في تطورات جديدة تجددت الإشتباكات صباح اليوم الجمعة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بولاية الجزيرة وسط السودان على بعد حوالي 14  كيلو متر من عاصمة الولاية و دمرني.

ود مدني _ التغيير

وأكد شهود عيان  لـ «التغيير» أن إشتباكات تجري حالياً بين الجيش ومليشيا الدعم السريع في قرية أم عليلة بالقرب من المستودعات وشرق مدينة ودمدني.

و أوضح أن قوات من مليشيا الدعم السريع حاولت التسلل إلى مستودعات الوقود و الغاز بمنطقة «أم عليلة» 15 كيلو شرق العاصمة ود مدني و تصدى لها الجيش السوداني.

فيما سمع أصوات الرصاص ودوي الأسلحة الثقيلة في عاصمة ولاية الجزيرة  ود مدني، ما خلف حالة من الهلع والذكر وسط المواطنيين، خاصة بعد تدخل الطيران الحربي وقصف تجمعات الدعم السريع في عدة مناطق  شرق مدني.

وسارعت قوات الجيش إلى إغلاق كبري حنتوب، مدخل مدينة ودمدني من الشرق الذي يبعد  من مستودعات قرية أم عليلة 14 كيلو متر، فيما إغلق سلطات ولاية الجزيرة مداخل ومخارج مدينة ودمدني من قبل الجيش.

أبو قوتة

و  أمس الخميس انتشرت قوة من مليشيا الدعم السريع، في منطقة أبو قوتة شمال ولاية الجزيرة ونصبت عددا من الارتكازات، وسط تحذيرات من توسيع نطاق الحرب.

اجتاحت قوة تابعة لمليشيا الدعم السريع، صباح اليوم الخميس، منطقة أبو قوتة وهي وحدة إدارية شمال غرب ولاية الجزيرة- جنوبي العاصمة الخرطوم، وقامت بعمليات نهب واعتداء واسعة.

 

ويخوض الجيش السوداني والدعم السريع حرباً شرسة بالعاصمة الخرطوم ومناطق أخرى منذ منتصف ابريل الماضي، خلفت آلاف القتلى والمصابين وملايين النازحين واللاجئين، وفيما لم تكن الجزيرة ضمن نطاق الحرب إلا أن مناطق شمال الولاية تعرضت لعدة هجمات متفرقة من المليشيا.

 

وأفادت المتابعات بأن القوة التي هاجمت أبو قوتة هي مجموعة منسحبة من الخرطوم بعدد من العربات والدراجات البخارية، وأنها قامت باستهداف محال تجارية في السوق، قبل أن يتدخل الطيران الحربي التابع للجيش ويستهدف المجموعة لإجبارها على الخروج من المنطقة.

 

وفي السياق، أدانت مجموعة محامو الطوارئ الحقوقية، توجه الدعم السريع نحو توسيع رقعة العمليات العسكرية لتشمل مناطق آمنة لجأ إليها الآلاف من المدنيين طلبا للحماية.

 

كما أدانت عمليات النهب والاعتداء على الأعيان المدنية وتخربيها من قبل قوات الدعم السريع، وحذرت من مغبة استمرار الانتهاكات تجاه المدنيين.

 

وقالت المجموعة في بيان، إن قوات الدعم السريع قامت فجر اليوم باجتياح كامل لمنطقة أبو قوتة، وأشارت إلى أنها وحدة إدارية شمال غرب ولاية الجزيرة لا توجد بها مظاهر عسكرية أو تشكيلات تابعة للقوات المسلحة.

 

وذكرت أن قوة قوامها 20 عربة دفع رباعي قامت بالانتشار في المدينة وعمل ارتكازات بعد نهب السوق والبنك الزراعي والمحكمة وقسم الشرطة أصيب على إثرها 3 من أفراد الشرطة.

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

إقرأ أيضاً:

ولاية سنار.. معركة حاسمة في حرب السودان

بورتسودان- الشرق

قبل أن تُحكم قوات الدعم السريع سيطرتها على بقية أجزاء ولاية سنار، أعلن حاكم إقليم النيل الأزرق أحمد العمدة، المجاور للولاية حظر التجوال في الإقليم لمدة 12 ساعة يومياً، في خطوة تشير إلى أن سيطرة "الدعم السريع" على الولاية تدق ناقوس الخطر لولايات الجنوب الشرقي، ووسط السودان، وتهدد بفصلهم جميعاً عن شرق البلاد.

وأعلنت قوات الدعم السريع، سيطرتها على مدينة سنجة (عاصمة ولاية سنار ومركزها الإداري والعسكري)، حيث تضم المدينة أهم المؤسسات الأمنية، والتنفيذية والتي تبدأ بمكاتب والي الولاية، إضافة إلى رئاسة الشرطة، والمخابرات العامة.

وجاءت سنجة ضمن وضع عسكري تدحرج سريعاً نحو المواجهة البرية ما بين قوات الجيش السوداني، و"الدعم السريع"، عقب إعلان الأخير سيطرته على منطقة جبل موية الاستراتيجية، والتي تلتقي عندها شبكة الطرق الرئيسية التابعة لولايات سنار، والجزيرة، والنيل الأبيض.

10 أشهر من المحاولات
وتقدمت قوات من الدعم السريع نحو ولاية سنار في محاولة استمرت لأكثر من 10 أشهر، حاولت خلالها التوغل في سنار عقب سيطرتها على ولاية الجزيرة.

وأدت المحاولة إلى السيطرة على منطقة جبل موية، الشيء الذي أغرى "الدعم السريع" في التقدم نحو سنار المدينة، والتفكير في السيطرة على بقية أجزاء الولاية المهمة.

وتكتسب ولاية سنار أهمية جغرافية حيث تقع في الجزء الجنوبي الشرقي من السودان، وتجاور ولايات القضارف، والجزيرة، والنيل الأبيض، ومدخلاً لولاية النيل الأزرق، وتعد ولاية مفتاحية ونقطة وصل بين وسط السودان وشرقه، إذ أن موقعها يشكل بوابة رئيسية لشرق السودان والسيطرة عليها تعني الكثير.

منطقة حاكمة
الخبير العسكري فتح الرحمن محي الدين، أوضح في حديثه لـ"الشرق"، أن ولاية سنار تكمن أهميتها في أنها ولاية حدودية مع بلدان مثل إثيوبيا، وجنوب السودان، ومن يسيطر عليها يستطيع أن يفتح خطوط إمداد لقواته، مبيناً أن سيطرة "الدعم السريع" على كامل الولاية يمثل تحولاً كبيراً.

وقال محي الدين إن "القوات التي دخلت مدينة سنجة لم تكن كافية لاحتلال مدينة، إنما تريد نشر الهلع لدى المواطنين إلى جانب زيادة أعداد النازحين"، مبيناً أن هذه الأمر "يخدم أجندة إعلان المجاعة في السودان، ما يسمح بالتدخل الدولي".

فيما يرى الخبير العسكري عمر أرباب في حديثه لـ"الشرق"، أن "الدعم السريع" يعتمد في استراتيجيته على عزل القوات ومحاصرتها ومهاجمتها على شكل موجات، وهو مايحدث دائماً، ويسعى إلى محاولة السيطرة على المناطق الحاكمة، ما يجعل إمكانية هجومه على عدد من المناطق ممكناً.

وبسيطرة "الدعم السريع" على منطقة" جبل موية"، جعل إمكانية الهجوم على "سنجة، سنار، ربك، كوستي" ممكناً، كما تساهم السيطرة على مدينة سنجة في الهجوم على ولاية القضارف، والنيل الأزرق، والنيل الأبيض، وهي واحدة من تكتيكات "الدعم السريع" في استراتيجية عزل القوات عن بعضها البعض، إذ أصبحت قوات "سنار" محاصرة بعد أن كانت في وضعية الهجوم.

وأشار أرباب إلى أن هذا التكتيك يعجز الجيش عن مقاومته حتى الآن، إلّا من خلال الضربات الجوية، والتي لا تحقق القدر الكافي من تحييد قوات الدعم السريع أو القضاء عليها.

مفتاح دخول
فيما اعتبر عضو المكتب الاستشاري لقوات الدعم السريع أيوب نهار في تصريحات لـ"الشرق"، أن "سيطرة الدعم السريع على مدينة سنجة تُعد مفتاح دخول لولاية النيل الأزرق"، مبيناً أن هذه الخطوة "أربكت حسابات الجيش الذي يريد الهجوم على قواتنا في جبل موية".

وقال نهار إن "السيطرة على ولاية سنار تعد تمهيداً لما بعدها، فهي تربط ولايات النيل الأبيض والنيل الأزرق وسنار نفسها بشرق السودان، عقب سيطرة الدعم السريع على طريق ( بورتسودان- ود مدني )، إذ أصبح هذا الطريق هو الوحيد الذي يربط الوسط بشرقه".

وأوضح أن "السيطرة على سنار ستؤثر بصورة مباشرة على منطقة سيطرة الجيش في ولاية الجزيرة (المناقل) والنيل الأزرق والنيل الأبيض، وسيكون التأثير غير المباشر بقطع الطريق الرابط بين غرب السودان بوسطه"، مضيفاً: "سيطرتنا على ولاية سنار ستغيّر كثيراً من موازين القوى لصالحنا، ما يسهل سيطرتنا على ولايتي النيل الأبيض والأزرق".

وعن احتمالية أن تُضعف هذه الخطوة من تركيز "الدعم السريع" وتشتته بين أكثر من موقع، قال نهار: "لن تشتتنا أبداً، لأن قوات الدعم تسيطر على نحو 70% من أجزاء السودان"، حسب زعمه.

وأضاف: "على الرغم من محاولة جرّنا إلى حرب استنزاف في مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور، وإدخالنا في حرب مجتمعية، لكن ذلك لم يؤثر علينا".

وتابع نهار: "نسيطر على كل مواقعنا والحدود مع ليبيا وتشاد ونحاصر الفاشر، وأي حديث عن أن خطوتنا في السيطرة على ولايات السودان سيضعفنا خاطئ".

مضاعفة أعداد النازحين
ويشير مراقبون إلى ضرورة أن يسعى الجيش لاستعادة مواقعه في ولاية سنار، والتي تعني استمرار خطوط الإمداد من شرق السودان إلى وسطه وغربه كذلك، كما أن فقدانها يعني فقدان وسط السودان، وخنق شرقه والتضييق عليه، وتحوّل كامل الشرق إلى وضعية الدفاع في ظل تمدد "الدعم السريع".

وقبل أن يصل موسم الخريف الى ذروته، تصبح السيطرة على الولايات الحاكمة أمراً مهما لكلا الطرفين، وذلك لوعورة الطرق البرية وانقطاعها بسبب الأمطار ما يجعل استخدام طريق "الأسفلت" في التنقل بين شرق السودان ووسطه أمراً حتمياً.

وتهجير سكان ولاية سنار يعني مضاعفة أعداد النازحين والفارين من الحرب ما يعجل بالكارثة الإنسانية.  

مقالات مشابهة

  • ولاية سنار.. معركة حاسمة في حرب السودان
  • «الدعم السريع» تهاجم قرية «بجيجة» بالحصاحيصا
  • ما حقيقة زيارة قائد الجيش السوداني لجبهات القتال في ولاية سنار؟
  • عاجل: الجيش السوداني يعلن تدمير قوات الدعم السريع جزء من جسر الحلفايا
  • الجيش السوداني يعلن القتال في سنجة وسط البلاد وسط موجة نزوح
  • الجيش السوداني ينفي سيطرة الدعم السريع على عاصمة ولاية سنار
  • الجيش السوداني يعلن القتال في سنجة وسط البلاد وسط موجة نزوح  
  • هيئة الأركان تهنئ الجيش بالصمود في سنجة.. والدعم السريع تؤكد السيطرة
  • قوات الدعم السريع تعلن سيطرتها على مدينة رئيسية في السودان
  • الدعم السريع يعلن سيطرته على مدينة رئيسية في السودان