موقع 24:
2024-11-23@17:30:17 GMT

إنقاذ بايدن أم نتانياهو

تاريخ النشر: 15th, December 2023 GMT

إنقاذ بايدن أم نتانياهو

سارعت مختلف التعليقات إلى الترحيب بانتقادات الرئيس جو بايدن لحكومة بنيامين نتانياهو وللارتكابات الإسرائيلية وما سمّاه الرئيس الأمريكي "القصف العشوائي" في الحرب على غزة.

تجاوز الانتقام الإسرائيلي رداً على عملية حماس، التي أدت إلى مقتل 1200 من مدنيين وجنود إسرائيليين، كل قواعد "الدفاع عن النفس"، وصار بايدن مضطراً للقول إن هذه الأعمال أخذت تسيء لصورة إسرائيل في العالم وتفقدها التعاطف الدولي.


ذهبت التعليقات إلى البحث عن دوافع لانتقادات بايدن، وهل هي تنطلق من الحرص على صورة إسرائيل ورئيس حكومتها نتانياهو، أم أنها للحرص على صورة الولايات المتحدة التي أخذ موقفها الداعم لإسرائيل يواجه انتقادات دولية، كما ظهر من عزلتها في الجمعية العامة للأمم المتحدة بعدما صوتت ضد قرار "غير ملزم" بوقف إطلاق النار، وكانت الدولة الوحيدة التي صوّتت بالفيتو على القرار نفسه في مجلس الأمن، وصارت متهمة من قبل أوساط عربية واسعة بـ"المشاركة" في الحرب على غزة من خلال دعمها الكامل وتوفيرها السلاح لإسرائيل.
أبدى بايدن تعاطفاً كاملاً مع العملية الإسرائيلية في غزة، ودعم أهدافها المتمثلة في القضاء على حركة حماس، واستعادة الرهائن الذين احتجزتهم الحركة في هجومها في 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، رغم اعتراف خبراء استراتيجيين أمريكيين خدموا في إدارات سابقة بصعوبة استعادة الرهائن، دون وقف إطلاق النار، وكذلك بصعوبة القضاء على حماس، بناء على تجارب الحروب الماضية معها. كذلك وفر بايدن لإسرائيل الأسلحة والذخائر التي طلبتها وطلب ميزانيات إضافية استثنائية من الكونغرس في سبيل ذلك.
ذلك الغطاء السياسي والعسكري هو الذي سهل لإسرائيل الاستمرار في الحرب. وخلال الشهرين الماضيين، كان واضحاً حجم الدمار الذي يلحق بقطاع غزة، والأرقام المرتفعة من الضحايا من المدنيين وأكثرهم من النساء والأطفال، الذين قدرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أنهم يشكلون ثلثي أعداد القتلى. أهداف حكومة نتانياهو كانت معروفة ومعلنة من هذه الحرب، التي لا تقتصر على الانتقام من حماس، أو استعادة الرهائن.

نتانياهو جاهر بهدف إفراغ القطاع من سكانه وتهجيرهم إلى مصر عبر معبر رفح، وهو الهدف الذي لم يتحقق نتيجة موقف الحكومة المصرية الشجاع والقوي، ضد هذا المخطط. كما أن مواقف نتانياهو الرافضة لقيام دولة فلسطينية ومفاخرته بأنه السياسي الوحيد في إسرائيل القادر على منعها كانت معروفة، والرئيس بايدن كان يعرفها كما كان يعرف رفض نتانياهو اتفاق أوسلو، وإصرار حكومته التي تضم فاشيين ومتطرفين على توسيع الاستيطان في "يهودا والسامرة" بحيث تضمن استحالة قيام دولة فلسطينية.
لذلك من الصعب القول إن سياسات جديدة للحكومة الإسرائيلية هي التي دفعت بايدن إلى توجيه انتقاداته الأخيرة والصريحة لأعضائها العنصريين الذين وصفهم بأنهم الأكثر تطرفاً في تاريخ إسرائيل. لهذا السبب تبدو تصريحات بايدن موجهة إلى القاعدة الناخبة في الولايات المتحدة في السنة الأخيرة من ولايته، وفي إطار استعداده لمعركة التجديد في وجه دونالد ترامب، أكثر مما تهدف إلى إنقاذ نتانياهو من ورطته والسعي إلى حل للنزاع الطويل مع الفلسطينيين. فردود الفعل على الحرب في غزة وعلى صور الضحايا من الأطفال، وتدمير البيوت، وإلقاء الناس في الخيام تحت الأمطار، كل هذا أخذ يدفع قواعد الحزب الديمقراطي في الولايات المتحدة إلى رفع الصوت ضد الدعم الذي يوفره بايدن وإدارته لحملة إسرائيل على غزة.

الاستفتاءات تشير إلى أن 63 % من الناخبين من الحزب الديمقراطي يرفضون سياسة بايدن، فيما يتجه بعضهم إلى الامتناع عن التصويت، أو التصويت لمن يتقدم من مرشحين مستقلين، أو لترامب، ما يشكل خسارة كبيرة لبايدن في الولايات التي تشكل فيها الجاليات العربية والمسلمة حجماً معتبراً من الناخبين، مثل ميشيغان، ومينيسوتا، وبنسلفانيا، وفلوريدا وسواها.
ومن الصعب أن تغير التصريحات الأخيرة التي أطلقها بايدن مواقف أفراد هذه الجاليات، خصوصاً أنه من المستبعد أن تلقى انتقاداته آذاناً صاغية بين الإسرائيليين. لقد سارع نتانياهو ووزير خارجيته والقادة العسكريون إلى التأكيد أن الحرب على غزة مستمرة "بدعم دولي أو من دونه". فهم يعرفون أن بايدن هو في السنة الأخيرة من ولايته، وأنه في حاجة للأصوات اليهودية في الولايات المتحدة أكثر مما هم في حاجة إليه، مع أن شخصيات معتبرة بين الجالية اليهودية الأمربكية تنتقد سياسات نتانياهو، وتدرك حجم الضرر الذي تلحقه باليهود مع ارتفاع موجة العداء للسامية التي لا تميز، مثل كل الموجات العنصرية، بين اليهود المؤيدين لنتانياهو، أو أولئك المتعاطفين مع القضية الفلسطينية، من منطلق أخلاقي وإنساني.
فوق ذلك، لا تشكل دعوات بايدن إلى قيام دولة فلسطينية أو إحياء عملية تفاوض بين الفلسطينيين وإسرائيل قلقاً لدى نتانياهو وجماعته. ذلك أن بايدن لم يكن معنياً بهذه القضية منذ دخل البيت الأبيض، وكانت حجته أن إدارة باراك أوباما، التي كان الرجل الثاني فيها، لم تنجح في أي تحرك إيجابي بهذا الشأن بعدما اصطدم أوباما بنتانياهو وقرر عدم الضغط من أجل تحقيق أي تسوية، بعكس ما فعل رؤساء ديمقراطيون سابقون، مثل جيمي كارتر، وبيل كلينتون.
يزيد من عدم القلق الإسرائيلي من أي ضغوط يمكن أن يمارسها بايدن أنه في السنة الأخيرة من ولايته، وبدأت تحيط به ضغوط المشرعين الأمريكيين بسبب اتهامات باستخدام موقعه نائباً للرئيس في عهد أوباما لتسهيل صفقات تجارية وعمولات لابنه هانتر في الصين، وأوكرانيا.
من هنا تبدو انتقادات بايدن موجهة للاستثمار لدى الناخب الديمقراطي في الولايات المتحدة، الممتعض من الدعم المطلق للحرب على غزة. أما قادة إسرائيل فهم آخر من تشغل بالهم هذه الانتقادات، كما قال نتنياهو: "مستمرون فيما نفعله، ولا نبالي بكل ذلك".

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل مونديال الأندية الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل بايدن فی الولایات المتحدة على غزة

إقرأ أيضاً:

بايدن يعلق على مذكرات الاعتقال ضد نتانياهو وغالانت

أدان الرئيس الأمريكي جو بايدن بشدة مذكرات الاعتقال الصادرة من المحكمة الجنائية الدولية بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت، بتهمة ارتكاب جرائم حرب محتملة مرتبطة بالصراع في قطاع غزة.

وصدر عن المحكمة الجنائية الدولية، الخميس، مذكرات الاعتقال، التي وافقت عليها غرفة ما قبل المحاكمة في لاهاي، في أعقاب طلبات قدمها المدعي العام كريم خان في مايو (أيار) الماضي.
وفي بيان صدر مساء الخميس، وصف بايدن هذه الخطوة بأنها "شائنة".
وقال بايدن: "دعوني أكون واضحاً مجدداً: أياً كان ما قد تعنيه ضمناً المحكمة الجنائية الدولية، فلا يوجد تكافؤ - لا شيء - بين إسرائيل وحماس".
وتابع :"سنقف دائماً مع إسرائيل ضد التهديدات لأمنها".

من البشير إلى نتانياهو.. شخصيات لاحقتها "الجنائية الدولية" - موقع 24منذ تأسيس المحكمة الجنائية الدولية في عام 2002، أصدرت العديد من أوامر الاعتقال بحق قادة سياسيين وعسكريين متهمين بارتكاب جرائم حرب، وجرائم ضد الإنسانية، والإبادة الجماعية.

 وقالت المحكمة إن هناك أسباباً تدعو للاعتقاد بأن نتانياهو ووزير الدفاع السابق غالانت "حرموا عمداً وعن علم السكان المدنيين في غزة من أشياء لا غنى عنها لبقائهم، بما في ذلك الغذاء والماء والأدوية والإمدادات الطبية، وكذلك الوقود والكهرباء".
كما صدرت مذكرة اعتقال بحق القائد العسكري لحركة حماس محمد ضيف، الذي يعتقد أنه العقل المدبر للهجوم على إسرائيل في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023 .

مقالات مشابهة

  • عبدالمنعم سعيد: بايدن يسعى لوقف إطلاق النار بغزة ولبنان قبل مغادرة البيت الأبيض
  • العراق يطالب مجلس الأمن إلزام إسرائيل بوقف الحرب بالمنطقة
  • انتقادات لرد بايدن المتناقض على مذكرتي الاعتقال بحق كل من بوتين ونتنياهو
  • بايدن يعلق على مذكرات الاعتقال ضد نتانياهو وغالانت
  • «الجارديان»: مخاوف لدى الولايات المتحدة وأوروبا من تصعيد الحرب الهجينة الروسية بعد استخدام أوكرانيا الصواريخ بعيدة المدى
  • إيلون ماسك المغربي يعلن تسويق سيارات الهيدروجين التي عرضها أمام الملك في الولايات المتحدة
  • مبعوث بايدن يلتقي نتنياهو اليوم لبحث وقف الحرب بين إسرائيل وحزب الله
  • الولايات المتحدة: نهاية الحرب في لبنان قد تكون قريبة
  • الولايات المتحدة: إسرائيل تحقق أهدافها وتقترب من نهاية حربها مع حزب الله
  • المبعوث الأمريكي للسودان: الولايات المتحدة تؤيد إنهاء الحرب والجرائم التي ترتكب في حق الشعب السوداني