تحل اليوم 15 ديسمبر، ذكرى ميلاد الدكتورة الراحلة عبلة الكحلاوي، الداعية الإسلامية، التي كانت تُعرف بـ«ماما عبلة» أو «أيقونة الداعيات السيدات»، بعدما تركت بصمة مميزة في قلوب الكثيرين قبل رحيلها.

تميز أسلوب الداعية الراحلة، بالبساطة والابتعاد عن التعقيد في توجيه النصائح والإرشادات، إذ كانت تهدف إلى حل المشكلات وتقديم المشورة بطريقة تتفق مع التعاليم الإسلامية، وكانت تتحدث بلغة مبسطة ومفهومة للجميع، مما جعلها محبوبة ومؤثرة في حياة الناس.

رحيل عبلة الكحلاوي، ترك فراغًا في المجال الدعوي، لكن إرثها وأعمالها ستظل مستمرة في إلهام الآخرين، وتوجيههم نحو الخير والإصلاح بطرق بسيطة وفعّالة.

رحلة عبلة الكحلاوي

ولدت الدكتورة عبلة محمد مرسي عبداللطيف الكحلاوي، في 15 ديسمبر عام 1948، تزوجت في سن مبكرة من اللواء المهندس محمد ياسين بسيوني، أحد أبطال حرب أكتوبر، الذي كان من المجموعة التي سافرت سراً إلى ألمانيا لجلب المواسير اللازمة لتفجير خط برليف، بعدما اختاره والدها زوجاً لها.

استشهد ياسين، في الحرب تاركاً إياها تربي ثلاث بنات، هن: مروة أستاذة الإعلام بجامعة بني سويف، ورودينا خريجة التجارة وإدارة الأعمال وحاصلة على دبلوم الدراسات الإسلامية بالشريعة، وتستعد لتصبح داعية إسلامية مرافقة لزوجها الدبلوماسي، وهبة الله «هايدي» خريجة كلية الصيدلة.

التحقت عبلة، بمجال التدريس الأكاديمي، فكانت أستاذا للفقه المقارن في كلية الدراسات العربية والإسلامية للبنات بجامعة الأزهر، ومن ثم انتقلت للتدريس في عدة جامعات، منها كلية التربية للبنات بالرياض وكلية البنات بجامعة الأزهر، وترأست قسم الشريعة بكلية التربية في مكة المكرمة عام 1979، وقد بدأت مسيرتها في مجال تعليم وتأهيل الفتيات في مكة من خلال تعريفهن بأصول التفقه في الدين الإسلامي وتزويدهن بالمراجع الأساسية في الشريعة الإسلامية.

كفاح عبلة الكحلاوي مع «الباقيات الصالحات»

تعتبر الدكتورة عبلة الكحلاوي رائدة من رواد العمل الخيري، إذ أسست جمعية الباقيات الصالحات بمنطقة المقطم لرعاية الفئات المحتاجة، وتشمل أنشطة الجمعية رعاية الأيتام والمعوزين، وكذلك الأرامل والمطلقات، إلى جانب تقديم الرعاية الطبية الشاملة لمرضى الزهايمر والسرطان.

وتُقدم الجمعية مساعدات وقوافل طبية للقرى والمحافظات في مصر، وتساهم في مشاريع تطوير المناطق العشوائية وتوصيل المياه ومعالجة الأسقف أثناء السيول، ومن مشاريع الجمعية: دار أبي لرعاية كبار السن، ودار أمي لرعاية مريضات الزهايمر، ودار ضنايا لرعاية أطفال السرطان القادمين، لتلقي العلاج في القاهرة.

ولم تقف مسيرة الدكتورة عبلة الكحلاوي، عند ذلك، بل شغلت منصب عميد كلية الدراسات الإسلامية والعربية بنات بجامعة الأزهر، وقدمت العديد من البرامج الدينية في القنوات الفضائية، كما القت العديد من دروس الدينية في الجامع الأزهر.

وصية عبلة الكحلاوي الأخيرة قبل وفاتها

كشفت مروة ياسين، ابنة عبلة الكحلاوي، تفاصيل الوصية الأخيرة لوالدتها الراحلة، والتي تضمنت استمرار عمل جمعية الباقيات الصالحات الخيرية، مؤكدة أن أسرتها ستلتزم بتنفيذ الوصية، بحيث تواصل الجمعية والمستشفى التابع لها تقديم خدماتهما للمحتاجين، كما كانت تفعل والدتها.

يشار إلى أن الدكتورة عبلة الكحلاوي، ابنة الفنان الراحل محمد الكحلاوي، وتوفيت في سن 72 عاماً، إثر إصابتها بفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19).

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: رموز دينية

إقرأ أيضاً:

كلية الإعلام تعقد ندوة تثقيفية بعنوان «الإعلام والحروب... التأثيرات القانونية والأخلاقية في زمن الأزمات»

عقد قسم الصحافة والنشر برئاسة الأستاذ الدكتور علي حمودة ندوة تثقيفية بعنوان: «الإعلام والحروب... التأثيرات القانونية والأخلاقية في زمن الأزمات»، حاضر فيها كلٌّ من: الأستاذ الدكتور حسن الصغير، الأمين العام المساعد لمجمع البحوث الإسلامية للشئون العلمية المشرف العام على لجان الفتوى بالأزهر الشريف، والأستاذ الدكتور صلاح عبد البديع شلبي، أستاذ القانون الدولي العام والمنظمات الدولية في كلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر، والأستاذ الدكتور أحمد زارع، رئيس قسم الإعلام بكلية الدراسات العليا المتحدث الرسمي بجامعة الأزهر، وأدار الندوة الأستاذ الدكتور أحمد منصور، أستاذ الصحافة والنشر المساعد بالكلية، في حضور الأستاذ الدكتور رضا عبد الواجد أمين، عميد الكلية، والأستاذ الدكتور عبد الراضي حمدي، وكيل الكلية لشئون التعليم والطلاب، وعدد من أعضاء هيئة التدريس والطلاب.

جامعة الأزهر: تَبَنِّي العلوم الخضراء ضرورة ملحة للحد من التأثيرات السلبية للنشاط البشري رئيس جامعة الأزهر يفتتح المؤتمر الدولي الثالث للعلوم الأساسية والتطبيقية لكلية العلوم

استهلت الندوة بكلمة الأستاذ الدكتور رضا عبد الواجد أمين، عميد الكلية، والتي رحب فيها بالمتحدثين والحضور من الطلاب وأعضاء هيئة التدريس، مشيرًا إلى أهمية الندوة في توعية الطلاب بدور الإعلام وقت الأزمات ولا سيما الحروب، والذي يعد ترسًا محركًا في الآلة الحربية العسكرية ضد الشعوب ورصد أبعاده أخلاقيًّا وقانونيًّا، معبرًا عن تشوق الجميع إلى الاستماع إلى المتحدثين الذين جمعوا ما بين الدين والقانون والإعلام، والإفادة من خبراتهم المعرفية ورؤاهم المستقبلية حول موضوع الندوة.

وقال الأستاذ الدكتور صلاح شلبي، أستاذ القانون الدولي بجامعة الأزهر: "إن الحروب كانت قديمًا قبل عام ١٩٤٥م وسيلة لتحقيق ما عرف بـ"الانتصار" وما يصحبه من مكاسب للدولة المنتصرة، وكان الإعلام يمارس حينئذ دور الموجه والمحفز للشعوب؛ رفعًا للروح المعنوية، إلا أنه بعد نشأة الكيانات الدولية فيما عرف بالمنظمات الدولية ومجلس الأمن لم يعد خوض الحروب يمثل انتصارًا بالمعنى المادي؛ حيث أصبحت الحرب قرارًا تمتلكه الدول الكبرى، بما يحقق مصالحها ومكاسبها".

وأضاف شلبي: "إن الاعتداءات الهمجية من الكيان الصهيوني على قطاع غزة، ليست بحاجة إلى إقامة حجة قانونية على جرائم الاحتلال، لكن سلطة حق الفيتو للولايات المتحدة الأمريكية تمنع اتخاذ أي قرار عسكري ضد الاحتلال، ومن ثم فإن الدول ومنظماتها بما فيها الأمم المتحدة تنقصها الحيادية، وعليها الالتزام بالقانون الدولي الذي ينهي الوجود الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية المحتلة".

وفي سياق متصل قال الأستاذ الدكتور حسن الصغير، الأمين العام المساعد لمجمع البحوث الإسلامية المشرف العام على لجان الفتوى بالأزهر الشريف: "إن الحروب اليوم أو ما يسمى بحروب الجيل الخامس لا تعتمد على الأسلحة الثقيلة والطائرات في الهجوم على الدول، وإنما تغير المفهوم إلى حرب معلومات وثقافات وغزو فكري لعقول الشباب، لافتًا إلى أن الفتاوى والآراء الفقهية الشاذة التي يروجها البعض، إضافة إلى الطاعنين في الثوابت الإسلامية هي أحد مظاهر تلك الحروب التي تستهدف انقسام المجتمع ونشر الفوضي وضرب المؤسسات الدينية ورموزها في مقتل بما يساعد على الانحلال الأخلاقي وشغل الأوقات بالتفاهات دون العمل لرفعة الدين والوطن".

وتابع «الصغير»: "إن الإعلام العربي في مجتمعاتنا العربية والإسلامية عليه أن يتولى مسئوليته الأخلاقية في نشر الوعي بقضايا الأمة والحفاظ على هويتها الثقافية، ولاسيما في ظل العولمة التي تدعو إلى انصهار الثقافات وإذابتها، وأن يطلع بدوره التنويري في خدمة القضية الفلسطينية، وتعرية التحيزات الإعلامية الغربية ضد الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة، موجهًا رسالة إلى الطلاب بأنهم الجيل الصاعد، وعليهم أن يتولوا مسئولية الدفاع عن الدين والأوطان والمقدسات.

وفيما له صلة تحدث الأستاذ الدكتور أحمد زارع، رئيس قسم الإعلام بكلية الدراسات والعليا المتحدث باسم جامعة الأزهر، عن تجربته على أرض الواقع فترة توليه عمادة كلية الإعلام بجامعة الأقصى بفلسطين، ملقيًا الضوء على الجرائم التي يرتكبها الاحتلال في حق الشعب الفلسطيني الأعزل، وكيف يسوق الإعلام الصهيوني القضية الفلسطينية ويميعها، مشيرًا إلى أهمية وضع استراتيجية إعلامية عربية لتقديم القضية الفلسطينية بشكل عادل إلى شعوب العالم، وأن ينافس الإعلام العربي نظيره الغربي من خلال الرد على الأكاذيب والاتهامات التي تلصق بالفلسطينيين، داعيًا إلى إطلاق وسائل إعلام عربية دولية لمخاطبة الشعوب وبيان حقيقة ما يجري في غزة.

وشهدت الندوة تفاعلًا من الحاضرين، وأجاب المتحدثون عن الأسئلة الشفهية والمكتوبة التي تخطت الخمسين سؤالًا.

وعلى هامش الندوة كرم عميد كلية الإعلام المتحدثين بإهدائهم درع كلية الإعلام وشهادات التقدير، والتقاط الصور التذكارية مع الحضور.

تأتي الندوة في إطار توجيهات فضيلة الدكتور سلامة جمعة داود، رئيس جامعة الأزهر، بالاهتمام بالأنشطة الثقافية الطلابية برعاية الأستاذ الدكتور رضا عبد الواجد أمين، عميد الكلية، والأستاذ الدكتور عبد الراضي حمدي، وكيل الكلية لشئون التعليم والطلاب، والأستاذ الدكتور سامح عبد الغني، وكيل الكلية للدراسات العليا والبحوث، والأستاذ الدكتور علي حمودة، رئيس قسم الصحافة والنشر.

مقالات مشابهة

  • كلية الإعلام تعقد ندوة تثقيفية بعنوان «الإعلام والحروب... التأثيرات القانونية والأخلاقية في زمن الأزمات»
  • في ذكرى وفاته.. محطات في حياة توفيق الدقن «الشرير الطيب»
  • كلية الإعلام بجامعة الأزهر تنظم ندوة: على المجتمع الدولي تطبيق القانون لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي
  • في ذكرى ميلاده.. محطات فنية هامة في حياة عماد حمدي
  • أثرت القلوب والعقول بجمالها وصوتها.. محطات فنية في حياة أسمهان
  • بذكرى ميلادها.. محطات فنية مهمة في حياة الفنانة أسمهان (فيديو)
  • في ذكرى ميلادها.. محطات فنية مهمة في حياة الفنانة أسمهان
  • مجلس جامعة الأزهر يكرم عميد كلية أصول الدين بالقاهرة
  • القائمة النهائية للمرشحين لمنصب عميد كلية الآداب بجامعة طنطا
  • في عيد ميلاد ميرفت أمين.. محطات الرحلة الفنية في حياة حسناء السينما