موقع 24:
2025-02-01@05:52:41 GMT

بلومبرغ: حرب إسرائيل على غزة غير إنسانية وغير ذكية

تاريخ النشر: 15th, December 2023 GMT

بلومبرغ: حرب إسرائيل على غزة غير إنسانية وغير ذكية

قال الكاتب السياسي في شبكة "بلومبرغ" مارك تاشمبيون إن بايدن كان على حق في وصف حملة القصف الإسرائيلية على غزة بـ"العشوائية"، لأن ذلك أمر مهم من الناحية الأخلاقية وربما القانونية.

في بروتوكولات اتفاقية جنيف لسنة 1949 تعرف الهجمات العشوائية بشكل واسع للغاية، بالهجمات التي "قد يُتوقع أن تسبب خسائر عرضية في أرواح المدنيين".

ويوم الأربعاء، بدا أن الإدارة تراجعت عن بيان بايدن إذ قالت وزارة الخارجية إن الولايات المتحدة، لم تحدد رسمياً، إذا كانت تصرفات إسرائيل عشوائية. صعوبة إحصاء الضحايا تثير المسألة قضيتين في غاية الصعوبة: إحصاء قتلى الحرب في الوقت الفعلي، وتحديد ما الذي قد يشكل قصفاً "عشوائياً" في حرب المدن الحديثة. علم الكاتب لأول مرة بمدى صعوبة احتساب عدد القتلى عند وصوله إلى رومانيا لتغطية آثار ثورة 1989. نشرت التقارير الإخبارية في وقت مبكر من القتال رقماً غامضاً وخاطئاً للتلفزيون الحكومي بلغ 60 ألف قتيل. وسرعان ما انخفضت التقديرات إلى 20 ألفاً ثم 4500، واليوم، رغم الشكـ يستقر العدد عند نحو 1100. ثم جاءت الحرب في يوغوسلافيا السابقة، حيث كان على المراسلين بشكل روتيني إحصاء الجثث المكدسة في الشاحنات والمستشفيات لتأكيد أو نفي المزاعمعن المذابح. وصلت تقديرات الضحايا في البوسنة إلى 280 ألفاً في الحرب بين 1992 و1995، وانخفضت إلى نحو 97 ألفاً عند توثيقها بعد ذلك. أرقام الضحايا الفلسطينيين

في غزة، أحصت السلطة الصحية التي تديرها حماس منذ البداية بانتظام الذين تقول إنهم يقتلون على يد الجيش الإسرائيلي، وهي تدرك تمام الإدراك أهمية ذلك في تآكل الدعم الدولي الذي حصلت عليه إسرائيل بعد 7 أكتوبر (تشرين الأول). من المستحيل عملياً التحقق من هذه الأرقام بشكل مستقل، لكن هذا لا يعني أنه يمكن تجاهلها، رغم انهيار الأنظمة.

Whether or not Israel's bombing in Gaza can be rated as “indiscriminate,” it is counterproductive, @MarcChampion1 writes https://t.co/X8Ay4Z9J7x via @opinion

— Bloomberg (@business) December 14, 2023

أولاً وقبل كل شيء، يرجع ذلك وفق الكاتب إلى أنه خلال عمليات التوغل السابقة للجيش الإسرائيلي في غزة، ثبت أن عدد القتلى الذي أعلنته هيئة صحة حماس في الوقت الفعلي كان دقيقاً بشكل ملحوظ. ثانياً، ربما تسخر السلطات الإسرائيلية من فكرة تصديق كل ما تقوله حماس، ولكنها أيضاً لم تبذل أي جهد جاد لدحض هذه الأرقام.

وأخيراً، إن معدل الضحايا غير المسبوق بين موظفي الأمم المتحدة، في غزة والمستويات الهائلة من الدمار يوضحان أن عدد الوفيات بين السكان الفلسطينيين عموماً لا بد أن يكون مرتفعاً أيضاً.

السؤال الموالي

المسألة الموالية هي معرفة عدد الضحايا المدنيين الذين سقطوا بين إجمالي القتلى الذي بلغ 18205 حتى 12 ديسمبر (كانون الأول) وإذا كانت هذه النسبة مرتفعة أم منخفضة مقارنة مع معارك مماثلة. أي بعبارة أخرى، معرفة إذا كان عدد القتلى المرتفع في غزة يتوافق مع التكتيكات العشوائية، أم أنه نتيجة حتمية لحرب المدن.

‘Indiscriminate’ or Not, Israel’s Gaza Bombing Isn’t Smart https://t.co/NDErGEDv8K

— Adam Cohen (@adamrcohen) December 14, 2023

تصر القوات الإسرائيلية على أنها تفعل أكثر مما يفعله أي جيش آخر، بما فيه جيش الولايات المتحدة، لتفادي المدنيين. وتقول إنها ترسل تحذيرات عبر الرسائل النصية، وتلقي خرائط الضربات، والمناطق الآمنة، و"تطرق" أسطح المنازل بعبوات صغيرة قبل تدميرها.

يحظى هذا الادعاء ببعض الدعم من المحللين العسكريين، بمن فيهم جون سبنسر المتخصص في حرب المدن في معهد الحرب الحديثة، في ويست بوينت.

الأرقام المتاحة

أكد الجيش الإسرائيلي منذ أسبوع، أن التقارير عن مقتل 5 آلاف من مقاتلي حماس حتى الآن كانت دقيقة تقريباً. إذا كان هذا صحيحاً، وبالنظر إلى ادعاءات حماس عن الضحايا في ذلك الوقت، فإنه يعني ضمناً مقتل مدنيين اثنين مقابل كل مقاتل.

وفي الموصل، وهي أقرب نظير حديث لما يحاول الجيش الإسرائيلي فعله في غزة، استغرقت القوات ذات الأغلبية العراقية 252 يوماً لتطهير المدينة التي كان عدد سكانها قبل الحرب نحو 1.4 مليون نسمة، من مقاتلي داعش.
قُتل ما يصل إلى 10 آلاف مدني، وعدد مجهول من مقاتلي داعش وأكثر من 8 آلاف من قوات التحالف خلال العملية. وتتراوح تقديرات قوة داعش في بداية المعركة بين 3 آلاف و 12 ألفاً.

وبالتالي من المرجح أن عدد المدنيين الذين قتلوا مقابل كل مقاتل أقل من اثنين إلى واحد. لم تولد الخسائر في صفوف المدنيين في الموصل مستوى الغضب الدولي الذي سببته الخسائر البشرية في غزة، لأسباب ليس أقلها أن العراقيين في غالبيتهم هم الذين كانوا يقاتلون من أجل تحرير عراقيين آخرين من الاحتلال. ويرى الفلسطينيون أن إسرائيل قوة احتلال، وليست قوة محررة.

معضلة.. 

حتى المقارنة مع الموصل قد تكون أقل تعبيراً بسبب الطريقة التي قتل بها المدنيون. وفق منظمة إيروورز غير الربحية في المملكة المتحدة. إن عدداً غير متناسب من القتلى لم يسقط على يد جنود مشاة عراقيين، ولكن بطائرات أمريكية وبريطانية، أسقطت آلاف الأطنان من المتفجرات على المدينة. والأهم من ذلك أنه كلما كانت المنطقة التي تقصف أعلى كثافة سكانية، زاد عدد الضحايا المدنيين، وغزة أكثر كثافة سكانية من الموصل.
وأوضح الكاتب أن المعضلة التي يواجهها القادة هي أنه دون قوة جوية، يكون القتال الحضري حازماً ومكلفاً للغاية بالخسائر في صفوف القوات. بالنسبة إلى روسيا في حلب السورية وماريوبول الأوكرانية، كان حل هذه المعضلة بسيطاً، تسوية المدن بالأرض. وحملات القصف التي شنها الحلفاء ضد ألمانيا واليابان، قبل نهاية الحرب العالمية الثانية لم تحاول تجنب المدنيين، بل استهدفتهم على أمل أن يؤدي ذلك إلى كسر الرغبة في مواصلة القتال.

دمرت القاذفات الأمريكية والبريطانية وسط مدينة دريسدن وقتلت ما يصل إلى 25 ألف شخص خلال يومين فقط في فبراير (شباط) 1945، وهي المذبحة التي لم يكن لها تأثير يذكر على مسار الحرب.

نتائج عكسية

لذلك، تابع الكاتب، أن الجيش الإسرائيلي ربما فعل أكثر من غيره لتحذير المدنيين، لكن قد لا تكون لذلك أهمية. في مثل هذه المنطقة الصغيرة، لا توجد ملاذات آمنة حقاً لغير المقاتلين، لذلك لا بد من رفع المعايير.

وخلاصة القول وفق تشامبيون هي أنه سواء صنفت حملة الجيش الإسرائيلي "عشوائية" ضمن السياق الوحشي الدائم لحرب المدن، أم لم تصنف كذلك، فإنها تبقى حرباً غير إنسانية وستؤدي إلى نتائج عكسية. فهي تهدد بتحويل العالم ضد إسرائيل وبدفن ذكرى 7 أكتوبر، وبزرع التطرف في جيل جديد من المجندين المحتملين لحماس.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل مونديال الأندية الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل الجیش الإسرائیلی فی غزة

إقرأ أيضاً:

لوموند: إسرائيل تشهد هجرة لم يسبق لها مثيل

قالت صحيفة لوموند إن آلاف الإسرائيليين غادروا البلاد للاستقرار في الخارج، وإن مزيدا من الناس قد يفعلون ذلك في المستقبل، مشيرة إلى أن الوضع الاقتصادي له تأثير في ذلك، ولكن انعدام الأمن والحرب في غزة وسياسات حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والمكانة المتعاظمة للدين في المجتمع؛ كلها عوامل جعلت هذا الاتجاه يتسارع.

وانطلقت الصحيفة -في تقرير بقلم مراسلتها من تل أبيب إيزابيل ماندراود- من قصة الموسيقي روي (34 عاما) الذي لم يعد يرى مستقبلا له في إسرائيل التي ولد فيها، رغم أنه منتج ومغنّ وعازف قيثارة ناجح.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2موقع أميركي: وقف النار في غزة سلام مؤقت أم شرارة لصراع جديد؟list 2 of 2إيكونوميست: خطة رواندا المتهورة لإعادة رسم خريطة أفريقياend of list

وهذا الشاب -الذي لا يريد الكشف عن هويته- يستعد، وفقا للصحيفة، للهجرة إلى إسبانيا مع زوجته، ويقول "نحن لا نصرخ من فوق أسطح المنازل، لأننا نخجل من المغادرة قبل أن تنتهي الحرب تماما، إنها لحظة معقدة. أنا أحب بلدي، لكني أرى أن سنوات مظلمة في انتظارنا". ويضيف "لقد تجاوزت حكومة نتنياهو عتبات عدة تشكل خطرا على الديمقراطية، وثمة تناقض بين القانون والدين، كما أن عدد المتطرفين ما فتئ يزداد".

مستويات قياسية

أما ميكي (30 عاما) فقد اتخذ الخطوة بالفعل، وانتقل مؤخرا مع زوجته وطفليه الصغيرين إلى بافوس، حيث أسس شركة للتجارة الإلكترونية في البلدة الواقعة على الساحل الغربي لقبرص، وهو لا يرغب في الكشف عن اسمه، كما تقول المراسلة.

إعلان

يقول ميكي "كان اتخاذ القرار صعبا ولكن بين الصعوبات الاقتصادية المتزايدة في إسرائيل وانعدام الأمن، أدركنا أن علينا أن نرحل.. في كل مرة كنت أخرج مع أطفالي، كنت أحمل سلاحًا مثل كثير من المدنيين الإسرائيليين".

ساسون: 82 ألفا و700 إسرائيلي غادروا البلاد ولم يعد إليها سوى 24 ألفا خلال عام 2024 وثمة مخاوف من أن تشهد إسرائيل هجرة للأدمغة.

وأشارت الصحيفة إلى أن مدينة بافوس أصبحت وجهة جذابة بشكل متزايد، كما تؤكد أليس شاني، وهي إسرائيلية تملك شركة عقارات أُسّست هناك منذ سنوات، وقالت في اتصال هاتفي "في العام الماضي وصلت 200 أسرة ولا يزال المزيد يصلون"، وأضافت "أتلقى كل يوم أسئلة عن المدارس والحياة اليومية. معظم الوافدين أعمارهم في الثلاثينيات ويعملون في مجال التكنولوجيا الفائقة".

وبحسب بيانات المكتب المركزي للإحصاء الصادرة في ديسمبر/كانون الأول 2024، وصلت أعداد المغادرين إلى مستويات قياسية، إذ غادر البلاد 82 ألفا و700 إسرائيلي من دون أن تكون الحرب هي السبب. ويوضح إسحاق ساسون وهو أستاذ لعلم الاجتماع في جامعة تل أبيب أن 24 ألف إسرائيلي فقط عادوا في عام 2024 حسب التقرير، مما يعني أن هذه الفجوة "تمثل تغييرًا جذريا مقارنة بالعقد السابق".

مخاوف سياسية

ويوضح إسحاق ساسون أن "العديد من المهاجرين غادروا قبل السابع من أكتوبر/تشرين الأول، أعتقد أن بعضهم غادر البلاد بسبب عدم الاستقرار السياسي في إسرائيل والإصلاح القضائي المثير للجدل. هذه الزيادة في الهجرة مثيرة للقلق؛ هناك اعتقاد بأن المهاجرين لديهم مستويات تعليمية أعلى من المتوسط. إن الخطر الرئيسي هو أن تشهد إسرائيل هجرة للأدمغة".

ومع مرور الأشهر الأولى على بدء الحرب في غزة ثم في لبنان، أصبح هذا الاتجاه أكثر وضوحا -كما تقول المراسلة- إذ يقول إيلان ريفيفو (50 عاما) "لم أشاهد شيئا مثل هذا على الإطلاق خلال 30 عاما من مسيرتي المهنية"، علما أن شركته متخصصة في مساعدة اليهود القادمين للاستقرار في إسرائيل، وهو يقول الآن إن ما يحدث هو العكس.

ريفيفو: الذين يغادرون هم أكثر خوفًا من الوضع السياسي، وهم غير متفائلين بالمستقبل ويفكرون في أطفالهم، كما أنهم يسعون للحصول على جنسية ثانية.

ويرى رجل الأعمال هذا أن الحرب ليست الدافع الوحيد وراء هذا الخروج، قائلا "إن الذين يغادرون هم أكثر خوفًا من الوضع السياسي، وهم غير متفائلين بالمستقبل ويفكرون في أطفالهم، ويسعون للحصول على جنسية ثانية. أعتقد أن ثقل التدين في البلاد يلعب دورا كبيرا في قرارهم".

إعلان

وخلصت الصحيفة إلى أنه لا أحد يعرف اليوم هل الهدنة الهشة في غزة ستكون كافية لوقف النزوح خاصة أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو حذر من أن الحكومة تحتفظ "بالحق" في استئناف الحرب إذا رأت ذلك مناسبا، والحقيقة هي أن العديد من الإسرائيليين معادون للسياسات التي ينتهجها الائتلاف الحاكم الذي يهيمن عليه اليمين المتطرف، وذلك ما يلخصه روي في جملة واحدة قائلا "إذا لم يتغير شيء في الانتخابات المقبلة سوف يغادر مزيد من الناس".

مقالات مشابهة

  • 237 مصيدة ذكية لمكافحة البعوض بدبي
  • خير صديق (2).. سامح قاسم يكتب: "الحرب والسلام"..  ملحمة إنسانية عابرة للتاريخ
  • بعد 470 يوما من الحرب.. خسائر إسرائيل في غزة بالأرقام
  • تعرّف على المنظمة التي تلاحق مجرمي الحرب الإسرائيليين بجميع أنحاء العالم
  • دور المدنيين في انتشال السودان من قبضة الحكم العسكري وتحقيق الحكم المدني
  • طبيب : مدة التبول لا تتعدى 40 ثانية وغير ذلك يوجد خلل
  • “هآرتس”: الحشود التي تعبر نِتساريم حطّمت وهم النصر المطلق‎
  • “هآرتس”: صور الحشود التي تعبر نِتساريم تُحطّم وهم النصر المطلق‎
  • لوموند: إسرائيل تشهد فرارا لم يسبق له مثيل
  • لوموند: إسرائيل تشهد هجرة لم يسبق لها مثيل