أظهرت إسرائيل والولايات المتحدة يوم الثلاثاء الماضى أكبر خلاف علنى بينهما حتى الآن بشأن سلوك ومستقبل الحرب فى قطاع غزة، إذ أصبح الحليفان معزولين بشكل متزايد بسبب الدعوات العالمية لوقف إطلاق النار.
وذكرت وكالة "أسوشيتد برس" أن هذا الخلاف ظهر بينما نفذت القوات الإسرائيلية غارات فى أنحاء غزة، مما أدى إلى سحق الفلسطينيين فى منازلهم؛ إذ خرج الرئيس الأمريكى جو بايدن وأبلغ رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن إسرائيل تفقد الدعم الدولى بسبب “قصفها العشوائي” وأنه يتعين على نتنياهو تغيير حكومته التى تهيمن عليها الأحزاب اليمينية المتشددة.


وأشارت "أسوشيتد برس" إلى أن الولايات المتحدة قد حثت إسرائيل على بذل المزيد من الجهود للحد من الخسائر فى صفوف المدنيين منذ أن شنت غزوها لجنوب غزة فى بداية الشهر الجاري. لكن عدد الضحايا استمر فى التصاعد بنفس المعدل المذهل على ما يبدو.
أول رد فعل دولى على تصريحات بايدن 
وفى أول رد فعل دولى على تصريحات بايدن، أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارًا يدعو إلى وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية، بأغلبية ١٥٣ صوتًا مقابل ١٠ أصوات وامتناع ٢٣ عن التصويت. ورغم أن هذا التصويت غير ملزم ورمزى إلى حد كبير، إلا أنه يخدم كمقياس مهم للرأى العام العالمي. ولم تنضم أى من القوى الكبرى إلى إسرائيل والولايات المتحدة فى معارضتهما لوقف إطلاق النار. ويأمل الفلسطينيون أن يظهر التصويت فى الجمعية العامة للأمم المتحدة دعما واسع النطاق لوقف إطلاق النار فى غزة؛ خاصة بعدما انهار نظام الرعاية الصحية وعمليات المساعدات الإنسانية فى أجزاء كبيرة من غزة، وسط الحصار الإسرائيلى للقطاع والغارات الجوية المكثفة والقتال. كما حذر عمال الإغاثة من المجاعة وانتشار الأمراض بين النازحين فى الملاجئ المكتظة ومخيمات الخيام.
الدمار فى الشمال
وأشارت الوكالة الأمريكية إلى معاناة مدينة غزة ومعظم المناطق الشمالية المحيطة بها من دمار واسع النطاق نتيجة القصف المستمر منذ أكثر من شهرين، فى ظل استمرار القوات البرية الإسرائيلية وسط الأنقاض، فى خوض قتال عنيف مع المقاتلين الفلسطينيين.
وخارج مدينة غزة، فجرت قوات الاحتلال الإسرائيلية باستخدام تفجير متحكم مدرسة تديرها الأونروا، وكالة الأمم المتحدة لإغاثة اللاجئين الفلسطينيين، فى بلدة بيت حانون الشمالية. كما أظهرت اللقطات المنشورة على الإنترنت الجنود وهم يهتفون وهم يشاهدون المبنى ينهار فى انفجار ضخم وظلال من الدخان.
وأكد المدير العام للأونروا، فيليب لازاريني، عملية الهدم فى منشور يوم الثلاثاء، ووصفه بأنه “أمر شائن”. ولم يصدر تعليق فورى من الجيش الإسرائيلي. وقالت إن مسلحين فتحوا النار من داخل مدرسة تابعة للأونروا فى البلدة.
وذكرت "أسوشيتد برس" أن إسرائيل بدأت أيضًا بإغراق بعض أنفاق حماس، حسبما أكد مسئول أمريكى يوم الثلاثاء، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، لأنه غير مخول بمناقشة هذا الإجراء. وقال إسرائيليون إنهم يختبرون الغمر المستهدف للأنفاق على أساس محدود ويستكشفون الفكرة كواحدة من مجموعة من الخيارات لتدهور شبكة الأنفاق، وفقا لمسئول أمريكى آخر مطلع على الأمر.
انتقاد أمريكى مباشر
وقال الرئيس جو بايدن خلال مؤتمر صحفى مع الرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينسكى إن هناك تأكيدات بعدم وجود رهائن فى أنفاق غزة التى غمرها الإسرائيليون بمياه البحر، لكن "لا أعرف ذلك على وجه اليقين".
وكانت تعليقات بايدن بمثابة انتقاد مباشر بشكل مذهل لإسرائيل حتى مع استمرار إدارته فى تقديم دعم دبلوماسى وعسكرى ثابت للحملة العسكرية فى غزة فى مواجهة الغضب الدولى المتزايد.
من يحكم غزة بعد الحرب؟
وعن المرحلة الحالية فى غزة، أشار وزير الدفاع الإسرائيلى يوآف غالانت فى إحاطة إعلامية مع وكالة "أسوشييتد برس"، إلى أن المرحلة الحالية من القتال البرى العنيف والغارات الجوية يمكن أن تستمر لأسابيع، وقد يستمر النشاط العسكرى الإضافى لعدة أشهر. 
وقال نتنياهو: "إنه سيتعين على الجيش أن يحتفظ بسيطرة أمنية مفتوحة على غزة بعد انتهاء الحرب، لكن إدارة بايدن قالت إن إسرائيل يجب ألا تعود إلى الاحتلال العسكرى وإن السلطة الفلسطينية المعترف بها دوليا يجب أن تحكم غزة مع استئناف المحادثات بشأن إنشاء دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل. وبدا أن نتنياهو يستبعد ذلك بشدة، معترفًا بأن "هناك خلافًا حول "اليوم التالى لحماس".

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: إسرائيل الولايات المتحدة بايدن إطلاق النار أسوشیتد برس

إقرأ أيضاً:

نتنياهو يجتمع مع كبار مساعديه لمناقشة اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسري

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

يعقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اجتماعا مع كبار مساعديه بشأن استمرار محادثات اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة وتبادل الأسري مع حركة حماس، هذا المساء في الساعة 7:30 مساء، بحسب ما ذكرت القناة 13 الإسرائيلية.

وعاد المفاوضون الإسرائيليون إلى ديارهم، يوم أمس الجمعة، وأشارت حماس في وقت سابق من اليوم السبت، إلى أنها لن تقبل تمديد المرحلة الأولى من الاتفاق، وهي النتيجة التي تضغط من أجلها إسرائيل.

وتصر الحركة على المضي قدما في المرحلة الثانية من الاتفاق، وهو الأمر الذي رفضته إسرائيل إلى حد كبير.

مقالات مشابهة

  • حماس وإسرائيل.. هل تستأنف المفاوضات أم الحرب؟
  • نتنياهو يجتمع مع كبار مساعديه لمناقشة اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسري
  • واشنطن بوست: إدارة بايدن تراجعت في آخر لحظة عن معاقبة إسرائيل
  • سياسية ألمانية تطالب باستقلال أوروبي أكبر عن الولايات المتحدة
  • جوتيريش يحث إسرائيل وحماس على الالتزام بوقف إطلاق النار في غزة
  • "أسوشيتد برس": 14 حاكما ديمقراطيا في الولايات المتحدة يعلنون تضامنهم مع أوكرانيا
  • نتنياهو يرسل المفاوضين إلى القاهرة ويسعى لتمديد المرحلة الأولى باتفاق غزة
  • نتنياهو يقرر إرسال وفد تفاوضي اليوم إلى القاهرة لمواصلة المفاوضات
  • صحف عالمية: حماس وإسرائيل بعيدتان عن الانتقال للمرحلة الثانية من وقف إطلاق النار
  • أخبار العالم .. تايوان ترصد عشرات الطائرات الصينية قبالة سواحلها وإسرائيل تفرج عن مئات الأسرى الفلسطينين وحماس تحذر من عرقلة وقف إطلاق النار