فلسطين بتحكي.. حركة في ألمانيا تتحدى قمع الصوت الفلسطيني
تاريخ النشر: 15th, December 2023 GMT
برلين- رغم أنها لا تدعو سوى للاحتجاج السلمي ضد الاحتلال الإسرائيلي وضمان حقوق الفلسطينيين وإنهاء نظام الفصل العنصري، الذي تؤكد منظمات عديدة تطبيقه داخل إسرائيل، فإن هذا لم يمنع تعرض حركة "فلسطين تتحدث" أو بالألمانية (Palästina Spricht) للكثير من المضايقات على التراب الألماني، في حين أنها ليست ممنوعة مثل ما ينطبق على حركات أخرى كـ"صامدون".
تأسست الحركة في برلين عام 2019 على يد 4 ناشطين، ومنذ ذلك الحين نمت بسرعة، وأضحى لها فروع في عدة مدن ألمانية. ولم تنتظم الحركة ضمن جمعية مسجلة، وبقيت تعمل بشكل تلقائي، لكن ذلك لم يمنع الكثير من النشطاء الفلسطينيين أو من أصول فلسطينية من الالتحاق بها.
ومؤخرا فتشت الشرطة منزل عضو من الحركة في ميونخ للاشتباه في قوله إن "هجوم حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول يمثل عملية مقاومة"، كما ألغت السلطات الألمانية في عدة مدن مجموعة من المظاهرات التي دعت لها الحركة، خصوصا غداة بداية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، بمبرّر خطر "معاداة السامية" والتأثير سلبا على النظام العام.
الدفاع عن القضية الفلسطينية أصبح أمرا صعبا منذ تصويت البرلمان الألماني على قرار يجرّم حركة مقاطعة إسرائيل (الجزيرة) "ندافع عن الوجود الفلسطيني"منع حركة "فلسطين تتحدث" ليس جديدا، فقد سبق أن حُظرت مسيرات دعت لها الحركة لإحياء ذكرى النكبة الفلسطينية في برلين، وفق ما تؤكده المتحدثة باسم الحركة ديانا توفيق، وقالت للجزيرة نت "لم نُمنع من التجمع فحسب، بل كذلك من رفع العلم الفلسطيني"، وتؤكد أنه "في مدن أخرى كميونخ وفرايبورغ، تحظر الشرطة التجمع قبل ساعات من بدء المسيرات، أو تطلب منها تغيير المسار".
وتقول ديانا، وهي شابة فلسطينية مولودة في ألمانيا، "ما يجري في ألمانيا من تضييق هدفه قمع الرواية الفلسطينية حول الأحداث في بلدنا، رغم أن هذه القرارات تنتهك حق التجمع بشكل واضح"، وتؤكد أنها انضمت للحركة حتى "تستطيع التعبير بحرية عن نفسها كفلسطينية".
وعن التحديات التي تواجه الفلسطينيين في ألمانيا، تقول ديانا "كثيرا ما يتم إلصاق تهمة معاداة السامية بالفلسطينيين بطريقة أو بأخرى عندما يدافعون عن قضيتهم في ألمانيا" وتتابع "يتم تجاهل التاريخ الفلسطيني عند الحديث عن الصراع العربي-الإسرائيلي، ولا يتحدثون عنه في المدارس والجامعات، لذلك رأيت أن من واجبي نشر الوعي بحقائق التاريخ، وأن نبين للألمان أننا موجودون ونناضل من أجل حقنا".
حركة "فلسطين بتحكي" ألهمت مجموعة من الألمان الشباب للتظاهر لأجل دعم فلسطين (الجزيرة) تهمة معاداة الساميةوفي بلد يعتبر "أمن إسرائيل مصلحة وطنية عليا"، يتحول النشاط الفلسطيني إلى مدعاة للشك، ويتم ربط العديد من المتعاطفين إما بحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، أو بالحركات اليسارية المتطرّفة، وهو ما ظهر في الخطاب الذي نشره روبرت هابيك، نائب المستشار الألماني، وعممته الحكومة الألمانية على نطاق واسع، وفيه تهديد واضح بالمحاكمة وبالترحيل لكل من "يعادي إسرائيل" من المسلمين واليساريين.
وبسبب اتهامات "معاداة السامية"، أو الاعتقاد أن تنظيم فعاليات فلسطينية سيضرّ بالأمن العام، تجد الحركة مشاكل كبيرة في استئجار صالات لتنظيم الندوات أو عرض أفلام، بل حتى لأجل الاحتفاء بالطبخ والتطريز الفلسطينيين، وفق ما تؤكده ديانا.
كما ترفض منظمات ألمانية العمل مع الحركة، كما فعل مؤخرا الفرع الألماني لـ"جمعة لأجل المناخ" الذي أعلن رفضه تظاهر نشطاء "فلسطين بتحكي" في مسيرات المناخ لموقفهم من إسرائيل، وأوقف بلدية فرايبورغ (جنوب البلاد) عام 2021 تمويل مهرجان لمناهضة العنصرية، بحجة أن الجهة المنظمة دعت ممثلين عن "فلسطين بتحكي".
وفي وجه التضييق الرسمي، تجد الحركة في المجموعات اليهودية الداعمة للسلام الكثير من السند، خصوصا جمعية "الصوت اليهودي لأجل سلام عادل في الشرق الأوسط"، و"الاتحاد اليهودي لمعاداة الفاشية"، إذ تنسق معهم لأجل المساهمة في تنظيم الفعاليات الداعمة لفلسطين، ومن ذلك تسجيل مظاهرات لدى السلطات لتفادي منعها.
السلطات الألمانية سبق أن ألغت مجموعة من المظاهرات التي دعت لها حركة "فلسطين بتحكي" (الجزيرة) مناخ عام رافض للفلسطينيينأصبح دفاع الفلسطينيين وغيرهم من المتعاطفين معهم عن القضية الفلسطينية أمرا صعبا في ألمانيا، منذ تصويت البرلمان الألماني في مايو/أيار 2019 على قرار يجرّم حركة مقاطعة إسرائيل (BDS) ويصنفها بأنها "معادية للسامية"، حيث توالت حالات حظر الفعاليات المنددة بالاحتلال وتوقف التعاون مع عدة جمعيات فلسطينية وعالمية، بل ووصل الأمر مؤخرا إلى حالات سحب جوائز ووقف معارض فنية وإلغاء محاضرات بحجة دعم أصحابها لهذه الحركة.
وفي حديثها عن القرار الذي نقضته بالفعل عدة محاكم في ألمانيا واعتبرت اتخاذه مطية لمنع الفعاليات الفلسطينية وأنه أمر غير دستوري، تقول ديانا "الناس يعتقدون أن هذا القرار هو قانون يجب الالتزام به تماما، وبالتالي يمنعوننا من إقامة نشاطاتنا، بينما يتعلق الأمر بقرارٍ غير ملزم، وهناك عدة نشطاء رفعوا دعاوى ضد الحكومة الفدرالية لاعتمادها على القرار لمنع عدة أنشطة".
وتعرف ألمانيا وجودا قويا للشتات الفلسطيني، وسط صعوبة إيجاد إحصائيات دقيقة حول أرقامهم، بحكم أن عددا منهم خصوصا من أبناء اللاجئين، لا يملكون الجواز الفلسطيني ويسافرون بجوازات ألمانية أو أردنية أو لبنانية، أو أنهم من "عرب 48" الذين يملكون جوازات سفر إسرائيلية، ومنهم كذلك من يتم تسجيله في ألمانيا ضمن عديمي الجنسية.
ومن أكبر إنجازات حركة "فلسطين بتحكي"، أن ألهمت مجموعة من الألمان الشباب للتظاهر لأجل دعم فلسطين، خصوصا بين اليسار ومعاديي الكولونيالية، وسط انحياز إعلامي وسياسي للرواية الإسرائيلية، إذ يتم تنميط المجموعات الفلسطينية في دائرة "التطرف" و"معاداة إسرائيل".
تؤكد ديانا أن "الآن هناك المزيد من الألمان الراغبين في فعل شيء لفلسطين، والعدد يزداد يوما بعد يوم، بل وصل الأمر لدرجة أن ناشطا ألمانيا يساريا مزّق جواز سفره في برلين احتجاجا على دعم ألمانيا لإسرائيل".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: معاداة السامیة فی ألمانیا مجموعة من حرکة فی
إقرأ أيضاً:
عادل حمودة يكتب: سفير ترامب الجديد فى إسرائيل: لا شىء اسمه فلسطين
وضعت الحرب الفلسطينيين فى حالة استثنائية.
منحتهم شهورا من «القشعريرة» الوطنية لا تحدث فى حياة الشعوب المحتلة إلا نادرا.
فجرت مياه «التحرر» الجوانية فى أعماقهم وأضاءت قناديل العدالة فى نفوس كارهى الظلم فى الدنيا كلها.
دفع الفلسطينيون ثمنا غاليا يصعب تقديره ليعثر العالم على وعيه الضائع وضميره الغائب وذاكرته المنسية ويعترف بقضيتهم المزمنة ثم يعيد إليهم ما اغتصب منهم.
انتظر الفلسطينيون نهاية الحرب لتتسلم الدبلوماسية ملف القضية لتكافئهم بحلها على قدر ما حاربوا وعلى قدر ما ضحوا وعلى قدر ما استشهدوا أليست الحرب سياسة بأسلوب أشد.
وجاء من أقصى الغرب «رئيس» يسعى إلى إيقاف الحرب كما وعد العرب والمسلمين أربع مرات حين التقى بهم فى حملته الانتخابية.
وقبل أن يعود إلى البيت الأبيض فى يناير القادم ليصبح سيده سلم القضية للدبلوماسية مبكرا.
لكن الدبلوماسية خطفت القضية من أيدى أصحابها وأنصارها وصادرت بياناتها وأحلامها ومستقبلها وثيابها وطعامها وأرضها وتاريخها بل اسمها قبل أن تجلس على مائدة المفاوضات إذا حدثت مفاوضات.
اختار «دونالد ترامب» الذى نلقى بكل الرهان عليه «مايك هكابى» سفيرا للولايات المتحدة فى إسرائيل لنجد أنفسنا فى صدمة وربما صاعقة.
كان مجرد إعلان الاسم وقبل أن يوافق الكونجرس عليه وقبل أن يتسلم عمله كفيلا بسقوط الستار على الفلسطينيين قبل أن يصلوا إلى خشبة المسرح بل ربما وضعوا فى الثلاجة حتى يصبحوا أسماكا متجمدة.
الرجل يعشق إسرائيل ويذوب فى هواها ويلثم التراب الذى تمشى عليه ولا يتخيل الحياة بدونها.
«ترامب» نفسه اختاره للمنصب لأنه حسب ما أعلن أنه «يحب إسرائيل وعلى نحو مماثل يحبه شعب إسرائيل «فلم يحرم العاشقين من رقصة «تانجو» طال انتظارها على الأرض المحتلة؟ لم لا يمنحهم فرصة المناجاة فى ليلة قمرية على شاطئ «تل أبيب»؟
والمثير للدهشة أن «هاكابي» ليس يهوديا ولكنه يموت فى هوى إسرائيل أكثر من كل السفراء اليهود الذين بعثت بهم الولايات المتحدة إليها منذ عين «جورج بوش» عام ٢٠٠٨ «جيمس كانينجهام».
فى ٥٢ سنة زار «هاكابى» إسرائيل ١٠٠ مرة فى رحلات جماعية مدفوعة حاملا «الإنجيل» فى يد «والتوراة» فى اليد الأخرى.
وهو لا يرى إسرائيل بعيون سياسية وإنما يراها بعيون دينية.
يراها «مشيئة الرب» التى جمعت شعبه «المختار».
يراها أمة «داوود» الذى حارب «جوليات» وأنقذ اليهود من غزوات الكنعانيين.
ولد «هاكابى» فى مدينة «هوب» (ولاية تكساس) يوم ٢٤ أغسطس عام ١٩٥٥(٦٩ سنة) وبسبب بيئته المتواضعة المحافظة اتجه إلى الكنيسة لتعلمه وتأويه وتطعمه وتدربه على التبشير بمعتقداتها.
وفى سن الخامسة عشرة ألقى أول موعظة على منبرها.
درس «الإلهيات» فى جامعة «أواشيتا بابتيست» المعمدانية التى شكلت أفكاره وتوجهاته التى نشرها بسهولة بعد أن أصبح قسا فى ولاية «أركنساس» التى توجد فيها الجامعة بالتحديد فى مدينة «أركدلفيا».
قدم برنامجا تليفزيونيا حمل اسمه «هاكابي» ساهم فى انتشاره حتى أصبحا نجما يمشى وراءه المتشددون.
على الشاشة رفض الإجهاض حتى ولو كان سبب الحمل الاغتصاب أو زنى المحارم.
رفض أيضا الجنسية المثلية وطالب بتعديل دستورى يحظر زواجهما من بعضهما البعض.
ودعا إلى عزل مرضى الإيدز بعد سنوات من تأكيد الطب أن المرض لا يمكن أن ينتشر من خلال المعايشة الاجتماعية.
وعارض الرعاية الصحية الشاملة التى يستفيد منها الفقراء.
واعتبر أبحاث الخلايا الجذعية الجينية التى عالجت أمراضا مستعصية نوعا من الكفر وتدخلا فى مشيئة الرب.
ووصف نظرية «داروين» فى النشوء والارتقاء بأنها رجس من عمل الشيطان.
وفيما بعد رأس قناتين تليفزيونيتين تروجان لما يسمى «المسيحية الصهيونية» التى تؤمن بأن قيام إسرائيل عام ١٩٤٨ كان ضرورة سماوية سامية لأنها تكمل نبوءة الكتاب المقدس بقدوم المجيء الثانى للمسيح إلى الأرض ملكا منتصرا بعد حرب سيخوضها ضد الشر فى العالم.
وتعتقد «الصهيونية المسيحية» أنه من واجب أتباعها الدفاع عن الشعب اليهودى بشكل عام والدولة العبرية بشكل خاص ويعارضون انتقادها ويعتبرون جزءا من اللوبى الذى يؤيد إسرائيل.
ويتبع المؤمنون بها «هاكابي» فى كتابة قصائد تعبر عن لوعة الحب الذى يحرق قلوبهم على إسرائيل.
لا نجرؤ بالطبع أن نلوم عاشقًا على ما يحب ولا على ما يكره فالعواطف قناعات داخلية يصعب تجنبها أو السيطرة عليها أو التحكم فيها.
هو حر فى حبه وهو حر فى كرهه وليس من طبيعتنا العربية أن نفرض على أحد حبا لا يريده ومشاعر لا يحس بها.
لكن عواطف الحب عنده ليست عواصف صوفية أو رومانسية وإنما هى عواطف سياسية وعملية وواقعية تقوم على السيطرة المطلقة سواء فى جلسات الحب الإسرائيلية أو جلسات المفاوضات العربية.
على أن العاشق الخرافى الذى بدا مستعدًا أن ينتحر حبا فى إسرائيل استفاد منها كثيرا.
بأصوات اليهود الذين انتخبوه أصبح حاكما لولاية «أركنساس» فى الفترة ما بين عامى ١٩٩٦ و٢٠٠٧ وجمع للمرة الأولى بين السياسة والموعظة وفيما بعد ستتولى ابنته «ساندرز» المنصب نفسه وتصبح ابنته الأخرى «سارة» متحدثا رسميا باسم البيت الأبيض خلال رئاسة «ترامب» الأولى.
المثير للدهشة أن «ترامب» لم يعجبه فى البداية ووصفه بأنه «ديكتاتور» لا يقل تسلطا عن «هتلر» بل رشح نفسه ضده فى الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهورى لاختيار مرشح الانتخابات الرئاسية عام ٢٠١٦ لكنه فشل كما سبق أن فشل فى عام ٢٠٠٨.
على أنه وقع فى هوى «ترامب» بعد أن قرر فى ٦ ديسمبر ٢٠١٧ نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس وفى ١٤ مايو ٢٠١٨ بدأت السفارة الأمريكية عملها من القدس فى ذكرى إعلان «مناحم بيجن» المدينة المقدسة عاصمة موحدة وأبدية للدولة الصهيونية.
لم يكف «هاكابي» عن دعم «ترامب» وحشد أتباعه فى الكنائس ومتابعيه فى التليفزيون لانتخاب «ترامب» بل رافقه فى زيارته الدعائية للسبع ولايات المتأرجحة التى تحسم عادة الانتخابات.
ورد «ترامب» الجميل باختياره سفيرا للولايات المتحدة فى إسرائيل والمؤكد أن اختيار «ترامب» اختيارا تماما فهو يعرف مسبقا أن «هاكابى» سيخدم إسرائيل برموش عينيه أكثر من اليهود المتشددين الذين سبقوه فى تولى المنصب.
كل تصريحات «هاكابى» تثبت ذلك.
حسب شبكة «سى. إن. إن.» الإخبارية الأمريكية فإنه يرفض استخدام مصطلح «المستوطنات».
ويقول: «إن إسرائيل لديها سند ملكية ليهودا والسامرة» وهما الاسم التوراتى الرسمى الذى يطلق على الضفة الغربية.
فى عام ٢٠١٥ قال:
«إن مطالبة إسرائيل بضم الضفة الغربية أقوى من مطالبة الولايات المتحدة بمانهاتن» أشهر منطقة فى مدينة نيويورك.
وفى عام ٢٠١٧ زار مستوطنة «معاليه أدوميم» ليعلن:
«لا يوجد شيء اسمه الضفة الغربية. إنها يهودا والسامرة. ولا يوجد شىء اسمه مستوطنة. إنها مجتمعات وأحياء ومدن. ولا يوجد شىء اسمه احتلال (إسرائيلى) فاليهود هم أصحاب الأرض منذ ثلاثة آلاف سنة».
لم يكتف بذلك وإنما أعلن فى بداية شهر نوفمبر ٢٠٢٤ معارضته القوية لـ «إٌقامة دولة فلسطينية» مضيفا: «لا يوجد شىء اسمه فلسطين».
وعندما نفذت عملية «طوفان الأقصى» حتى سارع بالسفر إلى إسرائيل ليزور تجمع «كفار غزة» الذى هاجمه مقاتلو حماس قائلا:
«إن هذه الزيارة ضربة قوية عززت تصميمه على التعبير عن تضامنه مع الشعب الإسرائيلى».
بل أكثر من ذلك انتقد «جو بايدن» بسبب ضغطه على إسرائيل قائلا:
«إذا كنت شخصا مؤيدا لإسرائيل فكيف يمكن أن تكون مؤيدا لبايدن الذى أوضحت إدارته أنها ستقدم تنازلات لحماس».
هكذا تحدث سفير «ترامب» فى إسرائيل.
قطعا سيوافق الكونجرس عليه لوجود أغلبية للجمهوريين.
لكن المهم أن الرجل واضح وصريح ومباشر فى تصريحاته وتوجهاته وأهدافه ونحن نشكره على ذلك حتى لا نضيع وقتنا فى تمنيات طيبة بالتغييرات.
يجب أن تصل رسالة جديدة إلى «ترامب».
صدقنا أنك ستوقف الحرب وتأتى بالسلام ولكن لا يجب أن يكون ذلك على حساب القضية الفلسطينية.
لو نفذت سياسة سفيرك «هاكابي» بشطب فلسطين من على الخريطة فإن الفوضى ستضرب المنطقة ولن تكون إسرائيل بعيدة عنها.
إن الاستقرار الذى تتحدث عنه لن يأتى بالسيطرة الإسرائيلية وإلا ستتكرر عملية طوفان الأقصى وسبعة أكتوبر سيواصل العد حتى ثلاثين أكتوبر.
لكن فى الوقت نفسه لم لا تخرج من المنطقة مبادرة جماعية (عربية وتركية وإيرانية) لمواجهة مخططات ومؤامرات باتت معلنة.
ألم يخرج «نتنياهو» على الجمعية العامة للأمم المتحدة بخريطة جديدة ليس فيها فلسطين؟
ألم يعد الحديث من جديد إلى امتداد دولة إسرائيل من النيل إلى الفرات؟
إن الحكومة الإسرائيلية القائمة حكومة دينية يمينية متطرفة تؤمن بتحويل النصوص التوراتية إلى نصوص سياسية.
وفى التوراة (سفر التكوين) عباراة تشير إلى أرض إسرائيل الكبرى:
«فى ذلك اليوم قطع الرب مع إبراهيم ميثاقا قائلا: لنسلك أعطى هذه الأرض من نهر مصر إلى النهر الكبير فى الفرات».
حسب هذا التصور فإن حدود إسرائيل تشمل كل أراضى فلسطين التاريخية بما فيها الضفة الغربية وغزة إلى جانب مرتفعات الجولان.
وهناك من يرى أن النص يسمح بالتمدد إلى أراضى دول أخرى.
ومن ثم فالوقوف فى وجه التهام فلسطين هو خطوة ضرورية لحماية دول أخرى حسب المثل الشائع:
«أكل الثور الأبيض يوم أكل الثور الأسود».
نتنياهو وسفير ترامب الجديد فى إسرائيل
ترامب ومايك هكابى
خريطة نتنياهو تضم الضفة وغزة والجولان سفر إسرائيل الكبرى
من النيل إلى الفرات أصبح نصا سياسيا شطب القضية الفلسطينية سيفجِّر فوضى شاملة فى المنطقة لن تنجو منها إسرائيل
ترامب لفريق الأحلام الذى اختاره لإدارته: لنجعل إسرائيل عظيمة مرة أخرى
عن «هآرتس» الإسرائيلية
لاحظ أن كل المرشحين كلهم يضعون نجمة داوود