الكوفية.. رمز التضامن مع القضية الفلسطينية الذي أصبح موضوعا للجدل
تاريخ النشر: 15th, December 2023 GMT
أصبح غطاء الرأس الفلسطيني الشهير "الكوفية" بلونيه الأبيض والأسود رمزا للتضامن مع القضية الفلسطينية في العالم كله مع احتدام الحرب بين إسرائيل ومقاتلي حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في غزة. لكنه تحول إلى مشكلة بالنسبة لمن يرتدونه.
ويرى أنصار إسرائيل أن الوشاح ذا المربعات يمثل استفزازا ويعتبر علامة على دعم ما يعتبرونه إرهابا.
ووضع آلاف الأشخاص الكوفية في أثناء احتجاجات ضخمة في بريطانيا وأماكن أخرى في تعبير عن الدعم للفلسطينيين وللمطالبة بوقف إطلاق النار.
لكن نشطاء يقولون إن الشرطة في فرنسا وألمانيا، وهما تقمعان الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين، حذرت أو فرضت غرامات أو احتجزت الأشخاص الذين يضعونها.
ويعتقد رامي العاشق، وهو شاعر من أصول فلسطينية وسورية يعيش في برلين، أنه وجد طريقة للتغلب على هذه المشكلة. فقد رسم وشما على ساعده بشكل الكوفية.
وقال "الكوفية، عم يتم تجريمها ومطالبين الناس إنه تشلحها (تخلعها) ليقدروا يدخلوا لمكان. أنا قررت إنه بدكن تشلحوني ياها أوكي، فيكن تشلحوني ياها بس بدكن تقطعوا إيدي إذا بدكن تشلوحوني ياها. أخدت هاد القرار".
وأضاف لرويترز بينما كانت رسامة الوشم تضع اللمسات الأخيرة على عملها "أنا أحتفل بغضبي وثقافتي التي تتعرض للتجريم. إنه أمر جميل أيضا ويذكرنا بألا ننسى أبدا أن هذا العدد الكبير من الأشخاص الذين قتلوا".
لكن صحيفة زود دويتشه تسايتونج الألمانية وصفت الكوفية بأنها "قماش المشكلة"، واقترحت على المتظاهرين الألمان المؤيدين للفلسطينيين ارتداء الزي النازي بدلا من ذلك.
ويقول أنصار إسرائيل إن هذا يظهر تجاهلا إزاء 1200 إسرائيلي قتلوا في الهجوم الذي شنه مقاتلو حماس عبر الحدود في السابع من أكتوبر والذي أثار الهجوم الإسرائيلي على غزة.
ويشير مؤيدو الفلسطينيين إلى مقتل أكثر من 18 ألف شخص في الهجوم واستمرار احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية.
وفي هذه الأجواء المشحونة، وقعت أعمال عنف. ففي فيرمونت بالولايات المتحدة في الشهر الماضي، تم إطلاق النار على ثلاثة طلاب جامعيين من أصل فلسطيني، كان اثنان منهم يرتديان الكوفية، مما أدى إلى إصابة أحدهم بالشلل.
* رمز الثورة
ظلت الكوفية لزمن طويل رمزا للقومية الفلسطينية، التي جسدها زعيم منظمة التحرير الفلسطينية الراحل ياسر عرفات، الذي نادرا ما تم تصويره بدونها. وكان يطويها بطريقة تصور شكل فلسطين التاريخية.
وقالت مؤرخة التصاميم آنو لينجالا لرويترز إن القماش اكتسب أهمية سياسية لأول مرة مع الثورة التي استمرت بين عامي 1936 و1939 ضد الحكم البريطاني عندما غطى مقاتلون ريفيون وجوههم به. وأضافت أنه كان يظهر "مقاومة موحدة".
وجاء النمط الأبيض والأسود في الخمسينيات، عندما خصصه القائد البريطاني الجنرال جون جلوب للجنود الفلسطينيين في الفيلق العربي لتمييزهم عن الجنود الأردنيين ذوي اللونين الأحمر والأبيض، حسبما ورد في كتاب " ذكريات الثورة" للمؤرخ الأمريكي تيد سويدنبيرج.
وارتداها في وقت لاحق مقاتلون فلسطينيون، مثل ليلى خالد، التي اختطفت طائرة أميركية من طراز تي.دبليو.إيه في عام 1969. وكان زعيم جنوب أفريقيا المناهض للفصل العنصري نيلسون مانديلا، الذي كان مؤتمره الوطني الأفريقي مقربا من منظمة التحرير الفلسطينية، يرتدي الكوفية في بعض الأحيان.
ومع حظر رفع العلم الفلسطيني في الضفة الغربية وغزة التي تحتلها إسرائيل بين عامي 1967 و1993، أصبحت الكوفية رمزا للنضال من أجل إقامة دولة فلسطينية.
وقال الشاعر رامي العاشق إن "ما كان يستخدم لتغطية هوية المتمردين المناهضين للاستعمار البريطاني أصبح الآن رمزا لإظهار هذه الهوية".
* زيادة الطلب على الكوفية
منذ بداية الغزو الإسرائيلي لغزة، زادت طلبات شراء الكوفية عبر الإنترنت على الموقع الإلكتروني لمصنع الحرباوي، وهو آخر مصنع للكوفية في الأراضي الفلسطينية.
وقال نائل القسيس، شريك الشركة في أوروبا، لرويترز، إن القدرة الإنتاجية الشهرية البالغة 5000 كوفية، تعني أن الوفاء بالطلبات المتراكمة للأشخاص البالغ عددهم 150 ألفا الذين أبدوا اهتماما بالكوفية سيستغرق سنوات.
وقال لؤي حياتلة، البائع في أحد متاجر الزينات الشرقية في برلين، إن حرب غزة أدت إلى زيادة الطلب بنسبة 200 بالمئة.
وقال حياتلة الذي لفت متجره انتباه الشرطة بسبب العلم الفلسطيني الذي علقه فوق نافذة المتجر "تعين علينا أن نحصل على شحنتين جويتين من سوريا".
المصدر: الموقع بوست
إقرأ أيضاً:
أبو العينين: الرئيس السيسي و100 مليون مصرى ضد تصفية القضية الفلسطينية
أكد النائب محمد أبو العينين، وكيل مجلس النواب والرئيس الشرفي للجمعية البرلمانية للبحر المتوسط ، أن الأزمة الفلسطينية الإسرائيلية تشبه الحريق الذي يحيط بمصر، معبرًا عن استنكاره الشديد لمحاولات تهجير الفلسطينيين إلى سيناء.
فخور ببلده.. أحمد موسى يشيد بكلمة أبو العينين بمؤتمر المجلس الوطني للعلاقات الأمريكية العربية أبو العينين: الرئيس السيسي وترامب سيعملان على إنهاء الحرب وإحلال السلام بالمنطقة
وأوضح أبو العينين في كلمته خلال المؤتمر السنوى للمجلس الوطني للعلاقات العربية الأمريكية في واشنطن والتي أذاعها الإعلامي أحمد موسى في برنامجه “ على مسئوليتي ” المذاع على قناة “ صدى البلد”،، قائلًا: «رسالتنا ورسالة 100 مليون مصري، من الرئيس السيسي إلى البرلمان، هي رسالة واحدة وواضحة: نحن مستعدون لحماية منطقتنا وأرضنا بكل ما نملك من روح ودماء، ونرفض تمامًا جميع محاولات التهجير».
وأشار النائب أبو العينين إلى أن محاولة إنهاء أو تصفية القضية الفلسطينية لن تتحقق، مؤكدًا أن الفلسطينيين يمتلكون حقوقًا مشروعة لا يمكن تجاهلها، وأن شعوب الدول العربية تساندهم في نضالهم من أجل هذه الحقوق.
وأضاف: «لقد دفع الفلسطينيون ثمنًا باهظًا في هذه الحرب، حيث فقدنا أكثر من 120 ألف شهيد، وهذه القضية قضية حق ولا بد من فهمها جيدًا».
وتابع وكيل النواب أن مصر تكبدت خسائر مالية ضخمة جراء هذه الحرب، حيث فقدت مليارات من الجنيهات وتأثرت عملية التنمية المستدامة، لكننا فى مصر نفخر باتفاقية السلام (كامب ديفيد) التي أُبرمت في عام 1979، ونؤكد على احترام مصر دائمًا لكافة التزاماتها الدولية.
وأردف أبو العينين: «عندما تتساقط الصواريخ في كل الاتجاهات، نلاحظ الدمار الذي لحق بفلسطين ولبنان، لكن في حال امتدت الحرب لتشمل المنطقة كلها، من سيدفع الثمن؟ أعتقد أن الولايات المتحدة ستدفع من أموال دافعي الضرائب، ومن المهم إعادة توجيه هذه الأموال إلى الداخل بدلًا من دفعها في صراعات خارجية».
وفيما يتعلق بالعلاقات الاقتصادية، أشار النائب أبو العينين إلى أن الولايات المتحدة تشهد تقدمًا ملحوظًا في مجال التكنولوجيا، موضحًا أنه حان الوقت لكي تدرك أهمية منطقة الشرق الأوسط بالنسبة لها.
وأضاف: «مصر اليوم تدعو كل الأمريكيين والمستثمرين في العالم لزيارتها لرؤية حضارتنا الحديثة، حيث نبني مستقبلًا واعدًا مع ضمان كامل لجميع الاستثمارات».
كما نوه إلى أن مصر تستثمر في مشاريع ضخمة، مثل المشروع المشترك مع الإمارات بقيمة 150 مليار دولار، بالإضافة إلى استثمارات أخرى من الاتحاد الأوروبي وروسيا.
وقال أبو العينين: «ندعو أمريكا للمشاركة في إنشاء مناطق صناعية في مصر، كما أن جامعة القاهرة تشهد توسعات كبيرة، وارتفع عدد الجامعات في مصر من 50 إلى 120 جامعة في العقد الأخير، مما يعكس التقدم التكنولوجي والاستقرار الأمني الذي تتمتع به البلاد».