مجلس الحرب الإسرائيلي.. خبرة عسكرية ومنافسة وخيانة
تاريخ النشر: 15th, December 2023 GMT
يتمتع الخمسة الذين يشكلون مجلس الحرب في إسرائيل بأكثر من قرن من الخبرة العسكرية، وعقود من الديبلوماسية.
من مصلحة نتانياهو وبطرق مختلفة الإبقاء على حالة الحرب.
وتشكل المجلس بعد خمسة أيام من إعلان الحرب على غزة، لوحيد مؤقت للفصائل السياسية الإسرائيلية، وضمان ثبات أيدي المسؤولين عن إدارة الأزمة الوطنية.تنافس وخيانة
وتقول صحيفة "نيويورك تايمز" إن أعضاء المجلس يشتركون في تاريخ من المنافسة والخيانة، ما يجعلهم فريقاً مثالياً للتنافس.
وتطفو هذه التوترات الشخصية على السطح بين الحين والآخر، خاصةً عندما يعقد أحدهم مؤتمراً صحافياً بمفرده، أو عندما يتناوبون على الكلام بشكل غير مريح في الإيجازات المشتركة، خاصة عندما يغمز الصحافيون الذين يوجهون الأسئلة، من قناة كيفية الانسجام معاً.
لكن في مقارنة مع الحكومة الأكثر تشدداً واستقطاباً التي كانت قائمة قبل 7 أكتوبر(تشرين الأول)، عندما اخترق مقاتلو حماس حدود غزة، وقتلوا 1200 شخص وخطفوا 240 آخرين، وفق المسؤولين الإسرائيليين، ينظر إلى هذا المجلس الذي بيده القرار على أنه هيئة محترفة تؤدي وظيفتها.
To Fight #Hamas, #Israel’s Leaders Stopped Fighting One Another. For Now. https://t.co/qoyWOuIveM
— Bassem Mroue باسم مروه (@bmroue) December 14, 2023ويقول الخبراء إن الحكومة، التي تعمل بحذر، اكتسبت ثقة الإسرائيليين وأن تركيبتها السياسية المتنوعة أعطت الحكومة شرعية أكبر في الخارج، ما أكسب الجيش في نهاية المطاف المزيد من الوقت لتحقيق أهدافه في غزة، تفكيك حماس وإعادة الرهائن المتبقين، وسط ضغوط دولية مكثفة.
غضب شعبيكما أنها منحت رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو وقتاً أطول لمواجهة الغضب الشعبي بسبب إخفاقات حكومته قبل هجوم 7 أكتوبر، فضلاً عن خلق مخاطر سياسية جديدة.
وقالت تسيبي ليفني التي خدمت مرتين وزيرة في حربين سابقتين، إن "مجلس الحرب خلق شعوراً بالثقة بأن القرارات ليست مستندة إلى اعتبارات سياسية، وتتسم بالتوازن والتركيز". وأضافت "هناك جمهور هائل في إسرائيل لهم أفراد من عائلاتهم يؤدون الخدمة في غزة، وسط خطر مميت".
ويتألف المجلس من نتانياهو المحافظ، ووزير دفاعه يوآف غالانت الجنرال المتقاعد، وإثنين من تيار الوسط السياسي هما رئيسا الأركان السابقين بيني غانتس، وغادي إيزنكوت، الذي عبر الخطوط البرلمانية للالتحاق بالحكومة في إجراء طارئ، ورون ديرمير القريب من نتانياهو والذي عمل سفيراً لدى الولايات المتحدة.
ونزلت ثقة الإسرائيليين في قياداتهم إلى الحضيض بعد الفشل الحكومي والاستخباراتي في 7 أكتوبر. وكان ينظر إلى مجلس الوزراء الأمني لنتانياهو، الذي يشرف عادة على الحرب، على أنه غير عملي ومنقسم بشدة، مع وجود عشرة وزراء ومراقبين إضافيين، بينهم وزراء من أقصى اليمين المتطرف الذين يطمحون إلى إعادة إنشاء المستوطنات في غزة.
وبالمقارنة، فإن مجلس الحرب الذي يضم خمسة وزراء تشكل لتخاذ قرارات فاعلة في الحرب. وفي بلد يعتمد على الجيش والمتطوعين، كان ضرورياً الحفاظ على التوافق.
وبالنسبة إلى الكثير من الإسرائيليين، فإن ذاك الشعور من التضامن، تعزز في الأسبوع الماضي عندما فقد إيزنكوت ابناً وابن شقيقته في القتال بغزة.
To Fight Hamas, Israel’s Leaders Stopped Fighting One Another. For Now. https://t.co/s5oumkukLB
— Tim McBride (@mcbridetd on Bluesky) (@mcbridetd) December 14, 2023ومع ذلك، فإنه في الوقت الذي تحتشد فيه البلاد حول مجلس الحرب، فإن الانتقادات وجهت إلى نتانياهو لأنه يستغل اللحظة في مناوراته السياسية، بعد رأى أن حياته السياسية المديدة واجهت أخطر لحظة في 7 أكتوبر. وبترفيع خصومه من المعارضة، شعر رئيس الوزراء بأن المخاطر السياسيةفي تصاعد.
وأظهر استطلاع للرأي أخيراً شمل 700 إسرائيلي من البالغين، أن حزب الوحدة الوطنية برئاسة غانتس يأتي في الطليعة بحصوله على 37 مقعداً في الكنيست المؤلف من 120 مقعداً، في مقابل 18 مقعداً لحزب الليكود بزعامة نتانياهو. ولم يحدد أي موعد لإجراء انتخابات جديدة، وقد تغير أحزاب جديدة المشهد السياسي.
وفي مرحلة سياسية متدنية بعد الهجوم، ومحاطاً بشركاء في الائتلاف يفتقرون إلى الخبرة السياسية إلى حد كبير، كان نتانياهو في حاجة إلى بناء شرعية محلية بسرعة.
ويقول الزميل في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى إيهود يعاري: "فهم نتانياهو أنه فقد ثقة الناس والحاجة إلى الاستعانة بالوسطيين".
واقترح غانتس مشاركة حزبه في حكومة طوارئ موسعة، شرط أن يقبل نتانياهو بحكومة مصغرة ومتخصصة.
وقال مسؤول في مكتب رئيس الوزراء إن "الواقع أملى" عليهم الوحدة كما يريد الرأي العام. وأضاف أن "تشرشل شكل حكومات حرب".
وأوصت لجنتا التحقيق اللتان تشكلتا بعد حربي 1973 و2006، بتشكيل حكومات حرب مصغرة في أوقات الحروب.
ويسود استياء مزمن بين أعضاء مجلس الحرب. وحاول نتانياهو إقالة غالانت في مارس ( آذار) بعدما حذر وزير الدفاع علناً من عواقب كارثية للإصلاح القضائي المقرر، على الأمن القومي. وفي نهاية المطاف، اضطر نتانياهو إلى إعادته إلى منصبه.
وكان غانتس منافساً سياسياً عنيداً لنتانياهو منذ أن تراجع رئيس الوزراء عن اتفاق تقاسم السلطة معه في 2020. ومنذ أكثر من عقد، تراجع نتانياهو عن تعيين غالانت رئيساً لأركان الجيش، وسط مزاعم عن انتهاكه قوانين البناء في منزل عائلته. وحصل غانتس على المنصب بدل ذلك، ثم خلفه إيزنكوت.
ولفت رئيس مؤسسة الديموقراطية في إسرائيل يوهانان بليسنر إلى أن مجلس الحرب عملياً "لا يعني أن الحسابات الشخصية زالت، وإنما عُلقت فحسب". وأضاف "لا يوجد انسجام هناك...فقط تفاهم على حرج اللحظة".
ويرى محللون أن من مصلحة نتانياهو وبطرق مختلفة الإبقاء على حالة الحرب. إن الأزمة تتيح له تفادي تحقيقاً في إخفاق 7 أكتوبر، ثم محاسبته.
وحتى الآن، لم يحدد المجلس اللحظة التي سيعتبر فيها أن حماس هُزمت وتفككت، كما أنه لم يقدم رؤية واضحة لمن سيحكم غزة بعد الحرب.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل مونديال الأندية الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل رئیس الوزراء مجلس الحرب
إقرأ أيضاً:
شبان سودانيون: نقاتل إلى جانب جيش البلاد الذي عارضناه بالأمس
قالت صحيفة لوموند الفرنسية إن نشطاء مؤيدين للديمقراطية ممن كانوا معارضين لنظام الرئيس المخلوع عمر البشير ثم للجنرالات الذين جاؤوا بعده، انضموا إلى صفوف الجيش لمواجهة مليشيا الدعم السريع.
وانطلقت الصحيفة -في تقرير بقلم إليوت براشيه- من قصة كمال الدين النور الذي كان يجلس على سطح أحد المباني، وهو يتأمل أعمدة الدخان الأسود المتصاعدة فوق الضواحي الشمالية للخرطوم، في المنطقة التي تسم الخرطوم بحري، وهي المنطقة التي ولد فيها، حيث يحتدم القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2باحثون: عدد وفيات الحرب في السودان يزيد بكثير عن المسجلlist 2 of 2لوموند تدعو لإخراج حرب السودان من دواليب النسيانend of listفقبل 3 سنوات -توضح لوموند- أشعل هذا الشاب مع جماعته المعروفة باسم "غاضبون" التي كانت تشارك بقوة في المظاهرات، النار في الإطارات احتجاجا على ما يعتبرونه "انقلابا" قاده الجنرالان عبد الفتاح البرهان ومحمد حمدان دقلو (حميدتي) في 25 أكتوبر/تشرين الأول 2021، للإطاحة بالحكومة المدنية.
مسألة أولوياتوبعد مرور 3 سنوات، أصبح "غاضبون" يرتدون الزي العسكري ويتجولون في الخطوط الأمامية للعاصمة السودانية، وهم يحملون بنادق آلية على أكتافهم، ويقاتلون إلى جانب الجيش السوداني.
يقول كمال الدين النور الذي انضم إلى معسكرات التدريب "اليوم نحن أمام حرب وجودية، فقوات الدعم السريع تهدد وحدة السودان، والحرب تهدد بتفكيك مجتمعنا وكل ما نعتز به، لذلك حملنا السلاح. في المظاهرات وفي ساحة المعركة نقدم دماءنا من أجل الوطن. نحن ندافع عن شعبنا، وبهذه الطريقة تكون الحرب استمرارا للثورة".
وتذكر لوموند أن كثيرا من أعضاء "غاضبون" اعتقلوا وتعرضوا للتعذيب في بعض الأحيان، وقتل بعضهم أثناء قمع المظاهرات، وقد اخترقت رصاصة قناص كتف كمال الدين النور نفسه، وها هو اليوم يقول "نحن نقاتل الآن إلى جانب نفس الرجال الذين قاتلونا بالأمس، قد يبدو هذا سخيفا، لكنها مسألة أولويات، الخطر الأكبر اليوم على السودان هو المليشيات شبه العسكرية".
أهون الشرّينوتقول الصحيفة الفرنسية إنه في مواجهة الانتهاكات المتعددة التي ترتكبها قوات الدعم السريع، يعتبر المزيد من السودانيين "الجيش أهون الشرين"، يقول شاب من "غاضبون" طلب عدم الكشف عن هويته إنه "لا مجال للمقارنة بينهما"؛ فبعد أن كان سجينا لدى قوات الدعم السريع لعدة أسابيع، وكان شاهدا على عمليات النهب والاغتصاب، قرر الالتحاق بالجيش لتحرير حي أمبدة الذي يسيطر رجال حميدتي.
وعلى مسافة غير بعيدة من الخطوط الأمامية، أقام "غاضبون" قاعدتهم في منزل بحي المنارة في أم درمان، وفي الخارج لا تزال الكتابة القديمة على الجدران تشير إلى مواعيد المظاهرات ضد "الانقلاب"، وعبارات مثل "البرهان إلى السجن" و"حميدتي المجرم"، ظاهرة هنا وهناك، يقول محمد عبد الرحيم (تيوا) "مطالبنا لم تتغير، بمجرد أن تنتهي الحرب، سنعود إلى الشوارع للمطالبة بقيام حكومة مدنية، بطريقة ما معركتنا مع الجيش معركة مؤجلة".
وقد تعرض من انضموا إلى الجيش لانتقادات من جانب جزء من الحركة الثورية، حيث يرى العديد من الناشطين وخاصة في المنفى، أن دعم الجيش رهان محفوف بالمخاطر في أحسن الأحوال، وهو خيانة في أسوأ الأحوال للمثل اللاعنفية للانتفاضة الشعبية التي أنهت 30 عاما من الحكم العسكري.
حمل السلاح ضرورة؟وفي الخارج، انقسمت الأحزاب السياسية التي شاركت في الحكومة الانتقالية، وانضم معظم أعضائها إلى تحالف جديد يسمى "تقدم" بقيادة رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك، محاولا إيجاد حل تفاوضي للصراع، لكن هذا التحالف فقد مصداقيته في أعين السكان بعد أن وقّع العديد من مسؤوليه التنفيذيين مذكرة تفاهم مع قوات الدعم السريع في إثيوبيا في يناير/كانون الثاني، وتبادلوا المصافحة مع زعيمها الجنرال حميدتي، بحسب لوموند.
وتنقل الصحيفة الفرنسية عن الباحثة السودانية رجاء مكاوي قولها إنه وبسبب عدم وجود نهاية للصراع في الأفق، يبدو أن الطريقة الوحيدة للبقاء على قيد الحياة في الحرب هي حمل السلاح. وتضيف رجاء "عندما تنتهي الحرب، سيكون من لهم وزن هم أولئك الذين بقوا للقتال، وسوف تؤدي الحرب إلى ظهور نخبة جديدة من الرجال المسلحين، وسوف يفخرون بكونهم الوحيدين القادرين على المطالبة بالشرعية الشعبية".
وعلى الرغم من ماضيهم العسكري، فشباب "غاضبون" وغيرهم من الثوار الذين انضموا إلى صفوف الجيش يُنظر إليهم بشكل إيجابي ، وهم يعرفون كل زاوية وركن في المدينة.
وتوضح لوموند أنه وفقا لخطاب الجنرال البرهان الأخير أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، فإن الجيش السوداني مستعد لإعادة السلطة للمدنيين بمجرد انتهاء الحرب، ولكن النصر في الوقت الحالي لا يزال بعيدا، وليس هناك ما يشير إلى أن المؤسسة العسكرية التي احتكرت السلطة دون انقطاع تقريبا منذ استقلال السودان عام 1956، تعتزم التخلي عن مقاليد الحكم بالبلاد.