لقطات من الفضاء لجبال جليدية عملاقة تطفو في جنوب المحيط الأطلسي
تاريخ النشر: 15th, December 2023 GMT
التقط أحد الرواد المتواجدين على متن المحطة الفضائية الدولية صورا رائعة لجبال جليدية عملاقة تطفو في جنوب المحيط الأطلسي من منظوره في المدار.
ومع استمرار ارتفاع درجة حرارة الأرض، تتفكك المزيد من قطع الجليد من الأنهار الجليدية والصفائح الجليدية وسط المحيط.
إقرأ المزيد رائد فضاء يلتقط مشهدا فريدا لـ "العفاريت الحمراء"ويمكن رؤية هذه الجبال الجليدية من محطة الفضاء الدولية (ISS)، حيث تظهر على شكل بقع بيضاء صغيرة مقابل مياه المحيط الزرقاء الساطعة.
ونشر الرائد في وكالة الفضاء الأوروبية، أندرياس موجينسن، قائد البعثة 70 الحالية للمختبر المداري، مؤخرا صورا جديدة للجبال الجليدية في جنوب المحيط الأطلسي عبر حسابه على منصة "إكس".
وقال موجنسن في منشوره: "يجب أن أعترف أنه لو سألتني قبل هذه المهمة، إذا كان بإمكانك رؤية الجبال الجليدية بالعين المجردة من الفضاء، كنت سأقول: مستحيل. واتضح أن هذا ممكن! لقد رأينا الكثير من الجبال الجليدية مؤخرا في جنوب المحيط الأطلسي. ربما يرجع ذلك إلى هندستها المميزة أو ربما التباين في اللون، لكنها مرئية جدا من الفضاء".
وتلتقط صور موجنسن ثلاثة جبال جليدية كبيرة الحجم والعديد من الشظايا الأخرى التي من المحتمل أن تتحرر أثناء انتقال الجبال الجليدية عبر المحيط.
ومن وجهة نظر المحطة الفضائية، تظهر الصور بعض الأجزاء المغمورة من الجبال الجليدية وأمواج المحيط تتكسر حول الجزء المرئي من الجبال العائمة على سطح المحيط، حسب ما لاحظ مستخدمو "إكس" في تعليقاتهم على المنشور.
وأضاف موجنسن: "رؤية الجبال الجليدية تطفو حولنا تذكرني بتغير المناخ، مع ذوبان الأنهار الجليدية بوتيرة سريعة وارتفاع منسوب مياه البحر. أماكن مثل جزر المالديف لن تكون موجودة على الأرجح خلال 70 عاما من الآن، بعد أن غمرتها مياه المحيط المرتفعة".
The tip of the iceberg
I have to admit that if you had asked me before this mission, if you could see icebergs with your naked eye from space, I would have said, “No way”.
Turns out that you can! We have been seeing lots of icebergs lately in the south Atlantic. Perhaps it’s… pic.twitter.com/qGY2CUCSfp
ويعزى ارتفاع مستوى سطح البحر في الغالب إلى ذوبان الأنهار الجليدية، حيث ينتقل جريان المياه من الأرض إلى البحر. ومع ذوبان الجليد العائم، فإنه يؤدي أيضا إلى تمييع المحيطات، ما يقلل من كثافتها، ويؤدي بدوره إلى ارتفاع مستوى سطح البحر أيضا.
وقام رواد الفضاء والأقمار الصناعية لمراقبة الأرض برصد عدد قليل من الجبال الجليدية البارزة مؤخرا.
وتم رصد أكبر جبل جليدي في العالم، يسمى A23a، وهو ينجرف خارج مياه القطب الجنوبي بعد أن ظل على الأرض لأكثر من ثلاثة عقود. وفي هذه الحالة، أدى الذوبان إلى ترقق الجبل الجليدي، ما وفر الطفو الإضافي الذي احتاجه للارتفاع عن قاع المحيط والاتجاه نحو جنوب المحيط الأطلسي.
ويساعد وجود "عيون في السماء" العلماء على تتبع مسار الجبال الجليدية على الأرض. كما يتم استخدام الذكاء الاصطناعي لرصد الجبال الجليدية العملاقة بسرعة في صور الأقمار الصناعية، ما يتيح مراقبة التغيرات في الحجم والشكل والحركة مع مرور الوقت، فضلا عن التأثير على البيئة.
المصدر: سبيس
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: الفضاء المحطة الفضائية الدولية المحيط الأطلسي المناخ جبال جليدية معلومات عامة معلومات علمية من الجبال
إقرأ أيضاً:
ذوبان الجبل الجليدي لأكبر بالقطب الجنوبي يهدد الحياة البرية
الجبل الجليدي الأكبر في القطب الجنوبي .. يتجه أكبر جبل جليدي في العالم، الذي يزيد حجمه عن ضعف حجم مدينة لندن، نحو جزيرة نائية تُعد موطنًا لعدد كبير من طيور البطريق والفقمات.
ويشكل هذا الجبل الجليدي، الذي ينفصل عن القارة القطبية الجنوبية، تهديدًا محتملاً للحياة البرية في جورجيا الجنوبية، حيث يهدد باعتراض مسارات التغذية والتكاثر لهذه الكائنات البحرية.
قال أندرو مايجرز، عالم المحيطات في هيئة المسح البريطاني للقطب الجنوبي، لصحيفة الجارديان البريطانية إن صور الأقمار الصناعية تشير إلى أن هذا الجبل الجليدي، المعروف باسم A23a، لم يتفكك إلى قطع أصغر كما هو الحال مع الجبال الجليدية السابقة، مما يجعل توقع مساره المستقبلي أمرًا صعبًا.
وأضاف أن التيارات البحرية تشير إلى أن الجبل قد يصل إلى الجرف القاري الضحل المحيط بجورجيا الجنوبية خلال أسبوعين إلى أربعة أسابيع، مما يزيد من احتمالية اصطدامه بالمنطقة.
في حال تصادم الجبل الجليدي مع الجرف، فقد يسبب مشاكل كبيرة لطيور البطريق والفقمات التي تعتمد على المياه القريبة لتغذيتها وتربية صغارها.
وقال مايجرز: "إذا توقفت الجبال الجليدية هناك، فإنها قد تمنع الأسماك من الوصول إلى المناطق التي تتغذى منها الفقمة والبطاريق، مما يتسبب في تدمير مواردهم الغذائية وزيادة معدلات الوفيات."
يُعد جبل A23a واحدًا من أكبر وأقدم الجبال الجليدية في العالم، حيث انفصل عن الجرف القاري الجنوبي عام 1986، وظل عالقًا في مكانه لمدة 30 عامًا قبل أن ينفصل أخيرًا في 2020.
وتُظهر قياسات الجبل أن حجمه الهائل يصل إلى حوالي 3500 كيلومتر مربع، ويزن ما يقرب من تريليون طن.
وأوضح مايجرز أنه على الرغم من أن الجبال الجليدية تُعتبر ظاهرة طبيعية، فإن زيادة تكرار انفصال هذه الكتل الجليدية يُنسب إلى آثار أزمة المناخ التي من المتوقع أن تتسارع بسبب الأنشطة البشرية.
سيناريوهات اصطدام الجبل الجليديويتوقع أنه في حال اصطدم الجبل الجليدي A23a بالجزيرة، فإنه قد يتسبب في تلويث المياه بقطع من الجليد الصغير، مما يعوق حركة السفن في المنطقة. ومع ذوبان الجبل الجليدي، يُتوقع أن يتسرب مواد مغذية إلى المياه، مما يعزز نمو العوالق النباتية ويغذي الحياة البحرية مثل الحيتان، وهو أمر يثير اهتمام العلماء في دراساتهم البيئية.
ورغم أن جبل A23a لم يشكل تهديدًا كبيرًا في السابق، إلا أن الظروف الحالية قد تجعل من هذه الكارثة البيئية أمرًا لا يمكن تجنبه.