أدى استمرار الحصار الذى تفرضه قوات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة وشن غارات مكثفة وارتكاب جرائم على القطاع الذى يسكنه أكثر من مليونى فلسطينى يعانون من نقص المياه والغذاء والكهرباء إلى تدهور الحالة الصحية للفلسطينيين وتتعرض مستشفيات وسط وجنوب قطاع غزة لضغوط متزايدة تهدد بخروجها عن الخدمة، وذلك بسبب القصف الإسرائيلي ونقص الإمدادات الإغاثية.

وقالت منظمة الصحة العالمية إنها سجلت نحو ٥٠٠ هجوم على منشآت الرعاية الصحية فى القطاع منذ السابع من أكتوبر الماضي. وتتدهور الأوضاع الصحية والإنسانية فى غزة بسرعة مع احتدام المعارك فى خان يونس ودير البلح، وتزايد صعوبة إيصال الإغاثة.
وحذر مستشفى "شهداء الأقصى" فى مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، من أن القصف الإسرائيلى المكثف يهدد بانهيار المنظومة الصحية بالمستشفى، فى أى لحظة فى ظل وصول أعداد كبيرة من الجرحى إليه جراء الغارات، والافتقار للأدوية والمستلزمات الطبية؛ مشيرا إلى أن عدد الجرحى حاليا يفوق ٥ أضعاف الطاقة الاستيعابية لها.
قالت صحيفة "نيويورك تايمز" نقلا عن منظمات إغاثية ومسئولين صحيين، إن الأمراض المعدية تفتك بسكان غزة، فى ظل طقس بارد واكتظاظ فى الملاجئ وطعام شحيح ومياه غير نظيفة، وقليل من الدواء.
وتشير الصحيفة إلى أن ما يزيد من تعقيد الأزمة، أن المصابين بالأمراض المعدية، لا يجدون مكانا للعلاج ومن الصعب الحصول على دواء، "فالمستشفيات مكتظة بالفعل بالمصابين من غارات إسرائيلية".
وبالرغم من تتبع الأعداد بدقة، أفادت منظمة الصحة العالمية، بأن هناك ما لا يقل عن ٣٦٩ ألف حالة إصابة بأمراض معدية فى قطاع غزة منذ بدء الحرب فى السابع من أكتوبر الماضي، مشيرة إلى أن هذا الرقم لا يشمل الحالات الموجودة فى شمال القطاع الذى تقول القوات الإسرائيلية إنها باتت تسيطر عليه بشكل شبه كامل، بعد تدميرها كثيرا من مبانيه.
وتشير المسئولة عن فريق النظم الصحية فى المنظمة فى قطاع غزة والضفة، شانون بيركلي، إلى أن الأمراض الأكثر شيوعا التى تنتشر فى غزة هى التهابات الجهاز التنفسي، والتى تتراوح من نزلات البرد إلى الالتهاب الرئوي.
ونقلت "نيويورك تايمز" عن منسقة الطوارئ فى منظمة أطباء بلا حدود، ماري-أور بيريوت ريفيال، التى كانت تتحدث من مستشفى الأقصى فى وسط غزة، أن نظام الرعاية الصحية الأولية فى وسط غزة انهار تماما، مما ترك من يحتاجون إلى الرعاية الطبية الأساسية دون علاج.
وقالت: "هناك تركيز كبير للغاية على الجرحى والمرضى المصابين، وحتى هؤلاء، فإنهم يتلقون رعاية ما بعد الجراحة فى ظروف غير صحية، مما يؤدى إلى إصابات خطيرة".
ويوم السبت أعلن المكتب الأممى لتنسيق الشئون الإنسانية "أوتشا"، أنه رصد تفشيا لمرض التهاب الكبد الوبائى فى صفوف نازحين فلسطينيين داخل مراكز الإيواء التابعة لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" مع تواصل هجمات إسرائيل منذ السابع من أكتوبر الماضي.
وأضاف المكتب فى بيان، أن الأمم المتحدة قدمت نحو ١٠ آلاف استشارة طبية يوميًا فى جميع المراكز التى تستقبل النازحين، فيما تم تطعيم ١٢ ألف طفل فى ملاجئ الأونروا منذ الرابع من الشهر الماضي.
وأشار البيان إلى أنه لم يطرأ أى تحسن على إمكانية حصول السكان على المياه المنزلية ومياه الشرب فى مدينة غزة ومناطقها الشمالية، مضيفا أن المياه تأتى فى المقام الأول من الآبار الخاصة الصغيرة وآبار الأونروا، مما يثير مخاوف جدية بشأن الأمراض المنقولة بالمياه بسبب استهلاك المياه من مصادر غير آمنة.
وشددت منظمة الصحة العالمية على أن المدنيين فى غزة بحاجة إلى الحماية والغذاء والمياه النظيفة والمأوى والصرف الصحى والدواء، محذرة من أن الاكتظاظ الناتج عن التهجير الجماعى للسكان والظروف المعيشية غير الآمنة يزيد من خطر الإصابة بالأمراض.
«الصحة العالمية»: ٥٠٠ هجوم على منشآت الرعاية الصحية فى القطاع

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الاحتلال الإسرائيلي غزة الامم المتحده الصحة العالمیة قطاع غزة إلى أن

إقرأ أيضاً:

منظمة الصحة العالمية تؤكد أن جدري القردة لا يزال يمثل حالة طوارئ صحية عامة

أكدت منظمة الصحة العالمية، السبت، أن تفشي جدري القردة لا يزال يمثل حالة طوارئ صحية عامة.

وعقدت لجنة الطوارئ بالمنظمة اجتماعا قررت خلاله، أن الزيادة الكبيرة في إصابات جدري القردة حالة طوارئ صحية عامة تثير قلقا دوليا، موضحة أن قرارها يستند إلى تزايد أعداد الإصابات واستمرار تفشي الحالات في منطقة جغرافية، بالإضافة إلى التحديات العملياتية في الميدان والحاجة إلى استجابة منسقة ومستدامة على مستوى الدول والشركاء.

ونوهت إلى أنه يشتبه في إصابة أزيد من 46 ألف شخص هذا العام في أنحاء إفريقيا، وبشكل رئيسي في الكونغو، بالإضافة إلى الاشتباه في وفاة ما يزيد على ألف، وسط تأكيدات عن وجود حالات إصابة بالسلالة الفرعية (كليد 1ب) في بريطانيا وألمانيا والسويد والهند وغيرها.

وكانت منظمة الصحة العالمية قد أعلنت لأول مرة حالة الطوارئ في عشت الماضي، حينما حدث تفش لسلالة فرعية جديدة من جمهورية الكونغو الديمقراطية المتضررة بشدة من الفيروس إلى دول مجاورة، لاسيما أنه يمكن لجدري القردة الانتقال عبر المخالطة، وقد يؤدي المرض إلى الوفاة، لكن أعراضه عادة ما تكون معتدلة، ويسبب أعراضا أشبه بأعراض الإنفلونزا وبثورا في الجسد.

وبعد أن واجهت المنظمة انتقادات بسبب تباطؤها في إقرار اللقاحات، أقرت في شهر شتنبر الماضي لقاح شركة “بافاريان نورديك” لجدري القردة.

مقالات مشابهة

  • ‏مدير منظمة الصحة العالمية: يجب وقف الهجمات فورا على مستشفى كمال عدوان شمال قطاع غزة
  • الصحة العالمية: الضوضاء تهديد خفي لصحة الإنسان
  • وفد رفيع المستوى من منظمة الصحة العالمية يزور هيئة الدواء المصرية
  • منظمة الصحة العالمية تؤكد أن جدري القردة لا يزال يمثل حالة طوارئ صحية عامة
  • الصحة العالمية: الاحتلال دمر 59% من الخدمات الطبية في قطاع غزة (فيديو)
  • «الصحة العالمية»: الضغوط على النظام الصحي في لبنان أكبر من أي وقت مضى
  • بيان جديد لـ الصحة العالمية بشأن جدري القردة
  • الصحة العالمية: جدري القردة لا يزال يمثل حالة طوارئ صحية عامة
  • وزارة الصحة توجه "إنذارا عاجلا" بشأن مستشفيات غزة
  • جميع مستشفيات غزة مهددة بالتوقف خلال 48 ساعة