حاكم الشارقة يفتتح دور الانعقاد العادي الأول من الفصل التشريعي الحادي عشر لـ”استشاري الشارقة”
تاريخ النشر: 15th, December 2023 GMT
أكد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، أهمية الدور الذي يؤديه المجلس الاستشاري لإمارة الشارقة في مساندة الحكومة على اتخاذ القرارات، ومعرفة احتياجات المجتمع، والمساعدة في تطوير المنظومة التشريعية والإجراءات التي من شأنها توفير الحياة الكريمة، لافتاً سموه إلى اعتماده على الملاحظات والتوصيات والمقترحات التي يقدمها المجلس، والأخذ بها في العمل الحكومي.
جاء ذلك في كلمة سموه التي ألقاها صباح أمس الخميس، خلال افتتاح أعمال دور الانعقاد العادي الأول من الفصل التشريعي الحادي عشر للمجلس الاستشاري لإمارة الشارقة، بحضور سمو الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي، ولي العهد نائب حاكم الشارقة، وسمو الشيخ سلطان بن أحمد بن سلطان القاسمي، نائب حاكم الشارقة.
وتناول سموه خلال كلمته أبرز الأرقام والملفات الاجتماعية التي يعمل عليها مع الدوائر والهيئات الحكومية المتخصصة في الإمارة، مشيراً إلى أن عدد المواطنين في إمارة الشارقة يبلغ 210 آلاف مواطن من بينهم 36% من الشباب والشابات تقدر أعمارهم بين 15 – 35 سنة، وعددهم 76 ألفا و500 نسمة وهم الفئة الأكثر احتياجاً للخدمات المقدمة من الحكومة مثل التعليم والتوظيف والسكن.
ولفت سموه إلى أن ملف التعليم يلقى اهتماماً كبيراً ومباشراً من قبله؛ حيث تقدم الجامعات والأكاديميات في الشارقة مئات البرامج الدراسية من بكالوريوس وماجستير ودكتوراة، وتوفر لها آلاف المنح الدراسية، لتوفير التعليم لكافة أبناء الشارقة، مؤكداً أن الراغب في التعلم سيلقى دائماً الأبواب المفتوحة والدعم لإكمال تعليمه والارتقاء بمستوى معرفته وثقافته.
وفي ملف الإسكان، أوضح صاحب السمو حاكم الشارقة أن عدد الطلبات التي تقدم بها المواطنون حاليا يبلغ 2600 طلب، 70% منها تلبي الشروط وتجتاز الدراسة والتقييم، في حين يتبقى 800 طلب سيلح أصحابها على أعضاء المجلس بشأنها، داعياً الأعضاء إلى التأكد من الجهات المعنية حول أسباب عدم الحصول على الدعم، وعدم التسرع في الحكم على المسائل، ومؤكداً سموه العمل على تسريع حصول المستفيدين على الدعم السكني بحيث يتم إنجاز الطلبات الموجودة حاليا خلال ثلاث سنوات، وبحيث يمكن بعد ذلك للمتقدم أن يحصل على الدعم السكني في بداية الزواج وتأسيس الأسرة.
ولفت سموه إلى أن الدعم السكني يتمثل في القروض بدون فوائد ولمدة طويلة؛ إذ تقوم الحكومة بسداد الفوائد، ومنحة المسكن الجاهز، ومنحة تدفع لطالب السكن ليقوم بالبناء على الأرض المخصصة له، وهي التي يكون فيها الكثير من الاختلافات بسبب عدم الاتفاق بين المالك والمقاول.
وتطرق سموه إلى ملف التوظيف الذي توفر فيه الحكومة سنوياً ما بين 2500 إلى 3000 وظيفة، برواتب جيدة تبدأ لخريج الجامعة بـ 25 ألف درهم، ولا تقل عن 17 ألف و500 درهم، مشيراً إلى أن هذه الرواتب أقرت بعد دراسة مع الدوائر الحكومية حول احتياجات الأسرة وسبل توفير العيش الكريم لها.
وتناول سموه فئة متقاعدي الهيئات الاتحادية والمؤسسات من مواطني إمارة الشارقة، موضحا أن عددهم يبلغ 4415 متقاعدا عائلا لديهم مداخيل منخفضة، تم تخصيص منحة تكميلية لهم ليصبح الدخل الشهري للمتقاعد 17 ألفا و500 درهم، موضحا سموه أن التكلفة السنوية لهذه المنحة التي بدأ صرفها اعتبارا من بداية عام 2023 الجاري تبلغ 270 مليون درهم، ومشيراً إلى أن أعدادهم المتقاعدين المستحقين لها في ازدياد.
وفي فئة المستفيدين من الإعانات التي تقدمها دائرة الخدمات الاجتماعية، الذين يبلغ عددهم 8547 حالة، أوضح سموه أنه تم أخذ الحالات التي تتكون من عدد ثنائي يمثل بيت وأسرة مثل رجل وزوجته أو أخ وأخته وغيرهم ويصل عددهم إلى 2114 أسرة مكونة من اثنين وأكثر ليمنحوا منحة تكميلية فوق ما تمنحهم الدائرة ابتداءاً من 1-1-2024م.
وحول فئة الحالات المفردة المستفيدين من دائرة الخدمات الاجتماعية والبالغ عددهم 6295 فردا أوضح سموه أن منهم ذوي الإعاقة الذين ستعمل مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية على دراسة حالاتهم لتوفير ما يساعدهم بالطريقة المناسبة، موضحاً سموه أن الحالات الأخرى هي الأيتام والأرامل وغيرهم.
وتناول سموه مشروعات المياه والكهرباء التي ستخدم الإمارة لعشر سنوات مقبلة، لافتاً إلى أنه تم خلال السنوات الخمس الماضية صرف ما يصل إلى 828 مليون درهم في تطوير محطات المياه، في حين تقدر تكلفة المشروعات التي سيبدأ العمل فيها بملياري درهم، مشيراً سموه إلى مشروعات الخزانات الاحتياطية مثل خزان المدينة الذي ستصل سعته إلى مليار و300 مليون جالون، وبحيرة الحفية التي ستصل سعتها إلى 125 مليون جالون، وسد الفريش الذي ستبلغ سعته 125 مليون جالون، وسد الرفيصة الذي ستصل سعته إلى 250 مليون جالون، وسد الغزير الذي ستصل سعته إلى 250 مليون جالون، وبحيرة الذيد التي ستصل سعتها إلى 400 مليون جالون، ومحطة الحمرية التي ستوفر 90 مليون جالون يومياً وهو ما يوازي استهلاك الشارقة الآن.
وأضاف سموه أن هيئة كهرباء ومياه وغاز الشارقة صرفت خلال الفترة 2020-2023 نحو 17 مليار درهم لتطوير محطات الكهرباء واستبدالها هي وتمديداتها لتخدم الإمارة لـ 10 سنوات قادمة.
وأوصى سموه في ختام كلمته أعضاء المجلس الاستشاري بالاطلاع والعلم والمعرفة وعدم الانجرار خلف العاطفة فقط، واستخدام الأسلوب والنقاش العملي والمنطقي والحرص على إيصال احتياجات المجتمع.
وكانت مجريات الافتتاح قد بدأت بوصول صاحب السمو حاكم الشارقة، إلى مقر المجلس الاستشاري لإمارة الشارقة؛ حيث كان في مقدمة مستقبليه كل من معالي صقر غباش المري، رئيس المجلس الوطني الاتحادي، والشيخ محمد بن سعود القاسمي، رئيس دائرة المالية المركزية، والشيخ خالد بن عبدالله القاسمي، رئيس هيئة الشارقة للموانئ البحرية والجمارك والمناطق الحرة، والشيخ خالد بن عصام القاسمي، رئيس دائرة الطيران المدني، والشيخ محمد بن حميد القاسمي، رئيس دائرة الإحصاء والتنمية المجتمعية، والشيخ ماجد بن سلطان القاسمي، رئيس دائرة شؤون الضواحي، والشيخ سعود بن سلطان بن محمد القاسمي، مدير مكتب الشارقة الرقمية، ومعالي عبدالرحمن محمد العويس، وزير الدولة لشؤون المجلس الوطني الاتحادي، وعددً من أعضاء المجلس الوطني الاتحادي، وكبار المسؤولين رؤساء ومديرو الدوائر المحلية.
وأدى أعضاء المجلس الاستشاري البالغ عددهم 50 عضواً وعضوة، القَسم أمام صاحب السمو حاكم الشارقة، مقدمين شكرهم وثنائهم لسموه، ومعاهدينه على العمل وتأدية الأمانة التي أوكلت إليهم بتفان وإخلاص وفق توجيهات ورؤية سموه.
وبدأت عقب ذلك الجلسة الأولى للمجلس، التي ترأسها أكبر الأعضاء سناً وهو إبراهيم محمد جمعة المنصوري، وتم خلالها انتخاب معالي عبدالله بن محمد بلحيف النعيمي، رئيساً للمجلس الاستشاري لإمارة الشارقة، وسعادة حليمة حميد العويس، نائباً لرئيس المجلس.
بعد ذلك توجه صاحب السمو حاكم الشارقة والحضور إلى قاعة المجلس الاستشاري لبدء انعقاد الجلسة التي استُهلت مراسمها بالسلام الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة، أعقبها تلاوة آيات من الذكر الحكيم، ثم أعلن صاحب السمو حاكم الشارقة افتتاح دور الانعقاد العادي الأول من الفصل التشريعي الحادي عشر للمجلس الاستشاري لإمارة الشارقة، متمنياً للمجلس التوفيق والسداد في فترة انعقاده بما يخدم مصلحة الوطن والإمارة وتحقيق الرفاهية للمواطنين والقاطنين على أرض الشارقة.
وألقى معالي عبدالله محمد بلحيف النعيمي، رئيس المجلس الاستشاري كلمة أكد فيها أن افتتاح صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، أعمال دور الانعقاد العادي الأول من الفصل التشريعي الحادي عشر يعكس حرص سموه الدائم على تعزيز دور المواطن في صنع القرار والمشاركة الفعّالة في تطور ورُقي المجتمع، وقال: “إن رؤاكم الحكيمة تعزز مفهوم الوطنية وتحفز على تحقيق التنمية المستدامة، ونؤكد على أهمية مسيرة العمل الوطني التي تواصلون خطاها في بناء الحاضر واستشراف المستقبل، وعلى اقتفاء توجيهات سموكم الحكيمة والتي تمثل دفعة قوية نحو دعم التطور وتحقيق التقدم في المجالات المختلفة”.وام
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
بدور القاسمي تفتتح النسخة الثانية من معرض فصول من الفن الإسلامي
افتتحت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي رئيسة هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق) النسخة الثانية من معرض "فصول من الفن الإسلامي" تحت عنوان "أدب الرحلات" والذي يقام على مدار 4 أشهر في بيت الحكمة بالشارقة بهدف تسليط الضوء على أهم الرحالة والجغرافيين ورسامي الخرائط من العصر الذهبي للعلوم في الحضارة الإسلامية وغيره من العصور وإبراز أعمالهم التي أرست أسس المعرفة الجغرافية وساهمت في إثراء الثقافات المختلفة.
ويتيح المعرض الذي يستمر حتى 5 يوليو المقبل فرصة فريدة لاستكشاف باقة متنوعة من المخطوطات والكتب والخرائط النادرة التي وثّق من خلالها الرحالة المسلمون مشاهداتهم المختلفة في رحلاتهم حول العالم وذلك في ضوء عناوين مختارة من مجموعة المؤرخ البروفيسور ريتشارد إيتينغهاوزن ومقتنيات قيمّة أخرى من دارة الدكتور سلطان القاسمي وهيئة الشارقة للمتاحف ودار المخطوطات في إمارة الشارقة ومركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية بالمملكة العربية السعودية.
وأكدت مروة العقروبي المديرة التنفيذية لبيت الحكمة أهمية أدب الرحلات باعتباره أحد الكنوز التاريخية التي برع فيها الرحالة المسلمون والعرب حيث أسهموا في بناء أرشيف غني وثّق ثقافات الشعوب وطبائع البلدان ليكون مرجعاً قيّماً أضاء دروب العالم وفتح آفاقاً جديدة لفهمه واستكشافه.
وقالت: في هذا المعرض نحتفي بكوكبة من أشهر الرحالة في التاريخ العربي والإسلامي مقدمين للزوار إرثاً معرفياً يخلّد إسهامات شخصيات وثّقت الجغرافيا البشرية وأسهمت في توسيع إدراكنا للعالم وهذه المخطوطات والخرائط والأدوات التي نعرضها لم تكن مجرد أدوات لقياس المسافات بل كانت جسوراً لنقل الأفكار والتقاليد والحقائق الثقافية ولا تزال تلهم الباحثين والمستكشفين وصناع القصص البصرية حتى يومنا هذا وما نقدمه في بيت الحكمة هو فرصة لإعادة إحياء هذا الإرث وتعريف الأجيال الجديدة بدوره في تشكيل الفهم الإنساني المشترك عبر العصور.
ويضم المعرض أربعة أقسام رئيسية أولها قسم بعنوان "أسفار موثقة بالمِداد" يسلط الضوء على علم "المسالك والممالك" أحد فروع الجغرافيا الإسلامية التي ازدهرت خلال العصر العباسي ويتضمن مجموعة من العناوين والمخطوطات النادرة من بينها كتاب "المسالك والممالك" لابن خُرداذْبه الذي يعد من أوائل المصنفات في الجغرافيا الإدارية حيث وثّق التقسيمات الإدارية في العالم وطرق التجارة وشبكات التواصل كما قدّم رؤية مبكرة حول كروية الأرض وجاذبيتها.
أخبار ذات صلةكما يتضمن القسم الأول مخطوطة "صورة الأرض" لمحمد بن حَوْقَل البغدادي بالإضافة إلى كتاب "رحلة ابن جبير" للرحالة الأندلسي محمد ابن جبير و"معجم البلدان" لياقوت الحموي ومخطوطة "المنتخب من رحلة ابن بطوطة" وكتاب "رحلة ابن بطوطة" الذي يتضمن توثيقاً للرحلات الممتدة لما يقرب من 29 عاماً للرحالة الأشهر في التاريخ العربي والإسلامي ابن بطوطة و كتاب "بيان للمؤرخين الأماجد في براءة ابن ماجد" لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي والذي أورد فيه سموه إثباتات علمية موثقة على براءة البحار العربي أحمد ابن ماجد من مزاعم مساعدة البرتغاليين في الوصول إلى الهند.
ويحمل القسم الثاني من المعرض عنوان "الإدريسي: خريطة رسمت ملامح العالم" ويستعرض خريطة الإدريسي المقلوبة التي تعد من أبرز الأعمال الكارتوغرافية وأكثرها دقة في التاريخ متتبعاً تأثيرها عبر العصور كما يقدم خطاً زمنياً للتطورات التي طرأت على الخرائط ورسمها بداية من خرائط الشريف الإدريسي في القرن الثاني عشر الميلادي مروراً بالخرائط المتجهة نحو الشمال في القرن السادس عشروصولاً إلى خرائط جوجل إيرث والثورة الرقمية التي نعيشها في القرن الحادي والعشرين.
ويعرض القسم الثالث من المعرض مجموعة من الأدوات التي كانت تستخدم في الملاحة مثل الأسطرلاب والسدس والمثمن والمنظار الأحادي حيث شكلت جميعها إبداعات علمية مزجت بين الهندسة المتقنة والحِرفية العالية أما القسم الرابع فيستعرض دور أدب الرحلات والخرائط في الربط بين الماضي والحاضر في ظل الوسائل التقنية الحديثة كالتصوير الجوي ونظم المعلومات الجغرافية (GIS) والسرد الرقمي التي أعادت تشكيل تجربة السفر فلم يعد الاستكشاف مجرد رحلة مادية بل تجربة رقمية تتجاوز الحدود وتفتح عوالم جديدة من المعرفة والمغامرة.
ويأتي هذا المعرض امتداداً لمعرض "فصول من الفن الإسلامي" الذي دشنه صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة في 2021 في بيت الحكمة وضم مجموعة من الكتب النادرة ضمن مجموعة البروفيسور ريتشارد إيتنغهاوزن التي أهداها صاحب السمو حاكم الشارقة إلى بيت الحكمة وتضمنت 12 ألف مؤلف في مجالات العمارة والفن والتاريخ الإسلامي والآثار والجغرافيا والأدب وغيرها.
المصدر: وام