عائلات في غزة تتسول الخبز مع شح المساعدات
تاريخ النشر: 15th, December 2023 GMT
تحدث سكان في غزة عن التسول للحصول على الخبز ودفع ثمن علبة واحدة من الفاصوليا بزيادة نحو 50 مثلا عن المعتاد وذبح حمار لإطعام أسرة، فيما لم تتمكن شاحنات المساعدات الغذائية من الوصول إلى معظم أنحاء القطاع الفلسطيني الذي يتعرض للقصف، حسبما جاء في تقرير لرويترز.
وتقصف إسرائيل قطاع غزة سعيا لتحقيق هدفها المتمثل في تدمير حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس)، مما يجعل من المستحيل تقريبا على قوافل المساعدات التحرك والوصول إلى الأشخاص الذين يعانون من الجوع.
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أمس الخميس إن عمليات توزيع محدودة للمساعدات تجري في منطقة رفح القريبة من الحدود مع مصر حيث يعيش الآن ما يقرب من نصف سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة.
وأضاف «في بقية أنحاء قطاع غزة، توقف توزيع المساعدات إلى حد كبير، بسبب شدة الأعمال العدائية والقيود المفروضة على الحركة على طول الطرق الرئيسية».
وقال عبد العزيز محمد (55 عاما)، وهو نازح من مدينة غزة يقيم هو وعائلته وثلاث عائلات أخرى بمنزل أصدقاء في الجنوب حيث يبلغ عددهم الإجمالي حوالي 30 شخصا «مساعدات، اي مساعدات ؟ احنا بنسمع عنها بس ما بنشوفهاش».
وأضاف عبر الهاتف «أنا كان عندي بيت كبير وثلاجتين مليانين بكل أنواع الأكل، وعندي كهربا ومياه معدنية، بعد شهرين من الحرب صرت باشحت كم رغيف خبز».
ومضى قائلا «هاي حرب تجويع، إسرائيل طلعتنا من بيوتنا، ودمروا بيوتنا وأعمالنا وخلونا ننزح على الجنوب، يعني يا بنموت تحت قنابلهم أو من الجوع».
وقال المدير العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) أمس الخميس إن الجوعى يوقفون شاحنات المساعدات التابعة للأمم المتحدة لأخذ الطعام وتناوله على الفور.
وفي شمال غزة، الذي تحمل وطأة الهجوم العسكري الإسرائيلي خلال المرحلة الأولى من الحرب بين السابع من أكتوبر وبدء الهدنة في 24 نوفمبر، استؤنف القتال العنيف ولم تصل أي مساعدات إلا بالكاد منذ انتهاء الهدنة في أو ديسمبر.
وقال يوسف فارس، وهو صحفي من جباليا في الشمال، إن السلع الأساسية مثل الدقيق أصبح من الصعب للغاية العثور عليها الآن، مما أدى إلى ارتفاع الأسعار بمقدار 50 إلى 100 مثل مقارنة بما كانت عليه قبل الحرب.
كتب فارس في تدوينة يوميات على فيسبوك «أنا الآن في جباليا. الناس هنا تموت من الجوع. صباح اليوم قمت بجولة بحثا عن رغيف خبز واحد فلم أجد، ما هو متبقي في الشوارع، هو حلوى الأطفال وقليل من معلبات الفول التي تضاعف سعرها خمسين مرة».
وأضاف «رأيت من ذبح حمارا ليطعم بلحمه المئات من أفراد عائلته الذين نزحوا إليه، سعر كيس الطحين إن وُجد ألف شيقل».
وتدخل جميع شاحنات المساعدات إلى غزة عبر معبر رفح الحدودي مع مصر، لكن يتعين أولا تفتيشها من قبل إسرائيل. ومنذ أن بدأت عمليات توصيل المساعدات في 20 أكتوبر، تجرى عمليات تفتيش عند معبر نيتسانا بين إسرائيل ومصر، مما يجبر الشاحنات على الالتفاف من رفح إلى نيتسانا والعودة، مما يتسبب في اختناقات.
ومنذ أمس الأربعاء، بدأت إسرائيل عمليات تفتيش إضافية في موقع آخر، وهو معبر كرم أبو سالم بين إسرائيل وغزة، وهو ما قال مسؤولو الإغاثة إن من شأنه أن يحد من الاختناقات.
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: قطاع غزة سكان في غزة المساعدات الغذائية
إقرأ أيضاً:
في اليوم الثاني من قوف إطلاق النار..وصول المساعدات إلى غزة سيستغرق وقتاً
أكد رئيس لجنة الإنقاذ الدولية ديفيد ميليباند الإثنين، أن تدفق المساعدات إلى غزة قد يستغرق وقتاً، قبل أن يزيد، وذلك مع استمرار دخول شاحنات الإغاثة للقطاع في اليوم الثاني من اتفاق وقف إطلاق النار.
وينص الاتفاق على السماح بإدخال 600 شاحنة مساعدات إلى غزة يومياً، 50 منها محملة بالوقود، في المرحلة الأولى التي تستمر 6 أسابيع.وقال ميليباند لرويترز في لندن: "إنها خطوة كبيرة للأمام.أخشى أن يستغرق الأمر بعض الوقت. نريد أن نسرع وتيرة إدخال المساعدات في أسرع وقت ممكن".
وأشار إلى أن لجنة الإنقاذ الدولية تركز بشكل خاص في غزة على تقديم المياه وخدمات الصرف الصحي للسكان وحماية الأطفال وغير ذلك من خدمات الرعاية الصحية. وأضاف "ما يهم هو الدواء الذي يصل، والماء... والوقود... وموظفو الإغاثة... وإذا كان كل ذلك سيصل بأمان"، في إشارة إلى النهب والتهديدات الأمنية التي كانت تحد من وصول المساعدات إلى غزة خلال الحرب التي استمرت 15 شهراً.
وأشار ميليباند إلى ضرورة توفير التمويل اللازم لاستمرار عمليات الاستجابة في غزة بسبب الحاجة إلى ما قال إنها "أكبر زيادة في المساعدات يمكن تخيلها لأنها طوارئ هائلة".
وفي وقت سابق، قال توم فليتشر وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية إن 630 شاحنة دخلت غزة في اليوم الأول من اتفاق وقف إطلاق النار.
وفي تصريحات قبل تنصيب الرئيس المنتخب دونالد ترامب في واشنطن، قال ميليباند، إن الحكومات بدأت تتراجع عن معالجة المشاكل الدولية رغم ارتفاع الحاجة إلى المساعدات الإنسانية.
وقال: "أعتقد أن الحكومات بدأت تتراجع عن حل المشاكل العالمية الكبرى، ما يعني أن المنظمات غير الحكومية والقطاع الخاص والقطاع الخيري في حاجة إلى تكثيف الجهود والتوصل لحلول".
ولم يكشف ترامب خططه للمساعدات الإنسانية في ولايته الثانية، لكنه سعى إلى خفض التمويل الأمريكي في ولايته الأولى. وقال ميليباند إن الولايات المتحدة هي أكبر مانح للجنة الإنقاذ الدولية.
وأضاف "علينا أن نثبت أن هذا استثمار جيد. هناك المزيد من الموارد التي يمكن استخدامها لفعل الخير أكثر من أي وقت مضى في تاريخ البشرية. لذلك، سيكون من العار علينا التخلف عن فعل المزيد من الخير".