حكم الاقتصار في أداء صلاة الجمعة على خطبة واحدة.. دار الإفتاء تجيب
تاريخ النشر: 15th, December 2023 GMT
ورد إلى دار الإفتاء المصرية، سؤال يقول (ما حكم الاقتصار في أداء صلاة الجمعة على خطبة واحدة؟
وقالت دار الإفتاء في إجابتها على السؤال، بأن الاقتصارُ على خُطْبَةٍ واحدةٍ فإنه يُجْزِئُ عند الحنفية، والمالكيةِ في مقابل المشهور، وهو مقتضى كلام الإمام أحمد، وهو قول الأئمة: عطاء بن أبي رباح، والأوزاعي، وإسحاق بن راهويه، وأبي ثَوْر، وابن المَنْذِرِ، وذلك لحصول المقصودِ بها وهو الذكر والوعظ كما سبق ذِكْرُهُ، لكن يُكْرَهُ فِعْلُ ذلكَ مِن غَيْرِ عُذْرٍ، والأَوْلَى أنْ يَخْطُبَ خُطْبَتَيْنِ؛ اتِّبَاعًا للمأثُورِ، وخروجًا مِن خلاف مَنْ أَوْجَبَهُما مِن الفقهاء.
قال الإمام فخر الدين الزَّيْلَعِي الحنفي في "تبيين الحقائق" (1/ 220، ط. الأميرية): [ولو خَطَبَ خُطبةً واحدةً، أو لم يجلس بينهما، أو بغيرِ طهارةٍ، أو غير قائمٍ -جازتْ؛ لحصول المقصود وهو الذكر والوعظ، إلا أنَّهُ يُكره؛ لمخالَفَة التوارُث] اهـ.
وقال الإمام بدر الدين العَيْنِي الحنفي في "البناية" (3/ 55، ط. دار الكتب العلمية): [الخُطبة الواحدة تجوز عندنا، وهو مذهب عطاء، ومالك، والأوزاعي، وإسحاق، وأبي ثور، وقال ابن المُنْذِر: أرجو أنْ تجزئه خُطبةٌ واحدةٌ] اهـ.
وقال الشيخ العدوي المالكي في "حاشيته على كفاية الطالب الرباني" (1/ 373، ط. دار الفكر): [قوله: (اثنتين على المشهور) مُقابِلُه قولُ مالكٍ في "الواضحة"، قال: مِن السُّنَّةِ أنْ يخطبَ خُطبتين، فإن نَسِيَ الثانيةَ أَو تَرَكَهَا أَجْزَأَهُمْ، قَالَهُ الشيخُ بَهْرَامُ] اهـ.
وقال الإمام ابن قُدَامَة الحنبلي في "المغني" (2/ 225، ط. مكتبة القاهرة): [يُشْتَرَطُ للجُمُعَةِ خُطْبَتَانِ، وهذا مذهب الشَّافعي، وقال مالكٌ، والأَوْزَاعِيُّ، وإسْحَاق، وأبو ثَوْر، وابن المُنْذِرِ، وأصحابُ الرأي: يُجْزِيهِ خطبةٌ واحدةٌ، وَقَدْ رُوِيَ عن أحمدَ مَا يَدُلُّ عليه، فإنَّهُ قَالَ: "لَا تَكُونُ الخُطْبَةُ إلَّا كَمَا خَطَبَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، أَوْ خُطْبَةً تامَّة"] اهـ.
كما أنَّه قد نُقِلَ عن غير واحدٍ مِن الصحابة الكرام رضوان الله عليهم أنهم اقتصروا في الجمعة على خُطْبَةٍ واحدةٍ مِن غير أن يُنكِر عليهم ذلك أحدٌ.
قال الإمام فخر الدين الزَّيْلَعِي في "تبيين الحقائق" (1/ 220): [وَرُوِيَ عَنْ عِدَّةٍ مِنَ الصحابةِ أنَّهم خَطَبوا خُطبةً واحدةً، منهم: عليٌّ، والمغيرة، وأُبَيٌّ، ولَم يُنكِر عليهم أحدٌ] اهـ.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: دار الإفتاء صلاة الجمعة خطبة دار الإفتاء
إقرأ أيضاً:
الأوقاف تؤكد على الالتزام الكامل بتعليمات خطبة الجمعة ومنع التبرعات بالمساجد
أصدرت وزارة الأوقاف، تعليمات صارمة إلى مديري المديريات، بضرورة التشديد على جميع مديري الإدارات والمفتشين والأئمة والعاملين بالمساجد، بضرورة الالتزام التام بالتوجيهات المنظمة لخطبة الجمعة.
وتضمنت التعليمات التأكيد على الحفاظ على المسجد والالتزام الكامل بجميع القواعد والتعليمات، مع ضرورة تقيد الإمام بموضوع الخطبة ووقتها المقرر.
كما شددت الوزارة على منع أي شخص غير حاصل على تصريح من الأوقاف من صعود المنبر أو ممارسة أي نشاط دعوي داخل المسجد، مؤكدة أن المسؤول عن السماح بذلك أو التغاضي عنه سيتحمل كامل المسؤولية ويُعرض للعقوبات المشددة.
كما نصّت التعليمات على عدم السماح لأي شخص باستخدام مكبرات الصوت في المسجد إلا إذا كان مكلفًا رسميًا من الوزارة، مع قصر إقامة شعائر صلاة الجمعة على المساجد والزوايا المصرح لها فقط، واتخاذ إجراءات حاسمة تجاه أي مخالفة في هذا الشأن.
وشددت الوزارة على منع جمع التبرعات تحت أي مسمى إلا من خلال مجالس الإدارات المعتمدة من قبلها، مؤكدة أن من يخالف هذه التعليمات يُعرض نفسه للمساءلة القانونية والتأديبية، وسيُطبق عليه أشد أنواع الجزاء.