لبنان ٢٤:
2024-12-28@17:40:53 GMT

إنها معركة رئاسة الجمهورية

تاريخ النشر: 15th, December 2023 GMT

إنها معركة رئاسة الجمهورية

من تسنّى له أن يستمع إلى رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل يتحدّث عن قائد الجيش العماد جوزاف عون بهذه الطريقة لم يستغرب ما سمعه، خصوصًا أنه أوحى للسامعين بكلام لا يرقى إلى الحدّ الأدنى من المستوى الأخلاقي، الذي كان سائدًا في زمن الكبار حتى في عزّ الخصومة وشراسة الحرب، إلاّ إذا كان "القائد قاتلو بيّو".

ولكن حقيقة الأمور ليست كما حاول رئيس ثاني أكبر تكتل نيابي، حتى أن عددًا من المقربين منه لاموه على كلامه، الذي تناول فيه بالشخصي قائد المؤسسة الوحيدة الباقية واقفة على رجليها على رغم كل الظروف الاقتصادية الصعبة، التي مرّت بها ولا تزال.  
وبغض النظر عن كلام باسيل عن "قلة الوفاء"، من دون أن نفهم إذا ما كانت هذه "القّلة" هي لأن العماد عون رفض أن يكون مطواعًا، أم هي لأنه لم يكن وفيًا لقسمه العسكري، فإن ما تكّشف لكثيرين ممن يعرفون ما وراء الأكمة من أسرار قد تغيب تفاصيلها لدى البعض هو أن قائد الجيش هو العقدة الحقيقية والوحيدة لمن لم يقتنع بعد أن أبواب بعبدا لن تفتح أمامه، حتى لو "طبّقت السما على الأرض". القصة إذًا ليست قصة "تمديد لشخص قائد الجيش". ولو كانت كذلك لكان في استطاعته بما لديه من ثقل نيابي ومن "مونة" على بعض الحلفاء أن يقاطع الجلسة وأن يذهب إلى المجلس الدستوري ليطعن به طالما يرى هذا التمديد مخالفًا للقوانين والدستور. هذا من حقّه ومن حقّ كل نائب حتى ولو لم يكن يترأس كتلة نيابية بحجم كتلة "لبنان القوي".   
فحجج جبران لم تقلِ عجّة التعطيل هذه المرّة، ولم تقنع الذين يعرفون أن هذا التمديد تمليه اليوم ظروف قاهرة وغير استثنائية وليس كما التمديدات الأخرى، والتي كان فيها النائب باسيل مشاركًا في السلطة يوم مُدّد لحاكم مصرف لبنان رياض سلامة، ولم نسمع يومها كلامًا كالذي سمعناه أول من أمس في حق ضابط يشهد له جميع الذين يعرفونه أنه من بين الضباط المشهود لهم وفاؤهم لقسمهم العسكري.   
فالقصّة ليست قصة تمديد، بل هي قصّة مزيد من القلق لدى باسيل مما هو آتٍ.  وما هو آتٍ له علاقة بالاستحقاق الرئاسي وليس بأي شيء آخر. وإذا كان لا بدّ من طرح سؤال على رئيس "التيار" في هذا الوقت الحرج فلا يوجد لدى اللبنانيين سوى سؤال واحد لا غير: لماذا هذا الإصرار على عدم التمديد للعماد عون، وما هي الأسباب التي تستدعي كل هذا "الاستنفار"، ولماذا هذا الكمّ من الحقد الشخصي على قائد يلقى كل هذا الاحترام من قِبل الكثيرين من اللبنانيين، الذين يعتبرون أن الوقت ليس لتصفية الحسابات الشخصية. فالوطن بخطر داهم، وهو يعيش أشدّ أيامه قلقًا على المصير، فيما تبقى العيون شاخصة على المؤسسة العسكرية، وعلى ما يمكن أن يكون عليه دورها مستقبلًا للحفاظ على أمنهم واستقرارهم وحمايتهم من أي عدوان أو اعتداء.  
ولأن الشيء بالشيء يذكر فإن أغلبية اللبنانيين، وبالأخص المسيحيين منهم، باتوا مقتنعين بما يكرّره الرئيس نبيه بري، حين يقول إن أصل المشكلة، وقصده المشكلة الرئاسية وما يتفرّع عنها من مشاكل أخرى، تكمن في الخلاف المسيحي – المسيحي، أو بالأحرى الخلاف الماروني – الماروني. وهذا ما تشهده هذه الأيام، إذ بلغت الحملات المتبادلة بين باسيل والدكتور سمير جعجع حدّا غير مسبوق يعكس مدى المأزق السياسي الذي وصلت إليه القوى المسيحية.  
فالتمديد أو تأجيل التسريح للعماد عون حاصل، سواء أكان في مجلس النواب أو عبر الحكومة بغض النظر عن الكلام غير المستند إلى حقائق دستورية بالنسبة إلى إمكانية الطعن بهذا القرار في المجلس الدستوري، باعتبار أن المصلحة الوطنية ووحدة المؤسسة العسكرية هما فوق أي اعتبار آخر. وقد قال وليد جنبلاط كلامًا حقًّا في هذا المجال عندما وصف هذه المحاولات بـ "المزحة السمجة".   المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

خرق جديد.. جيش الاحتلال يتوغل في القنطرة وعدشيت القصير ووادي الحجير

أكدت القيادة العامة لقوات الجيش اللبناني أن قوات الاحتلال تماديها في خرق اتفاق وقف إطلاق النار والاعتداء على سيادة لبنان.

وقالت القيادة إن قوات تابعة للعدو الإسرائيلي اليوم، الخميس، توغلت في عدة نقاط في مناطق القنطرة وعدشيت القصير و وادي الحجير جنوب لبنان.

فيما عزز الجيش اللبناني انتشاره في هذه المناطق فيما تتابع القيادة الوضع بالتنسيق مع اليونيفيل واللجنة الخماسية.

وذكرت تقارير إعلامية لبنانية أن قائد الجيش اللبناني العماد جوزاف عون غادر لبنان إلى السعودية، تلبية لدعوة من نظيره السعودي رئيس هيئة الأركان العامة الفريق الأول الركن فياض بن حامد الرويلي.

وبحسب المصادر ذاتها، من المقرر ان يتناول البحث التعاون بين جيشَي البلدين وسبل دعم المؤسسة العسكرية، خاصة في ظل التحدّيات التي تواجهها حاليًّا لتنفيذ مهمّاتها حفاظًا على أمن لبنان واستقراره.

وفي وقت سابق، زار رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي القطاع الشرقي في جنوب لبنان، حيث تعد الزيارة الأولى من نوعها.

وبدأ ميقاتي زيارته بلقاء قائد الجيش اللبناني في بلدة جديدة مرجعيون، التي شهدت في الفترة الأخيرة عدوانًا مكثفًا من قبل الاحتلال الإسرائيلي.

وهدفت زيارة نجيب ميقاتي للتأكيد على دعم المواطنين في الجنوب وتعزيز دعم الجيش اللبناني لتنفيذ مهمته في الانتشار الكامل في جنوب نهر الليطاني.

وبعد ذلك، توجه ميقاتي إلى مقر القيادة الشرقية لقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان في بلدة إبل السقي، حيث التقى قائد الكتيبة الإسبانية التي تتولى قيادة القطاع الشرقي، وتحدث عن أهمية دعمها لتنفيذ الأهداف التي يسعى لبنان لتحقيقها في الفترة المقبلة.

وتتمثل الأهداف اللبنانية في التطبيق الكامل لقرار 1701، الذي يتضمن وقف إطلاق النار بشكل دائم وضرورة انسحاب إسرائيل من الأراضي اللبنانية المحتلة.

مقالات مشابهة

  • قائد الجيش في السعودية: الرئاسة ومرحلة ما بعد وقف النار
  • إعلام إسرائيلي: مقتل رائد في الجيش وإصابة قائد دبابة خلال معركة شمال قطاع غزة
  • وزير الدفاع السعودي يلتقي قائد الجيش اللبناني
  • معركةُ الوعي
  • قائد الجيش اللبناني في السعودية.. ما وراء الزيارة
  • وزير الدفاع السعودي التقى قائد الجيش.. هذا ما تم بحثه
  • رئاسة الجمهورية تعزي في وفاة الصحفي “الطاهر بوجمعة”
  • قائد الثورة: العدو الإسرائيلي يحاول أن يصنع له نصرا في لبنان بعد فشله في القضاء على حزب الله
  • خرق جديد.. جيش الاحتلال يتوغل في القنطرة وعدشيت القصير ووادي الحجير
  • قائد الجيش اللبناني يزور السعودية لبحث سبل دعم المؤسسة العسكرية