ما السبب وراء دعوة زيلينسكي إلى الولايات المتحدة؟ في الإجابة عن هذا السؤال، كتب دميتري بوبوف، في "موسكوفسكي كومسوموليتس"، ما يلي:

 

هذه الحلقة الجديدة من مسلسل "جاء زيلينسكي إلى الولايات المتحدة ليطلب المال"، لم يعد من الممكن مشاهدتها بعد أن ضحك بايدن، ردًا على سؤال حول إمكانية انتصار أوكرانيا. نعم، كان ينبغي على زيلينسكي أن يغادر في تلك اللحظة بالذات، لكنه لا يستطيع ذلك، فهو مجرد أداة.

ولم يكن هو نفسه من جاء لتسول المال لأوكرانيا، بل أُمر بالقدوم ولعب الدور المسند إليه في العمليات الأمريكية الداخلية لتقاسم السلطة والميزانيات.

تحدث زيلينسكي مع أعضاء الكونغرس، وتحدث مع بايدن. وبعد ذلك، كان هناك مؤتمر صحفي. والخلاصة:

لم يغير زيلينسكي الرأي الراسخ لدى أعضاء الكونغرس، والذي صرحوا عنه بعد خطابه؛ والـ 200 مليون دولار التي تلقاها زيلينسكي من بايدن ليست شريحة جديدة. بل تزامن الزيارة معها مجرد لفتة جميلة. وكان من الممكن تحويل هذه الملايين على أية حال، دون قدوم زيلينسكي، لأنها مدرجة في الميزانية.

الفتور واضح. وأوكرانيا، التي بدت في البداية وكأنها أصل واعد، تحولت إلى أصل سام. ففي نهاية المطاف، "لا يوجد شيء جدي هنا سوى المال".

لكن المال لا يجدي أوكرانيا نفعا. لقد استنزف "خط سوروفيكين" وبطولة مقاتلينا إمكانات القوات المسلحة الأوكرانية. وأحرق ما يقرب من 100 مليار دولار من المساعدات العسكرية، دون إعطاء الولايات المتحدة أي "ربح". ولا أحد يحاول تخصيص 61 مليار دولار أخرى دون تردد على هذه الخلفية، في حين أصبحت أوكرانيا في حالة مؤسفة أكثر بكثير مما كانت عليه قبل الهجوم الفاشل.

ومع ذلك سيستمرون في إعطاء المال. ربما أقل، وربما ليس في يناير. بعد التداول الداخلي، يجري تحديد سيناريوهات ما قبل الانتخابات وتقويم المخاطر والربح المحتمل من الاستثمار في الحرب. وبالنظر إلى ضحك بايدن، فمن الواضح أن الجيش الروسي يمثل عاملاً أكثر أهمية هنا من زيلينسكي، الذي يمكنه أن لا يذهب إلى أي مكان. لكنه مضطر.

المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: الأزمة الأوكرانية العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا جو بايدن فلاديمير بوتين فلاديمير زيلينسكي كييف واشنطن الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

هل العنف السياسي غريب على الولايات المتحدة؟

تشهد الانتخابات الأمريكية حالة استقطاب عنيف جداً وتوترات وطنية أسفرت عن محاولتين لاغتيال الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، وانسحاب رئيس بايدن من السباق، وهجمات خطابية شرسة، مما يدفع للتساؤل هل سبق للولايات المتحدة أن شهدت انتخابات مثل هذه؟

تضاعفت التهديدات ضد أعضاء الكونغرس عشرة أضعاف

وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن بعد أن أطلق مسلح النار على أذن دونالد ترامب وقتل شخصاً في 13 يوليو (تموز) إن "فكرة وجود عنف سياسي أو عنف في أمريكا مثل هذا أمر غير مسبوق".

وكرر هذا الشعور يوم الأحد، بعدما قال مكتب التحقيقات الفيدرالي إنه يحقق في محاولة "واضحة" لاغتيال ترامب في ملعب الغولف الخاص به في فلوريدا.
لكن صحيفة "التايمز" تقول إن هذا ليس استثناءً في السياسة الأمريكية. إنه أمر مألوف للغاية بشكل مخيف.
ومنذ المعارك الرئيس الثاني للولايات المتحدة جون آدامز والرئيس الثالث توماس جيفرسون، كانت الحملات الانتخابية في الولايات المتحدة سيئة السمعة بسبب الخطاب الفاضح واحتمالات الفوضى.
ففي انتخابات عام 1800، كانت الهجمات الشخصية بين أتباع المتنافسين عنيفة للغاية، إذ وُصف فوز جيفرسون بأنه سيؤدي إلى "تعليم وممارسة القتل والسرقة والاغتصاب والزنا وزنا المحارم علناً"، بينما اتُهم آدامز بأنه "متشدد مثير للاشمئزاز" وله "شخصية خنثوية بشعة".

كما أشارت الصحيفة إلى أن العنف السياسي ليس جديداً في الولايات المتحدة، إذ اغتيل أربعة من بين 45 رئيساً، وتعرض 16 آخرون لمحاولات اغتيال. 

"There is no place for political violence in America"
- What Every Anti-America Dem/Rhino is Parroting

This is the Reality ???????????????????????? pic.twitter.com/Sr0kt4OajN

— D. Valory ✞???????????? Ⅹ (@DsJ0URNEY) July 14, 2024

وكان التعديل الأول للدستور علامة بارزة في السياسة الديمقراطية التي دافعت عن حقوق الأمريكيين في التعبير عن آرائهم، وكثيراً ما تم اختباره إلى أقصى حدوده في الحملات السياسية.

وفيما دعا ترامب - في البداية على الأقل - إلى الوحدة بعد المحاولة الأولى لاغتياله، فقد خرج ليلقي باللوم على منافسيه الديمقراطيين ويستخدم المحاولة الأخيرة كصرخة حاشدة حزبية، قائلاً: "خطابهم يتسبب في إطلاق النار علي، بينما أنا من سينقذ البلاد وهم الذين يدمرون البلاد".
ويلقي الجمهوريون باللوم على بايدن لأنه ذهب بعيداً في وصف ترامب مراراً وتكرارًا بأنه تهديد للديمقراطية ووصف فلسفته بأنها "شبه فاشية".
وتضاعفت التهديدات ضد أعضاء الكونغرس عشرة أضعاف بين عامي 2016 و2021، بينما ارتفع الإنفاق على الأمن الشخصي في الكونغرس خمسة أضعاف بين عامي 2020 و 2022، وفقاً لبحث تم الاستشهاد به في Threats as Political Communication، وهي ورقة بحثية من تأليف ناثان كالمو وليليانا ماسون.
الواقع أن العديد من المراقبين، مثل مستشار الأمن القومي السابق لترامب هربرت ماكماستر في كتابه "في حرب مع أنفسنا"، ألقوا بعض اللوم في الأجواء المحمومة اليوم على الشائعات والإهانات التي تشتعل بسرعة كبيرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وتقدم إيلون ماسك، الملياردير المالك لموقع "إكس"  الذي رد على منشور يسأل "لماذا يريدون قتل دونالد ترامب؟" بكتابة "لا أحد يحاول حتى اغتيال بايدن-كامالا"، مع رمز تعبيري لوجه مفكر. ثم أدرك أنه ذهب بعيداً وحذف المنشور.

لكن هذه الانتخابات لن تصبح أكثر هدوءاً.

والسبب الآخر وراء هذه الأجواء المتقلبة هو شخصية ترامب نفسه، الذي بنى حياته المهنية في مجال الأعمال على عقلية الفوز بأي ثمن.
وكانت حملة عام 2024 استثنائية ولكنها ليست بعيدة عن التوترات التي شهدها عام 1968، عندما انسحب الرئيس جونسون، وقُتل روبرت كينيدي بالرصاص بعد فوزه في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي في كاليفورنيا، وكانت هناك احتجاجات في المؤتمر الوطني للحزب في شيكاغو.

مقالات مشابهة

  • ماذا سيبحث مع بايدن؟.. بن زايد في أول زيارة رسمية إلى الولايات المتحدة منذ توليه رئاسة الإمارات
  • الولايات المتحدة: الروس يخططون لتسليح الحوثيين لأننا ازعجناهم في أوكرانيا
  • الولايات المتحدة تهنئ اليمن على الريادة في الشرق الأوسط
  • حماس ترحب بقرار الأمم المتحدة بشأن الاحتلال.. انتصار مهم للشعب الفلسطيني
  • البيت الأبيض: الولايات المتحدة لم تشارك في الهجمات التي شهدها لبنان أمس واليوم
  • هل العنف السياسي غريب على الولايات المتحدة؟
  • زيلينسكي: روسيا استخدمت أكثر من 640 صاروخًا باليستيا ضد أوكرانيا
  • زيلينسكي: "وعود ترامب" لحل الحرب في أوكرانيا مجرد شعارات انتخابية
  • واشنطن: الولايات المتحدة ليست مستعدة لرفع القيود المفروضة على أوكرانيا
  • يقدم خطة لتحقيق "النصر".. زيلينسكي يطالب شركاء أوكرانيا بمزيد من الأسلحة