تنظيم دينى سرى للنساء فى لبنان

 

تغيب مهرجان الجونة السينمائى عن الانعقاد العام الماضى، ليعود هذا العام وفى جعبته تكريم خاص للسينما الفلسطينية، إلى جانب أهم الأفلام المعروضة فى مهرجانات العالم. وعلى رأس تلك المهرجانات «كان»، برلين، فينيسيا، مهرجان تيلورايد، صندانس، ومهرجان كوبنهاجن الدولى للأفلام الوثائقية 2023، ومهرجان كليفلاند، ومهرجان موفيز ذات ماتر.

 

مهرجان الجونة السينمائى فى دورته السادسة، يقام فى الفترة من ١4 إلى 22 ديسمبر. يشارك بالمسابقة الأفلام الروائية الطويلة ١٤ فيلمًا، منها فيلم «تشريح سقوط» للمخرجة الفرنسية جوستين ترييه، الفائز بـ«السعفة الذهبية» فى مهرجان كانّ بدورته ال 76، فيلم «درب غريب» للمخرج البرازيلى جوتو بارنتيه الذى حصد 4 جوائز من مهرجان ترايبيكا السينمائى لعام 2023. 

كما يشارك بالمسابقة الفيلم المصرى «آل شنب» فى عرضه العالمى الأول، فيلم التحريك «كلب سلوقى وفتاة»، و12 فيلماً بمسابقة الأفلام الوثائقية الطويلة، منها فيلمان فى عرضهما العالمى الأول وهما «زينات، والجزائر، والسعادة»، «من عبدول إلى ليلى».  

وتضم قائمة الأفلام الوثائقية الطويلة ما يلى:

فيلم ماتيو ريتز، حيث يستكشف الفيلم النمط المدمر للبشر فى استخراج الموارد لأجل الربح، ويفضح المكائد المعقدة لمنظمة سرية مُخول لها السماح بعمليات استخراج ضخمة للمعادن التى تعتبر ضرورية لثورة البطاريات الكهربائية. هذا الغوص العميق والشامل والتعليمى فى المحيط يرويه جيسون موموا. 

فى فيلم «ق» نرسم الخط الفاصل بين الحب والإخلاص؟ تصوير حميم ومثير للسعى وراء الحب والقبول بأى ثمن، يصور Q التأثير الخبيث للنظام الدينى الأمومى السرى فى لبنان على ثلاثة أجيال من النساء فى عائلة شهاب. حيث توثق المخرجة جود شهاب، التى تعمل لأول مرة، الروابط غير المعلنة وعواقب الولاء التى ربطت والدتها وجدتها ونفسها بالمنظمة الغامضة. صورة بارعة للأضرار التى لحقت بشخص ما على مدى عقود من الحب غير المتبادل، وفقدان الأمل، وسوء المعاملة، واليأس، هى قصة متعددة الأجيال عن البحث الأبدى عن المعنى، قصة حب من نوع آخر. 

أما فيلم بوابة هوليوود فهو للمخرج إبراهيم نشأت ويدور فى اليوم التالى لانسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان، تحرك مقاتلو «طالبان» لاحتلال المجمع العسكرى العملاق المسمى «بوابة هوليوود»، الذى كان يُعتقد أنه قاعدة سابقة للمخابرات الأمريكية فى كابول، ليجدوا أن ما تركه الأمريكيون أسلحة ومعدات شديدة التطور. على مدار عام، يكشف الفيلم الكيفية التى تحولت بها ميليشيا أصولية إلى مؤسسة عسكرية نافذة. 

أما زينات، والجزائر، والسعادة للمخرج محمد الأطرش.. فيطرح سؤال: مَن يتذكر محمد زينات؟ بالنسبة لمحبى السينما، فهو الممثل الوحيد الذى جسد دور العربى فى الأفلام الفرنسية خلال فترة السبعينيات لصالح صنّاع أفلام مثل كلود ليلوش وإيف بواسيه. فى فيلمه «تحيا يا ديدو» يخترع عالماً جديداً فى السينما ويظهر الشعب الجزائرى كما لم يُر من قبل. فى هذا الفيلم الوثائقى يحكى محمد الأطرش قصة «تحيا يا ديدو» وصانعه. 

وفيلم «سبعة أشتية فى طهران»، حيث تعقد ريحانة الجبارى، ابنة التاسعة عشرة عامًا، اجتماع عمل مع عميل جديد، وعندما يحاول اغتصابها تطعنه دفاعًا عن نفسها. لاحقًا تُعتقل بتهمة ارتكاب جريمة قتل. باستخدام مقاطع الفيديو، والرسائل التى كتبتها ريحانة من السجن، وبمصاحبة التعليق الصوتى لزار أمير إبراهيمى، يُظهر الفيلم امرأة مذهلة رفضت التراجع عن شهادتها وأصبحت رمزًا للمقاومة. 

وفى «عدم الانحياز: مشاهد من بكرات لابودوفيتش»، باستخدام مجموعة من الأرشيفات غير المرئية ومذكرات المصور الذى صورها، يكشف فيلم عدم الانحياز: مشاهد من بكرات لابودوفيتش عن كواليس حلم سياسى. 

وفى «على قارب أَدامان» نجد أنفسنا فى دار رعاية لكبار السن تطل على نهر السين فى قلب العاصمة الفرنسية. تفتح الدار أبوابها أمام كبار السن الذين يعانون من أمراض عقلية، وتقدّم لهم الرعاية المطلوبة حتى لا يفقدوا العلاقة بالحاضر، كما تساعدهم فى رفع روحهم المعنوية. 

وفى «جود شهاب» يلتقط التأثير الخفى لتنظيم دينى سرى للنساء فى لبنان على ثلاثة أجيال من سيدات عائلة شهاب، ويضع الفيلم تساؤلًا حول أين يمكننا أن نرسم الحد الفاصل بين الحب والتفانى؟ تصوير حميمى ومؤلم لرحلة للبحث عن الحب والتقبل بأى ثمن. 

وفى «كرورا» ومن خلال عينى طفلها، تعود باتبرو بالزمن إلى نحو ثلاثة عقود، إلى تاريخ أجدادها الأصليين، فى قلب الغابات البرازيلية. يروى الفيلم قصّة شعب الكراهو، وأفراده من السكّان الأصليين للبرازيل. عانى هؤلاء من الاضطهاد المتواصل، إلا إنهم تابعوا مسيرتهم النضالية وابتكار أساليب مقاومة جديدة، عبر التمسّك بطقوس أجدادهم وحبّهم للطبيعة. 

أما «ليلة مظلمة» للمخرج سيلفان جورج، فبالنسبة للعديد من المهاجرين الأفارقة الفارين من الحياة الصعبة، تعد مقاطعة مليلة الإسبانية فى المغرب مكانًا مثاليًا يحلمون بالانطلاق منه نحو مستقبل أفضل. وبإصرار يقترب من الهوس، يحاول الشباب بقيادة مالك مرارًا وتكرارًا السفر إلى أوروبا يومًا بعد يوم، وليلة بعد ليلة. 

ويقترب فيلم «ماشطات» للبنانية سونيا بن سلامة من تونس، حيث تمتهن فاطمة وابنتاها نجاح ووفاء مهنة «الماشطات»، وهن العازفات فى حفلات الزفاف التقليدية. فى حياتهن الواقعية، تحاول نجاح أن تتزوج مرة أخرى بعد طلاقها، فى حين ترغب أختها وفاء فى الحصول على الطلاق من زوجها المُعنِف. 

وفيلم «من عبدول إلى ليلى» فيقع بعد حادثة سير تسببت فى فقدانها ذاكرتها، تتواصل شابة فرنسية من أصول عراقية مع عائلتها حتى تعرف من هى. خلال جلسات لم شملها فى منزل الأسرة فى جنوب فرنسا، تواجه ليلى والدها عبدالله بماضيه وما يرتبط منه بحرب العراق، وتقرر أن تتعلم اللغة العربية، كى تتمكن من وضع كلمات قصائده فى أغنيات تؤلف هى موسيقاها. 

فى القسم الرسمى خارج المسابقة والتى تضم 17 فيلماً تتنوع بين العمل الأول والثانى لصناعها. 

«برج بلا ظلال» من الصين للمخرج جانج لو، ويتناول حكاية جيو وينتونج، ناقد طعام كهل، يتجول فى المطاعم المحلية فى مدينة بكين الحيوية برفقة زميلته المصورة أويانغ الأصغر منه سنًا. جيو مُطلق ولديه ابنة فى السادسة من عمرها، وعلاقته سيئة بوالده منذ عدة عقود. يبحث جيو عن منظور جديد فى الحياة بينما يعيد النظر فى فشله فى أدواره كأب وابن وحبيب. عرض فى مهرجان برلين السينمائى 2023، مهرجان بكين السينمائى 2023 وحصل على «جائزة أفضل مساهمة فنية، وجائزة أفضل ممثّل «سين بايكينج»، وجائزة أفضل ممثّل مساعد «تيان جوانج جوانج»، وأفضل سيناريو «جانج لو»، وأفضل تصوير سينمائى «بياو سونجرى». 

وفيلم «بلاد ضائعة» للمخرج فلاديمير بيريزيتش.. ويدور فى صربيا 1996، خلال التظاهرات ضد سلوبودان ميلوسيفيتش، يمر ستيفان ابن الـ15 عاماً بالثورة الأعنف فى حياته، إذ سيتوجب عليه مواجهة والدته الحبيبة التى تشارك النظام الفاسد الذى يثور ضده هو وأصدقاؤه. عرض فى مهرجان كانّ السينمائى 2023 «أسبوع النقّاد - جائزة لوى روديرير».  

فيلم بورتريه عائلى لللوسى كير حيث تبوء محاولة إحدى العائلات لالتقاط صورة جماعية بالفشل، فيتحول الأمر إلى حالة تشبه الحلم عندما تختفى الأم، فتبدأ ابنتها فى رحلة حثيثة للعثور عليها. عرض فى مهرجان لوكارنو السينمائى 2023. 

فيلم «ستيبنه» لماريا فرودا. تدور الأحداث فى الطبيعة الشتوية الأوكرانية، حيث القرى الضائعة، والشعور المتصاعد بالعزلة المنتشر بين الناس فى عالم ما بعد الاتحاد السوفيتى. إنها قصة أناتولى، رجل عائد إلى بلدته ليعتنى بوالدته المحتضرة. عرض فى مهرجان لوكارنو السينمائى 2023 «المسابقة الدولية - جائزة أفضل مخرجة».  

فيلم «سماء بلاستيكية» للمخرج تيبور بانوتشكى.. ينقلنا إلى 2123 نخن أمام شح الموارد، ما عاد الجنس البشرى يستطيع العيش إلا من خلال المقايضة: فى سن الـ50، يتحول كلّ مواطن تدريجاً إلى شجرة. عندما يكتشف ستيفان أن زوجته نورا قد وقّعت على التبرع بجسدها، ينطلق فى مهمة لإنقاذها. 

فيلم شباب «ربيع» للمخرج وانج بينج. صُوِّرت أحداث الفيلم على مدار ست سنوات، ويدور عن العمل الشاق للخياطين والخياطات داخل مصانع الملابس فى الصين. رغم الوتيرة الهادئة للأحداث، تلتقط كاميرا المخرج وانغ بينغ ومضات من الأمل. عرض فى مهرجان كان السينمائى 2023.

وفيلم «شباك فارغة» لبهروز كرامى زاده عن أمير ونرجس شابان فى العشرينيات من عمرهما يعثران على الحب فى مدينتهما الواقعة على بحر قزوين، ولكن فى عالم الحاضر فى إيران يبدو الأمر أبعد من بناء حياة سويًا، ويُجبران على إبقاء علاقتهما سرًا. عرض فى مهرجان كارلوفى فارى السينمائى 2023، مهرجان ميونخ السينمائى. 

فيلم «طوطم» للمخرج ليلا أفيليس عن سول، طفلة فى السابعة من عمرها، تقضى يومها فى منزل جدها وتساعد أفراد عائلتها فى الإعداد لحفلة عيد ميلاد مفاجئة لوالدها. خلال ساعات اليوم، تفرض الفوضى سيطرتها مدمرة روابط عائلة، وهو ما يساعد سول على استيعاب مفهوم التخلى. عرض فى مهرجان برلين السينمائى 2023.

فيلم «عدوانى» تشارلوت ريجان عن جورجى، صبية حالمة فى الثانية عشر من عمرها، تعيش سعيدة بمفردها فى شقتها فى لندن وتملؤها بالسحر، وفجأة، يعود إلى حياتها والدها الغائب ويقلبها رأسًا على عقب. عرض فى مهرجان صندانس السينمائى 2023 «جائزة لجنة التحكيم الكبرى»، مهرجان بكين السينمائى 2023، مهرجان سيدنى السينمائى 2023.

فيلم «فى الماء» لهونج سانج سو من كوريا الجنوبية.. حيث يقرر ممثل شاب اعتزال التمثيل وصناعة فيلم قصير. يصل الطاقم الصغير المكون من الممثل نفسه والمصور والبطلة إلى جزيرة جيجو الصخرية التى تعصف بها الرياح، عرض فى مهرجان برلين السينمائى 2023.

فيلم «القصر» للمخرج الكبير رومان بولانسكى. فى جبال الألب السويسرية، يستضيف فندق بالاس الفخم احتفالًا فاخرًا بليلة رأس السنة لعام 2000. يستعد حشد من النوادل وعمال الفندق والطهاة وموظفى الاستقبال لخدمة ضيوفهم الأثرياء، ولكن فى الواقع، الفوضى تلوح فى الأفق. عرض فى مهرجان فينيسيا السينمائى 2023.

فيلم «كيفية ممارسة الحب» لمولى مانينع ووكر يدور فى إجازة صيفية يُفترض أن تكون الأفضل فى حياتهن، تذهب ثلاث مراهقات بريطانيات فى عطلة، يعبرن فيها إلى عالم الكبار عبر احتساء الكحول وارتياد النوادى الليلة وممارسة الجنس. فى فيلمها الأول النابض بالحياة الذى نال إشادة كبيرة فى المهرجانات، يلقى مولى مانينج ووكر نظرة ذكية دقيقة ومدمرة على تعقيدات الصداقة الأنثوية والجنس فى سن المراهقة. عرض فى مهرجان كان السينمائى 2023 «جائزة مسابقة نظرة ما».

فيلم «كيندى» للمخرج أنوراج كاشياب.. نظريًا، كيندى هو ضابط سابق متوفى منذ زمن بعيد، ولكن فى الحقيقة، يعمل كيندى فى الخفاء لصالح نظام فاسد. تسبب هذه الازدواجية حالة من الإزعاج له ويحاول التخلص منها. عرض فى مهرجان كان السينمائى 2023 «عروض منتصف الليل».

أما فى «لا شىء أخسره» لديلفين ديلوجيه. تعيش سيلفى برفقة ابنيها سفيان وجان جاك، ويشكّل الثلاثى عائلة مترابطة. ذات يوم، خلال غياب سيلفى عن البيت، يتعرض سفيان لإصابة، ممّا يدفع الخدمات الاجتماعية لانتزاع الطفل من حضانة أمّه وإيداعه فى دار رعاية. 

فى قائمة الأفلام المرشحة لجائزة نجمة الجونة الخضراء، والتى تستهدف اختيار الأفلام المعنية بالبيئة أو تلك التى ترفع الوعى بقضايا البيئة أو علومها أو الحياة البرية، إضافة إلى الأفلام المعنية بالاستدامة البيئية وأهميتها فى جميع أقسام المهرجان. يحصل الفيلم الفائز على نجمة الجونة الخضراء وشهادة وجائزة نقدية قدرها 10 آلاف دولار أمريكى، وستقدم تلك الجائزة بشكل سنوى ضمن جوائز مهرجان الجونة السينمائى. وتضم القائمة أربعة أفلام هى: همسات النار والماء، ارتفاع عميق، كرورا وسماء بلاستيكية.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: مهرجان الجونة السينمائى العام و للسينما الفلسطينية مهرجان الجونة جائزة أفضل فیلم ا

إقرأ أيضاً:

نجاة عبد الرحمن تكتب: من طرف خفي 51

كان من المفترض أن يكون ذلك المقال هو استكمال موضوع مقالة من طرف خفي 50 التي تناولت بها علاقة سيناء بتابوت العهد، الا انني فضلت التحدث هنا عن موضوع أكثر خطورة علي الأمن القومي و الهوية المصرية و العربية معا، نظرا لما حدث مؤخرا بشأن ظهور أحد الشخصيات بملابس غير لائقة أثناء تمثيله مصر في محفل دولي .

الفن الهابط أداة للسيطرة وتفكيك الانتماء و يعد أهم استراتيجية اعتمد عليها مشروع الشرق الأوسط الكبير لبرنارد لويس، و سبق و تحدثت عنها مرارا من خلال سلسلة مقالات من طرف خفي ، ومقالات أخرى، فضلا عن مجموعة كتب مغامرات صحفية لكشف الربيع العبري.

في ظل المتغيرات المتسارعة التي تشهدها المنطقة العربية، يتعاظم دور الفن والإعلام كأدوات تشكيل الوعي المجتمعي، إلا أن تساؤلًا بات يطرح نفسه بإلحاح: هل ما يُقدَّم على الشاشات الآن هو فنٌ حقيقي؟ أم أنه وسيلة لإلهاء الشعوب وإعادة تشكيل انتماءاتها؟
ولعل الإجابة تقودنا إلى مسارات أعمق ترتبط بما يُعرف بـ"مشروع الشرق الأوسط الكبير"، وهي خطة جيوسياسية تهدف لإعادة رسم خريطة المنطقة بما يخدم مصالح قوى كبرى، باستخدام أدوات ناعمة أبرزها الإعلام والفن.

الفن الهابط.. تغييب الوعي لا تنويره

الفن، كما يفترض أن يكون، هو انعكاس للواقع وتعبير عن آمال الناس آلامهم، لكنه في العقود الأخيرة، تحول –بشكل ملحوظ– إلى منتج استهلاكي يروّج للسطحية والانحلال القيمي. مسلسلات وأغاني وبرامج مليئة بالإثارة الإيحاءات، ومليئة أكثر بمحاولات نسف الهوية الثقافية والذوق العام.
يسهم هذا النوع من الفن في قتل الحس النقدي لدى المتلقي، ويخلق أجيالا تبحث عن الشهرة السريعة والمكاسب الرخيصة، بدلا من العلم والعمل والانتماء الحقيقي للأوطان.

السيطرة على الإعلام.. الماسونية

عبر تاريخها، سعت الجماعات السرية مثل الماسونية إلى اختراق مفاصل الإعلام والفن، انطلاقًا من فهمها العميق لتأثير الصورة والكلمة في تشكيل وعي الشعوب.
من خلال امتلاك شركات إنتاج عملاقة، وشبكات بث عالمية، استطاعت تلك القوى أن تفرض رسائل معينة بشكل ناعم ومتكرر: تمجيد الفردية، تفكيك الأسرة، تشويه الرموز الوطنية، والترويج لثقافة الاستهلاك، وكلها تصب في تقويض مفاهيم الانتماء والهوية الجماعية.
في كثير من الأعمال المنتشرة على نطاق واسع، نلحظ رموزًا ماسونية صريحة، أو رسائل مشفرة تخاطب اللاوعي وتخترق دفاعات العقل.

مشروع الشرق الأوسط الكبير.. تفكيك لا تطوير

أطلق هذا المشروع رسميًا في أوائل الألفينات كخطة لتحديث المجتمعات العربية وفق "نموذج ديمقراطي غربي"، لكنه في جوهره كان محاولة لإضعاف الدول المركزية، وإثارة الفوضى الخلّاقة، وإعادة تشكيل الانتماءات من الوطنية إلى الطائفية والعرقية.
الفن الهابط، والإعلام الموجّه، كانا جزءًا من أدوات تنفيذ هذا المشروع. فبدلًا من دعم الفنون الهادفة التي تعزز روح المقاومة والهوية، جرى تلميع "النجوم" المصطنعين، وتهميش الفنانين الحقيقيين، ومحاصرة الأصوات الحرة.

الانتماء.. الضحية الصامتة

في خضم هذه المنظومة، كان الانتماء أول الضحايا. الانتماء للأسرة، للهوية الثقافية، للوطن. فحين يُسخّف التاريخ، ويُستهزأ بالرموز، وتُشيطن الوطنية، يُصبح الفرد فريسة سهلة لأي مشروع خارجي.
ولذلك فإن مقاومة الفن الهابط ليست معركة ذوق فقط، بل معركة وعي ووجود. مقاومة إعلام التسطيح ليست ترفًا، بل ضرورة للحفاظ على ما تبقى من انتماء وهوية في وجه مشاريع التفتيت.

حين نربط بين الفن الهابط، السيطرة على الإعلام، المشروع السياسي الكبير، والانتماء، نكتشف أننا أمام معركة وعي شاملة. والرد لا يكون بالرفض فقط، بل بصناعة البديل: فن راقٍ، إعلام صادق، مشروع ثقافي نهضوي، يعيد بناء الإنسان المصري و العربي على أسس من الانتماء والكرامة والحرية.

مقالات مشابهة

  • "الصحة العالمية" تدعو إلى تسريع التقدم نحو القضاء على الملاريا
  • منظمة الصحة العالمية تدعو لتكثيف الجهود للقضاء على الملاريا
  • سلمى وقمر وعثمان في الفاتيكان يتصدران جوائز مهرجان أفلام السعودية
  • «مباراة استعراضية» بين مواهب الإمارات ونجوم البرتغال في دبي
  • النائبة حنان سليمان: ذكري تحرير سيناء ستظل محفورة في وجدان الشعب المصري
  • د.نجلاء شمس تكتب: سيناء.. قصة أرض لا تُنسى ولا تُهمَل
  • شاهد بالفيديو.. إبنة الفنانة حنان بلوبلو الحسناء تحتفل بعيد ميلادها بالقاهرة في حضور شقيقها حمادة بشير والسلطانة والست “دنيا”
  • منة شلبي تحتفل بحصولها على جائزة أفضل ممثلة بمهرجان جمعية الفيلم | صورة
  • هند عصام تكتب: الملك بيبي الأول
  • نجاة عبد الرحمن تكتب: من طرف خفي 51