(عدن الغد)خاص.
كتب/ د. عمار السبئي
أَعُـوذُ بِاللهِ مِـنْ صَـبْرٍ وَهَـى عَصَبُه،
وَمِــنْ فُــؤَادٍ تَـخَطَّى حِـلْمَهُ غَـضَبُه
وَمِــنْ شُـعُورٍ بَـغِيضٍ كَـادَ يُـهْلِكُنِي،
وَلَـسْتُ أَدْرَى -هَدَانِي اللهُ- مَا سَبَبُه
أَعُـــوذُ بِاللهِ مِـــنْ جِــذْعٍ أَهُــزُّ بِــهِ
إِلَــيَّ دَهْـــرًا، وَلَــمَّـا تَـنْـهَـمِرْ رُطَــبُـه
وَمِـنْ صَـدِيقٍ لَهُ صِدْقِيْ وَمَغْفِرَتِيْ،
وَلِـيْ خِـيَانَاتُهُ الْـعُظْمَى وَلِـيْ عَـتَبُه
وَمِـنْ قَـرِيْـبٍ لَـهُ مِـنِّـيْ الدَّوَاءُ، وَلِيْ
مِنْ فَيْضِـهِ سُلُّهُ الْمُضْنِي وَلِيْ جَرَبُـه
اعُــوذْ بِاللهِ مِــنْ شَـعْـبٍ يَـرَى دَمَـهُ
يُـــرَاقُ لَـكِـنَّـهُ لَـــمْ يُـسْـتَـثَرْ شَـغَـبُه
وَمَـوْطِـنٍ أَفْـصَـحَتْ فِـيـهِ أَعَـاجِمُهُ
عَـنْ سُـوءِ نِـيَّتِهَا وَاسْتَعْجَمَتْ عَرَبُه
وَمِــنْ دَعِــيٍّ يُـنَـادِي بِـاسْمِ جَـدَّتِهِ،
وَمَــا انْـتَـهَى لِـنَـبِيٍّ صَــادِقٍ نَـسَـبُه
أَعُــوذُ بِاللهِ مِــنْ جَــارٍ بِـغَيْرِ حِـمًى
أَوِ ابْـــنِ أَرْضٍ ذَلِــيـلٍ أَنْــفُـهُ ذَنَــبُـه
وَمِـــنْ ثَـمَـانِـيَةٍ كَـــادُوا لِإِخْـوَتِـهِـمْ،
وَمِــنْ أَبِــي لَـهَـبٍ لَـمْ تَـنْطَفِئْ لَـهَبُه
وَكُــلِّ ذِي رُتْـبَـةٍ مِــنْ دُونِـمَا كَـتِفٍ،
فَــمَـا نَـيَـاشِـينُهُ أَجْـــدَتْ وَلَا رُتَـبُـه
وَكُــلِّ ذِي لِـحْيَةٍ طَـالَتْ بِـغَيْرِ تُـقًى،
وَكُــلِّ ذِي شَـنَـبٍ لَــمْ يَـحْمِهِ شَـنَبُه
وَكُــلِّ ذِي خُـطْـبَةٍ مَـا بَـعْدَهَا عَـمَلٌ،
وَمَـــا تَــزَالُ تُـغَـوِّي شَـعْـبَهُ خُـطَـبُه
وَكُــلِّ ذِي لَـقَـبٍ بِـالـشَّعْبِ شُـهْـرَتُهُ،
وَمَــــا أَفَــــادَ سِـــوَى أَوْلَادِهِ لَـقَـبُـه
أَعُــوذُ بِاللهِ مِـنِّـي حِـيـنَ أَتْــرُكُ مَــا
أَرَاهُ حَــقِّـي بِـكَـفِّ الْـغَـيْرِ يَـغْـتَصِبُه
وَحِينَ يَغْلِي امْتِعَاضِيْ دَاخِلِيْ، وَأَنَا
أَرَى عَـــدُوِّيْ أَمَــامِـيْ ثُــمَّ أَجْـتَـنِبُه
وَحِـينَ يَـكْذِبُ مَـنْ أَهْـدَيْتُهُ ثِـقَتِيْ،
وَلَا يَـــهُــزُّ يَــقِـيـنِـي كُــلَّــهُ كَــذِبُــه
وَحِـيـنَ يَـبْلُغُ أَهْـلُ الـسُّوءِ غَـايَتَهُمْ،
وَمَـــا يَـــزَالُ لِـسَـانِـي بَــالِـغٌ أَدَبُـــه
وَحِـينَ أُمْـسِي مَـدِينًا فِي بِلَادِ أَبِيْ،
وَحِـيـنَ أُنْـفِقُ قِـرْشًا كـدْتُ أَكْـتَسِبُه
وَحِـيـنَ أَزْرَعُ بُـسْـتَانِيْ، وَيَـحْـصُدُهُ
غَـيْـرِي، فَـمَـا تِـيـنُهُ تِـينِيْ وَلَا عِـنَبُه
وَحِـينَ أُمْسِكُ عَيْشِيْ، وَهُوَ مُنْفَلِتٌ،
مِــنْ قَـرْنِـهِ وَسِــوَى كَـفَّـيَّ تَـحْـتَلِبُه
وَحِـينَ يَـغْدُو، وَقَدْ أَفْنَيْتُ رَاحِلَتِيْ،
لِـلـسَّارِقِينَ غِـنَى عُـمْرِي وَلِـيْ تَـعَبُه
وَحِـيْنَ أُعْـطِي لِـئَـامَ الـنَّـاسِ مَنْزِلَـةً
عُـلْـيَا، وَأَحْصُدُ مِـنْهُمْ غَيْرَ مَا أَهَـبُـه
وَحِـينَ أُبْـصِرُ طِفْلِيْ، وَهُوَ ذُو جَلَدٍ،
لَــمْ تُـلْهِهِ عَـنْ طَـوَى أَحْـشَائِهِ لُـعَبُه
وَحِـيْـنَ يُـوْلَـدُ عَـامِيْ بَاكِـيًا سَلَـفًـا،
وَحِـيْـنَ يُشْفِـقُ مِنْ شَعْبَانِـهِ رَجَـبُـه
وَحِـيْـنَ يَـطْمِسُ ما دَوَّنْـتُهُ قَـلَـمِـيْ،
وَحِـيْـنَ تَبْـصُـقُ مَا أَفْرَغْـتُـهُ كُـتُـبُـه
وَحِـيْـنَ لَا حِيْـنَ لِـيْ إِلَّا عَلَى رَمَــقٍ
وَحِيْنَ يُقْضَى لِدَائِيْ مِنْ دَمِيْ أَرَبُـه
أُعُــوْذُ بِاللهِ مِـنْ دَاءٍ بُــلِــيْــتُ بِــهِ
كَأَنَّـنِيْ، وَهْـوَ نَـارٌ سُـعِّـرَتْ، حَصَبُه
وَمِنْ حَضِيْضِ انْهِزَامٍ هَانَ وَاقِـعُـهُ،
وَمِنْ فَضَاءِ انْتِصَـارٍ فَاتَـنِـيْ طَلَـبُـه
أَعُـــوذُ بِاللهِ مِــنْ شِـعْـرٍ أَحِــنُّ لَــهُ،
وَلَــيْـسَ إِلَّا لِــمَـوْتٍ يَـنْـتَهِي خَـبَـبُه
وَهَـبْـتُهُ نِـصْـفَ عُـمْـرِي ثُــمَّ هَـأْنَـذَا
أَحْـثُـو عَـلَيْهِ انْـكِسَارَاتِيْ وَأَحْـتَسِبُه
.المصدر: عدن الغد
كلمات دلالية: ب هو ح ـی هو ک ــل ـهو ح ـی ب الله ـب ـهو ح ـیـن
إقرأ أيضاً:
جاهِــدْهم يا بُني
عبدالسلام عبدالله الطالبي
بهذه الروحية الجهادية التي عمدها الشهيد الثائر الإمام زيد بن علي -عليهما السلام- بدمه الطاهر والزكي بعد أن أُصيب بسهم في جبينه وأفَاد الطبيب بأنه سيستشهد فور انتزاع السهم من جبينه فأشار على من حوله باستدعاء ولده الإمام يحيى بن زيد والذي لخص له ما يريده الله منه قائلًا له: ((جاهدهم يا بني فوالله إنك على الحق وإنهم على باطل وإن قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار)).
الشهادةَ الشهادةَ الحمدُ لله الذي رزقنيها.. بهذه الروحية تحَرّكت أمتنا الجهادية وبهذه الروحية تحَرّك الشهيد القائد السيد حسين بدرالدين الحوثي -رضوان الله عليه- لبناء دعامات هذه الأُمَّــة التي أصبح يمن الإيمان والحكمة ينعم في ظلها ويتحَرّك بحركتها تحت لواء قيادة حكيمة تمثلت في شخصية السيد القائد العلم السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي -حفظه الله ورعاه- الذي استطاع بفضل الله أن يبني هذه الأُمَّــة لتكون هي الأُمَّــة المتصدرة لمناهضة قوى الهيمنة والاستكبار، حَيثُ أصبح العالم يتطلع للشموخ اليماني الذي يتوقد ويحمل في قلبه حرقة على ما يمارسه الباطل وحزبه بحق إخوتنا الفلسطينيين وغيرهم من مآسٍ في ظل صمت عربي وإسلامي مهين.
مؤكّـدًا على مواصلته وحضوره في المشهد دون كلل أَو ملل أَو مخاوف وارتجافات، غير مكترث بما تتناوله ويتناوله المطبلون هنا وهناك.
حقيقة إنه شيء مؤسف ما يحصل في فلسطين وما حصل بلبنان وما يحصل بسوريا!
وغير خفي ما يحيكه اليهود وأزلامهم بحق دول المحور، ومن ذلك توجّـههم لاستهداف اليمن وشعبه العصي على مؤامرات الأعداء.
اليمن أصبح واقعه اليوم يختلف تمامًا عن واقع الأمس.
اليمن أثبت حقيقة واقعه وتوجّـهه لمناصرة قضايا الأُمَّــة.
اليمن أكّـد سلامةَ موقفه وهَبَّ إلى ميادين العزة والكرامة هبة واحدة ليعبر عن رفضه لمشاريع الهيمنة والاستهداف بحق المستضعفين.
اليمن ترجم ما يحمله من الغيرة والعروبة والإنسانية إلى واقع عملي، وها هو حاضِرٌ بكل ثقله في مناصرة المظلومين في غزة ولبنان وسوريا ولن يتراجع عن موقفه مهما بلغت التهديدات والتلويحات من دول تحالف الشر لاستهدافه.
يكفيه أنه يمتلك قيادة حكيمة تمضي في ظل ركب آمن وتمتلك توجّـهًا صادقًا يستمدُّ شرعيتَه من كتاب الله الذي يعتمدُ عليه في كُـلّ الأحوال والظروف؛ ما يدلِّلُ على ذلك العون الكبير والتدخل الإلهي العظيم الذي حظي به من العون والمدد الإلهي، وما هذا الوقوف وهذا التولي المطلق من جماهير الشعب الملبية لتوجيهاته عند كُـلّ نداء إلا شهادة على أن هناك تحولاتٍ كبرى تتجهُ نحوَ يمن الإيمان والحكمة، الذي تربَّى على العزة والصبر والشجاعة والإقدام والتضحية والصمود الذي يحمله، في ظل ظروف صعبه ومكائد خطيرة يحيكها الأعداء، في ظل ما تشهده المنطقة من أحداث ومتغيرات.
لكن الشعب اليمني الواعي والمستبصر يدرك جيِّدًا أن الله فوق كُـلّ الكائدين والمستكبرين، وأن الغلبة والنصر موعودة من الله للمستضعفين والواثقين بحبله المتين، وأن الصراع مع الأعداء سنة كونية مآلها النصر أَو الفوز بالشهادة التي لا يمنحها الله إلا لأحبابه من عباده، وما على الإنسان إلا أن يقدم موقفًا مشرفًا في حياته يبيّض وجهَه بين يدي الله، وما أعظمَها من وقفة عندما يكونُ لنا كشعبٍ يمني عظيم شرف التصدر لمشهد المواجهة لأئمة الكفر أمريكا و”إسرائيل” وأذنابهم في هذا العالم، وهو حسبنا ونعم الوكيل، نعم المولى ونعم النصير.