عدن الغد:
2025-01-19@02:24:33 GMT

تَـعَـاوِيـذ(قصيدة شعرية)

تاريخ النشر: 15th, December 2023 GMT

تَـعَـاوِيـذ(قصيدة شعرية)

(عدن الغد)خاص.

كتب/ د. عمار السبئي 

أَعُـوذُ بِاللهِ مِـنْ صَـبْرٍ وَهَـى عَصَبُه،

وَمِــنْ فُــؤَادٍ تَـخَطَّى حِـلْمَهُ غَـضَبُه

وَمِــنْ شُـعُورٍ بَـغِيضٍ كَـادَ يُـهْلِكُنِي،

وَلَـسْتُ أَدْرَى -هَدَانِي اللهُ- مَا سَبَبُه

أَعُـــوذُ بِاللهِ مِـــنْ جِــذْعٍ أَهُــزُّ بِــهِ

إِلَــيَّ دَهْـــرًا، وَلَــمَّـا تَـنْـهَـمِرْ رُطَــبُـه

وَمِـنْ صَـدِيقٍ لَهُ صِدْقِيْ وَمَغْفِرَتِيْ،

وَلِـيْ خِـيَانَاتُهُ الْـعُظْمَى وَلِـيْ عَـتَبُه

وَمِـنْ قَـرِيْـبٍ لَـهُ مِـنِّـيْ الدَّوَاءُ، وَلِيْ

مِنْ فَيْضِـهِ سُلُّهُ الْمُضْنِي وَلِيْ جَرَبُـه

اعُــوذْ بِاللهِ مِــنْ شَـعْـبٍ يَـرَى دَمَـهُ

يُـــرَاقُ لَـكِـنَّـهُ لَـــمْ يُـسْـتَـثَرْ شَـغَـبُه

وَمَـوْطِـنٍ أَفْـصَـحَتْ فِـيـهِ أَعَـاجِمُهُ

عَـنْ سُـوءِ نِـيَّتِهَا وَاسْتَعْجَمَتْ عَرَبُه

وَمِــنْ دَعِــيٍّ يُـنَـادِي بِـاسْمِ جَـدَّتِهِ،

وَمَــا انْـتَـهَى لِـنَـبِيٍّ صَــادِقٍ نَـسَـبُه

أَعُــوذُ بِاللهِ مِــنْ جَــارٍ بِـغَيْرِ حِـمًى

أَوِ ابْـــنِ أَرْضٍ ذَلِــيـلٍ أَنْــفُـهُ ذَنَــبُـه

وَمِـــنْ ثَـمَـانِـيَةٍ كَـــادُوا لِإِخْـوَتِـهِـمْ،

وَمِــنْ أَبِــي لَـهَـبٍ لَـمْ تَـنْطَفِئْ لَـهَبُه

وَكُــلِّ ذِي رُتْـبَـةٍ مِــنْ دُونِـمَا كَـتِفٍ،

فَــمَـا نَـيَـاشِـينُهُ أَجْـــدَتْ وَلَا رُتَـبُـه

وَكُــلِّ ذِي لِـحْيَةٍ طَـالَتْ بِـغَيْرِ تُـقًى،

وَكُــلِّ ذِي شَـنَـبٍ لَــمْ يَـحْمِهِ شَـنَبُه

وَكُــلِّ ذِي خُـطْـبَةٍ مَـا بَـعْدَهَا عَـمَلٌ،

وَمَـــا تَــزَالُ تُـغَـوِّي شَـعْـبَهُ خُـطَـبُه

وَكُــلِّ ذِي لَـقَـبٍ بِـالـشَّعْبِ شُـهْـرَتُهُ،

وَمَــــا أَفَــــادَ سِـــوَى أَوْلَادِهِ لَـقَـبُـه

أَعُــوذُ بِاللهِ مِـنِّـي حِـيـنَ أَتْــرُكُ مَــا

أَرَاهُ حَــقِّـي بِـكَـفِّ الْـغَـيْرِ يَـغْـتَصِبُه

وَحِينَ يَغْلِي امْتِعَاضِيْ دَاخِلِيْ، وَأَنَا

أَرَى عَـــدُوِّيْ أَمَــامِـيْ ثُــمَّ أَجْـتَـنِبُه

وَحِـينَ يَـكْذِبُ مَـنْ أَهْـدَيْتُهُ ثِـقَتِيْ،

وَلَا يَـــهُــزُّ يَــقِـيـنِـي كُــلَّــهُ كَــذِبُــه

وَحِـيـنَ يَـبْلُغُ أَهْـلُ الـسُّوءِ غَـايَتَهُمْ،

وَمَـــا يَـــزَالُ لِـسَـانِـي بَــالِـغٌ أَدَبُـــه

وَحِـينَ أُمْـسِي مَـدِينًا فِي بِلَادِ أَبِيْ،

وَحِـيـنَ أُنْـفِقُ قِـرْشًا كـدْتُ أَكْـتَسِبُه

وَحِـيـنَ أَزْرَعُ بُـسْـتَانِيْ، وَيَـحْـصُدُهُ

غَـيْـرِي، فَـمَـا تِـيـنُهُ تِـينِيْ وَلَا عِـنَبُه

 

وَحِـينَ أُمْسِكُ عَيْشِيْ، وَهُوَ مُنْفَلِتٌ،

مِــنْ قَـرْنِـهِ وَسِــوَى كَـفَّـيَّ تَـحْـتَلِبُه

 

وَحِـينَ يَـغْدُو، وَقَدْ أَفْنَيْتُ رَاحِلَتِيْ،

لِـلـسَّارِقِينَ غِـنَى عُـمْرِي وَلِـيْ تَـعَبُه

وَحِـيْنَ أُعْـطِي لِـئَـامَ الـنَّـاسِ مَنْزِلَـةً

عُـلْـيَا، وَأَحْصُدُ مِـنْهُمْ غَيْرَ مَا أَهَـبُـه

وَحِـينَ أُبْـصِرُ طِفْلِيْ، وَهُوَ ذُو جَلَدٍ،

لَــمْ تُـلْهِهِ عَـنْ طَـوَى أَحْـشَائِهِ لُـعَبُه

وَحِـيْـنَ يُـوْلَـدُ عَـامِيْ بَاكِـيًا سَلَـفًـا، 

وَحِـيْـنَ يُشْفِـقُ مِنْ شَعْبَانِـهِ رَجَـبُـه

وَحِـيْـنَ يَـطْمِسُ ما دَوَّنْـتُهُ قَـلَـمِـيْ،

وَحِـيْـنَ تَبْـصُـقُ مَا أَفْرَغْـتُـهُ كُـتُـبُـه

وَحِـيْـنَ لَا حِيْـنَ لِـيْ إِلَّا عَلَى رَمَــقٍ

وَحِيْنَ يُقْضَى لِدَائِيْ مِنْ دَمِيْ أَرَبُـه

أُعُــوْذُ بِاللهِ مِـنْ دَاءٍ بُــلِــيْــتُ بِــهِ

كَأَنَّـنِيْ، وَهْـوَ نَـارٌ سُـعِّـرَتْ، حَصَبُه

وَمِنْ حَضِيْضِ انْهِزَامٍ هَانَ وَاقِـعُـهُ،

وَمِنْ فَضَاءِ انْتِصَـارٍ فَاتَـنِـيْ طَلَـبُـه

أَعُـــوذُ بِاللهِ مِــنْ شِـعْـرٍ أَحِــنُّ لَــهُ،

وَلَــيْـسَ إِلَّا لِــمَـوْتٍ يَـنْـتَهِي خَـبَـبُه

وَهَـبْـتُهُ نِـصْـفَ عُـمْـرِي ثُــمَّ هَـأْنَـذَا

أَحْـثُـو عَـلَيْهِ انْـكِسَارَاتِيْ وَأَحْـتَسِبُه

.

المصدر: عدن الغد

كلمات دلالية: ب هو ح ـی هو ک ــل ـهو ح ـی ب الله ـب ـهو ح ـیـن

إقرأ أيضاً:

لو أراد عبد الرحمن يوسف..

من عبد الرحمن يوسف؟ هو عبد الرحمن يوسف القرضاوي، ابن شيخنا العلَّامة يوسف القرضاوي رحمه الله. وُلد في دولة قطر، وكان يحمل جنسيتها حتى عام 2010م، حصل على شهادة الليسانس في الشريعة من جامعة قطر، وعلى الماجستير في الشريعة من كلية دار العلوم بجامعة القاهرة. شاعر وسياسي، ومناضل وثائر.

لو أراد عبد الرحمن أن يعيش في كنف أبيه، وهو من هو، من دون منغصات في هذه الحياة، لأمكنه ذلك. ولو أراد أن يكون أستاذا في الجامعة، سواء في جامعة قطر أو في أي جامعة أخرى عامة أو خاصة، لأمكنه ذلك، فهو صاحب المؤهلات والمواهب، وبحثه في الماجستير يدل على تمكن علمي وجدة ومثابرة في البحث، وكان بعنوان: "مقاصد الشريعة بين ابن تيمية وجمهور الأصوليين من القرن الخامس إلى الثامن الهجري: دراسة مقارنة"، ولو أراد لأكمل الدكتوراة، وارتقى في سلك التدريس الجامعي حتى يصير أستاذا فعميدا في كبرى الجامعات.

عبد الرحمن، أسال الله أن يحفظه من كل مكروه، لم يرغب في ذلك، رغم أن مؤهلاته العلمية وقدراته الإبداعية تساعده عليه، بل لم يرغب في مجرد استغلال اسم أبيه الشيخ القرضاوي رحمه الله في الإعلام، ومحبة القرضاوي الابن للقرضاوي الأب ليست موضع شك، لكن نفس الابن الأبيّة أبت أن تتخذ من مكانة الأب وشهرته سلما للصعود، وأراد أن يحقق ذاته دون استغلال اسم أبيه؛ وخاصة أن تخصصه الدراسي هو تخصص أبيه رحمه الله (الشريعة)، وحتى مواهبه قريبة من مواهب أبيه: الأدب، والشعر والتعاطي مع الشأن العام والإعلام.

والجميع يعرف حُبَّه لقطر ولأهل قطر، وكيف لا وقد نشأ وترعرع فيها، وله فيها أصدقاء وزملاء ومحبون؟ وقد قال أبو تمام:

نقِّل فؤادَك حيثُ شئتَ من الهوى   ما الحبُّ إلا للحبيب الأوَّلِ
كم منزلٍ في الأرض يألفُه الفتى    وحنينُه ‌أبدا لأوَّلِ منزلِ

ومع ذلك، شكر عبد الرحمن قطر، وتنازل عن الجنسية القطرية في عام 2010م عندما خاض غمار العمل السياسي في مصر، وانضم إلى حملة ترشيح البرادعي لرئاسة الجمهورية في مواجهة حسني مبارك، وكان أول مقرر لها؛ فتنازل عن الجنسية حتى لا يسبب حرجا لدولة قطر ولا لنفسه؛ وليكون على قدم المساواة مع زملائه من الشباب المناضلين، على الرغم من أن تلك الجنسية كانت يمكن أن تدفع عنه الكثير من المضايقات.

لو أراد عبد الرحمن ألا يكون صاحب مبدأ، لما ترك كل هذا، ولعاش في رغد من العيش، دون أن يخسر من ماله وجهده وصحته وسمعته، ولو فعل لما كان عبد الرحمن يوسف، ذلك الرمز الثوري النضالي، والشاعر الذي يلهب بقوافيه ظهور المتجبرين، وتصم صدى أبياته آذان المستبدين، وتنتصر كلماته للشعوب المظلومة، تخفف عنهم القهر، وتنفخ فيهم روح الثورة، باختصار: لو فعل لكان واحدا من الناس، ربما ذا مكانة ما هنا أو هناك، أو صار من وجوه الإعلام، لكنه لم يكن ليسمق على كونه مذيعا عاديّا في قناة فضائية أو أرضية، أو شاعرا يتندر الناس ببعض أشعاره في المحافل، يهجو من يريد، ويمدح من يريد، ويبيع فنه وكلمته لمن يدفع، لكنه أراد أن يكون كما قال عن نفسه: الشنفرى الشاعر الثائر، أو تأبط شرّا، وإن كنت أراه أقرب إلى عروة بن الورد الذي ترك قبيلة عبس وحمايتها له، لينتصر للمظلومين والمطرودين من قبائلهم.

خرج عبد الرحمن من مصر بعد أن سُدَّ فيها كل أبواب العمل السياسي السلمي، وظل محتفظا بجنسيته المصرية، حتى سُرِق جوازه المصري، ولعل ذلك كان بفعل فاعل!

بعد انتصار ثورة سوريا ذهب عبد الرحمن سريعا إلى هناك للاحتفال مع أهلها وتهنئتهم بانتصار ثورتهم وثورته، فثورات الربيع العربي في الحقيقة -وكما قال هو- ثورة واحدة، لكن تحالف الأشرار أبى إلا أن ينال من شاعر أديب، لا يملك غير الكلمة والقوافي، وليس بيده سلاح إلا قصائده وقلمه، وأن يعاقب الجماهير الأبية وكل شاب ثائر في صورة عبد الرحمن.

اللهم أنجِ عبدك عبد الرحمن يوسف من كل مكروه وسوء، وأرجعه إلى أهله وأصدقائه ومحبيه سالما معافى في أقرب وقت يا رب العالمين.

مقالات مشابهة

  • أمسية شعرية بعنوان «شعراء الثمانينات والبحث عن الذات» ببيت ثقافة طوخ
  • لمن النصر اليوم…؟
  • هل انتصرت المقاومة؟
  • هذه قصة حزب الله مع نواف سلام
  • بحضور النواب.. حزب الله شيع شهيده في شعت
  • صوت المرأة عورة.. ما صحة القول؟
  • لو أراد عبد الرحمن يوسف..
  • فضل من مات يوم الجمعة
  • نص خطبة الجمعة غدًا 17 يناير 2025
  • الله سلم