علاج الكوليسترول قد يعيق النوع العدواني من ورم القولون والمستقيم
تاريخ النشر: 15th, December 2023 GMT
توصلت دراسة ما قبل سريرية أجراها باحثون في كلية طب وايل كورنيل إلى أن آفات القولون والمستقيم السابقة للسرطان والتي يصعب اكتشافها والمعروفة باسم الزوائد اللحمية المسننة، والأورام العدوانية التي تتطور منها، تعتمد بشكل كبير على زيادة إنتاج الكوليسترول، وتشير النتائج إلى إمكانية استخدام أدوية خفض الكوليسترول للوقاية من مثل هذه الأورام أو علاجها.
وفي الدراسة، التي نُشرت في مجلة Nature Communications، قام الباحثون بتحليل الفئران التي تصاب بالسلالات والأورام المسننة، مع شرح تفاصيل سلسلة الأحداث الجزيئية في هذه الأنسجة التي تؤدي إلى زيادة إنتاج الكوليسترول.
وأكدوا النتائج التي توصلوا إليها في تحليلات الأورام الحميدة والأورام البشرية المسننة، وأظهرت في نماذج الفئران التي تحاكي السرطان البشري أن منع إنتاج الكوليسترول يمنع تطور هذه الأنواع من الأورام المعوية.
وقال الدكتور جورج موسكات، أحد كبار مؤلفي الدراسة وأستاذ علم الأورام ، ونائب رئيس علم أمراض الخلايا والسرطان في قسم علم الأمراض والطب المخبري وعضو في مركز ساندرا وإدوارد ماير للسرطان في كلية طب وايل كورنيل: "لا يتم علاج الأورام الحميدة والأورام من النوع المسنن حاليا بشكل مختلف عن أورام القولون والمستقيم الأخرى، ولكن كما يظهر عملنا، فإن لديهم ضعفا استقلابيا محددا يمكن استهدافه". المؤلف الرئيسي الآخر هي الدكتورة ماريا دياز ميكو، وهي أيضا أستاذة علم الأورام وعضو في مركز ماير للسرطان في كلية طب وايل كورنيل. والمؤلف الأول للدراسة هو الدكتور يو موتا، زميل ما بعد الدكتوراه في مختبرات موسكات/دياز-ميكو.
ويعتبر الكولسترول عموما جزيئا مؤيدا للنمو، كونه لبنة بناء لأغشية الخلايا وله وظائف أخرى داعمة للنمو. وربطت دراسات سابقة بين ارتفاع مستويات الكوليسترول في الدم وأنواع مختلفة من السرطان، بما في ذلك سرطان القولون والمستقيم. ومع ذلك، لم يكن من الواضح ما إذا كان خفض نسبة الكوليسترول، على سبيل المثال باستخدام أدوية الستاتين الشائعة، يمكن أن يمنع سرطان القولون والمستقيم.
وقالت الدكتورة دياز ميكو: "إن تجارب الستاتينات للوقاية من سرطان القولون والمستقيم كانت لها نتائج متضاربة. تشير النتائج التي توصلنا إليها إلى أن السبب في ذلك هو أن استهداف الكوليسترول له تأثير وقائي ولكنه انتقائي فقط ضد السلائل [نوع من الأورام الحميدة] والأورام من هذا النوع المسنن."
وتسمى السلائل المسننة بهذا الاسم بسبب مظهرها المسنن تحت المجهر. وهي أكثر تسطيحا من سلائل القولون والمستقيم العادية ويمكن غالبا إغفالها أثناء تنظير القولون. ومع ذلك، فإن الأورام التي تنتج عنها، والتي تمثل ما يقرب من 15 إلى 30% من سرطانات القولون والمستقيم، تحتوي على العديد من الخلايا "الحؤولية" التي تعتبر غازية ومقاومة للعلاجات بشكل خاص.
ومنذ عدة سنوات، ربط فريق موسكات/دياز- ميكو السلائل والأورام المسننة بمستويات منخفضة من إنزيمين يعرفان باسم aPKCs. لقد أظهروا أن الفئران المُصممة هندسيا بحيث تفتقر إلى إنزيمات aPKC الموجودة في بطانات أمعائها، تشكل بشكل موثوق سلائل مسننة ومن ثم أوراما عدوانية.
وفي الدراسة الجديدة، وجد العلماء أنه في الأورام المسننة في هذه الفئران، وحتى في الأنسجة المعوية المستعدة لتطور هذه الأنواع من الآفات السرطانية، زاد إنتاج الكوليسترول بشكل لافت للنظر، مما يشير إلى أن الكوليسترول قد يكون محركا مبكرا لتطور الورم.
وكشف الباحثون كيف أن غياب إنزيمات aPKC، وخاصة في الخلايا السرطانية الحؤولية، يطلق العنان لتنشيط عامل النسخ المسمى SREBP2، والذي يقوم بتشغيل إنتاج الكوليسترول. تتوافق الاختبارات التي أجريت على عينات ورم القولون والمستقيم من المرضى البشر مع نتائج الفئران. ووجدوا، على سبيل المثال، أن الأورام من النوع المسنن فقط هي التي لديها مستويات منخفضة من aPKC، مصاحبة لتراكم SREBP2، وهو محرك وعلامة لزيادة إنتاج الكوليسترول في الخلايا السرطانية المسننة.
وأخيرا، اختبر الباحثون مزيجا من عقارين يمنعان تخليق الكوليسترول، بما في ذلك عقار أتورفاستاتين المستخدم على نطاق واسع. أدى العلاج، الذي تم تقديمه عندما كانت الفئران منخفضة البروتين APKC، لا تزال صغيرة جدا، إلى خفض كبير في معدل تشكل كل من السلائل والأورام المسننة لاحقا، وكانت الأورام من النوع المسنن التي تشكلت أقل عدوانية من تلك التي تنشأ عادة في الفئران غير المعالجة.
وتشير النتائج إلى أن استهداف الكوليسترول يمكن أن يكون استراتيجية قابلة للتطبيق لعلاج ومنع أورام القولون والمستقيم المسننة. وتأمل مختبرات موسكات/دياز-ميكو الآن في إجراء تجربة سريرية أولية لتدخل لخفض الكوليسترول في المرضى الذين تمت إزالة سلائل القولون والمستقيم المسننة منها.
وقال الدكتور موسكات: "في الوقت الحالي، عندما يتم اكتشاف هذه الأورام الحميدة مبكرا عن طريق تنظير القولون، تتم إزالتها ويجب على المرضى أن يأملوا في عدم عودتها. في المستقبل، نأمل أن يكون لدينا طريقة أكثر فعالية للوقاية من هذا الشكل العدواني للغاية من السرطان قبل أن يتطور بشكل كامل ويصبح علاجه أكثر صعوبة".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية القولون الكوليسترول الأورام السرطان علم الأمراض سرطان الكوليسترول القولون الأورام علم الأمراض سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة القولون والمستقیم الأورام الحمیدة الأورام من إلى أن
إقرأ أيضاً:
علماء يطورون دواء يستهدف أخطر أنواع السرطان دون آثار جانبية!
يمن مونيتور/قسم الأخبار
كشفت دراسة حديثة عن دواء جديد واعد لعلاج السرطان، أظهر قدرة على تثبيط نمو الأورام دون التسبب في آثار جانبية خطيرة.
ونجح الباحثون من مختبر لورانس ليفرمور الوطني (LLNL) بالتعاون مع شركة بريدج بيو للعلاجات الأورام (BBOT) والمختبر الوطني للسرطان في فريدريك (FNLCR)، في تطوير الدواء الواعد والذي أطلق عليه اسم BBO-10203، وهو يمثل طفرة حقيقية في مجال العلاج الموجه للسرطان، حيث يستهدف بشكل دقيق التفاعل بين بروتيني RAS وPI3Kα اللذين يلعبان دورا محوريا في نمو الأورام الخبيثة، دون أن يسبب الآثار الجانبية الخطيرة التي تواجه العلاجات المشابهة سابقا، وخاصة ارتفاع مستويات السكر في الدم الذي كان يشكل عقبة كبرى في الاستمرار بالعلاج.
وبدأت قصة هذا الدواء عام 2018 كمشروع بحثي طموح يهدف إلى استغلال المعرفة العميقة بالبيولوجيا الهيكلية للبروتينات السرطانية. فقد تمكن الباحثون أولا من تحديد البنية الدقيقة للتفاعل بين بروتيني RAS وPI3Kα، ثم صمموا جزيئا قادرا على تعطيل هذا التفاعل بشكل انتقائي في الخلايا السرطانية فقط، دون التأثير على الوظائف الطبيعية للجسم.
وهذا التوجه الدقيق هو ما يجنب المرضى الآثار المزعجة التي كانت تظهر في العلاجات السابقة.
وفي الاختبارات المعملية، أظهر الدواء نتائج مبهرة في تثبيط نمو عدة أنواع من الأورام، بما فيها تلك التي تتميز بوجود طفرات في جينات KRAS وPIK3CA أو زيادة في تعبير بروتين HER2، وهي حالات كانت تعتبر حتى وقت قريب من أصعب أنواع السرطانات علاجا. والأمر الأكثر إثارة أن الدواء الجديد أظهر قدرة على تعزيز فعالية العلاجات التقليدية لسرطانات الثدي والرئة والقولون، ما يفتح الباب أمام استخدامه في بروتوكولات العلاج المركب.
ودخل BBO-10203 حاليا، مرحلة التجارب السريرية على البشر، حيث يتم اختبار سلامته وفعاليته الأولية على مرضى يعانون من أورام متقدمة.
ويبدو أن النتائج الأولية تبشر بخير. وإذا استمرت على هذا المنوال، فقد يصبح هذا الدواء نموذجا جديدا في علاج السرطان، لا يستهدف فقط الأورام بشكل أكثر دقة، بل ويحافظ على جودة حياة المرضى من خلال تقليل الآثار الجانبية إلى الحد الأدنى.
ولا تقتصر أهمية هذا التقدم العلمي على الدواء نفسه، بل يمثل نقلة نوعية في منهجية اكتشاف الأدوية. فالجمع بين التقنيات الحاسوبية المتطورة والبحوث البيولوجية الدقيقة يثبت أنه قادر على إنتاج حلول علاجية أكثر كفاءة وبوقت أقصر. كما أن النجاح في استهداف تفاعل بروتيني كان يعتبر “غير قابل للتثبيط” سابقا، يفتح آفاقا جديدة لعلاج أنواع أخرى من السرطانات المستعصية.
وفي النهاية، بينما تستمر التجارب السريرية، يبقى الأمل كبيرا في أن يشكل هذا الدواء إضافة حقيقية لترسانة الأسلحة ضد السرطان، ويقدم حلا عمليا للمرضى الذين يعانون من أنواع الأورام التي كانت تعتبر حتى الأمس القريب من المستعصيات العلاجية. وهذا الإنجاز ليس مجرد تقدم في مجال علاج السرطان فحسب، بل هو دليل عملي على كيف يمكن للتقنيات الحديثة أن تحدث ثورة في مجال الطب والعلاج.
المصدر: scitechdaily