الثورة نت:
2025-03-19@18:41:25 GMT

اليمن يوسع دائرة الحصار البحري على “إسرائيل”

تاريخ النشر: 15th, December 2023 GMT

 

بعد سلسلة من العمليات العسكرية اليمنية النوعية ضد سفن العدو الإسرائيلي، تذهب القوات المسلحة اليمنية لتوسيع دائرة الحظر والمنع البحري، بتهديدها استهداف أيّ سفينة تبحر باتجاه موانئ الكيان المؤقت، وقد وضعت معادلتها الجديدة على قاعدة الغذاء والدواء مقابل مرور السفن.
المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية العميد يحيى سريع هدّد مساء السبت، بـ “منع مرور السفن المتجهة إلى الكيان الصهيوني، من أي جنسية كانت”، موسّعاً دائرة التهديد لتشمل البحرين الأحمر والعربي، مؤكداً أن القوات المسلحة ستنفّذ القرار من لحظة صدوره، ما لم “تدخل قطاع غزة حاجته من الغذاء والدواء”.


وقد جاء هذا التهديد بعد أن أفشلت واشنطن قراراً في مجلس الأمن بوقف إطلاق النار في غزة، وأعلنت عن صفقة جديدة من السلاح لـ “إسرائيل” لمواصلة جرائم الإبادة المستمرة منذ أكثر من شهرين في غزة، ليؤكد عدداً من الرسائل ويثبت عدداً من معادلات الرد والردع على استمرار العدوان والحصار الأمريكي الإسرائيلي، ويمكن أن نلخّص تلك الرسائل على النحو التالي:
– توسيع دائرة الاستهداف لتشمل كلّ السفن ومن كلّ الجنسيات والدول والشركات المتعاملة مع العدو الإسرائيلي، بمعنى أن العمليات لم تعد حكراً على العدو الإسرائيلي وسفنه فقط.
– توسيع مسرح العمليات ليشمل البحرين الأحمر والعربي على امتداد 2500 كيلومتر، وصولاً إلى أعالي البحار (المحيط الهندي).
– تدشين معادلة الحصار مقابل الحصار، حصار السفن الإسرائيلية والتي تتعامل مع “إسرائيل”، في مقابل الحصار المفروض على غزة، على قاعدة المرور مقابل الغذاء والدواء، وبما يلبّي الاحتياج الإنساني في غزة.
– فرض حصار بحري تجاري واقتصادي وعسكري على الموانئ في فلسطين المحتلة.
– المعادلة تأتي رداً عملياً على خطوة واشنطن بإفشال مشروع قرار وقف إطلاق النار في غزة بحقّ النقض الفيتو في مجلس الأمن، وعلى جرائم الإبادة الإسرائيلية والحصار المفروض على غزة.
– إبطال مفاعيل التخويف الأمريكي الإسرائيلي للمجتمع الدولي بـ “تهديد الملاحة الدولية”، وإفشال مساعيهما لتشكيل تحالف إقليمي دولي بحري ضدّ اليمن.
هذه المعادلة بما تحمله من رسائل، حظيت منذ اللحظات الأولى بتأييد شعبي واسع، عبّرت عنه المسيرات الليلية العفوية في العاصمة صنعاء ومختلف المدن اليمنية، كما حظيت أيضاً بمباركة الأحزاب والمكوّنات السياسية اليمنية، ورحّبت بها وثمّنتها فصائل المقاومة الفلسطينية باعتبارها “خطوة متقدّمة، وموقفاً عربياً وإسلامياً أصيلاً، في لحظة تاريخية”، و”قراراً شجاعاً وجريئاً ينتصر لدماء شعبنا في قطاع غزّة، ويقف ضدّ العدوان الصهيو-أميركي الذي يمعن في حرب الإبادة الجماعية واستهداف مقوّمات الحياة الإنسانية”.
ما ينبغي التوقّف عنده أن هذه المعادلة قابلة للتحقّق والتنفيذ، فالقيادة في اليمن وعبر القوات المسلحة تهدّد وتنفّذ (قول وفعل)، ونحن أمام سلسلة من العمليات الناجحة والمؤثّرة إنْ بالاستهداف العسكري كما حصل باستهداف سفينتي “يونِتي إكسبلورر” و”نمبر ناين” مطلع هذا الشهر 3 كانون الأول/ديسمبر 2023، أو عبر تنفيذ عمليات استيلاء معقّدة على السفينة “غالاكسي” على بُعد 1200 كم، بمحاذاة المياه الإقليمية اليمنية، رغم صعوبة الأحوال الجوية وحركة الأمواج البحرية التي تسبّبت وفق مصدر عسكري مطلّع بـ “تحطّم بعض القوارب البحرية وهي في طريقها إلى السفينة “غالاكسي”، ورغم كل ذلك نجح المنفّذون الذين تدرّبوا طيلة عامين على عمليات من هذا النوع في اقتياد السفينة بكفاءة واقتدار إلى سواحل اليمن، لتتحوّل إلى منتجع سياحي يرتاده اليمنيون بمختلف فئاتهم.
إذاً نحن أمام قوة إقليمية أثبتت جدارتها بالأفعال لا بالأقوال، وأثبتت السنوات الماضية قدرتها وقوتها، وخبِرها الأعداء في مختلف الميادين، والأوساط الصهيونية تدرك هذه الحقيقة، وتدرك أيضاً أن هذه المعادلة تشكّل “معضلة” لـ “إسرائيل” بحسب توصيف صحيفة يديعوت أحرنوت، ذلك أنها تفرض حصاراً بحرياً فعلياً سيضرّ بالكيان، وقد بدأت مفاعيل ذلك بإدخال ميناء إيلات في حالة شلل شبه تام، وضرب الاقتصادي الإسرائيلي والحركة التجارية، والمعضلة الأكبر أن العدو يعيش مرحلة أزمة خيارات في الرد على هذه المعادلة، لاعتبارات أهمها:
– العدو يعيش أزمة خيارات ويرى أنّ أيّ إجراء سيخدم صنعاء ويشتّت جهوده في غزة، حيث لا يزال غارقاً منذ شهرين من دون تحقيق أي صورة نصر.
– أيّ ردّ أمريكي أو إسرائيلي في البحر الأحمر تحديداً سيحوّله إلى بؤرة نزاع مؤثّرة ليس فقط على الملاحة الإسرائيلية، بل ستمتد تداعياته إلى كل دول العالم بما يمثّله باب المندب من شريان حيوي لإمدادات الطاقة العالمية يمر عبره 6.2 مليون برميل من النفط يومياً و10 % من التجارة العالمية، وأي توتر أو نزاع عسكري سيدخل الدول الغربية في أزمة طاقوية كارثية على أبواب هذا الشتاء.
– أيّ ردّ من القواعد الأمريكية في دول الخليج، سيمثّل هو الآخر تهديداً لمنابع الطاقة، لأنّ اليمن لا يمكن أن يقف مكتوف اليدين تجاه أي عمل عدائي من أي مكان كان، والعبرة من ضربة بقيق وخريص، كما أن الولايات المتحدة ليست مستعدة للمغامرة بمصالحها وقواعدها العسكرية.
وهذا لا يعني أننا نستبعد أن يُقدم العدو على أي حماقة، مع ذلك لا يزال الأمر محط نقاش وخلاف عميقين داخل كيان العدو الإسرائيلي، بين من يطالب بالرد “حتى لا يتمادى الحوثيون”، ومن يرفضه “حتى لا يستفيد الحوثيون”، وجزء ثالث يراهن على عمل عسكري أمريكي ما، ويبدو أن نتنياهو يقف بين بين، بين من يهدّد وبين من يعوّل، فبحسب ما نقلته القناة الـ 13 فإن نتنياهو، “أخبر بايدن وشولتس أن “إسرائيل ستتصرّف عسكرياً إن لم تُتخذ إجراءات ضد الحوثيين”، على أنّ صنعاء تنتظر بفارغ الصبر وهي مستعدة لكل الخيارات.
صحيح أن لدى “إسرائيل” طائرات يمكن أن تصل الى اليمن وتنفّذ ضربات جوية، وهي شاركت بالفعل في العدوان على اليمن خلال السنوات التسع الماضية، لكن أي حماقة من هذا النوع في ظل هذا التوقيت لن تنهي التهديد اليمني للسفن الإسرائيلية ومن يتعامل معها، بقدر ما ستوسّعه من ناحية، وتحوّل البحر الأحمر وباب المندب إلى جحيم، وتزيد من فرص اندلاع حرب إقليمية أوسع، وهذا ما لا تريده أمريكا بالنظر إلى ما أشرنا اليه سابقاً.
الخلاصة أن العدو الإسرائيلي سيكون الخاسر الأكبر، سواء بلع الضربات البحرية أو رد عليها، ولا فكاك له من القبول بالمعادلة القائمة: فكّ الحصار مقابل الحصار، ووقف العدوان مقابل وقف العمليات العسكرية اليمنية، على أن مصير السفينة “غالاكسي” بات بحسب ما أعلنته القيادة اليمنية بتصرّف المقاومة الفلسطينية وورقة تفاوضية تفعل بها ما تريد، وهي بمثابة عهدة لدى اليمن، إلى أن ينتهي العدوان على غزة وتنتهي جرائم الإبادة بحقّ سكانها، وأقصى ما يمكن أن يفعله الأمريكي في هذا التوقيت هو فرض العقوبات، وربما إعادة تصنيف أنصار الله كـ “جماعية إرهابية” وممارسة الضغط عبر برامج المساعدات الإنسانية.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

وزير الدفاع: القوات المسلحة اليمنية جاهزة لتطوير المواجهة بما يتناسب مع حجم التحدي ومع أي موقف طارئ

الثورة نت/..
أكد وزير الدفاع والإنتاج الحربي اللواء الركن محمد ناصر العاطفي، أن القوات المسلحة وقوتها الصاروخية وطيرانها المسير وقوتها البحرية في أعلى درجات الجهوزية والاستعداد العسكري للانطلاق بالمهام السيادية والوطنية والعربية والإسلامية.

وأوضح اللواء العاطفي أن جاهزية واستعداد القوات المسلحة اليمنية يأتي إسنادًا للأشقاء في غزة وتنفيذ الحصار البحري على سفن الكيان المؤقت في البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن والبحر العربي والتنفيذ المتكامل والمتواصل والقوي لتوجيهات قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي لتأديب الصهاينة الذين ما يزالون يصرون على حصار غزة وتجويع أطفالها ونسائها وشيوخها.

وقال “إن القوات المسلحة بكافة مستوياتها القيادية والقتالية والتسليحية قد اتخذت كافة الإجراءات والتدابير العسكرية المناسبة لإنجاز هذه المهمة المصيرية وذلك بعد انتهاء المهلة التي منحها قائد الثورة للكيان الصهيوني برفع حصاره عن غزة والسماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين لها”.

وأشار إلى أن المستويات الاستخبارية وطنيًا وإقليميًا ودوليًا تحركت وتقصت الحركة الملاحية للسفن الصهيونية وحددت قواعد بيانات دقيقة للأهداف الصهيونية المرصودة في مجال العمليات القادمة للتعامل معها بما تفرضه متطلبات المعركة البحرية الشاملة والفاعلة والمؤثرة وإجبار الكيان الصهيوني ومن يسانده إلى الرضوخ للقوانين والاتفاقيات الدولية بما في ذلك اتفاقيات الهدنة التي وقعها الكيان بضمانة الوسطاء وبدأ ينقض العهود والمواثيق والاتفاقيات ويخل بها ويتحايل عليها.

وأضاف “سبق لليمن أن وجه تحذيراته المعلنة بأنه لن يكون مضطراً للصمت حيال تمادي العدوان الصهيوني في بطشه وتجويعه وحصاره الجائر لأبناء الشعب الفلسطيني في غزة وأنه سيقابل الحصار بالحصار والتصعيد بالتصعيد والبادئ أظلم وإن عدتم عدنا”.

ووجه وزير الدفاع تحذيراته لكل من يُساند الكيان الصهيوني أو من يُبادر إلى توفير حماية بحرية للملاحة الصهيونية .. وقال “إن الإرادة القتالية في القوات المسلحة اليمنية في أعلى مستوياتها وأن القدرات اللوجستية العسكرية والتكتيكية المتوفرة كافية لإدارة معارك بحرية طويلة الأمد وبأساليب جديدة ستصيب الأعداء بالذهول”.

ولفت إلى أن اليمن رغم تمسكه بالسلم واحترامه للأعراف الدولية، لن يقف موقف المشاهد عن بُعد للمذابح والمجازر البشعة التي يرتكبها الكيان الصهيوني بحق المدنيين والتي تفاقمها سياسة التجويع والإبادة الجماعية بالحصار الخانق وتجاوزت كل الأعراف والقوانين الدولية والسماوية.

وبين الوزير العاطفي أن قرار اليمن كان محدداً بمنع السفن الصهيونية المارة عبر البحر الأحمر ومضيق باب المندب وخليج عدن والبحر العربي دون غيرها .. مشيرًا إلى أن القرار اليمني الصريح لم يُهدد الملاحة البحرية الدولية في منطقة العمليات.

وأفاد بأن قوى العدوان الأمريكي عمدت إلى شن عدوانها وغاراتها العمياء على اليمن مستهدفة الأحياء السكنية والأعيان المدنية، لتؤكد للعالم أجمع مدى مساندتها ودعمها وانحيازها ووقوفها الى جانب الكيان الصهيوني الذي يُمارس سياسة التجويع ضد المدنيين العزل في غزة، مستخدمًا الحصار كسلاح لمواصلة جرائم الإبادة الجماعية التي انتهجها طيلة 15 شهرًا بمشاركة أمريكية وبدعم سياسي وعسكري شامل من واشنطن.

وتابع “أن اليمن لن يكل أو يمل عن إسناد غزة والحصار لسفن الكيان الصهيوني وأنه لا مفر من المواجهة في نطاق العمليات المعلنة مع أعداء الأمة والإسلام والإنسانية ولا تراجع عن المواقف المبدئية والثابتة وسيظل اليمن بقيادته الحكيمة وإرادته الصلبة سداً يمانياً قوياً منيعاً حتى يتم إنصاف الشعب الفلسطيني وإنهاء معاناته التي تفاقمت بسبب حصاره المتوحش والصمت العربي والدولي المخزي”.

وأكد اللواء العاطفي، “أن المعركة البحرية اليوم باستهداف حركة الملاحة الصهيونية بعد تعنته وانتهاكه لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة وإصراره على محاصرة أهالي غزة وانتهاء المهلة التي منحها السيد القائد وإعلان القوات المسلحة اليمنية ببدء سريان الحصار البحري لسفن الكيان الزائل، ليس كما قبلها سواءً من حيث قوة الصواريخ ودقتها وقدرتها التدميرية الأوسع والطيران المسير ذات المدى البعيد والمحلق لساعات طويلة أو من خلال الزوارق والغواصات المسيرة ذات التطور التكنولوجي العالي وغيرها من المفاجآت غير السارة للأعداء والأيام بيننا”.

وجدّد تأكيده على أن العدو الصهيوني إذا لم يرضخ ويرفع حصاره على أبناء غزة، فإن القوات المسلحة جاهزة لتطوير المواجهة بما يتناسب مع حجم التحدي ومع أي موقف طارئ.

واختتم وزير الدفاع تصريحه بالقول “نعدهم وعد الصادقين أن كل منطقة حساسة وكل منشأة استراتيجية وكل هدف نوعي لن يكون بعيداً عن أيدينا وعن أعيننا فلقد أعددنا لكل هدف عدته وهيأنا الإمكانات المطلوبة للقيام بما خططنا له وننوي تنفيذه إن استمر العدوان وتواصل الحصار”.

مقالات مشابهة

  • “هيومن رايتس”: “إسرائيل” ارتكبت جرائم حرب وضد الإنسانية في قطاع غزة
  • حماس: العدوان على غزة حكم بالإعدام على الأسرى “الإسرائيليين”
  • رابطة علماء اليمن تدعو الأمة للاستنفار إزاء استئناف العدوان الإسرائيلي على غزة
  • مصر تقدم مقترحاً.. “وقف فوري للنار في غزة مقابل أسرى”
  • حكومة أبوظبي تُسرع استراتيجيتها الرقمية بشراكة رئيسية بين “مايكروسوفت” و “جي 42”
  • “البلديات والنقل” تطلق “مشروع حلول الإسكان الميسّر” في أبوظبي
  • من بدر الأمس إلى ابن البدر اليوم: اليمن في مواجهة العدو الإسرائيلي والعدوان الأمريكي
  • “أنصار الله” ترد على ترامب: سنقابل الحصار بالحصار والتصعيد بالتصعيد والبادئ أظلم
  • وزير الدفاع: القوات المسلحة اليمنية جاهزة لتطوير المواجهة بما يتناسب مع حجم التحدي ومع أي موقف طارئ
  • عدوان ترامبي على صنعاء يوسع أهدافنا؟