توصلت دراسة ما قبل سريرية  أجراها باحثون في كلية طب وايل كورنيل إلى أن آفات القولون والمستقيم السابقة للسرطان والتي يصعب اكتشافها والمعروفة باسم الزوائد اللحمية المسننة، والأورام العدوانية التي تتطور منها، تعتمد بشكل كبير على زيادة إنتاج الكوليسترول، وتشير النتائج إلى إمكانية استخدام أدوية خفض الكوليسترول للوقاية من مثل هذه الأورام أو علاجها.




وفي الدراسة، التي نُشرت في مجلة Nature Communications، قام الباحثون بتحليل الفئران التي تصاب بالسلالات والأورام المسننة، مع شرح تفاصيل سلسلة الأحداث الجزيئية في هذه الأنسجة التي تؤدي إلى زيادة إنتاج الكوليسترول.

وأكدوا النتائج التي توصلوا إليها في تحليلات الأورام الحميدة والأورام البشرية المسننة، وأظهرت في نماذج الفئران التي تحاكي السرطان البشري أن منع إنتاج الكوليسترول يمنع تطور هذه الأنواع من الأورام المعوية.

وقال الدكتور جورج موسكات، أحد كبار مؤلفي الدراسة وأستاذ علم الأورام ، ونائب رئيس علم أمراض الخلايا والسرطان في قسم علم الأمراض والطب المخبري وعضو في مركز ساندرا وإدوارد ماير للسرطان في كلية طب وايل كورنيل: "لا يتم علاج الأورام الحميدة والأورام من النوع المسنن حاليا بشكل مختلف عن أورام القولون والمستقيم الأخرى، ولكن كما يظهر عملنا، فإن لديهم ضعفا استقلابيا محددا يمكن استهدافه". المؤلف الرئيسي الآخر هي الدكتورة ماريا دياز ميكو، وهي أيضا أستاذة علم الأورام وعضو في مركز ماير للسرطان في كلية طب وايل كورنيل. والمؤلف الأول للدراسة هو الدكتور يو موتا، زميل ما بعد الدكتوراه في مختبرات موسكات/دياز-ميكو.


ويعتبر الكولسترول عموما جزيئا مؤيدا للنمو، كونه لبنة بناء لأغشية الخلايا وله وظائف أخرى داعمة للنمو. وربطت دراسات سابقة بين ارتفاع مستويات الكوليسترول في الدم وأنواع مختلفة من السرطان، بما في ذلك سرطان القولون والمستقيم. ومع ذلك، لم يكن من الواضح ما إذا كان خفض نسبة الكوليسترول، على سبيل المثال باستخدام أدوية الستاتين الشائعة، يمكن أن يمنع سرطان القولون والمستقيم.

وقالت الدكتورة  دياز ميكو: "إن تجارب الستاتينات للوقاية من سرطان القولون والمستقيم كانت لها نتائج متضاربة. تشير النتائج التي توصلنا إليها إلى أن السبب في ذلك هو أن استهداف الكوليسترول له تأثير وقائي ولكنه انتقائي فقط ضد السلائل [نوع من الأورام الحميدة] والأورام من هذا النوع المسنن."

وتسمى السلائل المسننة بهذا الاسم بسبب مظهرها المسنن تحت المجهر. وهي أكثر تسطيحا من سلائل القولون والمستقيم العادية ويمكن غالبا إغفالها أثناء تنظير القولون. ومع ذلك، فإن الأورام التي تنتج عنها، والتي تمثل ما يقرب من 15 إلى 30% من سرطانات القولون والمستقيم، تحتوي على العديد من الخلايا "الحؤولية" التي تعتبر غازية ومقاومة للعلاجات بشكل خاص.


ومنذ عدة سنوات، ربط  فريق  موسكات/دياز- ميكو السلائل والأورام المسننة بمستويات منخفضة من إنزيمين يعرفان باسم aPKCs.  لقد أظهروا أن الفئران المُصممة هندسيا بحيث تفتقر إلى إنزيمات aPKC الموجودة في بطانات أمعائها، تشكل بشكل موثوق سلائل مسننة ومن ثم أوراما عدوانية.

وفي الدراسة الجديدة، وجد العلماء أنه في الأورام المسننة في هذه الفئران، وحتى في الأنسجة المعوية المستعدة لتطور هذه الأنواع من الآفات السرطانية، زاد إنتاج الكوليسترول بشكل لافت للنظر، مما يشير إلى أن الكوليسترول قد يكون محركا مبكرا لتطور الورم.

وكشف الباحثون كيف أن غياب إنزيمات aPKC، وخاصة في الخلايا السرطانية الحؤولية، يطلق العنان لتنشيط عامل النسخ المسمى SREBP2، والذي يقوم بتشغيل إنتاج الكوليسترول. تتوافق الاختبارات التي أجريت على عينات ورم القولون والمستقيم من المرضى البشر مع نتائج الفئران. ووجدوا، على سبيل المثال، أن الأورام من النوع المسنن فقط هي التي لديها مستويات منخفضة من aPKC، مصاحبة لتراكم SREBP2، وهو محرك وعلامة لزيادة إنتاج الكوليسترول في الخلايا السرطانية المسننة.


وأخيرا، اختبر الباحثون مزيجا من عقارين يمنعان تخليق الكوليسترول، بما في ذلك عقار أتورفاستاتين المستخدم على نطاق واسع. أدى العلاج، الذي تم تقديمه عندما كانت الفئران منخفضة البروتين APKC، لا تزال صغيرة جدا، إلى خفض كبير في معدل تشكل كل من السلائل والأورام المسننة لاحقا، وكانت الأورام من النوع المسنن التي تشكلت أقل عدوانية من تلك التي تنشأ عادة في الفئران غير المعالجة.

وتشير النتائج إلى أن استهداف الكوليسترول يمكن أن يكون استراتيجية قابلة للتطبيق لعلاج ومنع أورام القولون والمستقيم المسننة. وتأمل مختبرات موسكات/دياز-ميكو الآن في إجراء تجربة سريرية أولية لتدخل لخفض الكوليسترول في المرضى الذين تمت إزالة سلائل القولون والمستقيم المسننة منها.

وقال الدكتور موسكات: "في الوقت الحالي، عندما يتم اكتشاف هذه الأورام الحميدة مبكرا عن طريق تنظير القولون، تتم إزالتها ويجب على المرضى أن يأملوا في عدم عودتها. في المستقبل، نأمل أن يكون لدينا طريقة أكثر فعالية للوقاية من هذا الشكل العدواني للغاية من السرطان قبل أن يتطور بشكل كامل ويصبح علاجه أكثر صعوبة".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية القولون الكوليسترول الأورام السرطان علم الأمراض سرطان الكوليسترول القولون الأورام علم الأمراض سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة القولون والمستقیم الأورام الحمیدة الأورام من إلى أن

إقرأ أيضاً:

7 فواكه تقي من الإصابة بسرطان القولون.. «تحتوي على أقوى المركبات المضادة»

يمكن أن يكون البعض عرضة للإصابة بالأمراض المزمنة، ربما نتيجة ضعف الجهاز المناعي، وقابليته للإصابة بالأورام، لذا فإن هناك 7 أنواع من الفواكه، تعمل على محاربة سرطان القولون ومنع الإصابة به، لاحتوائها على مركبات وخصائص مضادة إلى حد كبير، تصبح مثل الحارس للجسم.

أوضح الدكتور مجدى بدران عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، في حديثه لـ«الوطن»، أن هناك بعض الفواكه التي تدعم الجهاز المناعي، وتقي من الإصابة بسرطان القولون، كالتالي:

التفاح

التفاح من الفواكه التي تعمل على تحسين حركة الأمعاء، وتساعد على التخلص من السموم، لذا تعزز الجهاز المناعي، بالإضافة إلى احتوائها على ألياف البكتين، وهى نوع من الألياف القابلة للذوبان فى الماء، والتي تعزز نمو البكتيريا النافعة في الأمعاء، وغنية بالمركبات النباتية مثل الفلافونويدات التي تمتلك خصائص مضادة للسرطان.

التوت الأزرق والأحمر

التوت مصدر غني بمضادات الأكسدة، مثل الأنثوسيانين التي تحمي الخلايا من التلف بسبب الشوارد الحرة، ويحتوي على ألياف تحسن صحة الجهاز الهضمي وتساعد على تقليل الالتهابات.

البرتقال والحمضيات 

البرتقال والحمضيات بصفة عامة غنية بـ«فيتامين سي»، الذي يحارب الشوارد الحرة التي قد تسبب سرطان القولون، مع وجود مركبات نباتية مثل الليمونين والفلافونويدات، التي تعزز المناعة وتقلل الالتهابات، وتحسن عملية الهضم، وتقي من الإصابة بالإمساك.

الرمان 

يحتوي الرمان على البوليفينولات، وهي مركبات مضادة للأكسدة تقاوم الالتهابات وتمنع نمو الأورام السرطانية، ما يساعد في تحسين بيئة الأمعاء ومنع تراكم السموم، بالإضافة إلى التقليل من مستويات الالتهابات المزمنة المرتبطة بسرطان القولون. 

الكيوي 

الكيوي من الفواكه الغنية بـ«فيتامين سي»، والألياف القابلة وغير القابلة للذوبان، التي تحافظ على صحة الجهاز الهضمي، بالإضافة إلى احتوائها على مركبات مضادة للالتهابات، تعمل على تعزيز جهاز المناعة، وتساعد في تحسين حركة الأمعاء ومنع الإمساك المزمن.

وبحسب «بدران» هناك بعض الألياف الغذائية مثل مصادر البيكتين الطبيعية، التي تلعب دورًا مهمًا في الوقاية من سرطان القولون، وأنواع أخرى من السرطان، كالتالي:

الجوافة والجريب فروت

مصادر البيكتين الطبيعية  تقي من سرطان القولون، وتوجد في العديد من الفواكه أبرزها الجوافة، والجريب فروت، ويفضل تناول هذه الفواكه طازجة، أو فى شكل سلطة، للحصول على الفوائد الكاملة من الألياف، ويمكن استبدال الوجبات الخفيفة غير الصحية بقطع الفاكهة الطازجة، ولكن عند تحويلهم إلى عصائر طبيعية ينصح بعدم إضافة سكر.

مقالات مشابهة

  • غروندبرغ: التصعيد الأخير في اليمن يعيق جهود إحلال السلام
  • أسرار من مطبخك.. وصفات للتخلص من الكحة الشديدة والسعال الليلي حسب النوع
  • الفئران تجتاح أولد ترافورد.. ما القصة؟
  • لقاح جديد للسرطان.. طبيبة توقعت علاج المرض الخبيث قبل ظهوره
  • 7 فواكه تقي من الإصابة بسرطان القولون.. «تحتوي على أقوى المركبات المضادة»
  • 5 أطعمة يومية تخلصك من الكوليسترول وتقي من أمراض القلب
  • الجل السكري.. ربما هو السر في علاج تساقط الشعر
  • اكتشاف علاج لتساقط الشعر والصلع الوراثي
  • المتميزون لا يُقهرون.. إنهم النور في الظلام
  • متى يكون الكوليسترول الجيد ضاراً؟