ورد إلى دار الإفتاء المصرية، سؤال يقول (ما حكم الاقتصار في أداء صلاة الجمعة على خطبة واحدة؟

بث مباشر.. شعائر صلاة الجمعة من الحرمين الشريفين حكم ترجمة خطبة الجمعة لغير الناطقين بالعربية.. دار الإفتاء تجيب

وقالت دار الإفتاء في إجابتها على السؤال، بأن الاقتصارُ على خُطْبَةٍ واحدةٍ فإنه يُجْزِئُ عند الحنفية، والمالكيةِ في مقابل المشهور، وهو مقتضى كلام الإمام أحمد، وهو قول الأئمة: عطاء بن أبي رباح، والأوزاعي، وإسحاق بن راهويه، وأبي ثَوْر، وابن المَنْذِرِ، وذلك لحصول المقصودِ بها وهو الذكر والوعظ كما سبق ذِكْرُهُ، لكن يُكْرَهُ فِعْلُ ذلكَ مِن غَيْرِ عُذْرٍ، والأَوْلَى أنْ يَخْطُبَ خُطْبَتَيْنِ؛ اتِّبَاعًا للمأثُورِ، وخروجًا مِن خلاف مَنْ أَوْجَبَهُما مِن الفقهاء.

قال الإمام فخر الدين الزَّيْلَعِي الحنفي في "تبيين الحقائق" (1/ 220، ط. الأميرية): [ولو خَطَبَ خُطبةً واحدةً، أو لم يجلس بينهما، أو بغيرِ طهارةٍ، أو غير قائمٍ -جازتْ؛ لحصول المقصود وهو الذكر والوعظ، إلا أنَّهُ يُكره؛ لمخالَفَة التوارُث] اهـ.

وقال الإمام بدر الدين العَيْنِي الحنفي في "البناية" (3/ 55، ط. دار الكتب العلمية): [الخُطبة الواحدة تجوز عندنا، وهو مذهب عطاء، ومالك، والأوزاعي، وإسحاق، وأبي ثور، وقال ابن المُنْذِر: أرجو أنْ تجزئه خُطبةٌ واحدةٌ] اهـ.

وقال الشيخ العدوي المالكي في "حاشيته على كفاية الطالب الرباني" (1/ 373، ط. دار الفكر): [قوله: (اثنتين على المشهور) مُقابِلُه قولُ مالكٍ في "الواضحة"، قال: مِن السُّنَّةِ أنْ يخطبَ خُطبتين، فإن نَسِيَ الثانيةَ أَو تَرَكَهَا أَجْزَأَهُمْ، قَالَهُ الشيخُ بَهْرَامُ] اهـ.

وقال الإمام ابن قُدَامَة الحنبلي في "المغني" (2/ 225، ط. مكتبة القاهرة): [يُشْتَرَطُ للجُمُعَةِ خُطْبَتَانِ، وهذا مذهب الشَّافعي، وقال مالكٌ، والأَوْزَاعِيُّ، وإسْحَاق، وأبو ثَوْر، وابن المُنْذِرِ، وأصحابُ الرأي: يُجْزِيهِ خطبةٌ واحدةٌ، وَقَدْ رُوِيَ عن أحمدَ مَا يَدُلُّ عليه، فإنَّهُ قَالَ: "لَا تَكُونُ الخُطْبَةُ إلَّا كَمَا خَطَبَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، أَوْ خُطْبَةً تامَّة"] اهـ.

كما أنَّه قد نُقِلَ عن غير واحدٍ مِن الصحابة الكرام رضوان الله عليهم أنهم اقتصروا في الجمعة على خُطْبَةٍ واحدةٍ مِن غير أن يُنكِر عليهم ذلك أحدٌ.

قال الإمام فخر الدين الزَّيْلَعِي في "تبيين الحقائق" (1/ 220): [وَرُوِيَ عَنْ عِدَّةٍ مِنَ الصحابةِ أنَّهم خَطَبوا خُطبةً واحدةً، منهم: عليٌّ، والمغيرة، وأُبَيٌّ، ولَم يُنكِر عليهم أحدٌ] اهـ.
 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: دار الإفتاء صلاة الجمعة خطبة دار الإفتاء

إقرأ أيضاً:

أمين الفتوى بـ«الإفتاء» يوضح حكم جمع الصلوات بسبب العمل (فيديو)

أجاب الشيخ أحمد عبد العظيم، أمين الفتوى بدار الإفتاء، على سؤال حول جمع الصلوات بسبب ظروف العمل.

الجمع بين الصلوات بسبب الانشغال في العمل أمر مقبول 

وقال أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، خلال حوار مع الإعلامية زينب سعد الدين، ببرنامج «فتاوى الناس»، المذاع على قناة الناس، إنه من الأفضل للمسلم أداء الصلاة في وقتها قدر المستطاع، ولكن إذا كان الشخص يعمل في مهنة لا تتيح له أداء الصلوات في أوقاتها بسبب انشغاله، فإن جمع الصلوات في أوقات معينة يعد أمرًا مقبولًا شرعًا.

وأوضح: «إذا فاتت الشخص صلاة بسبب العمل أو الانشغال بأمور أخرى، يمكنه أن يجمع بين الصلوات في وقت واحد، بشرط أن ينوي ذلك قبل أداء الصلاة، وأن جمع الصلاة يتم دون قصر، بمعنى أنه يؤدي كل صلاة كاملة دون تقصير في عدد الركعات، ولكنها تكون في وقت واحد».

المسلم ينبغي أن يسعى قدر الإمكان لأداء الصلاة في وقتها

وأكد أن هذا يعتبر حلًا شرعيًا في حالات الضرورة مثل انشغال الشخص طوال اليوم في العمل، مشددا على أن المسلم ينبغي أن يسعى قدر الإمكان لأداء الصلاة في وقتها، ولكن إذا تعذر عليه ذلك بسبب ظروفه الخاصة، فإنه يمكنه جمع الصلوات في وقت لاحق بنية الجمع بينهما.

مقالات مشابهة

  • ثواب سماع القرآن الكريم.. دار الإفتاء تجيب
  • هل يجوز صيام النصف الثاني من شعبان؟.. الإفتاء تجيب
  • أمين البحوث الإسلامية يوجّه رسائل مركزة من خطبة الجمعة بالدنمارك
  • هل يجوز صيام النصف الثاني من شعبان؟ الإفتاء تجيب
  • أوقاف الدقهلية: افتتاح عدد من المساجد بقرى المحافظة
  • الإفتاء تكشف عن كيفية الاستفادة من ليلة النصف من شعبان
  • بث مباشر.. نقل شعائر صلاة جمعة النصف من شعبان من الحرمين الشريفين
  • موضوع خطبة الجمعة اليوم في مساجد الأوقاف
  • حكم أداء صلاة الفجر قبل الشروق.. ونصائح للاستيقاظ بسهولة
  • أمين الفتوى بـ«الإفتاء» يوضح حكم جمع الصلوات بسبب العمل (فيديو)