المستشفيات تتجه نحو الدمج.. بداية حلّ في الزمن الصعب
تاريخ النشر: 15th, December 2023 GMT
صرخة من القلب أطلقها مدير "مستشفى مرجعيون الطبيب مؤنس كلاكش حين قال لوكالات عالمية: "لا نحتمل حروباً.. إذا زاد الوضع عن ذلك سننهار، نحن نكافح لتأمين استمرارية العمل بسبب النقص في طاقمنا التمريضي والوظيفي من جهة، والأهم بسبب نقص الكميات اللازمة من الوقود."
هذه الصرخة قد تكون واحدة من الصرخات المنتظرة اذا ما وقعت الحرب الشاملة في لبنان، لا سيما وان القطاع الاستشفائي عانى ولا يزال يعاني منذ بدء الأزمة، من العديد من المشكلات التي أدت في اكثر من مرة الى اطلاق صرخات استغاثة لانقاذ ما تبقى من هذا القطاع.
وبعد سنوات ها هو اليوم يحاول لملمة ما تبقى منه لاعادة الحياة من الجديد، فهل سيصمد في وجه آلة الحرب الاسرائيلية اذا ما وسّعت نظاق عملياتها في لبنان؟ وكيف يبدو الوضع اليوم؟
من هنا ينطلق نقيب أصحاب المستشفيات في لبنان الدكتور سليمان هارون ليؤكد في حديث عبر "لبنان 24" انه وعلى الرغم من كثرة الصعوبات التي تعترض القطاع الاستشفائي في لبنان، الا انه تمكن في الاشهر الماضية من تحسين وضعه سواء على صعيد العمال أو على صعيد استقبال المرضى، وذلك على الرغم من معاناة المرضى من قلة الأموال وعدم قدرة الجهات الضامنة على تأمين الرعاية لهم.
ولفت هارون الى انه وعلى الرغم من التحسن في موضوع التغطية الصحية لمن هم تحت رعاية وزارة الصحة، الا ان المشكلة تبقى مع مرضى الضمان الاجتماعي الذي لم يتمكن حتى الساعة من تعديل التعرفة بما يتناسب والأزمة وسعر صرف الدولار في السوق الموازية.
وزفّ هارون بشرى الى المرضى الذي يستفيدون من التغطية الصحية من وزارة الصحة معلناً عن سعي وزير الصحة فراس الأبيض الى رفع أسعار تعرفة الوزارة 50 ضعفاً ، ما سيشكل حتماً بداية حلّ لمشاكل المرضى.
وتابع: "تبقى هناك مشكلة أساسية تواجه المستشفيات اليوم وهي مشكلة تأمين الدواء، لا سيما لمرضى السرطان والأمراض المزمنة، وهذا الأمر يتم العمل عليه لايجاد مخرج واضح له".
عمليات دمج
في مقابل هذه الأزمات، تمكنت بعض المستشفيات من الحد من تداعيات الأزمة الاقتصادية التي طالتها، واتجهت الى عمليات دمج تفادياً للوصول إلى مرحلة الإقفال. وفي هذا الاطار، يشير هارون الى انه حتى الآن قد تم دمج 5 مستشفيات صغرى مع 3 مستشفيات جامعية حتى الآن، في وقت لا تزال فيه المحادثات جارية لتوسيع الدائرة، وهم:
- مسشفيات: سان شارل، والقرطباوي، والسلام، القبيات، تل شيحا ، مع مستشفى اوتيل ديو
- مستشفى البرجي في الكورة مع مستشفى القديس جاورجيوس الجامعي (مستشفى الروم سابقاً)
- مستشفى كسروان الجامعي مع مستشفى الجامعة الأميركية.
وعن آلية الدمج، يوضح هارون أن المستشفيات المتعثرة التي تم دمجها ستكون خاضعة إدارياً للمستشفى الجامعي الذي دُمجت معه، وهو ما من شأنه أن ينعكس إيجاباً على الخدمات التي تقدمها ، مشدداً على ان العديد من المستشفيات ستحذو حذو المتعثرة، وستندمج مع المستشفيات الجامعية للحد من خسائرها.
وعما يحكى في الكواليس عن سعي المستشفيات الجامعية الى تجهيز مبان جديدة لها على طول الحدود اللبنانية، نفى هارون علمه بهذا الموضوع، مشدداً على ان جل ما يحدث اليوم هو عملية دمج ومشاركة في الاستثمار من دون ان تكون هناك اي عملية بيع للمستشفيات.
المستشفيات والحرب
ورداً على سؤال عن مدى جهوزية المستشفيات اذا ما شنت اسرائيل حرباً شاملة على لبنان شبيهة بحرب العام 2006، قال هارون: "نحن على أتم الاستعدادات لهكذا سيناريو، وفي صدد التحضير ووزارة الصحة لخطة عمل شاملة لاستيعاب القدر الأكبر من الجرحى في حال وقعت الحرب، الا ان الأمر متروك لوقته لا سيما اذا ما قررت اسرائيل تنفيذ مخططها في غزة على الاراضي اللبنانية من خلال ضرب المستشفيات، عندها فقط لن نتمكن من فعل اي شيء." المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
أطباء بلا حدود: أكثر من 2700 مريض كوليرا تلقوا العلاج و92 وفاة بالنيل الأبيض
أطباء بلا حدود أكدت أن الهجمات على البنية التحتية الحيوية لها آثار ضارة طويلة الأمد على صحة المجتمعات المعرضة للخطر.
التغيير: وكالات
قالت منظمة أطباء بلا حدود، إن 2718 شخصًا أُدخلوا إلى مركز علاج الكوليرا التابع لوزارة الصحة في مستشفى كوستي التعليمي الذي تدعمه المنظمة بين 20 فبراير و5 مارس في ولاية النيل الأبيض- جنوبي السودان. وأضافت: “للأسف، فقد تُوفّي 92 شخصًا من بين هؤلاء المرضى”.
واندلعت موجة الكوليرا، وهو مرض منقول بالمياه، جراء انقطاع التيار الكهربائي على نطاق واسع بعد أن أصابت قذيفة أطلقتها قوات الدعم السريع محطة توليد الكهرباء في ربك في 16 فبراير، وفقًا للتقارير.
وقد دفع هذا الناس إلى الاعتماد بشكل أساسي على المياه التي يتم الحصول عليها من العربات التي تجرها الحمير بعد أن خرجت مضخات المياه عن الخدمة.
وفي هذا الصدد، قالت منسقة الطوارئ في منظمة أطباء بلا حدود بالسودان، مارتا كازورلا، “إن الهجمات على البنية التحتية الحيوية لها آثار ضارة طويلة الأمد على صحة المجتمعات المعرضة للخطر. يجب على الأطراف المتحاربة الالتزام بقواعد الحرب وضمان حماية المدنيين والبنية التحتية الحيوية”.
يُشار إلى أنّ تفشي المرض قد بلغ ذروته بين 20 و24 فبراير، حين هرع المرضى وأسرهم إلى مستشفى كوستي في حالة من الذعر.
وقد أدى تدفق المرضى الذين كان أغلبهم يعاني من الجفاف الشديد إلى الاكتظاظ، علمًا أنّ الكثير منهم قد اضطر إلى تلقي العلاج على الأرض بعد أن نفدت المساحة في المستشفى ومركز علاج الكوليرا.
وبهدف السيطرة على الوضع، قامت وزارة الصحة بولاية النيل الأبيض بتنسيق الاستجابة لتفشي المرض على مستوى المجتمع المحلي من خلال توفير إمكانية الوصول إلى المياه النظيفة وحظر عربات الحمير ورفع مستوى الوعي عبر حملات التوعية الصحية. وعلاوة على ذلك، فقد تمكنت من إدارة حملة تطعيم ضد الكوليرا خلال أسبوع تفشي المرض.
وأوضحت المنظمة في بيان، أن فريق أطباء بلا حدود عمل جنبًا إلى جنب مع موظفي وزارة الصحة من مستشفى كوستي التعليمي والموظفين الطبيين الإضافيين من مستشفى ربك وذلك في إطار إدارة الحالات وتقديم الدعم من خلال التدريب أثناء العمل والإشراف، فضلاً عن تقديم الحوافز للموظفين.
بالإضافة إلى ذلك، حشدت منظمة أطباء بلا حدود الدعم اللوجستي من بورتسودان وكسلا وكوستي، إذ قدمت 14 طنًا متريًا من المواد الطبية على غرار الأدوية والمجموعات العلاجية، بالإضافة إلى أكثر من 25 طنًا من المواد اللوجستية مثل الأسرة والخيام إلى كوستي بهدف دعم عملية الاستجابة وتوسيع حجم مركز علاج الكوليرا.
كذلك، وفّر الفريق إمدادات المياه النظيفة وإمدادات التخزين لمركز علاج الكوليرا، فضلًا عن إجراءات الكلورة وتدابير مكافحة العدوى.
الوسومأطباء بلا حدود التطعيم ضد الكوليرا السودان الكوليرا النيل الأبيض بورتسودان ربك كسلا كوستي وزارة الصحة