صدى البلد:
2024-09-17@01:51:41 GMT

خطيب الجامع الأزهر: 70% من مساعدات غزة قادمة من مصر

تاريخ النشر: 15th, December 2023 GMT

ألقى خطبة الجمعة اليوم بالجامع الأزهر، الدكتور ربيع الغفير، أستاذ اللغويات المساعد بجامعة الأزهر، ودار موضوعها حول "مصر قلب العروبة النابض".

وأكد د. ربيع الغفير، أن من أعظم نعم الله على الإنسان أن يكون له وطن يأوي إليه ويستظل بظله ويتفيؤ ظلاله ويأمن فيه على نفسه، فنعمة الوطن الآمن المستقر والمحفوظ، من أعظم النعم نعمة الوطن، ولقد تحدث القرآن الكريم عن هذه القضية حديث دقيق، فالوطن ليس قضية سياسية بل قضية إيمانية،قال تعالى: ﴿وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِن دِيَارِكُم مَّا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِّنْهُمْ﴾، فالإقتران بين قتل النفس وخروج الإنسان من وطنه يدل على أن الوطن لا يقل أهمية عن خروج الروح من النفس.

وبيّن خطيب الجامع الأزهر، أن السنة النبوية المشرفة جاءت لتؤكد ذلك قولاً وعملاً، فالحفاظ على الوطن وعلى مقدراته جزء لا يتجزأ من شريعة الله عزّ وجلَّ ومن صلب هذا الدين، فالنبي ﷺ وضح لنا ذلك حين وقف على ربوع مكة وهو يودعها باكياً قال ﷺ ﴿والله إنى لأخرج منك، وإنى لأعلم أنك أحب أرض الله إلى الله، وأكرمها على الله.. ولولا أن أهلك أخرجونى منك ما خرجت﴾  وبعد أن سافر وهاجر إلى المدينة المنورة، وقف على بابها داعياً  قائلاً: "اللهم حبب إلينا المدينة كحبنا مكة، أو أشد!"، ودارت الأيام وتعاقبت السنون ولم يستطع ﷺ أن ينسى مكة أو أن تخف وطأة الألم على قلبه كلما تذكرها. وَقَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ فِي حَدِيثِ النَّبِيِّ ﷺ أَنَّ أُصَيْلا الْغِفَارِيَّ قَدِمَ عَلَيْهِ مِنْ مَكَّةَ فَقَالَ: "يَا أُصَيْلُ كَيْفَ عَهِدْتَ مَكَّةَ" فَقَالَ عَهِدْتُهَا وَاللَّهِ قَدْ أَخْصَبَ جِنَابُهَا وَأَعْذَقَ إِذْخِرُهَا وَأَسْلَبَ ثُمَامُهَا وَأَمَشَّ سَلَمُهَا فَقَالَ: "حَسْبُكَ يَا أُصَيْلُ".

وتابع أستاذ اللغويات بجامعة الأزهر: إن قضية الوطن والإنتماء إليه والولاء له والحفاظ عليه قضية دينية فى المقام الأول، فهى فطرة إنسانية عند أصحاب النفوس السوية. كان كثير من العرب إذا اضطروا إلى الهجرة من أوطانهم يحملون معهم شيئاً من تراب أوطانهم ليستأنسوا به فى غربتهم، فالوطن نعمة عظمى، وطوبى لمن كان له وطن، والحفاظ على هذا الوطن وعلى كل من يعيش على أرضه واجب مقدس.

وأشار د. ربيع الغفير، إلى أن مصر درة التاريخ وتاج الدهر وكنانة الله فى الارض، وقلب العروبة النابض تحمل هموم الأمة العربية بأكملها إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، فمصر لها دور ريادي تضيف به حلقة من حلقات التاريخ المشرق، وسيظل التاريخ يذكر وقوف مصر قيادةً وحكومةً وشعباً مع أهل غزة فى المساعدات التى تصل إليهم، وأن أكثر من ٧٠٪ من هذه المساعدات تأتي من مصر.

وأوضح أننا نحن المصريون علينا واجب كبير وعبء ثقيل تجاه هذا الوطن والحفاظ عليه والتضامن والتضافر فى رفعته وخدمته وسلامة أراضيه، فيجب على كل فرد منا أيا كان موقعه أن يؤدى دوره تجاه هذا الوطن لأننا مسئولون عنه يوم القيامة، فهى بلد يحبه الله ورسوله، ذكر اسمها فى القرآن الكريم خمس مرات صريحة وأكثر من عشرين مرة تلميحاً، وهذا ليس من فراغ فقد أوصى بها النبى ﷺ حين قال: (إذا فتح الله عليكم مصر فاتخذوا بها جنداً كثيفاً فذلك الجند خير أجناد الأرض، قال أبو بكر لم يا رسول الله؟ قال لأنهم و أزواجهم فى رباط إلى يوم القيامة).

وتابع: فمصر ليست بلد عادى، بل لها دور تقوم به منذ الآف السنين حين كانت قبلة للخائفين والمظلومين والمضهدين فى كل العصور، دفن في ثراها الطاهر المئات من صحابة رسول الله ﷺ، ومر بها عدد كبير من أنبياء الله وأولياؤه الصالحين، والسيدة زينب التى دفنت فى ثرى مصر الطاهر وقفت ودعت لمصر قائلة: "يا أهل مصر، نصرتمونا نصركم الله وآويتمونا آواكم الله، وأعنتمونا أعانكم الله، جعل الله لكم من كل ضيق مخرجاً ومن كل هم فرجاً". لتبقى بذلك مصر درة خفاقة وراية عالية فى سماء العالم أجمع باقية خالدة إلى يوم الدين.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الأزهر الجامع الازهر خطبة الجمعة مصر

إقرأ أيضاً:

شيخ الأزهر يطالب بالتضامن مع غزة انطلاقا من صلة الدم والرحم والمصير المشترك

كتب- محمود مصطفى أبوطالب:

أكد فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، أن المتأمل في صفات رسول الله محمد ﷺ؛ يحار فلا يدري بأيها يبدأ ولا بأيها يختم، ولا ماذا يأخذ من هذا الوابل الصيب من صفات الجمال وصفات الجلال، ولا ماذا يدع... وكيف لا! وقد وصف الله سعة أخلاقه الشريفة بوصف العظم، فقال في كتابه الكريم: "وإنك لعلى خلق عظيم"، كما وصفته أخبر الناس به، زوجه السيدة عائشة أم المؤمنين - حين سئلت عن أخلاقه، فقالت: «كان خلقه القرآن»، مبينا أنها -رضوان الله عليها- قد أدركت الأفق المتعالي لهذا الخلق النبوي، وصعوبة بيانه للناس: عدا وحصرا واستقصاء، فأحالت البيان إلى أخلاق القرآن الكريم، وما بينها وبين أخلاقه -صلوات الله وسلامه عليه- من تطابق وتماثل، وبما يعني أن الخلق القرآني إذا لم تكن له نهاية في حسنه وكماله، فكذلك «الخلق المحمدي» لا نهاية لحسنه وكمالاته، ولا حدود لسعته واستيعابه العالمين بأسرهم.

وأوضح شيخ الأزهر خلال كلمته التي ألقاها بمناسبة الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف، والمنعقد بمركز المنارة للمؤتمرات الدولية بالتجمع الخامس، وتنظمه وزارة الأوقاف بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسي، أن المطابقة بين أخلاق القرآن الكريم وأخلاقه ﷺ هي السر في اختصاص نبي الإسلام برسالة تختلف عن الرسالات السابقة، حيث جاءت رسالة خاتمة للرسالات الإلهية، ورسالة عامة تتسع للعالمين جميعا: إنسا وجنا، وزمانا ومكانا؛ بينما جاءت الرسالات السابقة رسالات محدودة بأقوام بعينهم وفي زمان معين ومكان محدد لا تتجاوزه لمكان آخر.

وبين أن أخلاق محمد ﷺ وإن تنوعت عددا ومنزلة وعلو درجة وكمال شأن، حتى وصف بالإنسان الكامل - فإن صفة من صفاته هذه قد انفردت بالذكر في القرآن الكريم، وهي: صفة «الرحمة» التي وصف بها ﷺ في قوله تعالى في أواخر سورة التوبة، في معرض الامتنان الإلهي على المؤمنين، حيث بعث فيهم رسولا منهم، وصفه بأنه حريص على هدايتهم، وأنه «رؤوف رحيم» بهم، ثم ذكرت صفة «الرحمة» مرة ثانية في قوله تعالى في أواخر سورة الأنبياء: "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين"، وجاءت بأسلوب القصر الذي يدل على أن هذا الرسول اتحد ذاتا وأفعالا بصفة: «الرحمة» حتى صارت سجية راسخة متمكنة في مشاعره، ومتغلغلة في أطوائه، ومسيطرة على تصرفاته.

وتابع شيخ الأزهر أنه ﷺ قد أكد اتصافه بالرحمة بقوله في سنته الشريفة: «إنما أنا رحمة مهداة»، وطبقه في كل تصرفاته مع البشر ومع جميع الكائنات والمخلوقات، وكان ينزع في كل تصرف من تصرفاته من معين هذه «الرحمة» التي فطره الله عليها، وألان بها قلبه، وكان ذلك من أقوى أسباب دخول المشركين في الإسلام: "فبما رحمة من الله لنت لهم.."، بل إنه كان رحمة للناس حتى في مواطن الحروب والاقتتال والصراعات المسلحة بين الأمم والشعوب.

وأشار إلى أن أول ما يطالعنا من تجليات الرحمة النبوية في مواطن الحروب والاقتتال هو: أن القتال في شريعة الإسلام لا يباح للمسلمين إلا إذا كان لرد عدوان على حياتهم أو دينهم أو أرضهم أو عرضهم أو مالهم، أو غير ذلك مما يدخل تحت معنى: «العدوان» بمفهومه الواسع، أما القتال نفسه، أو حرب العدو، أو: الصراع المسلح، فله في شريعة الإسلام خطر وأي خطر، وله قواعد وضوابط وتشريعات شرعها الله تعالى!، وطبقها رسوله ﷺ تطبيقا عمليا وهو يقود بنفسه جيوش المسلمين في معاركهم مع أعدائهم، وأمر أمته بالتقيد بها كلما اضطرتهم ظروفهم وألجأتهم إلى مواجهة عدوهم..

وأوضح شيخ الأزهر أن أول ما يلفت النظر من قواعد الاقتتال لرد العدوان في الشريعة الإسلامية: قاعدة «العدل»، وهي قاعدة كلية بعيدة الغور في شريعة الإسلام، أمر الله بالالتزام بها في معاملة الصديق والعدو على السواء: "وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين"، ثم إن قاعدة العدل هذه تستدعي قاعدة ثانية تلازمها ولا تفارقها في أي تطبيق، وهي قاعدة: «المعاملة بالمثل» والتي تعني أول ما تعني حرمة تجاوز حدود العدل إلى حدود الظلم والعدوان على الغير، يتبين ذلك من قوله تعالى: "وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين".

وتابع أن من قواعد الإسلام العامة في القتال التزام مبدأ «الفضيلة» ومبدأ «الإحسان» الذي كتبه الله على كل شيء سواء تعلق هذا الشيء بالإنسان أو بالحيوان، وقد ترجم أمراء المسلمين وقادة جيوشهم، مبدأ «الفضيلة» هذا إلى لوحة شرف في قوانين الحروب، لا يعرف التاريخ لها نظيرا في غير معارك المسلمين، وها هو الخليفة الأول، أبو بكر "رضي الله عنه" يودع قائد جيشه إلى الشام ويقول له: «أوصيكم بتقوى الله، لا تعصوا، ولا تغلوا، ولا تجبنوا، ولا تهدموا بيعة- أي: كنيسة أو معبدا.."

وأضاف شيخ الأزهر أن صورة القتال في الإسلام لا تكتمل بدون الإلمام بصورة «الأسرى» في الحروب الإسلامية، لافتا إلى أن فقه «الأسير» في الإسلام يدور على أمرين لا ثالث لهما، حددهما القرآن الكريم في قوله تعالى: "فإما منا بعد وإما فداء"، والمن على الأسير هو إطلاق سراحه وتحريره بغير عوض ولا فدية، أما فداؤه فهو تحريره وإطلاق سراحه مقابل فدية يدفعها هو أو تدفع له، مبينا أن الأسير الذي يأسره المسلمون من جيش العدو يحرم على المسلمين قتله، كما تدل الأحكام الفقهية على وجوب إطعام الأسير، ووجوب الإحسان في معاملته، وحمايته من الحر والبرد، وتوفير ما يكفيه من كسوة وملابس، وإزالة كل ما يصيبهم من ضرر، ووجوب «احترام مراكزهم وكرامتهم الشخصية حسب مكانة كل فرد منهم»، مستلهمين في ذلك إلى دعوته ﷺ للرفق بالناس في قوله: «إن الله رفيق يحب الرفق، ويعطي عليه ما لا يعطي على العنف» وقوله: «أقيلوا ذوي الهيئات عثراتهم».

وأوضح "ما أظنني في حاجة بعد ما سمعناه في شأن الحرب في الإسلام، وهو قليل من كثير - إلى عقد مقارنة أو مناظرة بين الحرب في شريعة الإسلام ونموذجها الإنساني الرفيع، وبين الصورة البشعة للحرب الحديثة في القرن الواحد والعشرين، والتي آل أمرها إلى إبادات جماعية ومجازر همجية وجرائم منكرة، ترتكب ضد شعوب مضطهدة تخلى عالمنا القوي المتحضر عن نصرتها، والوقوف إلى جوارها، وصمت صمت القبور عن آلامها وصرخاتها، ثم راح يشمر عن ساعد الجد ليتصدق على هذه الشعوب البائسة بكلمات عزاء فارغة لا تقول شيئا، أو بمشاعر باردة تذكر بمشاعر القاتل الذي يمشي في جنازة قتيله ويتقبل عزاء الناس فيه، فالمقارنة في هذا المقام مضللة ومزيفة لكل نتيجة تنتجها مقدماتها".

واختتم شيخ الأزهر "حسبنا أن نعلم من جديد أنه لا يصح في حكم العقل أن نقارن بين الخير والشر، ولا بين الحسن والقبح، ولا بين الفضيلة والرذيلة، ولا بين قانون الغاب والأحراش، والدرس الذي يجب أن نذكر به مع تجدد ذكرى المولد النبوي هو تجديد وعي هذه الأمة بذاتها وتاريخها العريق المشرف، وقدراتها المادية والروحية، وطاقاتها الخلاقة، وأن تكون على يقين من أنها تملك دواءها إن أرادت، وأن تكون على ذكر دائم من قوله صلى الله عليه وسلم في شأن أمته: "يوشك أن تداعى عليكم الأمم من كل أفق كما تداعى الأكلة على قصعتها.."، وأن تبذل قصارى الجهد للتضامن مع أطفال غزة ونسائها وشبابها وشيوخها، ومع شعوبنا في السودان واليمن وغيرها، وأن نعلم أن ذلك ليس منة يمن بها على هذه الشعوب المعذبة في الأرض، وإنما هو واجب القرابة في الدين، وصلة الدم والرحم والمصير المشترك".

مقالات مشابهة

  • شيخ الأزهر: القتال في الإسلام لا يباح إلا لرد العدوان (فيديو)
  • شيخ الأزهر يطالب بالتضامن مع غزة انطلاقا من صلة الدم والرحم والمصير المشترك
  • شيخ الأزهر يطالب بالتضامن مع غزة انطلاقا من صلة الدم والمصير المشترك
  • باص ‘‘فوكسي’’ يثير الرعب مجددًا ويصطاد مواطنًا في عدن بعد يوم من اصطياد ‘‘خطيب مسجد’’
  • ملامح من الحياة في كندا (2)
  • صوت من المسيرية
  • رؤية حالمة في قضايا وطن شامخ
  • اقرأ في عدد «الوطن» غدا: أضخم شحنة مساعدات من مصر للسودان
  • كل الوطن قُبّة…
  • خاصة في الجنوب.. مساعدات أممية لتلبية الاحتياجات العاجلة بلبنان