتجزأ من شريعة الله عزّ وجلَّ ومن صلب هذا الدين، فالنبي ﷺ وضح لنا ذلك حين وقف على ربوع مكة وهو يودعها باكياً قال ﷺ ﴿والله إنى لأخرج منك، وإنى لأعلم أنك أحب أرض الله إلى الله، وأكرمها على الله.. ولولا أن أهلك أخرجونى منك ما خرجت﴾ وبعد أن سافر وهاجر إلى المدينة المنورة، وقف على بابها داعياً قائلاً: "اللهم حبب إلينا المدينة كحبنا مكة، أو أشد!"، ودارت الأيام وتعاقبت السنون ولم يستطع ﷺ أن ينسى مكة أو أن تخف وطأة الألم على قلبه كلما تذكرها. وَقَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ فِي حَدِيثِ النَّبِيِّ ﷺ أَنَّ أُصَيْلا الْغِفَارِيَّ قَدِمَ عَلَيْهِ مِنْ مَكَّةَ فَقَالَ: "يَا أُصَيْلُ كَيْفَ عَهِدْتَ مَكَّةَ" فَقَالَ عَهِدْتُهَا وَاللَّهِ قَدْ أَخْصَبَ جِنَابُهَا وَأَعْذَقَ إِذْخِرُهَا وَأَسْلَبَ ثُمَامُهَا وَأَمَشَّ سَلَمُهَا فَقَالَ: "حَسْبُكَ يَا أُصَيْلُ".
وتابع أستاذ اللغويات بجامعة الأزهر: أن قضية الوطن والإنتماء إليه والولاء له والحفاظ عليه قضية دينية فى المقام الأول، فهى فطرة إنسانية عند أصحاب النفوس السوية. كان كثير من العرب إذا اضطروا إلى الهجرة من أوطانهم يحملون معهم شيئاً من تراب أوطانهم ليستأنسوا به فى غربتهم، فالوطن نعمة عظمى، وطوبى لمن كان له وطن، والحفاظ على هذا الوطن وعلى كل من يعيش على أرضه واجب مقدس.
وأشار د. ربيع الغفير، إلى أن مصر درة التاريخ وتاج الدهر وكنانة الله فى الارض، وقلب العروبة النابض تحمل هموم الأمة العربية بأكملها إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، فمصر لها دور ريادي تضيف به حلقة من حلقات التاريخ المشرق، وسيظل التاريخ يذكر وقوف مصر قيادةً وحكومةً وشعباً مع أهل غزة فى المساعدات التى تصل إليهم، وأن أكثر من 70% من هذه المساعدات تأتي من مصر، فهى أم العروبة، وتاج الشرق، لسان حال أهلها ينطق ويردد دائماً:
إذَا اشْتَكَى مُسْلِمٌ فِيْ الصِيْنِ أرَّقَنِيْ
وإنْ بَكَى مُسْْلِمٌ فِيْ الْهِنْدِ أبْكَانِي
وَمِصْرُ رَيْحَانَتِيْ وَالشَامُ نَرْجِسَتِيْ
وَفِيْ الْجَزِيْرَةِ تَارِيْخِيْ وَعُنْوَانِي
وفي العراق أَكُفّ المَجْدِ تَرْفَعُني
على كُلّ باغٍ ومأفونٍ وخَـوّانِ
ويسمعُ اليَمَنُ المحبوبُ أُغنيَتي
فيستريحُ إلى شَـدْوِي وألحاني
ويسْكـُنُ المسـجدُ الأقصى وقُبّتُـهُ
في حَبّةِ القلبِ أرعاهُ ويرعـاني
وأوضح أننا نحن المصريون علينا واجب كبير وعبء ثقيل تجاه هذا الوطن والحفاظ عليه والتضامن والتضافر فى رفعته وخدمته وسلامة أراضيه، فيجب على كل فرد منا أيا كان موقعه أن يؤدى دوره تجاه هذا الوطن لأننا مسئولون عنه يوم القيامة، فهى بلد يحبه الله ورسوله، ذكر اسمها فى القرآن الكريم خمس مرات صريحة وأكثر من عشرين مرة تلميحاً، وهذا ليس من فراغ فقد أوصى بها النبى ﷺ حين قال: (إذا فتح الله عليكم مصر فاتخذوا بها جنداً كثيفاً فذلك الجند خير أجناد الأرض، قال أبو بكر لم يا رسول الله؟ قال لأنهم و أزواجهم فى رباط إلى يوم القيامة).
وتابع: "فمصر ليست بلد عادى، بل لها دور تقوم به منذ الآف السنين حين كانت قبلة للخائفين والمظلومين والمضهدين فى كل العصور، دفن في ثراها الطاهر المئات من صحابة رسول الله ﷺ، ومر بها عدد كبير من أنبياء الله وأولياؤه الصالحين، والسيدة زينب التى دفنت فى ثرى مصر الطاهر وقفت ودعت لمصر قائلة: "يا أهل مصر، نصرتمونا نصركم الله وآويتمونا آواكم الله، وأعنتمونا أعانكم الله، جعل الله لكم من كل ضيق مخرجاً ومن كل هم فرجاً". لتبقى بذلك مصر درة خفاقة وراية عالية فى سماء العالم أجمع باقية خالدة إلى يوم الدين".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الأزهر الجامع الازهر خطيب الجامع الأزهر خطبة الجمعة اليوم مصر قلب العروبة النابض
إقرأ أيضاً:
ميلوني: التحالف مع واشنطن لا يتجزأ وأوروبا ليست معزولة
فبراير 23, 2025آخر تحديث: فبراير 23, 2025
المستقلة/- في خطاب يحمل دلالات سياسية قوية، شددت رئيسة الوزراء الإيطالية، جورجا ميلوني، على أن العلاقات بين إيطاليا والولايات المتحدة راسخة وغير قابلة للتجزئة، مؤكدة أن الشراكة بين واشنطن وأوروبا ستظل وثيقة. جاءت تصريحاتها خلال كلمة عبر الفيديو ألقتها في مؤتمر العمل السياسي المحافظ، الذي يُعقد في ضواحي واشنطن، حيث أكدت أن “المعركة السياسية من أجل القيم المحافظة ليست محصورة في الولايات المتحدة، بل تمتد إلى العالم الغربي بأسره”.
وأشارت ميلوني إلى رؤيتها للعالم الغربي ليس فقط كحدود جغرافية، ولكن أيضًا كحضارة، ما يعكس توجهًا أيديولوجيًا يعتبر الغرب كتلة ثقافية موحدة تواجه تحديات مشتركة. وفي سياق حديثها عن العلاقة بين الولايات المتحدة وأوروبا، أكدت ثقتها في الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، قائلة: “خصومنا يأملون أن ينأى ترامب بنفسه عن أوروبا، لكنني أعرفه – إنه قوي وفعال، وأراهن أننا سنثبت خطأهم”.
كما دافعت ميلوني عن موقف نائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس، الذي أثار جدلًا خلال مؤتمر ميونيخ للأمن، مشيرة إلى أن منتقدي تصريحاته كان ينبغي أن يظهروا الفخر بأوروبا منذ زمن طويل، لا سيما عندما فقد الاتحاد الأوروبي استقلاله الاستراتيجي بسبب اعتماده على الأنظمة الاستبدادية وأزمة الهجرة الجماعية.
وفيما يتعلق بالتزام الغرب تجاه أوكرانيا، أكدت ميلوني أن أوروبا والولايات المتحدة عملتا معًا على مدى السنوات الثلاث الماضية لدعم كييف، مشددة على ضرورة استمرار هذا التعاون لتحقيق “سلام عادل ودائم”.
تعكس تصريحات رئيسة الوزراء الإيطالية موقفًا واضحًا في الدفاع عن التحالف الغربي والتأكيد على أهمية الدور الأوروبي، وسط مشهد دولي يشهد تحولات كبرى، خاصة فيما يتعلق بالعلاقة مع الولايات المتحدة والتحديات الأمنية التي تواجه القارة الأوروبية.