وكأن الصواريخ والقذائف وهدم المجمعات السكنية على رؤوس قاطنيها وقتل وجرح عشرات الآلاف لا يكفي، يواصل الاحتلال الإسرائيلي حرب تجويع ممنهجة بحق من بقي حيا في قطاع غزة المحاصر، بدعم أميركي وغربي واضح.

وعلى الرغم من تأكيد القاهرة أن معبر رفح مفتوح ولم يغلق أبدا، إلا أن شاحنات الإغاثة لا تستطيع الدخول إلى القطاع عبر المعبر الذي قصفته إسرائيل مرات عدة في رسالة واضحة أنها لن تسمح بدخول أي مساعدات من دون إذنها.

وتحدث كثير من الغزيين على وسائل التواصل الاجتماعي عن التفاصيل المرعبة للتجويع الممارس ضد أهل غزة، حيث اشتكى كثيرون من غياب حتى ما يسد رمق الناس ويبقيهم على قيد الحياة.

استهداف الباحثين عن الخبز

بل إن جيش الاحتلال يحرص على استهداف المدنيين في أثناء بحثهم عن الطعام والماء، وقصفهم في "طوابير" المخابز وفي الأسواق.

وسبق لـ "المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان" أن أكد أن إسرائيل صعّدت بشكل حاد من "حرب التجويع" التي تمارسها بحق المدنيين في القطاع كأداة للإخضاع.

فقد استهدفت -بشكل مباشر- المخابز والمصانع والمحال التجارية والأسواق ومحطات وآبار وخزانات المياه، وقصفت المولدات الكهربائية ووحدات الطاقة الشمسية التي تعتمد عليها المرافق الحيوية من منشآت تجارية ومطاعم ومؤسسات مدنية، للحفاظ على الحد الأدنى من عملها، في ظل انقطاع تام للكهرباء، ونفاد الوقود.

@megan_b_rice

#feedgaza

♬ original sound – Megan Rice

برتقالة بيسان

"لقد رأيت بيسان وهي تأكل برتقالة وتقول إنها وجبة إفطارها، هذا أمر لا أستطيع تجاهله"، توضح ميغان رايس، الشابة الأميركية التي تألمت لضحايا مجازر الاحتلال في غزة، وتعجبت لثبات أهلها، ودشنت حملة لقراءة القرآن الكريم داخل الولايات المتحدة، ثم ما لبثت أن أعلنت اعتناقها للإسلام.

وبيسان هي ناشطة من غزة، اشتهرت -إلى جانب نشطاء آخرين- في العالم أجمع بمقاطع الفيديو والصور التي تنشرها على حساباتها بوسائل التواصل الاجتماعي، والتي تكشف تفاصيل الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في غزة، بدعم أميركي وغربي.

وأضافت ميغان في مقطع فيديو على حسابها بمنصة تيك توك أنها فكرت في حل قد يساعد بعض الغزيين على مواجهة حرب التجويع الممنهجة الممارسة ضدهم، ويتمثل في إرسال بالونات طعام إليهم، تتحدى الحصار الخانق المفروض عليهم، وعجز شاحنات المساعدة عن الدخول عبر معبر رفح.

"لا تسخروا من مقترحي"، تقول ميغان متابعة "فقد رأيت هذا الحل وقد طبقه ناشطون في كوريا الجنوبية لتقديم المساعدة لسكان في كوريا الشمالية".

وبالفعل، اتبع ناشطون كوريون جنوبيون ضمن تنظيم "محاربون من أجل كوريا شمالية حرة" هذا الحل خلال سنوات لتقديم مساعدات إلى أبناء جلدتهم في كوريا الشمالية المجاورة، في ظل الانقطاع الكامل للعلاقات بين البلدين الذين يعيشان تحت تهديد اندلاع حرب في كل وقت وحين.

النشطاء بكوريا الجنوبية استخدموا منذ سنوات بالونات بلاستيكية لإرسال مساعدات للسكان بكوريا الشمالية (رويترز-أرشيف) بالونات بلاستيكية

وتتلخص الفكرة في استخدام بالونات بلاستيكية بسيطة لحمل مساعدات أساسية، من غذاء ودواء، وإطلاقها باتجاه كوريا الشمالية.

واستخدم "محاربون من أجل كوريا شمالية حرة" بكثرة هذه الوسيلة خلال فترة كورونا حيث أرسلوا عشرات آلاف الأقنعة الواقية والأدوية والفيتامينات في تلك البالونات لتصل إلى داخل كوريا الشمالية.

المساعدة تربط إلى البالونات البلاستيكية وترسل باتجاه كوريا الشمالية وتنتهي بالسقوط داخلها (رويترز)

ويجرم القانون في كوريا الجنوبية منذ عام 2020 إرسال منشورات أو مساعدات غير مرخصة عبر الحدود، ويعاقب على ذلك بالسجن لمدة أقصاها ثلاث سنوات، أو غرامات قد تصل إلى 27400 دولار.

وبالنسبة لميغان رايس، فإن مقترح استنساخ تجربة نشطاء كوريا الجنوبية مع غزة قد يبدو بالنسبة للبعض بسيطا أو ساذجا، لكنه على الأقل خطوة تستحق أن يفكر فيها، فالأهم هو أن تصل المساعدات لمن يحتاجها وبأقصى سرعة، وبأي طريقة، وتتأكد إسرائيل أن حرب التجويع لن تنجح في إخضاع الفلسطينيين.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: کوریا الجنوبیة کوریا الشمالیة فی کوریا

إقرأ أيضاً:

زعيم كوريا الشمالية:المواجهة طويلة الأمد حتمية مع الدول الأكثر عداء

سول"وكالات ": تعهد الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون أن بلاده ستواصل برنامجها النووي "إلى أجل غير مسمى"، وفق ما ذكرت وسائل إعلام رسمية اليوم الأربعاء، بعد أيام من إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عزمه طرح مبادرات دبلوماسية جديدة على الزعيم المعزول.

وقالت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية إن كيم حذر أيضا بعد تفقده منشأة لإنتاج المعدات النووية، من مواجهة "حتمية" مع الدول المعادية، مشيرا إلى أن عام 2025 سيكون "حاسما" لتعزيز قوة بلاده النووية.

ونقلت الوكالة عن كيم قوله إن "موقفنا السياسي والعسكري الثابت ومهمتنا النبيلة وواجبنا هو تطوير وضعية رد الدولة النووي إلى أجل غير مسمى".

وقالت وكالة الأنباء المركزية اليوم الأربعاء إن كيم يتعامل مع "الوضع الأكثر تزعزعا في العالم، حيث أن المواجهة طويلة الأمد حتمية مع الدول الأكثر عداء وشرا"، مضيفة "لا غنى عن قيام البلاد بتعزيز الدرع النووي بشكل منتظم".

وتأتي تصريحات كيم عقب اختبار كوريا الشمالية السبت إطلاق صواريخ كروز استراتيجية، في أول تجربة عسكرية منذ عودة ترامب إلى البيت الأبيض في 20 يناير.

وردا على ذلك، أكد مسؤول في مجلس الأمن القومي الأميركي أن ترامب سيسعى إلى "نزع السلاح النووي لكوريا الشمالية بالكامل، كما فعل خلال ولايته الأولى"، وفق ما أوردت وكالة الأنباء الكورية الجنوبية يونهاب.

وترامب الذي عقد سلسلة نادرة من القمم مع كيم خلال فترة ولايته الأولى، أبدى في مقابلة الأسبوع الماضي رغبته بأن يتواصل مجددا مع الزعيم الكوري الشمالي الذي وصفه بأنه "رجل ذكي".

ورغم العقوبات الاقتصادية الخانقة التي ما زالت مفروضة عليها، أعلنت كوريا الشمالية نفسها قوة نووية "لا رجعة فيها" في العام 2022.

وتبرر كوريا الشمالية سعيها للحصول على أسلحة نووية من أجل ردع تهديدات الولايات المتحدة وحلفائها، بما في ذلك كوريا الجنوبية.

ولا تزال الكوريتان في حالة حرب منذ انتهاء النزاع بينهما عام 1953 بهدنة وليس معاهدة سلام. وتدهورت العلاقات بينهما إلى أدنى مستوياتها منذ سنوات.

وقال يانغ مو-جين، رئيس جامعة الدراسات الكورية الشمالية في سيول الأربعاء، إنه يبدو أن إدارة ترامب "تتبنى نهجا ذا مسارين".

وأضاف لوكالة فرانس برس "يقدّم ترامب مبادرات للحوار مع كيم لتشجيع المناقشات من منظور سياسي".

وتابع "على المقلب الآخر، يوضح مسؤولون في واشنطن راهنا أنهم يركزون على التفاوض لتحقيق الهدف النهائي المتمثل في تحقيق نزع السلاح النووي بالكامل".

لكن يانغ أشار إلى أن كوريا الشمالية ربما ما زالت ترغب في التحدث مع واشنطن "لأنها تحتاج إلى تخفيف العقوبات للحفاظ على نظامها".

وخلال ولايته الأولى، التقى ترامب وكيم ثلاث مرات لكنّ واشنطن فشلت في إحراز تقدم كبير في الجهود الرامية إلى نزع الأسلحة النووية في كوريا الشمالية.

ومنذ انهيار القمة الثانية بين كيم وترامب في هانوي عام 2019، تخلّت كوريا الشمالية عن الدبلوماسية وكثّفت جهودها لتطوير الأسلحة ورفضت العروض الأميركية لإجراء محادثات.

بعد أشهر من القمة التاريخية الأولى بين كيم وترامب في سنغافورة في يونيو 2018، قال الرئيس الأميركي وقتها خلال تجمع لمناصريه إنه والزعيم الكوري الشمالي وقعا "في الحب".

وكشف كتاب صدر في العام 2020 أن كيم استخدم الإطراء والنثر المنمق وتوجه إلى ترامب مستخدما تعبير "سُموّك" في الرسائل التي تبادلها معه.

لكنّ قمتهما الثانية في العام 2019 انهارت على خلفية تخفيف العقوبات وما سيكون على بيونغ يانغ التخلي عنه في المقابل.

وفي يوليو 2024 قال ترامب متحدثا عن كيم "أعتقد أنه يفتقدني"، و"من الجيد أن أنسجم مع شخص لديه الكثير من الأسلحة النووية".

وفي تعليق صدر في الشهر ذاته، قالت كوريا الشمالية إنه رغم أن ترامب حاول أن يعكس "العلاقات الشخصية الخاصة" بين رئيسَي البلدين، فإنه "لم يحقق أي تغيير إيجابي جوهري".

وأضافت "مهما تكن الإدارة التي ستتولى السلطة في الولايات المتحدة، فإن المناخ السياسي المرتبك بسبب الاقتتال الداخلي بين المعسكريَن، لا يتغير، وبالتالي لا يهمنا هذا الأمر".

مقالات مشابهة

  • زعيم كوريا الشمالية:المواجهة طويلة الأمد حتمية مع الدول الأكثر عداء
  • زعيم كوريا الشمالية يتفقد منشأة نووية ويدعو لرفع قدرات بلاده الحربية
  • «كيم جونغ أون» يدعو لتعزيز «الترسانة النووية» في كوريا الشمالية
  • زعيم كوريا الشمالية يتعهد بتعزيز الترسانة النووية
  • البيت الأبيض: ترامب يسعى لنزع السلاح النووي كاملًا من كوريا الشمالية
  • زعيم كوريا الشمالية يُحذر من مواجهة “حتمية” مع الدول “المعادية والشريرة”
  • زعيم كوريا الشمالية: المواجهة مع الدول "الشريرة" حتمية
  • زعيم كوريا الشمالية يصدر أوامر خطيرة بشأن إنتاج الأسلحة النووية
  • تكتيكات غريبة ولا يستسلمون.. مفاجآت في حقائب جنود كوريا الشمالية بأوكرانيا
  • زعيم كوريا الشمالية يدعو إلى تعزيز القدرة النووية للبلاد