موقع 24:
2024-10-05@11:20:08 GMT

إنقاذ بايدن أم نتانياهو

تاريخ النشر: 15th, December 2023 GMT

إنقاذ بايدن أم نتانياهو

سارعت مختلف التعليقات إلى الترحيب بانتقادات الرئيس جو بايدن لحكومة بنيامين نتانياهو وللارتكابات الإسرائيلية وما سمّاه الرئيس الأمريكي "القصف العشوائي" في الحرب على غزة.

تجاوز الانتقام الإسرائيلي رداً على عملية حماس، التي أدت إلى مقتل 1200 من مدنيين وجنود إسرائيليين، كل قواعد "الدفاع عن النفس"، وصار بايدن مضطراً للقول إن هذه الأعمال أخذت تسيء لصورة إسرائيل في العالم وتفقدها التعاطف الدولي.


ذهبت التعليقات إلى البحث عن دوافع لانتقادات بايدن، وهل هي تنطلق من الحرص على صورة إسرائيل ورئيس حكومتها نتانياهو، أم أنها للحرص على صورة الولايات المتحدة التي أخذ موقفها الداعم لإسرائيل يواجه انتقادات دولية، كما ظهر من عزلتها في الجمعية العامة للأمم المتحدة بعدما صوتت ضد قرار "غير ملزم" بوقف إطلاق النار، وكانت الدولة الوحيدة التي صوّتت بالفيتو على القرار نفسه في مجلس الأمن، وصارت متهمة من قبل أوساط عربية واسعة بـ"المشاركة" في الحرب على غزة من خلال دعمها الكامل وتوفيرها السلاح لإسرائيل.
أبدى بايدن تعاطفاً كاملاً مع العملية الإسرائيلية في غزة، ودعم أهدافها المتمثلة في القضاء على حركة حماس، واستعادة الرهائن الذين احتجزتهم الحركة في هجومها في 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، رغم اعتراف خبراء استراتيجيين أمريكيين خدموا في إدارات سابقة بصعوبة استعادة الرهائن، دون وقف إطلاق النار، وكذلك بصعوبة القضاء على حماس، بناء على تجارب الحروب الماضية معها. كذلك وفر بايدن لإسرائيل الأسلحة والذخائر التي طلبتها وطلب ميزانيات إضافية استثنائية من الكونغرس في سبيل ذلك.
ذلك الغطاء السياسي والعسكري هو الذي سهل لإسرائيل الاستمرار في الحرب. وخلال الشهرين الماضيين، كان واضحاً حجم الدمار الذي يلحق بقطاع غزة، والأرقام المرتفعة من الضحايا من المدنيين وأكثرهم من النساء والأطفال، الذين قدرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أنهم يشكلون ثلثي أعداد القتلى. أهداف حكومة نتانياهو كانت معروفة ومعلنة من هذه الحرب، التي لا تقتصر على الانتقام من حماس، أو استعادة الرهائن.

نتانياهو جاهر بهدف إفراغ القطاع من سكانه وتهجيرهم إلى مصر عبر معبر رفح، وهو الهدف الذي لم يتحقق نتيجة موقف الحكومة المصرية الشجاع والقوي، ضد هذا المخطط. كما أن مواقف نتانياهو الرافضة لقيام دولة فلسطينية ومفاخرته بأنه السياسي الوحيد في إسرائيل القادر على منعها كانت معروفة، والرئيس بايدن كان يعرفها كما كان يعرف رفض نتانياهو اتفاق أوسلو، وإصرار حكومته التي تضم فاشيين ومتطرفين على توسيع الاستيطان في "يهودا والسامرة" بحيث تضمن استحالة قيام دولة فلسطينية.
لذلك من الصعب القول إن سياسات جديدة للحكومة الإسرائيلية هي التي دفعت بايدن إلى توجيه انتقاداته الأخيرة والصريحة لأعضائها العنصريين الذين وصفهم بأنهم الأكثر تطرفاً في تاريخ إسرائيل. لهذا السبب تبدو تصريحات بايدن موجهة إلى القاعدة الناخبة في الولايات المتحدة في السنة الأخيرة من ولايته، وفي إطار استعداده لمعركة التجديد في وجه دونالد ترامب، أكثر مما تهدف إلى إنقاذ نتانياهو من ورطته والسعي إلى حل للنزاع الطويل مع الفلسطينيين. فردود الفعل على الحرب في غزة وعلى صور الضحايا من الأطفال، وتدمير البيوت، وإلقاء الناس في الخيام تحت الأمطار، كل هذا أخذ يدفع قواعد الحزب الديمقراطي في الولايات المتحدة إلى رفع الصوت ضد الدعم الذي يوفره بايدن وإدارته لحملة إسرائيل على غزة.

الاستفتاءات تشير إلى أن 63 % من الناخبين من الحزب الديمقراطي يرفضون سياسة بايدن، فيما يتجه بعضهم إلى الامتناع عن التصويت، أو التصويت لمن يتقدم من مرشحين مستقلين، أو لترامب، ما يشكل خسارة كبيرة لبايدن في الولايات التي تشكل فيها الجاليات العربية والمسلمة حجماً معتبراً من الناخبين، مثل ميشيغان، ومينيسوتا، وبنسلفانيا، وفلوريدا وسواها.
ومن الصعب أن تغير التصريحات الأخيرة التي أطلقها بايدن مواقف أفراد هذه الجاليات، خصوصاً أنه من المستبعد أن تلقى انتقاداته آذاناً صاغية بين الإسرائيليين. لقد سارع نتانياهو ووزير خارجيته والقادة العسكريون إلى التأكيد أن الحرب على غزة مستمرة "بدعم دولي أو من دونه". فهم يعرفون أن بايدن هو في السنة الأخيرة من ولايته، وأنه في حاجة للأصوات اليهودية في الولايات المتحدة أكثر مما هم في حاجة إليه، مع أن شخصيات معتبرة بين الجالية اليهودية الأمربكية تنتقد سياسات نتانياهو، وتدرك حجم الضرر الذي تلحقه باليهود مع ارتفاع موجة العداء للسامية التي لا تميز، مثل كل الموجات العنصرية، بين اليهود المؤيدين لنتانياهو، أو أولئك المتعاطفين مع القضية الفلسطينية، من منطلق أخلاقي وإنساني.
فوق ذلك، لا تشكل دعوات بايدن إلى قيام دولة فلسطينية أو إحياء عملية تفاوض بين الفلسطينيين وإسرائيل قلقاً لدى نتانياهو وجماعته. ذلك أن بايدن لم يكن معنياً بهذه القضية منذ دخل البيت الأبيض، وكانت حجته أن إدارة باراك أوباما، التي كان الرجل الثاني فيها، لم تنجح في أي تحرك إيجابي بهذا الشأن بعدما اصطدم أوباما بنتانياهو وقرر عدم الضغط من أجل تحقيق أي تسوية، بعكس ما فعل رؤساء ديمقراطيون سابقون، مثل جيمي كارتر، وبيل كلينتون.
يزيد من عدم القلق الإسرائيلي من أي ضغوط يمكن أن يمارسها بايدن أنه في السنة الأخيرة من ولايته، وبدأت تحيط به ضغوط المشرعين الأمريكيين بسبب اتهامات باستخدام موقعه نائباً للرئيس في عهد أوباما لتسهيل صفقات تجارية وعمولات لابنه هانتر في الصين، وأوكرانيا.
من هنا تبدو انتقادات بايدن موجهة للاستثمار لدى الناخب الديمقراطي في الولايات المتحدة، الممتعض من الدعم المطلق للحرب على غزة. أما قادة إسرائيل فهم آخر من تشغل بالهم هذه الانتقادات، كما قال نتنياهو: "مستمرون فيما نفعله، ولا نبالي بكل ذلك".

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل مونديال الأندية الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل بايدن فی الولایات المتحدة على غزة

إقرأ أيضاً:

مع اقتراب الأعياد.. ما أهم تداعيات إضراب عمال الموانئ في الولايات المتحدة؟

أغلقت الموانئ الأمريكية المنتشرة ما بين ولاية مين(Maine) في الشمال الشرقي وولاية تكساس في جنوب الوسط، أبوابها هذا الأسبوع، في إثر إضراب النقابة التي تمثل ما يربو على 45,000 من عمال الموانئ، وذلك للمرة الأولى منذ العام 1977.

اعلان

ووجه التحالف البحري الأمريكي، الذي يمثل الموانئ وشركات الشحن، دعوة إلى الاتحاد الدولي لعمال الشحن البحري إلى طاولة المفاوضات. وقالت المجموعة في بيان لها: ”لا يمكننا الموافقة على شروط مسبقة للعودة إلى المفاوضات، ولكننا لا نزال ملتزمين بالمفاوضة بحسن نية".

ومن المحتمل أن يؤدي الإغلاق الذي سيستمر لأكثر من بضعة أسابيع إلى رفع الأسعار وخلق نقص في السلع في جميع أنحاء البلاد مع اقتراب موسم التسوق في العطلات، إلى جانب اقتراب الانتخابات الرئاسية.

ما هي القضايا المطروحة في إضراب عمال الموانئ؟

تطالب النقابة برفع الأجور بشكل كبير وفرض حظر كامل على الرافعات والبوابات وشاحنات نقل الحاويات التي تُستخدم في تحميل أو تفريغ الشحنات في 36 ميناء في الولايات المتحدة.

وانتهى العقد المبرم بين اتحاد النقل البحري الدولي والتحالف البحري للولايات المتحدة، الذي يمثل الموانئ، يوم الثلاثاء. وكان المطلب الافتتاحي للنقابة هو زيادة الأجور بنسبة 77% على مدى ست سنوات من عمر العقد.

ويتقاضى أعضاء نقابة العاملين في ILA راتباً أساسياً يبلغ حوالي 81,000 دولار سنوياً، ولكن يمكن لبعضهم الحصول على أكثر من 200,000 دولار سنوياً مع مبالغ أكبر من ذلك، في مقابل العمل الإضافي.

عمال الشحن والتفريغ خلال إضراب في محطة حاويات بايبورت يوم الثلاثاء، 1 أكتوبر 2024، في هيوستن.Annie Mulligan/ APكيف سيؤثر الإضراب على التسوق أثناء الأعياد؟

يقول جوناثان جولد، نائب رئيس سلسلة التوريد والسياسة الجمركية في الاتحاد الوطني، إن الإضراب يأتي في الوقت الذي تواجه فيه شبكة التوريد بالفعل تحديات من هجمات الحوثيين على الشحن التجاري التي أدت بشكل أساسي إلى توقف استخدام البحر الأحمر وقناة السويس.

وقد بدأ العديد من كبار التجار، تحسبًا للإضراب، في شحن البضائع إلى مراكز التوزيع الأمريكية في شهر حزيران/ يونيو. ومع ذلك، وعلاوة على تكلفة تخزين البضائع لفترة أطول، فسوف يواجه التجار صعوبة في تجديد مخزونهم إذا استمر الإضراب، وقد أعلنت شركات النقل بالفعل عن رسوم إضافية على الحاويات المشحونة بسبب الاضطرابات المحتملة.

Relatedشاهد: صيادون يغلقون الموانئ احتجاجاً على "الحصص غير الديمقراطية" في النرويجإضراب عمال الموانئ الأمريكية: كيف يمكن للرئيس بايدن تعليقه؟إضراب عمال الموانئ في الساحل الشرقي للولايات المتحدة يوقف نصف الشحنات البحرية

من جهته، أشار جريج أهيرن الذي يرأس جمعية الألعاب، إلى إن شركات الألعاب جاهزة لتحويل العديد من الشحنات عبر لوس أنجلوس تحسبًا للإضراب، كما أن مخزون المتاجر الآن في حالة جيدة.

وقال يوم الأربعاء إن الإضراب يصبح أكثر إشكالية مع مرور الوقت، خصوصا من حيث تلبية الطلب المتزايد على الألعاب الشعبية مع اقتراب عيد الميلاد. وقال أهيرن إن ما يصل إلى 60% من المبيعات السنوية لشركات الألعاب يحدث خلال الربع الحالي من كل عام.

شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية الإعصار هيلين يخلّف عشرات القتلى في الولايات المتحدة ويترك الملايين دون كهرباء الولايات المتحدة: إعصار هيلين يتحول إلى عاصفة استوائية ويخلف دمارا واسعا في ولاية جورجيا الولايات المتحدة تعلن عن تخصيص 424 مليون دولار كمساعدات إنسانية للسودان موانئ الولايات المتحدة الأمريكية إضراب اقتصاد الشحن البحري اعلاناخترنا لك يعرض الآن Next عاجل. في اليوم 364 للحرب: إسرائيل تصعد هجماتها الجوية في غزة والضفة ولبنان وتستهدف خليفة نصرالله المحتمل يعرض الآن Next تونس تنتخب الأحد: استحقاق رئاسي وسط غياب المنافسة وتصاعد الأزمات الاقتصادية يعرض الآن Next خامنئي: إسرائيل لن تنتصر أبدا على حماس وحزب الله ولا تراجع للمقاومة مهما اغتالوا من رجالاتها يعرض الآن Next بالفيديو: الجيش السوداني يسيطر على شوارع بحري بعد معارك ضارية مع قوات الدعم السريع يعرض الآن Next تغير المناخ يتصدر عناوين الحملة الانتخابية للرئاسيات الأمريكية بسبب إعصار هيلين اعلانالاكثر قراءة الأردن يعيد مشهد نيسان ويعترض صواريخ إيران وهي بطريقها إلى إسرائيل.. "موقف مبدئي للمملكة" حب وجنس في فيلم" لوف" بين الشيعة والسنة :الفروق و المحددات حسب المصادر بعد الهجوم الإيراني.. قاعدة نيفاتيم الإسرائيلية تتعرض لأضرار جسيمة والتهديدات النووية تلوح في الأفق الحوثيون يعلنون استهداف هدف حيوي في تل أبيب ومعارك ضروس بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله في الشمال اعلان

LoaderSearchابحث مفاتيح اليومإسرائيلالصراع الإسرائيلي الفلسطيني لبناناعتداء إسرائيلحزب اللهجنوب لبنانقصفدونالد ترامبإسبانياروسياتايوانقطاع غزة Themes My Europeالعالمالأعمالالسياسة الأوروبيةGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامج Services مباشرنشرة الأخبارالطقسجدول زمنيتابعوناAppsMessaging appsWidgets & ServicesAfricanews Job offers from Amply عرض المزيد About EuronewsCommercial Servicesتقارير أوروبيةTerms and ConditionsCookie Policyتعديل خيارات ملفات الارتباطسياسة الخصوصيةContactPress OfficeWork at Euronewsتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2024

مقالات مشابهة

  • صحيفة أمريكية: بايدن متفرج في ظل إعادة إسرائيل تشكيل المنطقة
  • باحثة سياسية: الولايات المتحدة الأمريكية هي التي تسير الأمور في الشرق الأوسط
  • مع اقتراب الأعياد.. ما أهم تداعيات إضراب عمال الموانئ في الولايات المتحدة؟
  • الصين تصعق الولايات المتحدة بموقفها من الحوثيين في اليمن!
  • تعهد بحماية إسرائيل.. بايدن يستبعد الحرب الشاملة وأنباء عن هجوم إسرائيلي وشيك على إيران
  • بايدن يعلّق على "الحرب الشاملة" في الشرق الأوسط
  • الحرب البرية الشّاقة.. حزب الله يصعّب المهمة على إسرائيل
  • خبير سياسي: الولايات المتحدة لا تستطيع حاليا التأثير على إسرائيل (فيديو)
  • العراق يُبلغ الولايات المتحدة بقرب بدء المفاوضات مع الكويت
  • السودان يوجه دعوة إلى الولايات المتحدة بعد مصادقة بايدن على رفع قرار عقوبات