واحة قطر تستضيف جلسة «الطريق إلى قمة الويب»
تاريخ النشر: 15th, December 2023 GMT
نظم مكتب الاتصال الحكومي، أمس، فعالية «الطريق إلى قمة الويب» في واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا، عضو مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، بالشراكة مع فريق قمة الويب.
تضمنت الفعالية جلسة حوارية بمشاركة كاثرين ماهر، الرئيس التنفيذي لقمة الويب، إضافة إلى متحدثين اخرين، تناولوا أهمية القمة التي تستضيفها قطر فبراير المقبل، كما تضمنت الفعالية لقاء جمع الإعلاميين مع الشخصيات المؤثرة على وسائل التواصل الاجتماعي، بحضور الرئيس التنفيذي لقمة الويب.
ويعد مؤتمر قمة الويب أهم ملتقى سنوي لقطاع التكنولوجيا في العالم، ويجمع رواد الأعمال والمستثمرين والشركات الناشئة والخبراء في مجال التكنولوجيا، وتشمل فعالياته أحدث الاتجاهات في التكنولوجيا والابتكار، وفرصاً للتواصل والتعاون بين المعنيين بهذا القطاع من مختلف أنحاء العالم.
وتقام فعاليات قمة الويب قطر في مركز الدوحة للمعارض والمؤتمرات من 26 إلى 29 فبراير 2024، ومن المقرر أن تستضيف قطر القمة على مدى خمس سنوات من 2024 إلى 2028.
ويأتي اختيار دولة قطر لاستضافة هذا الحدث العالمي للمرة الأولى في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ليؤكد على التقدم الذي تحرزه الدولة في هذا المجال، وما تزخر به من بنية تحتية تقنية متطورة وجهودها المتواصلة للاستثمار في المستقبل، وتنويع الاقتصاد الوطني.
وتعد دولة قطر وجهة عالمية لاستضافة الفعاليات الكبرى، وقد شهدت العام الماضي أفضل نسخة في تاريخ كأس العالم، واستقبلت خلالها أكثر من مليون و400 ألف زائر من أنحاء العالم، كما تتواصل على أرضها العديد من الفعاليات التي تقام لأول مرة في المنطقة.
وتستضيف الدوحة أول مركز لخدمات جوجل السحابية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ضمن جهود دولة قطر للتحوّل إلى اقتصاد رقمي، وإتاحة الفرص للمستثمرين في أنحاء البلاد، بما يسهم بنحو 18.9 مليار دولار في الاقتصاد القطري بين عامي 2023 و 2030.
وأطلقت دولة قطر بالشراكة مع مايكروسوفت أول منطقة لمراكز البيانات السحابية واسعة النطاق، ما يعزز نمو الاقتصاد المحلي، ودعم جهود الدولة لتنويع اقتصادها، وتنمية الكفاءات، واستقطاب الاستثمارات الخارجية.
تمتاز قطر بموقع استراتيجي بين الشرق والغرب، حيث يعيش نحو 80% من سكان العالم ضمن نطاق جغرافي لا يبعد أكثر من 6 ساعات طيران عن الدوحة، كما تتمتع الدولة بعلاقات دبلوماسية واقتصادية قوية مع الأسواق الناشئة في جميع أنحاء العالم.
كما تسير الخطوط الجوية القطرية، الناقل الوطني لدولة قطر، رحلاتها إلى أكثر من 150 وجهة في أنحاء العالم، وحصلت الشركة على لقب أفضل شركة طيران في العالم سبع مرات.
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: قطر الاتصال الحكومي أنحاء العالم قمة الویب دولة قطر
إقرأ أيضاً:
بعد ستة سنوات من ديسمبر أرضية أكثر صلابة لتأسيس دولة، على مبادئ الوفاق
إن كان هناك شيء قدمه حدث ديسمبر كتجربة في تاريخ الشعب السوداني فهو الوعي الناتج عن التعلم بالطريقة الصعبة وهو أغبى أشكال الوعي حيث لا يحتاج إلى أي مجهود ذهني، يدرك الأشياء بعد وقعوها.
ولكن مع ذلك فهناك من لم يتعلم!
بعد التخريب الذي أحدثته ثورة ديسمبر في الدولة ومؤسساتها وبعد الحرب التي أتت على ما تبقى من الدولة، أصبحنا الآن على وعي أكبر بالدولة وبمؤسساتها.
أشعر بالغضب والرعب في الوقت نفسه حين أتذكر ذلك الكم الهائل من الحمقى الذين كانوا يجادلون بضرورة حل جهاز الأمن الوطني، ويشتد غضبي بشكل خاص عندما أتذكر أن بعضهم من حملة الشهادات العليا في مجالاتهم، أذكياء أكاديميا ولكنهم حمقى سياسيا، كانوا يريدون حل جهاز الأمن وكشف الدولة بشكل كامل. هذا نموذج واحد لوعي ديسمبر الهش والزائف.
وأتذكر كيف عانيت شخصيا في شرح أمور بديهية حول العدالة والمحاسبة، ولكنها بالنسبة لقطيع ديسمبر كانت كفيلة بتصنيفي ككوز ضد الثورة. كنت أقول لا يوجد شيء اسمه أحزاب سياسية تحاسب حزب سياسي، المحاسبة السياسية يتولاها الشعب، ومن أجرم جنائيا يقدم للقضاء. فكرة واضحة لا تحتاج إلى عبقرية سياسية ولكنها كانت عصية على عقل ديسمبر بأطيافها المختلفة.
بعد انتصار الثوار السوريين الذين خاضوا حربا دموية ضد النظام السوري رأينا كيف تعاملوا مع مؤسسات الدولة ومع الموظفين في هذه المؤسسات بل ومع الحكومة نفسها. من البديهيات أنك يجب أن تستفيد من الموجود وأن تبني عليه، لا أن تهده وتدمره لتبدأ من جديد. لماذا كان من الصعب على ديسمبر قيادة وقطيعا رؤية هذه الفكرة الواضحة، مؤسسات الدولة والكفاءات التي تدربت فيها من مال الشعب السوداني يجب الإستفادة منها؟ هل هذه فكرة صعبة؟
ثم نأتي إلى درة تاج الثورة لجنة التمكين سيئة الذكر، كانت لجنة كارثة وفضيحة بكل المقاييس فنيا سياسيا وقانونيا وأخلاقيا، غباء وجهل وفساد وانحطاط وكانت هي السبب الأساسي في هزيمة الثورة وذلك حين هزمت كل شعاراتها وجعلتها عارية ما سهل الانقضاض عليها بعد ذلك.
وإن تكلمنا عن الحكومة فقد كانت كانت حكومة من الخونة والعملاء بامتياز. تبين أن حمدوك الذي كان صنما يعبد هو أكبر عميل؛ إستجلب البعثة الإستعمارية بقيادة سيء الذكر فولكر وفي النهاية ذهب وعمل في الأمارات وتحالف مع المليشيا في حربها ضد الجيش وضد الدولة. وكذلك البقية ولا حاجة لتعديد الأسماء.
.
أصبحنا الآن بعد ديسمبر والحرب التي أعقبتها أكثر وعيا بالسيادة الوطنية، هذه الكلمة كانت غائبة كليا عن قاموس ديسمبر. أصبحنا نفرق بين الوطني والعميل بوضوح تام. أصبحنا نفهم ماذا يعني سيادة وقرار وطني وتدخلات خارجية.
هل تتذكرون من كانوا يهتفون لرئيس بعثة الأمم المتحدة فولكر فولكر فولكر وكأنه المنقذ؟ هذا هو وعي ديسمبر. وحين تم طرد فولكر هناك من راح يهدد ويتوعد الدولة وكأنها ارتكبت خطأ وبعضهم بدأ يبشرنا ببعثة إستعمارية جديدة يقودها خواجة عسكري. ولكن نحن طردنا فولكر غير مأسوف عليه وتم طي فترة سوداء من التدخل الخارجي في شأننا ولم يخسف الغرب بنا الأرض. هذا هو معنى السيادة، هذا ما يجب أن نتعلمه.
لقد تعلمنا الكثير ولدينا الآن بعد ستة سنوات من ديسمبر أرضية أكثر صلابة لتأسيس دولة، على مبادئ الوفاق والوحدة الوطنية لا على أساس التقسيم الديني قوى ثورة وقوى ضد الثورة وكأن الثورة دين مع أنها ثورة خاوية من أي مضمون، وعلى مبادئ السيادة الوطنية وامتلاك القرار الوطني دون وصاية ودون تدخلات، وعلى أساس الاحتكام للشعب بقواه الحية الصلبة الراسخة لا الواجهات الوهمية من المنظمات المشبوهة التي تدعي تمثيل الشعب باسم حقوق الإنسان والمرأة وما شابه من اللافتات.
وقبل كل ذلك تعلمنا ما معنى الدولة وما معنى مؤسسات وما معنى جيش وشرطة وأمن ياجن. عرفنا ما معنى الاستقرار وأن المؤسسات الأمنية هي ركائز الاستقرار، وأن الاستقرار ليس لعبة في أيدي شفع من المراهقين سياسيا.
ولذلك لن يسمح الشعب مرة أخرى بتعطيل الدولة والحياة باسم الثورة بواسطة أطفال لا يعرفون ماذا يريدون، كما لن يسمح الشعب بأن تقوده شخصيات مشبوهة تأتي من كندا وأمريكا أو أوربا.
ديسمبر أضافت الكثير للوعي السياسي؛ وعي بالطريقة الصعبة ولكنه وعي علي أي حال، هذا ما نأمله على الأقل.
حليم عباس