بلومبرغ: حرب إسرائيل على غزة غير إنسانية وغير ذكية
تاريخ النشر: 15th, December 2023 GMT
قال الكاتب السياسي في شبكة "بلومبرغ" مارك تاشمبيون إن بايدن كان على حق في وصف حملة القصف الإسرائيلية على غزة بـ"العشوائية"، لأن ذلك أمر مهم من الناحية الأخلاقية وربما القانونية.
في بروتوكولات اتفاقية جنيف لسنة 1949 تعرف الهجمات العشوائية بشكل واسع للغاية، بالهجمات التي "قد يُتوقع أن تسبب خسائر عرضية في أرواح المدنيين".ويوم الأربعاء، بدا أن الإدارة تراجعت عن بيان بايدن إذ قالت وزارة الخارجية إن الولايات المتحدة، لم تحدد رسمياً، إذا كانت تصرفات إسرائيل عشوائية. صعوبة إحصاء الضحايا تثير المسألة قضيتين في غاية الصعوبة: إحصاء قتلى الحرب في الوقت الفعلي، وتحديد ما الذي قد يشكل قصفاً "عشوائياً" في حرب المدن الحديثة. علم الكاتب لأول مرة بمدى صعوبة احتساب عدد القتلى عند وصوله إلى رومانيا لتغطية آثار ثورة 1989. نشرت التقارير الإخبارية في وقت مبكر من القتال رقماً غامضاً وخاطئاً للتلفزيون الحكومي بلغ 60 ألف قتيل. وسرعان ما انخفضت التقديرات إلى 20 ألفاً ثم 4500، واليوم، رغم الشكـ يستقر العدد عند نحو 1100. ثم جاءت الحرب في يوغوسلافيا السابقة، حيث كان على المراسلين بشكل روتيني إحصاء الجثث المكدسة في الشاحنات والمستشفيات لتأكيد أو نفي المزاعمعن المذابح. وصلت تقديرات الضحايا في البوسنة إلى 280 ألفاً في الحرب بين 1992 و1995، وانخفضت إلى نحو 97 ألفاً عند توثيقها بعد ذلك. أرقام الضحايا الفلسطينيين
في غزة، أحصت السلطة الصحية التي تديرها حماس منذ البداية بانتظام الذين تقول إنهم يقتلون على يد الجيش الإسرائيلي، وهي تدرك تمام الإدراك أهمية ذلك في تآكل الدعم الدولي الذي حصلت عليه إسرائيل بعد 7 أكتوبر (تشرين الأول). من المستحيل عملياً التحقق من هذه الأرقام بشكل مستقل، لكن هذا لا يعني أنه يمكن تجاهلها، رغم انهيار الأنظمة.
Whether or not Israel's bombing in Gaza can be rated as “indiscriminate,” it is counterproductive, @MarcChampion1 writes https://t.co/X8Ay4Z9J7x via @opinion
— Bloomberg (@business) December 14, 2023أولاً وقبل كل شيء، يرجع ذلك وفق الكاتب إلى أنه خلال عمليات التوغل السابقة للجيش الإسرائيلي في غزة، ثبت أن عدد القتلى الذي أعلنته هيئة صحة حماس في الوقت الفعلي كان دقيقاً بشكل ملحوظ. ثانياً، ربما تسخر السلطات الإسرائيلية من فكرة تصديق كل ما تقوله حماس، ولكنها أيضاً لم تبذل أي جهد جاد لدحض هذه الأرقام.
وأخيراً، إن معدل الضحايا غير المسبوق بين موظفي الأمم المتحدة، في غزة والمستويات الهائلة من الدمار يوضحان أن عدد الوفيات بين السكان الفلسطينيين عموماً لا بد أن يكون مرتفعاً أيضاً.
السؤال المواليالمسألة الموالية هي معرفة عدد الضحايا المدنيين الذين سقطوا بين إجمالي القتلى الذي بلغ 18205 حتى 12 ديسمبر (كانون الأول) وإذا كانت هذه النسبة مرتفعة أم منخفضة مقارنة مع معارك مماثلة. أي بعبارة أخرى، معرفة إذا كان عدد القتلى المرتفع في غزة يتوافق مع التكتيكات العشوائية، أم أنه نتيجة حتمية لحرب المدن.
‘Indiscriminate’ or Not, Israel’s Gaza Bombing Isn’t Smart https://t.co/NDErGEDv8K
— Adam Cohen (@adamrcohen) December 14, 2023تصر القوات الإسرائيلية على أنها تفعل أكثر مما يفعله أي جيش آخر، بما فيه جيش الولايات المتحدة، لتفادي المدنيين. وتقول إنها ترسل تحذيرات عبر الرسائل النصية، وتلقي خرائط الضربات، والمناطق الآمنة، و"تطرق" أسطح المنازل بعبوات صغيرة قبل تدميرها.
يحظى هذا الادعاء ببعض الدعم من المحللين العسكريين، بمن فيهم جون سبنسر المتخصص في حرب المدن في معهد الحرب الحديثة، في ويست بوينت.
الأرقام المتاحةأكد الجيش الإسرائيلي منذ أسبوع، أن التقارير عن مقتل 5 آلاف من مقاتلي حماس حتى الآن كانت دقيقة تقريباً. إذا كان هذا صحيحاً، وبالنظر إلى ادعاءات حماس عن الضحايا في ذلك الوقت، فإنه يعني ضمناً مقتل مدنيين اثنين مقابل كل مقاتل.
وفي الموصل، وهي أقرب نظير حديث لما يحاول الجيش الإسرائيلي فعله في غزة، استغرقت القوات ذات الأغلبية العراقية 252 يوماً لتطهير المدينة التي كان عدد سكانها قبل الحرب نحو 1.4 مليون نسمة، من مقاتلي داعش.
قُتل ما يصل إلى 10 آلاف مدني، وعدد مجهول من مقاتلي داعش وأكثر من 8 آلاف من قوات التحالف خلال العملية. وتتراوح تقديرات قوة داعش في بداية المعركة بين 3 آلاف و 12 ألفاً.
وبالتالي من المرجح أن عدد المدنيين الذين قتلوا مقابل كل مقاتل أقل من اثنين إلى واحد. لم تولد الخسائر في صفوف المدنيين في الموصل مستوى الغضب الدولي الذي سببته الخسائر البشرية في غزة، لأسباب ليس أقلها أن العراقيين في غالبيتهم هم الذين كانوا يقاتلون من أجل تحرير عراقيين آخرين من الاحتلال. ويرى الفلسطينيون أن إسرائيل قوة احتلال، وليست قوة محررة.
معضلة..حتى المقارنة مع الموصل قد تكون أقل تعبيراً بسبب الطريقة التي قتل بها المدنيون. وفق منظمة إيروورز غير الربحية في المملكة المتحدة. إن عدداً غير متناسب من القتلى لم يسقط على يد جنود مشاة عراقيين، ولكن بطائرات أمريكية وبريطانية، أسقطت آلاف الأطنان من المتفجرات على المدينة. والأهم من ذلك أنه كلما كانت المنطقة التي تقصف أعلى كثافة سكانية، زاد عدد الضحايا المدنيين، وغزة أكثر كثافة سكانية من الموصل.
وأوضح الكاتب أن المعضلة التي يواجهها القادة هي أنه دون قوة جوية، يكون القتال الحضري حازماً ومكلفاً للغاية بالخسائر في صفوف القوات. بالنسبة إلى روسيا في حلب السورية وماريوبول الأوكرانية، كان حل هذه المعضلة بسيطاً، تسوية المدن بالأرض. وحملات القصف التي شنها الحلفاء ضد ألمانيا واليابان، قبل نهاية الحرب العالمية الثانية لم تحاول تجنب المدنيين، بل استهدفتهم على أمل أن يؤدي ذلك إلى كسر الرغبة في مواصلة القتال.
دمرت القاذفات الأمريكية والبريطانية وسط مدينة دريسدن وقتلت ما يصل إلى 25 ألف شخص خلال يومين فقط في فبراير (شباط) 1945، وهي المذبحة التي لم يكن لها تأثير يذكر على مسار الحرب.
نتائج عكسيةلذلك، تابع الكاتب، أن الجيش الإسرائيلي ربما فعل أكثر من غيره لتحذير المدنيين، لكن قد لا تكون لذلك أهمية. في مثل هذه المنطقة الصغيرة، لا توجد ملاذات آمنة حقاً لغير المقاتلين، لذلك لا بد من رفع المعايير.
وخلاصة القول وفق تشامبيون هي أنه سواء صنفت حملة الجيش الإسرائيلي "عشوائية" ضمن السياق الوحشي الدائم لحرب المدن، أم لم تصنف كذلك، فإنها تبقى حرباً غير إنسانية وستؤدي إلى نتائج عكسية. فهي تهدد بتحويل العالم ضد إسرائيل وبدفن ذكرى 7 أكتوبر، وبزرع التطرف في جيل جديد من المجندين المحتملين لحماس.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل مونديال الأندية الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل الجیش الإسرائیلی فی غزة
إقرأ أيضاً:
أبرز شركات الطيران التي علقت رحلاتها للمنطقة بسبب الحرب الإسرائيلية
دفعت المخاوف من اتساع رقعة الصراع في الشرق الأوسط شركات طيران عالمية إلى تعليق رحلاتها للمنطقة، أو تجنب المجالات الجوية التي تنطوي على مخاطر.
وفيما يلي بعض شركات الطيران التي عدلت خدماتها من المنطقة وإليها:
الخطوط القطريةعلقت شركة الطيران القطرية مؤقتا رحلاتها من وإلى إيران ولبنان مؤقتا.
مصر للطيرانعلقت شركة الطيران المصرية في سبتمبر/أيلول رحلاتها الجوية إلى بيروت حتى "يستقر الوضع".
طيران الإماراتألغت الشركة المملوكة للدولة في الإمارات الرحلات إلى بيروت وبغداد حتى نهاية الشهر الجاري.
فلاي دبيقال متحدث باسم شركة الطيران الإماراتية في 30 أكتوبر/تشرين الأول إن الرحلات الجوية بين دبي وبيروت لا تزال معلقة، في حين أن الرحلات الجوية إلى العراق وإيران تعمل.
الخطوط العراقيةأوقفت الخطوط الجوية العراقية، الناقل الوطني، رحلاتها إلى بيروت حتى إشعار آخر.
الخطوط الجزائريةعلَقت شركة الخطوط الجزائرية رحلاتها من وإلى لبنان حتى إشعار آخر.
بيغاسوسألغت شركة الطيران التركية رحلاتها إلى بيروت حتى 15 من الشهر الجاري.
إيران إيرألغت الخطوط الجوية الإيرانية جميع الرحلات من وإلى بيروت حتى إشعار آخر.
الخطوط الإثيوبيةقالت شركة الطيران الإثيوبية -في منشور على منصة فيسبوك أمس إنها علقت رحلاتها إلى بيروت حتى إشعار آخر.
كوريندون إيرلاينزألغت شركة الطيران التركية رحلاتها الجوية من وإلى تل أبيب حتى يناير/كانون الثاني من العام المقبل.
مجموعة لوفتهانزاعلقت المجموعة الألمانية رحلاتها الجوية إلى تل أبيب حتى 25 من الشهر الجاري، بينما علقت شركة الطيران منخفض التكلفة "يورو وينغز" التابعة لها الرحلات حتى نهاية الشهر. وألغت المجموعة الرحلات الجوية من وإلى طهران حتى 31 يناير/كانون الثاني 2025، ومن وإلى بيروت حتى 28 من الشهر الذي يليه.
وقالت الخطوط السويسرية (سويس) -وهي جزء من المجموعة- بشكل منفصل إنها ستلغي رحلاتها إلى بيروت حتى 18 يناير/كانون الثاني.
وعلقت شركة "صن إكسبرس" -وهي مشروع مشترك بين الخطوط التركية ولوفتهانزا- رحلاتها إلى بيروت حتى 17 ديسمبر/كانون الأول.
رايان إيرألغت أكبر شركة طيران منخفض التكلفة بأوروبا رحلاتها من تل أبيب وإليها حتى نهاية هذا العام. وقال الرئيس التنفيذي مايكل أوليري أول أمس للصحفيين إن تعليق الرحلات من المرجح أن يستمر حتى نهاية مارس/آذار المقبل.
شركة إيجه الجويةألغت شركة الطيران اليونانية رحلاتها من وإلى بيروت حتى 17 ديسمبر/كانون الأول، ومن وإلى تل أبيب حتى 17 من الشهر الجاري.
طيران البلطيقألغت شركة إير بالتيك (طيران البلطيق) المملوكة لحكومة لاتفيا رحلاتها من وإلى تل أبيب حتى نهاية الشهر الحالي.
مجموعة "إير فرانس-كيه إل إم"مددت "إير فرانس" تعليق رحلاتها بين باريس وتل أبيب حتى 12 من الشهر الجاري، ورحلاتها بين باريس وبيروت حتى نهاية الشهر، ومددت "كيه إل إم" تعليق الرحلات إلى تل أبيب حتى نهاية العام على الأقل.
وألغت وحدة ترانسافيا للطيران منخفض التكلفة التابعة للمجموعة الفرنسية الهولندية الرحلات من وإلى تل أبيب وعمّان وبيروت حتى نهاية مارس/آذار.
إير إندياعلَقت شركة الطيران الهندية رحلاتها من وإلى تل أبيب حتى إشعار آخر.
بلغاريا إيرألغت شركة الطيران البلغارية رحلاتها من وإلى إسرائيل حتى 23 ديسمبر/كانون الأول.
كاثي باسيفيكألغت الشركة، التي تتخذ من هونغ كونغ مقرا، رحلاتها إلى تل أبيب حتى 25 أكتوبر/تشرين الأول العام القادم.
دلتا إيرلاينزأوقفت شركة الطيران الأميركية رحلاتها بين نيويورك وتل أبيب حتى مارس/آذار 2025.
إيزي غتعلقت الشركة البريطانية للطيران منخفض التكلفة رحلاتها من وإلى تل أبيب حتى مارس/آذار 2025.
مجموعة الخطوط الدولية (آي إيه غي)ألغت الخطوط الجوية البريطانية المملوكة لمجموعة الخطوط الجوية الدولية رحلاتها من وإلى تل أبيب حتى نهاية مارس/آذار2025.
وألغت شركة إيبيريا إكسبريس للطيران منخفض التكلفة التابعة للمجموعة رحلاتها إلى تل أبيب حتى نهاية الشهر الجاري، بينما ألغت شركة فيولينغ رحلاتها إلى تل أبيب حتى 12 يناير/كانون الثاني 2025 مع إلغاء الرحلات الجوية إلى عمّان حتى إشعار آخر.
إيتامددت الخطوط الجوية الإيطالية تعليق رحلاتها مع تل أبيب حتى نهاية الشهر الجاري.
لوتألغت الخطوط البولندية رحلاتها إلى تل أبيب حتى 11 من الشهر الحالي، ومن المقرر أن تنطلق أولى رحلاتها المجدولة إلى بيروت أول أبريل/نيسان 2025.
زوند إيرألغت الشركة الألمانية جميع رحلاتها إلى بيروت من برلين حتى 8 ديسمبر/كانون الأول، ومن مدينة بريمن حتى 26 مارس/آذار المقبل وكذلك من مطار مونستر/أوسنابروك حتى 29 من الشهر نفسه.
تاروممددت شركة الطيران الرومانية تعليق رحلاتها إلى بيروت حتى 15 من الشهر الجاري.
يونايتد إيرلاينزعلقت الشركة ومقرها شيكاغو رحلاتها إلى تل أبيب لفترة غير محددة.
فيرغن أتلانتيكمددت شركة الطيران البريطانية تعليق رحلاتها إلى تل أبيب حتى نهاية مارس/آذار 2025.
ويز إيرعلقت شركة الطيران ومقرها المجر رحلاتها من وإلى تل أبيب حتى 14 يناير/كانون الثاني من العام المقبل.