بعثت السيناتور الديمقراطية الأمريكية، إليزابيث وارن، برسالة إلى الرئيس التنفيذي لشركة "ميتا"، مارك زوكربيرج، الخميس، تدعوه فيها إلى الكشف عن تفاصيل ممارسات الإشراف على محتوى منصتي "فيسبوك" و"إنستجرام" في زمن الحرب الجارية في قطاع غزة، والتي "أدت إلى تفاقم العنف وفشلت في مكافحة خطاب الكراهية".

وجاء في الرسالة: "من المهم أكثر من أي وقت مضى ألا تفرض منصات وسائل التواصل الاجتماعي رقابة على المحتوى الصادق والمشروع"، وفقا لما أورده تقرير نشره موقع "ذا إنترسبت" وترجمه "الخليج الجديد".

ومنذ عملية "طوفان الأقصى"، التي نفذتها حركة حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول، أبلغ مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي في جميع أنحاء العالم عن اختفاء منشورات وتعليقات ووسوم وحسابات بأكملها بشكل غير قابل للتفسير، على الرغم من أنها لا تبدو منتهكة لقواعد النشر.

وأثبت التنفيذ غير المتكافئ للقواعد بشكل عام، والرقابة على المحتوى الفلسطيني على وجه التحديد، وجود مشكلات لدى شركة "ميتا"، التي تمتلك "فيسبوك" و"إنستجرام"، وهو ما ألقت الشركة اللوم فيه على "الخطأ البشري ومواطن الخلل الفنية"، وتعهدت بمعالجة ذلك.

وفي أعقاب سلسلة من المداهمات الإسرائيلية عام 2021 على المسجد الأقصى في القدس المحتلة، فرض موقع إنستجرام رقابة مؤقتة على المنشورات حول الموقع المقدس على أساس أنه مرتبط بـ "الإرهاب".

وأظهرت مراجعة لسياسات التعبير الخاصة بـ "ميتا" في إسرائيل وفلسطين، العام الماضي، أن "إجراءات الشركة في مايو/أيار 2021 كان لها تأثير سلبي على حقوق الإنسان وحقوق المستخدمين الفلسطينيين، وبالتالي على قدرتهم على تبادل المعلومات والأفكار حول تجاربهم عند حدوثها".

وتشير رسالة السيناتور الأمريكية إلى أن "اعتماد ميتا المتزايد على خوارزميات إدارة المحتوى الآلية المبهمة لم يؤد إلا إلى تفاقم افتقار الشركة إلى الشفافية حول سياسة التعبير، ولم يفعل الكثير لتهدئة الادعاءات بأن أنظمة الشركة متحيزة ضد مجموعات معينة".

وأشارت الرسالة إلى تقارير نشرتها صحف: "ذا إنترسبت" و"وول ستريت جورنال" ووسائل إعلام أخرى حول الرقابة واسعة النطاق وغير المبررة على الفلسطينيين والمناقشة الأوسع حول القصف الإسرائيلي المستمر لغزة.

اقرأ أيضاً

و.بوست: فيسبوك وإنستجرام تفضحان مزاعم دعم تيك توك للفلسطينيين ضد الاحتلال

وفي الشهر الماضي، أورد موقع "ذا إنترسبت" أن مستخدمي إنستجرام الذين تركوا الرموز التعبيرية للعلم الفلسطيني في تعليقاتهم المنشورة رأوا تلك التعليقات مخفية بسرعة؛ وأخبر فيسبوك الموقع لاحقًا أنه كان يخفي هذه الرموز التعبيرية في سياقات اعتبرها "مسيئة".

وشددت إليزابيث وارن، في رسالتها، على أن "التقارير عن قمع ميتا للأصوات الفلسطينية تثير تساؤلات جدية حول ممارسات معتدلة في محتوى ميتا والحماية ضد التمييز. يستحق مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي معرفة متى ولماذا يتم تقييد حساباتهم ومنشوراتهم، خاصة على أكبر المنصات التي يتم فيها تبادل المعلومات الحيوية".

وأضافت: "يستحق المستخدمون أيضًا الحماية من التمييز على أساس أصلهم القومي ودينهم. وبعيدًا عن تقاريرها السنوية المعممة، لا تشارك ميتا عادةً سوى القليل جدًا حول كيفية تطبيق قواعدها في حالات محددة، أو كيفية تحديد سياساتها خلف الأبواب المغلقة".

واعتبرت السيناتور الأمريكية هذه السرية المحيطة بقواعد التعبير في "ميتا" تعني أن المستخدمين غالبًا ما يكونون في حالة جهل بشأن ما إذا كان سيتم السماح بمنشور معين أم لا.

ولحل هذه المشكلة، ومن أجل فهم أفضل للإجراءات التشريعية التي قد تكون ضرورية لمعالجة هذه القضايا، تضمنت رسالة إليزابيث وارن سلسلة من الأسئلة المحددة حول كيفية تعامل ميتا مع المحتوى المتعلق بالحرب، على النحو التالي:

كم عدد المنشورات باللغة العربية التي مصدرها فلسطين تمت إزالتها [منذ 7 أكتوبر]؟ ما هي النسبة المئوية لإجمالي المشاركات باللغة العربية الصادرة من فلسطين التي يمثلها العدد أعلاه؟ كم مرة حدت "ميتا" من إمكانية الوصول إلى المنشورات عالميًا أثناء إخطار المستخدم؟ ما هو متوسط وقت الاستجابة لحجب محتوى المستخدم؟ والاستئناف على قرار تعديل المحتوى لمنشورات باللغة العربية منشؤها فلسطين؟

وطلبت السيناتور الأمريكية من شركة "ميتا" الرد على عشرات الأسئلة الأخرى، بشأن سياسة حظر وتقييد المحتوى لدى منصاتها، بحلول 5 يناير/كانون الثاني القادم.

اقرأ أيضاً

رايتس ووتش: فيسبوك وإنستجرام قمعا المحتوى الفلسطيني

المصدر | ذا إنترسبت/ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: فلسطين غزة إسرائيل ميتا مارك زوكربيرج حماس طوفان الأقصى ذا إنترسبت

إقرأ أيضاً:

فريدمان يحذر من سياسات ترامب الاقتصادية.. تؤدي إلى نتائج عكسية

حذر الكاتب الأمريكي توماس فريدمان من افتقار نهج الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في فرض التعريفات الجمركية إلى "رؤية واضحة"، ما قد يؤدي إلى نتائج عكسية على الاقتصاد الأمريكي.

وقال فريدمان، في مقال نشرته صحيفة "نيويورك تايمز"، إن "ترامب لا يملك أي فكرة عما يفعله أو كيف تعمل الاقتصاديات العالمية"، مشيرا إلى أنه "يخترع الأمور أثناء المضي قدما"، ما يضع الجميع في "رحلة غير محسوبة العواقب".

وأكد فريدمان أنه ليس ضد استخدام التعريفات الجمركية لمكافحة الممارسات التجارية غير العادلة، مضيفا "لقد دعمت تعريفات ترامب وتعريفات الرئيس جو بايدن على الصين"، لكنه شدد على أن "ترامب لم يكن واضحا بشأن هدفه"، إذ يغير مبررات فرض التعريفات بين "زيادة الإيرادات، أو إجبار الجميع على الاستثمار في أمريكا، أو حتى منع دخول الفنتانيل".


ولفت الكاتب الأمريكي إلى أن سياسات ترامب الاقتصادية تفتقر إلى خطة واضحة معبرا عن ذلك بعبارة "كما غنت فرقة البيتلز، أود أن أرى الخطة".

وشدد على أن ترامب "يهدد بفرض تعريفات جمركية على الخصوم والحلفاء على حد سواء، دون تفسير واضح، ودون النظر إلى تأثيرها على الصناعات الأمريكية"، موضحا أنه من المفترض أن يكون هناك رؤية اقتصادية واضحة تستند إلى تحليل شامل للاقتصاد العالمي، لكن ما يفعله ترامب بحسب فريدمان "أشبه بسياسات مرتجلة دون دراسة للنتائج".

وأشار الكاتب إلى تحذير الرئيس التنفيذي لشركة فورد، جيم فارلي، من أن "فرض تعريفة جمركية بنسبة 25 بالمئة عبر الحدود المكسيكية والكندية سيحدث فجوة في صناعة الولايات المتحدة لم نرها من قبل".

ولفت فريدمان إلى أن العالم اليوم يعتمد على "أنظمة بيئية اقتصادية" مترابطة، وليس اقتصادات وطنية منعزلة كما يظن ترامب، موضحا أنه "لا يوجد بلد في العالم يمكنه بمفرده صنع هاتف آيفون"، في إشارة إلى أن إنتاج الهاتف يعتمد على شبكة عالمية من الموردين والمصنعين والمطورين في أكثر من 50 دولة.

وأضاف أن "هناك نظاما بيئيا للسيارات، ونظاما بيئيا للذكاء الاصطناعي، ونظاما بيئيا لصناعة الرقائق، حيث تتحرك المعرفة والأجزاء والأفراد بين الدول"، مشددا على أن تجاهل هذه الحقيقة قد يؤدي إلى أضرار جسيمة.

وفي سياق متصل، أكد فريدمان أن تطوير لقاحات كوفيد-19 بسرعة قياسية كان ممكنا بفضل التعاون الدولي، مشيرا إلى أن "التعاون العالمي غير المسبوق بين الحكومات والصناعة والجامعات والمنظمات غير الربحية كان السبيل الوحيد لتحقيق هذا الإنجاز".


كما أوضح الكاتب أن صناعة الرقائق الإلكترونية تعتمد على تحالف دولي، حيث تشارك شركات من الولايات المتحدة وأوروبا وآسيا في تصميم وتصنيع وتطوير هذه التكنولوجيا المتقدمة، وقال "كلما دفعنا حدود الفيزياء وعلم المواد، قلّت قدرة أي دولة بمفردها على التفوق في جميع مراحل الإنتاج".

وأشار فريدمان إلى أن "الثقة هي العنصر الأساسي الذي يحافظ على استمرارية هذه الأنظمة البيئية"، لافتا إلى أن "الثقة تبنى من خلال قواعد جيدة وعلاقات صحية، وترامب يدوس على كليهما".

واختتم فريدمان مقاله بالتحذير من أن استمرار ترامب في هذا النهج "سيجعل أمريكا والعالم أفقر"، مخاطبا الرئيس الأمريكي بالقول  "السيد الرئيس، قم بأداء واجبك".

مقالات مشابهة

  • فرسان ترامب.. مقاربة جديدة للعلاقات الأمريكية الروسية بشأن أوكرانيا
  • سيناتور أميركي عن تشييع نصرالله وصفي الدين: الأفضل أن نترك هذا الحدث يمرّ
  • وكيل عربية النواب: تصريحات "ترامب" تعكس نجاح مصر في فرض إرادتها بالملف الفلسطيني
  • إسرائيل تطلب الإفراج عن 22 أسيرا على قيد الحياة بالمرحلة الثانية
  • الدولية لدعم الشعب الفلسطيني: ترامب يتراجع تدريجيا عن خطته بشأن غزة
  • الخارجية السورية تصدر توضيحاً بشأن زيارة الشيباني المرتقبة للعراق
  • فيسبوك تحذر من حذف المحتوى القديم بعد 30 يوماً من البث المباشر
  • فريدمان يحذر من سياسات ترامب الاقتصادية.. تؤدي إلى نتائج عكسية
  • محكمة الاستئناف الأمريكية تصدر قرارها بشأن إنهاء حق الجنسية بالولادة
  • سيناتور أمريكي يكشف الموعد المحتمل لإنهاء حرب أوكرانيا