بقلم: أياد السماوي ..

عندما تدوس السلطات الثلاث في العراق على قرارات المحكمة الاتحادية العليا والتي أعتبر الدستور العراقي قراراتها باتة وملزمة على كافة السلطات ، تحت أقدامها ، فهذا خلل كبير ليس في المادة الدستورية التي ألزمت السلطات كافة بتنفيذ قراراتها ، ولا بالمحكمة نفسها التي أصدرت أعدل القرارات في تاريخ الدولة العراقية الحديثة ، ولا برئيس هذه المحكمة الذي أثبت للعالم أنّه أشجع وأنزه قاضٍ مرّ على العراق منذ حمورابي وحتى هذه اللحظة ، بل الخلل كلّ الخلل بالسلطات والمؤسسات الغارقة حتى الثمالة بالفساد .

. وعندما تتعمّد هذه السلطات عدم تنفيذ هذه القرارات وتصرّ على مخالفتها وعدم تنفيذها ، فنحن أمام دولة متهرئة وفاسدة مصيرها إلى الزوال والاضمحلال والعدم لا محالة ..
في هذا المقال لست بصدد الحديث عن تعمّد السلطات الثلاث بإهمال قرارات هذه المحكمة وعدم تنفيذها ، سواء تلك القرارات التي تتعلّق بإقليم كردستان أو تلك التي تتعلّق بلجنة الأمر الديواني ٢٩ ، بل سنسلط الضوء في هذا المقال فقط على قرار المحكمة الاتحادية ( ٩ / اتحادية / ٢٠٢٣ ) والذي قضى بإلغاء عضوية رئيس مجلس النواب ( محمد ريكان الحلبوسي ) بسبب ارتكابه جرائم الحنث باليمين الدستوري و انتهاك الدستور و التزوير ..
وكان من المفترض وبموجب المادة ٩٤ من الدستور أن تبدأ كافة السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية تنفيذ هذا القرار فورا .. فكان من واجب السلطة التنفيذية أن تبادر فورا بسحب كلّ أفواج الحماية الخاصة به ، وسحب كافة عجلات الدولة وتفريغ كافة المباني التي يشغلها والتابعة للدولة ، كما كان من المفترض على مجلس النواب إصدار أمرا بإلغاء عقود كافة مستشاريه ومساعديه ومكتبه الخاص ، كما كان ينبغي على السلطة القضائية تحريك دعوى بالحق العام من قبل رئيس الادعاء العام وإحالته إلى القضاء بعد منعه من السفر والحجز على كافة أمواله المنقولة وغير المنقولة .. وللأسف الشديد أن السلطات الثلآث كافة قد تقاعست متعمدة تنفيذ هذه الإجراءات ، لأسباب عديدة لا أريد ذكرها الآن ، وقد يأتي ذكرها بالتفصيل حين تقتضي الضرورة ..
وبالرغم من تقاعس السلطات الثلاث في تنفيذ واجباتها القانونية الخاصة بتنفيذ قرار المحكمة الاتحادية العليا ، إلا أنّ التقاعس الأكبر هو في عدم إلغاء المفوضية العليا المستقلة للانتخابات المصادقة على الكيان السياسي ( تقدّم ) بناء على المادة ( عاشرا / ثانيا ) من قانون المفوضية العليا المستقلة للأنتخابات رقم ٣١ لسنة ٢٠١٩ ، وترك تقدم يخوض انتخابات مجالس المحافظات خلافا للقانون وبناء على رغبة ( إبليس ) .. إن عدم قيام المفوضية العليا للانتخابات بإلغاء المصادقة على سجل الكيان السياسي لتقدم بموجب قانون المفوضية أعلاه ، قد وضع المفوضية تحت طائلة الاتهام بالتواطئ بعدم تنفيذ قانون المحكمة الاتحادية العليا ، وهذا مما يستوجب أن يقوم مجلس النواب العراقي بعد انتخاب الرئيس الجديد باستجواب مجلس المفوضين ومعرفة الأسباب التي دعتهم عدم تنفيذ القانون ..
إنّ تجاهل مجلس المفوضين للمطالبات التي دعته إلى الغاء المصادقة على سجل كيان تقدم ، قد أثبت بالدليل القاطع أنّ المفوضية المستقلة للانتخابات ، ليست مستقلة وليست أمينة على تحقيق إرادة الشعب .. وبهذا نقولها بصوت عالٍ ، أنّ الدولة التي لاتحترم دستورها وقوانينها ، هي دولة فاسدة مع سبق الإصرار والترّصد ..
أياد السماوي
في ١٤ / ١٢ / ٢٠٢٣

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات المحکمة الاتحادیة عدم تنفیذ

إقرأ أيضاً:

المفوضية تعقد اجتماعاً موسعاً لمتابعة تنفيذ انتخابات «المجموعة الثانية»

عقد الدكتور عماد السايح، رئيس مجلس المفوضية الوطنية العليا للانتخابات، اجتماعًا موسعًا لمتابعة سير تنفيذ انتخابات المجالس البلدية (المجموعة الثانية) للعام 2025، حضره مدراء الإدارات ورؤساء الأقسام الفنية، وفريق دعم الانتخابات بالأمم المتحدة.

وجاء هذا الاجتماع “في وقت دخلت فيه العملية الانتخابية مرحلة متقدمة، حيث تجاوزت المفوضية مرحلة الاستعدادات الأولية، وانتقلت إلى مرحلة تنفيذية تتعلق بسجل الناخبين، والذي من المقرر أن يُقفل يوم الأحد 13 أبريل 2025”.

وتم خلال الاجتماع “مناقشة الإجراءات الجارية في هذه المرحلة، وسبل تعزيز المشاركة من خلال الحملات التوعوية الجارية في البلديات المستهدفة”.

كما “تم التطرق إلى المرحلة التالية، والتي تتضمن توزيع بطاقة الناخب، والتحضيرات اللوجستية المتعلقة بيوم الاقتراع، إلى جانب مناقشة آليات تنظيم العملية الانتخابية داخل مراكز الاقتراع، وضمان جاهزية فرق العمل لتنفيذ كافة الجوانب الإجرائية بسلاسة وشفافية”.

وفي كلمته خلال الاجتماع، أكد الدكتور عماد السايح، “أن المفوضية ماضية في تنفيذ خطتها العملياتية وفق الجدول الزمني المحدد”، مشددًا “على أهمية التكامل بين الإدارات والمكاتب لضمان نجاح هذا الاستحقاق الوطني”.

ويأتي هذا الاجتماع “ضمن سلسلة من اللقاءات التنسيقية التي تعقدها المفوضية في إطار متابعتها الحثيثة لمراحل تنفيذ انتخابات المجالس البلدية، وتأكيدًا على التزامها بإجراء انتخابات نزيهة تعكس إرادة الناخبين في البلديات المستهدفة”.

مقالات مشابهة

  • المفوضية تعقد اجتماعاً موسعاً لمتابعة تنفيذ انتخابات «المجموعة الثانية»
  • برئاسة «السايح».. مجلس المفوضية يعقد اجتماعاً لمتابعة مراحل تنفيذ انتخابات المجالس البلدية
  • قرار المحكمة العليا في إسرائيل بشأن بار.. لن تتم إقالته
  • المحكمة العليا الإسرائيلية تجمد إقالة رئيس الشاباك وتمنع تعيين بديل له
  • المحكمة العليا بإسرائيل: أصدرنا أمرا بمنع إقالة رئيس الشاباك
  • إسرائيل: ترقب قرار المحكمة العليا التي تنظر بالتماسات ضد إقالة رئيس الشاباك
  • المحكمة العليا الإسرائيلية تعلق جلسة البت بالطعون ضد عزل رئيس الشاباك
  • المحكمة العليا الإسرائيلية تنظر في قانونية إقالة رئيس الشاباك
  • المحكمة العليا للاحتلال الإسرائيلي تبت في قضية إقالة رئيس الشاباك اليوم
  • بن شرادة: الوضع المالي للدولة دخل إلى غرفة الإنعاش.. ونطالب بتخفيض مرتبات السلطات العليا