واعظ بالأزهر: القرآن الكريم كان سببا رئيسيا في حفظ اللغة العربية
تاريخ النشر: 15th, December 2023 GMT
قال الشيخ صفوت عمارة، من وعاظ الأزهر الشريف، إنّ ما يميز اللغة العربية ليس عدد المتحدثين بها فحسب؛ بل غنى وغزارة مفرداتها، وسمو تراكيبها، وحُسن مبانيها، وثراء حروفها وتنوع أساليبها اللغوية، حيث تتكون من 12 مليونا و300 ألف و912 كلمة، بما يعادل 25 ضعفا لعدد كلمات الإنجليزية التي تتكون من 600 ألف كلمة، بما دفع البعض لتتويجها بلقب "درة تاج اللغات".
وأضاف «عمارة»، خلال خطبة الجمعة اليوم، أنَّ فضل اللغة العربية على سائر اللغات كفضل القمر ليلة البدر على الكواكب؛ فهي من أقدم اللغات وأكثرها انتشارًا واستخدامًا في العالم، إذ يتكلمها يوميًا ما يزيد على 400 مليون نسمة، وتُعد من اللغات المعروفة باسم «اللغات السامية» وجذور متأصلة وثابتة وكانت الإدارة الرئيسية لنقل الثقافة العربية بين الأجيال عبر عصور طويلة، وتحتل المركز السادس من حيث عدد المتحدثين بها، وهي اللغة الوحيدة التي دامت لأكثر من خمسة عشر قرنًا من الزمان.
وأشار «صفوت عمارة»، إلى أنَّ العالم يحتفل باليوم العالمي للغة العربية، في الثامن عشر من ديسمبر من كل عام، وقد وقع الاختيار على هذا التاريخ بالتحديد للاحتفاء باللغة العربية لأنه اليوم الذي اتخذت فيه الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارها التاريخي بأن تكون اللغة العربية لغة رسمية سادسة في المنظمة إلى جانب الإنجليزية والصينية والإسبانية والفرنسية الروسية، في 18 ديسمبر عام 1973.
وأكد صفوت عمارة، أنَّ اللغة العربية لغة الفصاحة والبيان ومفتاح التفقه في الدين، تسحرك بجمال كلماتها، وعذوبتها من بين سائر اللغات، تجدها فتية لا تعرف لها طفولة أو شيخوخة، ويرى الباحثين من العرب والمسلمين والمستشرقين، أن القرآن الكريم كان السبب الرئيسي في حفظ اللغة العربية ونشرها، بدليل أن أول كتاب صدر عن النحو العربي، جاء بعد قرابة قرنين من هجرة النبي محمد صلَّى اللَّه عليه وسلَّم، وهو كتاب "الكتاب" لسيبويه.
وأوضح «صفوت عمارة»، أنَّ اللغة العربية يكفيها شرفًا أنها لغة القرآن الكريم، التي اختارها الله تعالى وأنزل بها خاتمة كتبه القرآن، وجعلها لسان خاتم الأنبياء والمرسلين، الذي نزل ويُتلى بها إلى يوم القيامة، قال الله تعالى: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} [يوسف: 2]؛ فاللغة العربية محفوظة بحفظ القرآن؛ لأنّ اللَّه جلّ جلاله اختارها من بين لُغات الأرض ليكون بها كلامه الخالد الذي أعجز به من كان ومن سيأتي إلى قيام الساعة، ولا يكون هذا الإعجاز إلا لكون هذه اللّغة تحتمل ثقل الكلام الإلهيّ وقوة الخطاب الربّاني؛ فكل عام وكلّ من ينطق باللسان العربيّ بألف خير.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: صفوت عمارة وعاظ الأزهر اللغة العربية اللغة العربیة
إقرأ أيضاً:
مظاهر اهتمام القرآن الكريم بالمساجد وبيان فضلها
قالت دار الإفتاء المصرية إنًّ المتدبر في آيات القرآن الكريم يراها قد اهتمت بالحديث عن المساجد، ومن مظاهر هذا الاهتمام أنَّ القرآن الكريم قد نوَّه بعلو شأنها؛ كما في قوله تعالى: ﴿فِي بُيُوتٍ أَذِنَ ٱللهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ ٱللهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ لِيَجْزِيَهُمُ اللهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَاللهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾ [النور: 36-38].
اهتمام القرآن الكريم بالمساجد وبيان فضلهاكذلك من مظاهر هذا الاهتمام أنَّ الله تعالى قد بيّن أنَّ هذه المساجد التي تُقَام فيها العبادات يجب أن تنسب إليه وحده وأن تُنزَّه عن أن يوجد فيها ما يتنافى مع دينه وشريعته؛ فقال: ﴿وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ للهِ فلَا تَدْعُوا مَعَ ٱلله أحَدًا﴾ [الجن: 18].
كما أن القرآن الكريم مدح الذين يحرصون على تعمير المساجد عن طريق بنائها وتنظيفها والتردد عليها لعبادة الله تعالى فقال سبحانه: ﴿إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللهِ مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ﴾ [التوبة: 18].
وفي موطن أخر أمر القرآن الكريم كل مسلم عند توجهه لمساجد الله تعالى للصلاة أن يتخذ زينته من اللباس المادي ومن اللباس المعنوي وهو التقوى؛ قال تعالى: ﴿يَابَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ﴾ [الأعراف: 31].
ونهى القرآن الكريم المؤمنين عن مباشرة النساء في حالة اعتكافهم فيقول سبحانه: ﴿وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ﴾ [البقرة: 187]؛ وذلك لأنّ الاعتكاف لون من العبادة، والمساجد هي خير مكان للعبادة وهو لا يكون إلا فيها، فيجب أن تكون منزهة عن شهوات النفس وعن مقاربة النساء فيها.
كما توعد القرآن الكريم الذين يسعون في خراب مساجد الله بأشد ألوان الوعيد في الدنيا والآخرة فيقول: ﴿وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُولَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ﴾ [البقرة: 114].
قال الإمام القرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" (2/ 77، ط. دار الكتب المصرية): [وخراب المساجد قد يكون حقيقيًّا؛ كتخريب بُخْتَ نَصَّرَ والرومان لبيت المقدس حيث قذفوا فيه القاذورات وهدموه، ويكون مجازا لمنع المشركين للمسلمين حيث صدوا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه عن المسجد الحرام. وعلى الجملة: فتعطيل المساجد عن الصلاة وعن إظهار شعائر الإسلام فيها خراب لها] اهـ بتصرف.