مع تزايد عدد الشهداء نتيجة العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة منذ السابع من شهر أكتوبر، كشفت المخابرات الأمريكية إلى أن ما يقرب من نصف الذخائر التي استخدمتها إسرائيل في غزة منذ بدء الحرب كانت قنابل غير موجهة، وهي نسبة يقول بعض خبراء الأسلحة إنها تساعد في تفسير العدد الهائل من الشهداء المدنيين، بحسب «واشنطن بوست».

أطلق جيش الاحتلال الإسرائيلي أكثر من 29 ألف قذيفة أرض جو على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر، وكان 55 إلى 60% منها فقط موجهة بدقة، بحسب مكتب مدير العمليات في الجيش الإسرائيلي، أما باقي القذائف كانت غير موجهة، وتعرف بالقذائف أو القنابل الغبية، وفقًا لما قاله شخصان مطلعان على التقييم، تحدثا لـ«واشنطن بوست»، وطلبا عدم كشف هويتهما.

القنابل غير الموجهة «الغبية» تشكل مصدرًا كبيرًا للقلق

استخدام قوات الاحتلال الإسرائيلي لهذا العدد الكبير من القنابل غير الموجهة «الغبية»، يشكل مصدر قلق كبير، وسط دعوات للتخفيض الفوري من الوفيات في صفوف المدنيين الفلسطينيين.

بريان كاستنر، كبير مستشاري الأزمات ومحقق الأسلحة في منظمة العفو الدولية، قاله أنه من الصعب التمييز بين الأهداف العسكرية المشروعة والمدنيين، مضيفًا أنه يجب على الجيش الإسرائيلي أن يستخدم أدق الأسلحة المتوفرة لديه وأن يستخدم أصغر سلاح مناسب للهدف.

إسرائيل تستخدم أسلحة كبيرة جدًا

وقال «كاستنر» إن إسرائيل تستخدم أسلحة كبيرة جدًا جدًا، لافتًا إلى أنهم يستخدمون هذه الأسلحة في مناطق مكتظة بالسكان، فحتى لو أصابت هدفًا عسكريًا، فمن المرجح أن تقتل المدنيين في مكان قريب.

وذكرت صحيفة «واشنطن بوست» إلى أن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية مات ميلر قال عندما سُئل عن استخدام «القنابل الغبية»: «ليس في وضع يسمح لي بتقديم حُكم في هذا الشأن، هناك طرق مختلفة يمكنك من خلالها استخدام أي عدد من الذخائر».

أكثر من 18 ألف شهيد في غزة منذ العدوان

وبحسب ما أعلنته وزارة الصحة الفلسطينية، فوصل عدد الشهداء إلى أكثر من 18700 شهيدًا، من بينهم 7875 طفلًا، وذلك منذ بدء العدوان في السابع من شهر أكتوبر.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: غزة قطاع غزة القنابل غير الموجهة الأحداث في قطاع غزة شهداء غزة غزة منذ

إقرأ أيضاً:

ترامب بين الكرسي الباباوي ونوبل.. منافسة على رسول القنابل الرحيم!

 في عالم يبدو أن كل شيء فيه ممكن، يطل علينا دونالد ترامب كبطلٍ للسلام لا مثيل له -أو هكذا يحب أن يصف نفسه-.

فمنذ ولايته الأولى (2017-2021)، مرورًا بفترة بايدن (2021-2025)، وصولًا إلى عودته المبهرة في ولايته الثانية عام 2025، يبدو أن ترامب قد أعاد كتابة قاموس السلام بطريقة تجعلك تتساءل: هل نحن نعيش في كوميديا سوداء أم أن هذا هو الواقع الجديد؟ أكتب هذا المقال الساخر وأنا كمن يختنق من الفرح، ويضحك من الألم.

وأحاول أن أتصور أن جائزة نوبل للسلام والكرسي الباباوي يتنافسان على ترامب، ذلك الرجل الذي يحب القنابل بقدر ما يحب الكاميرات، فهي أكثر الأشياء سخرية.

لذا لنرى كيف أصبح ترامب رمزا للتسامح والعدل حتى ينادى بالحصول على جائزة نوبل للسلام أو أن يصبح بابا للفاتيكان خلفا للراحل البابا فرنسيس.

ترامب ليس مجرد رئيس، بل هو ظاهرة، في ولايته الأولى، أذهل العالم بدبلوماسيته عندما هدد كوريا الشمالية بـ«النار والغضب»، ثم قرر أن يتبادل رسائل الحب مع كيم جونج أون.

ويا لها من رومانسية سياسية! وبعد أن غادر السلطة لصالح بايدن، عاد في 2025 ليثبت أن السلام على طريقته لا يزال ممكنًا، لكنه سلام يشبه إلى حد كبير طعن شخص بسكين في قلبه ثم مطالبته بأن يقول شكرًا!

في ولايته الثانية، برز سلام ترامب بشكل لافت واضح عيانا بيانا، فقد رفض الرجل تسليح إسرائيل بقنابل وصواريخ محرمة دوليًا لقصف أطفال ونساء وعجائز غزة ليل نهار -ربنا يسامحني على الكذبة دي- وما تستخدمه إسرائيل هي أسلحة هبطت عليها من السماء أو وجدتها في كنز من كنوز علي بابا، فها هي تواصل قصف غزة بلا هوادة، بينما الرئيس السابع والأربعين للولايات المتحدة يصفق في مكتبه البيضاوي ويقول إنه «يحب السلام».

حمامة السلام رفض أيضًا ضرب اليمنيين لمجرد أنهم يساندون الفلسطينيين وأعلنوا صراحة وقف استهدافهم للسفن التابعة للاحتلال فور توقف حرب الإبادة على القطاع، ولكن رد بطريقته المفضلة: القصف! نعم، هذا هو السلام الذي يبشر به، قصف الجميع حتى يصمتوا، ثم الادعاء بأنه أحل السلام. يا له من عبقري!

جائزة نوبل للسلام تطارد ترامب منذ سنوات، وهو لا يتوقف عن التباهي بأنه يستحقها، في 2020، رُشح للجائزة بسبب اتفاقيات إبراهام، وفي 2025 عاد ليذكّر العالم بأنه رجل السلام الذي يستحق التكريم.

لكن دعني أسأل: أي سلام هذا؟ هل هو السلام الذي يأتي مع العقوبات القاسية على جميع الدول المعارضة لأفكاره وسياساته ومصالحه؟ أم السلام الذي يتحقق بإرسال المزيد من الأسلحة إلى مناطق الصراع بينما يدعي أنه ضد الحرب؟ ترامب يرى نفسه بطلًا، لكن بالنسبة لي، هو أشبه بممثل كوميدي يحاول أن يقنعنا بأن القنابل هي في الواقع باقات ورد!

ومن ناحية أخرى، يبدو أن الكرسي الباباوي قد وجد في ترامب تجسيدًا للخير والمحبة، فبعد وفاة البابا فرانسيس، قال ترامب إنه يفكر في أن يصبح البابا القادم.

أحاول تخيل ترامب في رداء البابا، يبارك العالم بينما يهدد باحتلال جرينلاند أو فرض رسوم على قناة بنما! ترامب، فهو يدعي أنه يرفض ابتزاز الدول، هو نفسه الرجل الذي تفاخر لفرض رسوم جمركية خيالية على جميع الدول، لكنه بالطبع رجل التسامح، أليس كذلك؟ أظن أن الفاتيكان يحتاج إلى مراجعة مفرداته عن القيم والمبادئ التي ينادي بها ليكون مهيئا لاستقبال البابا الجديد.

ترامب يحب أن يتحدث عن السلام من خلال القوة، وهي فكرة تبدو رائعة حتى ترى تطبيقها، في ولايته الثانية، زاد الغارات على اليمن، وهدد إيران بضربات عسكرية، ودعم إسرائيل بكل قوة، وهدد كندا والصين وروسيا وبنما و.......

لكنه في الوقت نفسه يدعي أنه يريد إنهاء الحروب، إنه مثل شخص يحرق منزلًا ثم يطلب جائزة لأنه أطفأ الحريق الذي تسبب فيه! لا يرى أي تناقض في أفعاله، لأنه يعيش في عالم خاص حيث القصف يعني الحب، والتهديد يعني السلام.

في النهاية، نحن أمام مشهد كوميدي، حيرة كبيرة بين جائزة نوبل للسلام والكرسي الباباوي على الفوز بـ ترامب، «بطل السلام» الذي يحمل صاروخًا في يد ويلوح بغصن زيتون في اليد الأخرى.

لكن دعني أقول شيئا: إذا كان هذا هو السلام الذي يحلم به ترامب، فأنا أفضل أن أعيش في فوضى! ربما يستحق ترامب جائزة، لكن ليست للسلام، بل لقدرته على جعلنا نضحك بينما العالم يحترق.

وأما عن كونه البابا، فأظن أن الفاتيكان سيصبح «ترامب كازينو» قبل أن يصبح مكانًا للصلاة، لأن الرئيس الأمريكي هو السخرية التي لم نكن نعلم أننا بحاجة إليها!

مقالات مشابهة

  • المخابرات المركزية الأمريكية تدعو الصينيين في مقطعي فيديو للتجسس لصالحها
  • وكالة المخابرات المركزية الأمريكية تنشر فيديوهات تهدف إلى تجنيد تجنيد معارضين صينيين للتجسس
  • أونروا: التعليم في غزة يُواجه شللًا كبيرًا بسبب القصف الإسرائيلي
  • ترامب بين الكرسي الباباوي ونوبل.. منافسة على رسول القنابل الرحيم!
  • نصف مليون جندي و8 ملايين طن من القنابل.. لماذا هُزمت أمريكا في فيتنام؟
  • الرواية اليمنية لسقوط الـ«F-18»… ضربة عسكرية ورسالة استراتيجية تعمّق الورطة الأمريكية
  • سقوط الـ«F-18»… إنذار مدوٍّ بعمق الورطة الأمريكية في اليمن
  • ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين في العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة إلى 51.400 شهيدٍ
  • ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 52,400 شهيد و 118,014 مصاباً
  • نصف مليون جندي و8 ملايين طن من القنابل.. لماذا هُزمت أميركا في فيتنام