الجزيرة:
2024-07-12@00:06:51 GMT

السلطة مستعدة لإدارة غزة بعد الحرب.. فهل تستطيع؟

تاريخ النشر: 15th, December 2023 GMT

السلطة مستعدة لإدارة غزة بعد الحرب.. فهل تستطيع؟

رام الله- "وهم وسراب" كررها رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيل هنية 3 مرات في كلمة متلفزة الأربعاء، عندما تحدث عن ترتيبات في الأراضي الفلسطينية دون حماس وفصائل المقاومة.

ولا تكاد تغيب عبارات "تقوية السلطة الفلسطينية وإصلاحها لإدارة غزة بعد الحرب" عن تصريحات المسؤولين الأميركيين بمختلف المستويات منذ بدء العدوان على غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بينما تقول السلطة إن ما يجب أن يكون بعد الحرب هو الحل الشامل.

والأربعاء، قالت الخارجية الأميركية إنه "يجب إصلاح وتنشيط السلطة الفلسطينية للمضي نحو إعادة توحيد الضفة الغربية وقطاع غزة وحكمهما".

وقال حسين الشيخ أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ورئيس الهيئة العامة للشؤون المدنية بالسلطة -في تصريحات صحفية لدى سؤاله عن عودة السلطة إلى غزة- إن المطلوب أولا وقف الحرب، وبعدها "يجب أن يكون الحل شاملا بما يعنيه من إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية (..) فالحلول الجزئية لم يعد لها مكان، والحلول الأمنية والعسكرية ثبت فشلها".

وعام 2007 سيطرت حماس على قطاع غزة بعد مواجهة مع السلطة في رام الله، ومنذ ذلك الحين يسود انقسام تدير فيه حماس قطاع غزة، بينما تدير حكومة شكلتها حركة فتح الضفة الغربية المحتلة.

انتشار لقوات الشرطة الفلسطينية في مناطق بشمال قطاع #غزة بعد انسحاب جزئي لآليات الاحتلال pic.twitter.com/Z1TMGO6XIB

— الجزيرة مصر (@AJA_Egypt) December 14, 2023

رسائل من غزة

في أوج الحديث عن "ما بعد حماس" اليوم التالي للحرب، نشرت شرطة غزة أفرادها شمالي القطاع في اليوم الـ 69 للحرب، في خطوة يفهم منها أن قوة حماس وحكمها باقيان رغم الدمار، بالتزامن مع بيان للجنة المتابعة للقوى الوطنية والإسلامية في القطاع تبارك للحركة ذكرى انطلاقتها الـ36، وتستهجن "ما يخطط له البعض تحت مسمى اليوم التالي للحرب".

وعلى مستوى الشارع الفلسطيني، أظهرت نتائج استطلاع للرأي أجراه المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية -ونشر نتائجه الأربعاء- أن غالبية فلسطينية (64%) تعارض مشاركة السلطة في لقاءات لبحث مستقبل القطاع، بينما قال 60% إنهم يفضلون سيطرة حماس على القطاع بعد الحرب، و7% فضلوا سيطرة السلطة بقيادة الرئيس محمود عباس.

وتوقع 72% نجاح حماس في العودة لحكم القطاع بعد الحرب، رغم نية إسرائيل المعلنة بالقضاء عليها، مقابل 23% لا يعتقدون ذلك.

وفي ضوء التباين بين الموقفين الفلسطيني والأميركي، والرفض الإسرائيلي لكل ما هو فلسطيني، تحدثت الجزيرة نت إلى 3 محللين عن إمكانية قبول السلطة بحكم غزة بعد الحرب وفرص تحقق ذلك فيما لو كانت موافقة.

نائب مساعد وزير الخارجية  للشرق الأدنى هنري ووستر خلال مؤتمر صحفي لمركز الصحافة الأجنبية في نيويورك: أولاً، لا تدعم الولايات المتحدة إعادة احتلال غزة؛ ثانياً، يجب أن يكون الحكم في غزة بقيادة فلسطينية؛ ثالثاً، نشدد على عدم التهجير القسري أو الدائم للفلسطينيين من غزة؛ رابعاً، نرفض…

— الخارجية الأمريكية (@USAbilAraby) December 9, 2023

إرادة إقليمية

الكاتب والمحلل السياسي نبهان خريشة لا يرى أن إصرار الولايات المتحدة على عودة السلطة الوطنية إلى قطاع غزة نابع من الإدارة الأميركية نفسها، رغم إعلانها غير مرة عن الحاجة لتجديد السلطة وقياداتها. بل يرى أن تلك الرغبة مصدرها "تحالفاتها الإقليمية وتحديدا مصر والسعودية والأردن والخليج، الذي يرفض استثناء السلطة من أي ترتيبات حتى لو كانت بوضعها الحالي ضعيفة تفتقر للشعبية".

ووفق تقدير المحلل ذاته فإن الضغط لعودة السلطة إلى غزة سيكون مرتبطا بإصلاحات كالانتخابات وخاصة الرئاسية والتشريعية، إضافة إلى انتخاب المجلس الثوري واللجنة المركزية لحركة فتح لتجديد القيادات.

ويرى خريشة أنه إذا وجد ضغط أميركي وأوروبي يمكن إجراء الانتخابات التشريعية التي تأجلت عام 2021 لعدم سماح إسرائيل بإجرائها في القدس المحتلة.

لكنه قال إن سيناريو الانتخابات وعودة السلطة لغزة لن يكون دون إحداث تغيير في المنظومة السياسية الإسرائيلية، مرجحا أن يدفع رئيس الوزراء الحالي بنيامين نتنياهو وحزبه (الليكود) وشركاؤه المتطرفون فاتورة الحرب.

وتابع خريشة أن ما يحرك إسرائيل للحرب ليس شعار القضاء على حماس المعلن إنما "الانتقام والكُره والشعور بفقدان الأفضلية بالشرق الأوسط " وبالتالي "ليس لدى إسرائيل ما تقوله اليوم التالي للحرب أو إستراتيجية للخروج من غزة".

وأضاف "بعد الحرب سينزل نتنياهو عن السلم، ويصعد نجم بني غانتس كصهيوني علماني غير مرتبط بالأحزاب الدينية، ولديه قابلية للأخذ والعطاء (مرونة في التفاوض) وقد يقدم تنازلات سياسية، لكن فتح مسار سياسي يحتاج عاما على الأقل".

كيان معترف به

تكرار الحديث الأميركي عن تأهيل السلطة وإعادتها إلى غزة مرتبط بإدراك العالم لأهمية وجود حل سياسي، والسلطة هي الجهة المعترف بها دوليا، وفق تقدير المحلل السياسي عزام أبو العدس.

ويضيف المحلل السياسي ذاته أن العالم بدأ يدرك أهمية إقامة دولة فلسطينية لحل الصراع، وهو الحل الوحيد المطروح الآن، والسلطة هي الجهة الفلسطينية الرسمية الوحيدة القائمة على الأرض والتي يمكن للعالم أن يتوجه إليها ويخاطبها.

ويتابع أبو العدس أن الاحتلال لا يريد أن يمكنها في غزة، وإذا رأى جدية في التوجه نحو الدولة الفلسطينية قد يلجأ إلى تفكيك السلطة وتقويض قوتها بالضفة، فالمزاج الإسرائيلي لا يريد أن يرى دولة فلسطينية لا قبل 7 أكتوبر/تشرين الأول ولا بعده.

ويشير إلى أن السلطة لا تسيطر على الضفة الغربية، كما أن الاستطلاعات أظهرتها وحاضنتها حركة فتح في أدنى المستويات "بسبب الفشل السياسي والاقتصادي وانتشار الفساد".

وعن احتمال قبول السلطة بعروض إعادتها إلى غزة، قال المتحدث ذاته: هي تقبل وتريد وبدأت تؤسس لذلك، لكن السؤال هل أخذت ضمانات؟

وأضاف أبو العدس أن الضفة الآن خارج سيطرة السلطة، وجيش الاحتلال يقوم بمهامه، ومنذ 3 أيام لم يغادر مخيم جنين، بينما عناصرها يغلقون على أنفسهم أبواب مقراتهم، فهل هذه السلطة قادرة على السيطرة على غزة؟

حماس تدير قطاع غزة منذ 2007 حيث سيطرت على القطاع بعد مواجهة مع أجهزة السلطة (رويترز) موانع السلطة

بدوره يرى الكاتب والمحلل السياسي ساري عرابي أن الشيء الوحيد الذي يمنع السلطة من التجاوب مع عروض إدارة غزة "ليس انعدام رغبتها، إنما واقع قطاع غزة والكارثة الإنسانية وما يترتب عليها من واجبات ومسؤوليات ضخمة".

وتابع أن ما يمنع السلطة أيضا ما تتمتع به حماس من قوة هائلة فـ"هذه الحرب مهما كانت نتيجتها فلن تكون القضاء على حماس أو تجريدها من قوتها العسكرية".

ومع ذلك يقول إن الحرب لم تضع أوزارها "ومن السابق لأوانه أن تعبر السلطة عن موافقة واضحة بخصوص قبولها الذهاب إلى غزة، وتتحدث عن حل سياسي أوسع من مجرد إدارة غزة".

وعن دواعي الإصرار الأميركي على إعادتها رغم ضعفها، يقول عرابي إن الإدارة الأميركية تبحث عن مخرج سياسي لما يجري داخل قطاع غزة "فهي أطلقت يد إسرائيل لتحقيق أهدافها المعلنة: القضاء على حماس واستعادة الأسرى الإسرائيليين لدى المقاومة، لكن الآن وبعد 70 يوما من الحرب يبدو للإدارة الأميركية أن إسرائيل غير قادرة على تحقيق هذه الأهداف".

وتابع أن المضي أكثر في هذه الحرب دون اتضاح أفق لتحقيق هذه الأهداف "من شأنه أن يوسع المواجهة إلى حرب إقليمية، ويمس صورة الولايات المتحدة دوليا، وبالتالي فإن الإدارة الأميركية قد تكون وصلت إلى قناعة بأن الاستمرار في الحرب مغامرة لم تعد مضمونة أو محسوبة".

ووفق عرابي فإن أميركا ترى أن الزمن قد نفد بالنسبة لإسرائيل "لذا تقوم بعمليات استطلاع سياسي لمحاولة تحقيق إنجازات سياسية لم تحققها الحرب، ومنها إيجاد واقع أمني جديد أو إدارة جديدة داخل قطاع غزة، وهنا يتجدد الحديث عن السلطة كطرف أول يتبادر إلى الذهن مع أنه مرفوض إسرائيليا، وإعادة تأهيلها.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: بعد الحرب قطاع غزة غزة بعد إلى غزة

إقرأ أيضاً:

جنرال في جيش الاحتلال: لن ننتصر على حماس ويجب الاعتراف بالهزيمة

شدد جنرال إسرائيلي، الثلاثاء، على عدم قدرة الاحتلال الإسرائيلي تحقيق أي هدف من أهداف عدوانه الوحشي على قطاع غزة، بما في ذلك القضاء على حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، موضحا أن "الاستمرار في الحرب لن يحقق النصر.

وقال الجنرال احتياط بجيش الاحتلال الإسرائيلي إسحق بريك، "إننا نواصل القتال في غزة، ونهاجم الأراضي التي قمنا باحتلالها مرارا وتكرارا. غارات لا هدف لها وندفع ثمنا من الدماء".

وأضاف في مقال نشره بصحيفة "هآرتس" العبرية، أن "الجيش الإسرائيلي ينجح في تدمير المباني، لكنه لم يتمكن من إيقاف حماس التي لا تزال باقية بمدينة الأنفاق، وقد عادت إلى حجمها قبل الحرب مع شبان حلّوا محل القتلى"، مشددا على أنه "لا يمكن لدولة إسرائيل أن تنجح في تحقيق ولو هدفا واحدا من أهدافها، لأنها لا تملك القوة البشرية اللازمة".


يأتي ذلك في ظل فشل الاحتلال الإسرائيلي في تحقيق أهداف عدوانه على قطاع غزة رغم مرور 9 أشهر على اندلاع الحرب الدموية، بما في ذلك القضاء القدرات العسكرية للمقاومة الفلسطينية واستعادة الأسرى، و"تحقيق الأمن المطلق لتل أبيب".

ولا تزال المقاومة الفلسطينية تعلن بوتيرة يومية عن قتل وإصابة جنود إسرائيليين، فضلا عن إطلاقها الصواريخ ضد مواقع للاحتلال بين الحين والآخر، الأمر الذي يؤكد احتفاظها بقدراتها الصاروخية على الرغم من الحرب المدمرة.

وأشار الجنرال الإسرائيلي، إلى أن "إسرائيل لن تهزم حماس، وقد حان الوقت للاعتراف بأننا خسرنا لأن استمرار القتال لن يحقق النصر، بل على العكس من ذلك، فإن هزيمة إسرائيل ستكون أكثر إيلاما".

وقال "إذا لم يكن لدى الجيش الإسرائيلي القدرة على هزيمة حماس، فمن المؤكد أنه لن يتمكن من هزيمة حزب الله المسلح بـ 150 ألف صاروخ وقذيفة وطائرة بدون طيار".

وتطرق بريك إلى محادثات الهدنة واستعادة الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة، وقال إنه "في حال نتنياهو بتأخير التوصل إلى اتفاق مع حماس مرة أخرى، فسوف نفقد الرهائن إلى الأبد ونصبح على شفا حرب إقليمية من شأنها أن تلحق خسائر فادحة ودمارا كبيرا".

واعتبر أن ذلك "سيكون كما لو أن قنبلة نووية تسقط علينا دون تداعيات إشعاعية"، وشدد على أن "استمرار القتال في غزة والذي يعني استمرار القتال في الشمال (مع لبنان) لا يقدم أي حل، بل إن ذلك يأتي بتكلفة متزايدة على عاتق الجيش الإسرائيلي والاقتصاد".

وحمل المسؤولية لمن وصفهم بـ"الفرسان الثلاثة الباحثين عن المغامرة: نتنياهو، ووزير الدفاع يوآف غالانت، ورئيس الأركان هرتسي هاليفي، وأعوانهم في الحكومة والجيش، والذين تشكل الحرب بالنسبة لهم الضمانة الوحيدة لاستمرار ولايتهم".


ودعا الجنرال في ختام مقاله إلى "إنهاء الحرب في غزة على الفور، وسوف يجبر حزب الله على إنهاء هجماته، وسيمكن ذلك من إطلاق سراح الرهائن في صفقة"، وفقا لوكالة الأناضول.

ولليوم الـ277 على التوالي، يواصل الاحتلال الإسرائيلي ارتكاب المجازر المروعة ضمن حرب الإبادة الجماعية التي يشنها على أهالي قطاع غزة، مستهدفا المنازل المأهولة والطواقم الطبية والصحفية.

ومنذ 6 أيار/ مايو الماضي، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي هجوما بريا عنيفا على مدينة رفح التي تكتظ بالنازحين والسكان، وذلك رغم التحذيرات الأممية والدولية من مغبة العدوان على المدينة الحدودية، وأمر محكمة العدل الدولية بوقف الهجوم.

وارتفعت حصيلة ضحايا العدوان المتواصل على قطاع غزة إلى ما يزيد على الـ38 ألف شهيد، وأكثر من 87 ألف مصاب بجروح مختلفة، إضافة إلى آلاف المفقودين تحت الأنقاض، وفقا لوزارة الصحة في غزة.

مقالات مشابهة

  • وسط اختراقات وتفاؤل حذر .. حماس مستعدة لتسليم السلطة في غزة لحكومة مدنية
  • ‏واشنطن بوست: حماس أبلغت الوسطاء أنها مستعدة للتنازل عن السلطة في غزة لصالح ترتيب الحكم المؤقت
  • الجيش الإسرائيلي يأمر بإخلاء مدينة غزة بالكامل
  • البرازيل تقر اتفاقا للتجارة الحرة مع السلطة الفلسطينية بعد 13 عاما من توقيعه
  • البرازيل تقر اتفاقا للتجارة الحرة مع السلطة الفلسطينية بعد 13 من توقيعه
  • أسوشيتد برس: الاعتداء على شاب فلسطيني في غزة انتقد استمرار الحرب
  • وصول قافلة مساعدات إماراتية إلى غزة لإغاثة الأسر الفلسطينية النازحة
  • جنرال في جيش الاحتلال: لن ننتصر على حماس ويجب الاعتراف بالهزيمة
  • “غزة بتهمنا”.. مطالب سكان القطاع المحاصر تتزايد بضرورة إنهاء الحرب
  • من أجل دعمها.. دولة تعلن تبني التجارة الحرة مع السلطة الفلسطينية