قال محلل عسكري غربي إن هجمات جماعة الحوثي المتصاعدة على دولة الاحتلال الإسرائيلي يكشف عن امتلاكها صاروخ جديد طويل المدى.

 

وأضاف المحلل "رالف سافيلسبيرج" في تحليل نشرته منصة "بريكينج ديفينس" وترجمه للعربية "الموقع بوست" إنه مع استمرار الصراع في غزة لشهره الثالث، تحاول الولايات المتحدة وشركاؤها في المنطقة جاهدين منع الصراع من الانتشار خارج إسرائيل، وفقا للمحلل العسكري

 

ويضيف الكاتب في تحليل على أن مما يزيد سوءا هو وجود جماعات أخرى في المنطقة تدعمها إيران، بمن فيهم الحو_ثيون في اليمن، الذين تقول الولايات المتحدة إنهم يضايقون السفن التجارية في البحر الأحمر ويحاولون كما يبدو استهداف إسرائيل.

 

ويتابع رالف في المقال التحليلي الذي ترجمه "الموقع بوست" أنه ولكي يتحقق ذلك الاستهداف، كان يتعين على الجماعة المسلحة تحقيق اختراق استراتيجي.

 

وخلال الأسابيع الأخيرة، بحسب رالف الخبير في أكاديمية الدفاع الهولندية، أعلنت إسرائيل أن نظامها الدفاعي الصاروخي "آرو" تمكن من اعتراض صواريخ باليستية فوق البحر الأحمر في ثلاث مناسبات، فيما نسبت هذه الهجمات إلى الحوثيين الذين يسيطرون على جزء كبير من شمال اليمن. ومع ذلك، فإن المسافة من أراضي الجماعة إلى إسرائيل تتجاوز أداء صاروخ بركان 3، الذي كان سابقا الصاروخ الباليستي الأطول مدى بالنسبة لها.

 

ويتساءل رالف، كيف يمكن للحوثيين الوصول إلى إسرائيل؟ ففي سبتمبر الماضي، عرضت الجماعة صاروخا جديدا بحجم أكبر خلال عرض عسكري لها في صنعاء. إنه المرشح الأكثر وضوحا، لكن هل نطاقه كافٍ؟ قد تكمن الإجابات في إيران.

 

وتشير نظرة فاحصة لأبعاد الصاروخ ومواصفاته إلى أنه مطابق عمليا للصاروخ الإيراني قدر-إف، الذي تدعي طهران أن مداه يصل 1950 كيلومتر. وتظهر نتائج المحاكاة الحاسوبية وتحليل فيديو الإطلاق أن هذا الادعاء معقول وأنه في حال تم إطلاق مثل هذا الصاروخ من شمال اليمن، فإنه بالإمكان أن يصل إلى جميع أنحاء إسرائيل.

 

وهذا هو بالضبط نوع الصاروخ الذي جرى تصميم نظام آرو لمواجهته، لكن الهجمات تظهر أن الحوثيين ما زالوا يوسعون ترسانتهم من الصواريخ الباليستية، على الرغم من حظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة.

 

السهام أصابت أهدافها

 

يشير المحلل إلى أنه في أكتوبر الماضي، عقب أيام قليلة من هجوم حماس على إسرائيل، أعلن عبد الملك الحوثي، الزعيم الحالي لجماعة الحوثيين، دعمه لـ "الجهاد المقدس ضد العدو الصهيوني" وهدد بالمشاركة في الهجمات الصاروخية في حال تدخلت الولايات المتحدة في الصراع. وفي وقت لاحق، في 31 أكتوبر، أعلن الدفاع الإسرائيلي أن صاروخا من طراز أرو 2 تمكن من اعتراض صاروخ باليستي فوق البحر الأحمر. وفي 9 نوفمبر، أعقب ذلك إعلان آخر عن اعتراض ناجح لصاروخ باليستي، مما يمثل أول ظهور قتالي للصاروخ الاعتراضي الإسرائيلي أرو 3 خارج الغلاف الجوي. يذكر أنه حدث اعتراض آخر كذلك في 6 من ديسمبر الجاري.

 

وأفاد "في كل من الحالات الثلاث، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن الهدف المقصود للصواريخ كان مدينة إيلات، جنوب إسرائيل، وأن اليمن الذي يسيطر عليه الحوثيون كان مصدرها المحتمل، بينما في كل الحالات أعلن الحوثيون مسؤوليتهم".

 

ولفت إلى أن جماعة الحوثي سيطرت على أجزاء كبيرة من اليمن خلال الحرب الأهلية المستعرة هناك منذ عام 2014، بما في ذلك العاصمة صنعاء. ومنذ التدخل الذي قادته السعودية في الحرب عام 2015، قاموا على نحو منتظم بإطلاق الصواريخ الباليستية على المملكة.

 

وقال "مع ذلك، وحتى وقت قريب إلى حد ما، كان صاروخهم الباليستي الأطول مدى هو بركان 3، المعروف أيضا باسم ذو الفقار، وهو عبارة عن تطوير لصاروخ سكود السوفييتي، الذي يصل مداه إلى أكثر من 1200 كيلومتر. وقد اتهمت الولايات المتحدة وفريق خبراء الأمم المتحدة المعني باليمن إيران بتزويد الحوثيين بمثل هذه الصواريخ، في انتهاك لحظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة، حيث يتم تهريب أجزاء الصواريخ إلى البلاد وإعادة تجميعها محليا. (فيما مضى، أنكرت إيران وكذلك الحوثيون المزاعم القائلة بأن طهران تزود الجماعة بالأسلحة)".

 

وأكد أن المدى المتزايد للحوثيين ساعد بمهاجمة الدمام على ساحل الخليج العربي السعودي في مارس 2021. فضلا عن ذلك، وفي يناير 2022، قاموا كذلك بإطلاق صاروخ على الإمارات، والذي اعترضه نظام الدفاع الصاروخي الأمريكي ثاد في أول استخدام قتالي له. ومع ذلك، فإن إيلات في إسرائيل تبعد حوالي 1700 كيلومتر عن اليمن، وهو ما يتجاوز بكثير المدى الأقصى لصاروخ بركان 3.

 

وأوضح أن نوع الصاروخ الذي من المرجح أن يستخدم في هذه الهجمات هو صاروخ جديد أكبر تم عرضه في صنعاء في سبتمبر الماضي، حيث تشير التسميات إلى أن اسمها طوفان، ويعني الفيضان أو العاصفة.

 

يضيف المحلل الغربي حسب ما ورد في مكان آخر، فالصاروخ يشبه تلك الإيرانية المسماة "قدر". إن إلقاء نظرة تفصيلية على طوفان والإصدارات المختلفة من قدر يسمح بتحديد النوع المعين. وتعد متغيرات قدر مشتقة من الصاروخ الإيراني شهاب 3 (نيزك)، وهو قريب من الصاروخ الكوري الشمالي نودونغ. في الأصل، هذا على الأرجح هو تصميم سوفيتي يتعلق بصواريخ سكود، وإن كان أكبر بكثير. ويبلغ قطر جسم الصاروخ 1.25 متر، في حين يبلغ قطر صواريخ سكود فقط 0.88 متر. مذلك المحرك يشبه أيضا محرك سكود، لكنه كذلك أكبر حجما، فيما يختلف موضع حوامل دعامات المحرك الموجودة في غرفة الاحتراق الخاصة به. كما عرض الحوثيون محرك الصاروخ طوفان خلال العرض في صنعاء، والذي يبدو مطابقا لمحرك شهاب 3.

 

أداء الصاروخ طوفان

 

ويواصل رالف القول إن أسهل طريقة لزيادة مدى صاروخ باليستي، مدعوم بنوع معين من محركات الصواريخ التي تعمل بالوقود السائل، هي زيادة الجزء من كتلة الإقلاع التي يستهلكها الوقود الدافع. ثمة طرق مختلفة للقيام بذلك تتمثل في تقليل كتلة الرأس الحربي، أو زيادة حجم خزانات الوقود، أو تقليل كتلة الصاروخ الفارغ- على سبيل المثال باستخدام مادة أخف أو عن طريق تقليل كتلة نظام التحكم في طيران الصاروخ. ومن المرجح أن النطاق المتزايد لصاروخ بركان 3، مقارنة بصواريخ سكود، يرجع إلى كل هذه التغييرات. ويحتوي بركان 3 كذلك على زعانف تثبيت أصغر حجما تقلل من السحب الديناميكي الهوائي.

 

وذكر أن مدى إصدارات صاروخ قدر مذلك قد زاد، وذلك بسبب تغييرات مماثلة في تصميم شهاب 3. وعرضت إيران صاروخا يحمل اسم "قدر 1" من خلال طهران في العام 2009. وكان هذا الصاروخ يحتوي على ما يسمى بمركبة إعادة الدخول تريكونيك أصغر حجما، ونظام أصغر للتوجيه والتحكم في الطيران في حجرة أصغر. وخلال عروض لاحقة، قامت إيران بعرض نسخا معدلة على نطاق أوسع، تحمل اسم قدر-إف وقدر-إتش، وكلاهما أكثر طولا من قدر 1 وبزعانف تثبيت أصغر.

 

وقال "لم تكن تسمياتها متسقة دائما، لكن الزيادة في طول إحداها بدا إلى حد كبير نظرا لخزانات الوقود الأطول. ويمكن رؤية ذلك بسهولة من خلال قنوات الكابلات الطويلة التي تمتد بجانب الخزانات إلى الجزء العلوي من جسم الصاروخ الأسطواني. وتدعي إيران بمدى أقصى يبلغ 1750 كيلومترا و1950 كيلومترا لصواريخ قدر-إتش وقدر-ف، على التوالي. وبما أن النسخة التي تحتوي على أطول خزانات سيكون لها مدى أطول، فمن المرجح أن يكون هذا هو قدر-إف.

 

وزاد "يشترك صاروخ طوفان في الزعانف الصغيرة ومجاري المياه الطويلة، وتبين المقارنة بين طوفان وقدر-ف أن نسبهما متطابقة عمليا".

 

وأفاد أن ثمة روابط بين برنامج الصواريخ الباليستية الإيراني وكوريا الشمالية. ويمتلك الكوريون الشماليون نسخة نودونج مشابهة لصاروخ قدر-1، مع قسم توجيه قصير ورأس حربي ثلاثي الأطوار. وعلاوة على ذلك، فإن نسخة نودونج التي تم إطلاقها في ديسمبر من العام الماضي، بزعم اختبار التكنولوجيا الخاصة بإطلاق قمر التجسس الصناعي الأخير، تحتوي على زعانف تثبيت أصغر. ومع ذلك، لا يوجد نوع معروف من طراز نودونج في كوريا الشمالية يتمتع بكل هذه الميزات. ومن الواضح أن صاروخ "طوفان" هو بالفعل صاروخ "قدر-إف"- لذا ففي حال صحت ادعاءات إيران، فيجب أن يكون قادرا على الطيران لمسافة 1950 كيلومترا.

 

بطبيعة الحال، يقول رالف يمكن للإيرانيين تضخيم أداء تلك الصواريخ. وباستخدام المحاكاة الحاسوبية لمسارات الصواريخ، يمكننا التحقق من أن هذا الأمر معقول. وعرضت إيران، خلال معرض في طهران، ملصقا يحمل عدة مواصفات، من بينها مدى الإقلاع 1950 كيلومترا، وكتلة الإقلاع 17250 كيلوغراما، مع رأس حربي يزن 650 كيلوغراما. إن قوة دفع محرك صاورخ شهاب-3 معروفة من المصادر المفتوحة، وكذلك مقدار الوقود الدافع الذي يحرقه في الثانية.

 

وأردف "تُظهر عمليات المحاكاة المتعددة لكتلة الدفع والإقلاع هذه، ولكن مع كتل دافعة أولية مختلفة وأوقات الاحتراق المرتبطة بها، أن مدى يبلغ 1950 كيلومترا يتطلب كتلة دافعة تبلغ 14.8 طنا. وتُظهر صورة صاروخ "قدر-إف"، التي تم التقاطها خلال العرض العسكري، مكان اتصال حواجز خزانات الوقود بالجلد الخارجي للصاروخ، بحيث يمكن تقدير حجمها. وبناءً على ذلك، فإن خزانات الوقود الدافعة للصاروخ كبيرة بما يكفي، مع وجود مساحة صغيرة متبقية".

 

كما أكد أن احتواء 14.8 طنا من الوقود الدافع في صاروخ يبلغ وزنه 17250 كيلوغراما يتطلب هيكلا صاروخيا خفيفا. وتبلغ كتلة المعزز المحاكى عند الاحتراق 10.8 بالمائة من كتلة إقلاع المعزز. وهذا أصغر من صاروخ بركان-3، مما يشير إلى أن صاروخ قدر أخف وزنا نسبيا، لكنه يمكن مقارنته بالصواريخ الأكثر تقدما التي تعمل بالوقود السائل. لذلك، فإن المدى المزعوم البالغ 1950 كيلومترا يكون معقولا إذا كان الصاروخ يمتلك بالفعل كتلة إقلاع تبلغ 17250 كيلوجراما، ولو كان أثقل لكان نطاقه أقل، حيث يمكن التحقق من كتلة الإقلاع باستخدام فيديو الإطلاق. وأثناء أحد التدريبات، تم تصوير صاروخ "قدر" (مع مسار كابلات طويل)، يتم إطلاقه من مكان غير معلوم وسط إيران. ومن خلال معدل الإطارات المعروف والطول المعروف للصاروخ، يمكننا قياس الارتفاع الذي وصل إليه، بالنسبة إلى ارتفاع إطلاقه، كدالة للوقت.

 

واستدرك "في حال كانت كتلة الإقلاع تبلغ 17250 كيلوغراما، فيجب أن تتطابق القياسات مع نتائج المحاكاة. وفي حال كانت أثقل، فسوف تحظى بارتفاع أقل سرعة. إن موقع الإطلاق الدقيق غير معروف، والعامل المعقد هو أنه على ارتفاع أعلى، لذا يكون للصاروخ قوة دفع أكبر. وبما أن متوسط ​​ارتفاع وسط إيران يبلغ حوالي 900 متر، فقد بدأت المحاكاة على نفس هذا الارتفاع. وتتفق النتيجة تماما ربما مع القياسات، لذا فإن كتلة الإقلاع البالغة 17250 كيلوجراما معقولة كذلك".

 

وقال "ومن اليمن، يجب أن يكون مثل هذا الصاروخ قادرا على الوصول إلى أبعد من إيلات. ولتحقيق أقصى قدر من التغطية لإسرائيل، يمكن للحوثيين إطلاق صواريخهم من الجزء الشمالي الغربي من أراضيهم، بالقرب من الحدود السعودية، حيث أطلق الحوثيون في الماضي صواريخ سكود من تلك المنطقة. ووفقا للأمم المتحدة، في مايو 2017، أطلقت الجماعة صاروخ سكود من حقل بالقرب من ضحيان، على سبيل المثال. وتتميز التضاريس هناك بارتفاع عالٍ، مما يزيد من قوة دفع الصاروخ، بالإضافة إلى تقليل السحب الديناميكي الهوائي، مما يزيد من المدى. ومع ذلك، فإن المسارات نحو إسرائيل تشير إلى الغرب قليلا، بحيث يؤدي دوران الأرض إلى تقليل النطاق. وتظهر نتائج المحاكاة التي تشمل جميع التأثيرات ذات الصلة أنه من ضحيان، ستكون إسرائيل بأكملها ضمن النطاق".

 

واستطرد "وقد ادعت إسرائيل أنها نجحت في اعتراض الصواريخ الثلاثة، وأن دفاعاتها الصاروخية مصممة لمواجهة هذا النوع من التهديد. ومع ذلك، فإن هذه الهجمات تظهر المدى المتزايد لترسانة الحوثيين من الصواريخ الباليستية".

 

وخلص رالف في تحليله إلى أنه "من المعلوم أنه ليس لديهم القاعدة الصناعية لبناء هذه الصواريخ بأنفسهم، لذا على الرغم من حظر الأسلحة، فإن مثل هذه الصواريخ الأكبر حجما وذات القدرة المتزايدة لا تزال تجد طريقها إلى اليمن، على الأرجح من إيران. علاوة على ذلك، على الرغم من أن اليمن قبل الحرب كان يمتلك صواريخ سكود، يبدو من المحتمل أنهم لا يستطيعون تشغيل صواريخ طوفان الأحدث إلا بالتدريب والمساعدة الإيرانية".

 

* يمكن الرجوع للمادة الأصل : هنا

 

*ترجمة خاصة بالموقع بوست


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: اليمن اسرائيل الحوثي صواريخ الملاحة الدولية الصواریخ البالیستیة الولایات المتحدة صاروخ برکان 3 من خلال ومع ذلک فی حال إلى أن مع ذلک

إقرأ أيضاً:

ردّا على حصارهم البحري للاحتلال.. هكذا تحرّض إسرائيل على استهداف الحوثيين

بعد الضربات الإسرائيلية والأمريكية الأخيرة لمواقع الحوثيين في اليمن، لا يخفي الاحتلال أنه أمام عدو من نوع مختلف، بزعم أنه ليس لديهم، وهم المشبعون بالدوافع الأيديولوجية، ما يخسرونه، ومستمرون في إطلاق الصواريخ على الأهداف الاسرائيلية، ما يحفزهم بعد كل ضربة للاستمرار في استهداف الاحتلال.

وفي مقال نشره موقع "ويللا" العبري، وترجمته "عربي21"، زعم الباحث المشارك في برنامج إيران بمعهد دراسات الأمن القومي ورئيس سابق لفرع إيران في قسم أبحاث جهاز الاستخبارات العسكرية- أمان، دينيس سيترينوفيتش، أنه: "بقي الحوثيون يقودون "محور المقاومة" ضد الاحتلال بدافع شعورهم بالمهمة الأيديولوجية".

وأوضح سيترينوفيتش، "بعد وقف إطلاق النار في لبنان، والأضرار الجسيمة التي لحقت بتشكيلات حزب الله، وفي ظل تردد القيادة الإيرانية بشأن الانتقام من الهجوم الإسرائيلي، بقي الحوثيون يقودون -محور المقاومة- ضد الاحتلال بدافع شعورهم بالمهمة الأيديولوجية، وواصلوا إطلاق الطائرات بدون طيار والصواريخ باتجاه، وتجاه السفن المختلفة في مضيق باب المندب".

وأضاف: "الحوثيين يواصلون التهديد بأنهم لن يوقفوا عملياتهم حتى تقف الحرب على غزة، حيث يرون في هجماتهم وسيلة لوضع أنفسهم ضمن محور المقاومة كعامل إقليمي لا يمكن تجاهله، ورغم أن الهجوم الإسرائيلي عليهم ألحق أضرارا بإمدادات الكهرباء في صنعاء".

"وربّما أدى إلى شلّ ميناء الحديدة لفترة زمنية غير معروفة، فمن المشكوك فيه جدا أن الحوثيين سيوقفون الهجمات ضد إسرائيل نظرا لعوامل عديدة" بحسب سيترينوفيتش.


وزعم أن: "الحوثيين ليس لديهم ما يخسرونه، والمفارقة أن الهجمات الإسرائيلية عليهم تؤدي لتعزيزهم وتصميمهم، مما يعني أن الضربات العملياتية لسلاح الجو الإسرائيلي لا تترجم فعلياً لإنجاز استراتيجي يتمثل بوقف الصواريخ من اليمن، ولا تسفر عن إعادة فتح الممرات الملاحية في باب المندب".

واسترسل: "ما يستدعي من الاحتلال التفكير في استراتيجية مختلفة أهمها التعاون مع التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ودول المنطقة بهدف تنفيذ حملة مستمرة تلحق أضرارا جسيمة بقدرة الحوثيين".

إلى ذلك، أبرز أن: "إيران هي مورّد أسلحة مهم للحوثيين، لكن الغريب أن تأثيرها على عملية صنع القرار لديهم محدود للغاية، ولذلك من المشكوك فيه للغاية ما إذا كان مهاجمة إيران سيغير نمط عملياتهم في البحر الأحمر".

وأردف: "في نهاية المطاف، حتى لو توقفت حرب غزة، فمن المشكوك أن يوقفون هجماتهم بشكل كامل تجاه إسرائيل أو مضيق باب المندب، بل قد يجدوا مختلف الذرائع لمواصلة ابتزاز المجتمع الدولي ودول المنطقة".

وختم بالقول: "بالنظر للمستقبل، لن يكون هناك خيار سوى العمل على إسقاط الحوثيين، ومثل هذه الخطوة ستكون بمثابة ضربة قوية أخرى لمحور المقاومة، وتزيد الضغط على إيران، صحيح أن هذا ليس حدثاً بسيطاً، لكن هناك قدراً كبيراً من الشك إذا كان هناك خيار آخر لتأمين الممرات الملاحية في البحر الأحمر، ووقف الصواريخ تجاه إسرائيل، حتى لو عادت وهاجمت مواقعهم للبنية التحتية في المستقبل أيضاً".


من جهته، أكّد الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات العسكرية- أمان، تامير هايمان، أنّ: "الضربات الجوية الإسرائيلية لن تهزم الحوثيين، ولذلك فقد حان الوقت لاستخدام ذراع أكثر ملاءمة ضدهم، لأنه منذ اللحظة التي فرضوا فيها حصاراً بحرياً على إسرائيل، أعلنوا الحرب عليها، لكن من الواضح أنها لم تعلن بعد الحرب عليهم، زاعما أنه حان وقت الاغتيالات في صفوفهم".

وأضاف هايمان، في مقال نشرته "القناة 12" العبرية، وترجمته "عربي21" أنّ: "الهجوم الإسرائيلي في اليمن رد مناسب على الحوثيين، لكنه ليس كافيا لتغيير الواقع في أقرب وقت، خاصة عقب إعلانهم حصارا بحريا ضد الاحتلال، مع أنه من المناسب رفعه بأسرع وقت ممكن من خلال قدرات الجيش".

"مع التركيز على سلاح البحرية، ولكن بسبب العبء الثقيل على المؤسسة الأمنية والعسكرية للاحتلال، والرغبة بإعطاء فرصة للتحالف الدولي للتحرك ضد الحوثيين، امتنع الاحتلال عن الردّ عليهم لعدة أشهر" بحسب هايمان.

وأوضح أنّ: "الاحتلال في الشهور الأخيرة هاجم الحوثيين مرتين، تركزت بتدمير بناهم التحتية للطاقة والتجارة، فيما تقتصر ضربات التحالف الدولي الواسع على قدراتهم العسكرية، بغرض إزالة التهديدات وحماية الممرات الملاحية".

واستطرد: "لكن شيئين أساسيين غابا تماما عن الطريقة التي تجري بها الحملة ضد الحوثيين، أولهما مهاجمة المرسل والممول، وهي إيران، والروح الحية التي تقف وراء السهام القادمة من اليمن، وبالتالي فإن التحالف الدولي وإسرائيل يردان مباشرة على الوكيل، وليس على اليد التي تهز المهد".

وأشار إلى أن: "الشيء الثاني الغائب عن الضربات الإسرائيلية الدولية للحوثيين هو عدم التركيز على القيادة والسيطرة، أي أنه لا توجد حملة واسعة ومستمرة لإضعاف الحوثيين بطريقة تؤدي لضغوط متزايدة، كما حدث ضد حماس وحزب الله في الحرب الحالية".


وبيّن أنّ: "الأمر الذي يستدعي القيام بالشيء الصحيح الذي ينبغي عمله ضدهم، وهو حملة مستمرة، وليس عملية واحدة، وهي بحاجة لقدرات استخباراتية وهجومية أخرى".

إلى ذلك، زعم أن "الاحتلال مطالب ببناء القدرة التشغيلية التي تسمح بقدر أكبر من المرونة والدقة، ومثل هذه القدرات، وعلى هذه المسافة من إسرائيل، تتطلب جهازا مختلفاً يقودها، وينسق بين القوات الجوية والبحرية".

وأردف: "على أن تتمتع البحرية بميزة كبيرة في هذه الحرب، ولكن بعيداً عن القدرات التكتيكية، فإن الاحتلال مطالب بحملة عسكرية تعمل ضد الحوثيين كمنظومة عسكرية، مع التذكير بأن نهاية حرب غزة ستنهي الحرب ضد الحوثيين".

مقالات مشابهة

  • صفارات الإنذار تدوي في وسط إسرائيل بعد إطلاق صاروخ من اليمن
  • صواريخ الحوثيين تثير القلق في إسرائيل: صفارات الإنذار تدوي مجددًا
  • هآرتس: الحرب مع إسرائيل تعزز قبضة الحوثيين على الداخل وتثير قلق دول الخليج (ترجمة خاصة)
  • تحليل غربي: رابحان من أزمة البحر الأحمر.. شركات الملاحة والحوثيون (ترجمة خاصة)
  • تقرير أمريكي: الحوثيون عدو إسرائيل في اليمن من الصعب على واشنطن ردعهم (ترجمة خاصة)
  • ما الفرق بين الحوثيين واليمن؟ صحيفة إسرائيل تسأل وتجيب (ترجمة خاصة)
  • عاجل | يديعوت أحرونوت: رئيس الموساد أوصى بشن هجوم على إيران وليس على الحوثيين ردا على إطلاق الصواريخ على إسرائيل
  • نتنياهو: “إسرائيل” ستتحرك بقوة ضد الحوثيين
  • معهد أمريكي: كيف تحول الحوثيين من ظاهرة محلية إلى مشكلة عالمية؟ (ترجمة خاصة)
  • ردّا على حصارهم البحري للاحتلال.. هكذا تحرّض إسرائيل على استهداف الحوثيين