أطلقت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية بالتعاون مع معهد أبحاث وتطوير الطاقة العالمي المستقل تقريرا يحدد سبل خفض البصمة الكربونية لعمليات التنقيب والإنتاج في قطاع النفط والغاز باستخدام الطاقة النووية.

وفي وقت يركز المجتمع الدولي بشكل متزايد على الحد من الاعتماد على الوقود الأحفوري، فمن المتوقع أن تظل هذه الموارد ركيزة أساسية للاقتصاد العالمي لعدة عقود، إذ لا يوفر الوقود الأحفوري المواد الخام الأساسية للصناعات الكيميائية والبلاستيكية فحسب، بل يُعد مصدرا موثوقا للطاقة للقطاعات التي تعتمد بشكل كبير على الكهرباء.

وما يقرب من 8% من الانبعاثات الكربونية العالمية تعزى إلى أنشطة إنتاج النفط والغاز، ولذلك، فإن خفض البصمة الكربونية للعمليات الأساسية في هذا القطاع أمر بالغ الأهمية.

ويظهر التقرير، أن الطاقة النووية تقوم بدور محوري في توفير كهرباء وفيرة ونظيفة والهيدروجين، إلى جانب توفير كهرباء الحمل الأساسي الضرورية لخفض البصمة الكربونية للقطاعات الصناعية التي تتطلب كميات كبيرة من الطاقة.

وتشكل العمليات الأساسية في قطاع النفط والغاز، بما في ذلك الاستكشاف والتطوير والإنتاج، 62% من الانبعاثات الكربونية لهذا القطاع، وبالتالي يمكن لمصادر الطاقة النظيفة، مثل الطاقة النووية، توفير الكهرباء اللازمة مع خفض هذه الانبعاثات. وبالإضافة إلى ذلك، فإن تقنيات الطاقة النووية المتقدمة، بما في ذلك المفاعلات المصغرة، توفر حلولاً مبتكرة وقابلة للتطبيق لمستقبل أكثر استدامة للطاقة وتسهم في تحقيق الحياد المناخي.

وتقوم محطات براكة للطاقة النووية، التي طورتها مؤسسة الإمارات للطاقة النووية، بدور محوري في تسريع خفض البصمة الكربونية لقطاع الطاقة في دولة الإمارات العربية المتحدة، وتعد أكبر مساهم في الجهود الطموحة التي تبذلها دولة الإمارات لخفض البصمة الكربونية للقطاعات التي يصعب فيها ذلك.

وفي هذا الإطار، تركز المؤسسة على البحث والتطوير والابتكار في مجال التقنيات المتقدمة للطاقة النووية بما في ذلك المفاعلات المصغرة ضمن “البرنامج المتقدم لتقنيات الطاقة النووية” الذي أطلقته مؤخراً، والذي يهدف لإنتاج الهيدروجين والبخار والأمونيا، التي تعد ضرورية لخفض الانبعاثات الكربونية للقطاعات التي تتطلب كميات كبيرة من الكهرباء.

ويمثل التوجه نحو هذه التقنيات النووية المبتكرة خطوة مهمة في إطار التزام دولة الإمارات بتحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050، وبما يتماشى مع الأهداف البيئية العالمية مع الحفاظ على النمو الاقتصادي المستدام.

ويعتبر معهد أبحاث وتطوير الطاقة العالمي الذي تأسس عام 1972 منظمة عالمية مستقلة وغير ربحية لأبحاث وتطوير الطاقة، وله مكاتب في أنحاء العالم كافة فيما يتعاون خبراء المعهد مع أكثر من 450 شركة في 45 دولة، لدفع الابتكار من أجل ضمان الحصول على الكهرباء بشكل نظيف وآمن وموثوق وبأسعار معقولة في أنحاء العالم كافة حيث يعد أحد المؤسسات الرائدة في مجال البحث والتطوير.وام


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

المالكي :  ندرس خارطة الطريق النهائية للاستعداد  للطوارئ النووية والاشعاعية‎ بالمنطقة العربية

قال السفير الدكتور علي بن إبراهيم المالكي، الأمين العام المساعد رئيس قطاع الشؤون الاقتصادية بجامعة الدول العربية ،إن خارطة الطريق العربية للاستعداد والاستجابة للطوارئ النووية والاشعاعية تهدف الي تعزيز آليات العمل العربية لتطوير وبناء قدرات التأهب والتصدي للطوارئ في جميع أنحاء المنطقة العربية.

 

وأكد أن هذه الخارطة سوف تضع ركائز للتأهب والتصدي للطوارئ النووية والاشعاعية والتي يجب تأسيسها للتعاون العربي الفعّال والمستدام في مجال التأهب والتصدي للطوارئ النووية والإشعاعية، حيث تحقق هذه الخارطة اهداف الإستراتيجية العربية للحد من مخاطر الكوارث والتي أقرتها القمة العربية بمدينة الظهران 2018، علماً بأن هذا الموضوع سوف يمثل أحد البنود الرئيسية في الاجتماع الثاني للوزراء العرب المعنين بالحد من مخاطر الكوارث والمقرر عقده يوم 21 أغسطس 2024.

جاء ذلك خلال  أعمال الاجتماع رفيع المستوى لمناقشة المسودة النهائية لخارطة الطريق العربية للاستعداد والاستجابة للطوارئ النووية والاشعاعية،والذي تعقده الأمانة الفنية لألية التنسيق العربية للحد من مخاطر الكوارث  بالتعاون والتنسيق مع الهيئة العربية للطاقة الذرية والوكالة الدولية للطاقة الذرية،  ويستمر على مدى يومين برئاسة الرائد حمد السوار ممثل مملكة البحرين ، رئيس آلية التنسيق العربية للحد من مخاطر الكوارث.

وأكد الرائد حمد السوار   أن الاجتماع يعد حجر أساس للعمل العربي المشترك لتحقيق الحماية المدنية في مفهومها العام والاستعداد والاستجابة لأي طاريء نووي أو إشعاعي محتمل ،وإدارة مخاطره بما يتماشى مع الاستراتيجية العربية للحد من مخاطر الكوارث.

وشدد على أهمية التعاون العربي الفعال في مجال الاستعداد للطوارئ النووية والإشعاعية وتعزيز بنية تحتية عربية مؤهلة للاستجابة لأي حادث نووي أو إشعاعي. 

وأكد أن خارطة الطريق تمثل ركيزة أساسية للارتقاء بمنظومة متكاملة تعنى بالمخاطر التي يمكن أن تتعدى الحدود الجغرافية للدولة مما يتطلب تنسيق الجهود الإقليمية والدولية سواء بشكل استباقي لأي طاريء لمرحلتيه سواء الوقاية أو الاستعداد أو أثناء وقوع الحدث أو بعده وكيفية التعامل مع تلك المراحل. 

وأضاف أن مملكة البحرين سوف تترأس الاجتماع القادم لآلية التنسيق العربية للحد من مخاطر الكوارث ،والاجتماع الوزاري الثاني للوزراء المعنيين بالحد من مخاطر الكوارث ،مشيرا إلى أن هذه الاجتماعات ستنظر في دعم خارطة الطريق العربية ورفعها للمجلس الاقتصادي والاجتماعي لاعتمادها ثم إلى مجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية للنظر في إقرارها.

ومن جانبه ،أكد الدكتور سالم الحامدي المدير العام للهيئة العربية للطاقة الذرية ، حرص الهيئة على تعزيز التنسيق والتعاون بين الدول العربية في مجال مجابهة الطواريء النووية والإشعاعية والاستعداد لها وتعزيز البنية التحتية العربية لتكون مؤهلة للتصدي لأي كارثة أو حادث نووي أو إشعاعي، مشيرا إلى أن الهيئة وضعت مشروعا بعنوان "الشبكة العربية للرصد الإشعاعي البيئي والانذار المبكر" وذلك لمساعدة الدول العربية لمواجهة أية حوادث محتملة قد ينتج عنها تلوث إشعاعي وتعريض المواطنين لمخاطر هذه الاشعاعات، سواء  كانت هذه الحوادث من مصادر داخلية أو خارجية.

وأضاف أن الهيئة العربية للطاقة الذرية أعدت نموذجا لخطة طواريء نووية واشعاعية عربية تم تعميمها على الدول الأعضاء لمواءمة الخطط النووية وتيسير التعاون والتنسيق بين الدول العربية في الاستعداد والاستحابة للطواريء النووية والاشعاعية.

وأوضح أن الهيئة دأبت على تنظيم اجتماع سنوي لدراسة الآثار المحتملة للمفاعلات النووية القائمة على الحدود العربية وتأثيرها على دول المنطقة في إطار دراسة شاملة تتضمن كافة الحوادث الاشعاعية والنووية المحتملة في دول الجوار العربي التي لديها مفاعلات.

ونوه الحامدي إلى التعاون بين الهيئة العربية للطاقة الذرية والوكالة الدولية للطاقة الذرية والذي وصل إلى مستوى غير مسبوق ،مشيرا في هذا الإطار إلى أنه تم توقيع مذكرة تفاهم بين الجانبين في 17 يونيو 1922بهدف تعزيز التعاون المشترك خاصة مايتعلق بالتطبيقات النووية والأمن والأمان النوويين والاستعداد والاستجابة للطواريء  مؤكدا أن هذه الاتفاقية تفتح آفاقا واسعة للشراكة في خدمة الدول الأعضاء. 

وشهد الاجتماع عرضا لجامعة الدول العربية حول الاستراتيجية العربية للحد من مخاطر الكوارث، وعرضا للهيئة العربية للطاقة الذرية حول خارطة الطر للاستعداد والاستجابة للطوارئ النووية والاشعاعية، إلى جانب عرض لوكالة الطاقة الذرية حول دورها في الاستعداد والاستجابة للطوارئ النووية والإشعاعية.

 

 

مقالات مشابهة

  • هيئة الرقابة النووية.. خارطة الطريق العربية 2024-2030 خطوة محورية
  • متحف زايد الوطني يعيد إحياء قارب ماجان بالتعاون مع جامعة زايد وجامعة نيويورك أبوظبي
  • “في إف إس جلوبال” تطلق خدمة “الفحص الطبي على عتبة داركم” بالتعاون مع “إيه إم إتش” في دولة الإمارات العربية المتحدة
  • روساتوم تشارك في مؤتمر الوكالة الدولية للطاقة الذرية وتستعرض خبراتها في إدارة المعرفة النووية
  • الوكالة الدولية للطاقة الذرية: محطة زابورجيا النووية في أوكرانيا أبلغت عن وقوع غارات في محيطها عبر المسيّرات
  • اجتماع بالجامعة العربية لمناقشة خارطة طريق للاستعداد والاستجابة للطوارئ النووية
  • المالكي :  ندرس خارطة الطريق النهائية للاستعداد  للطوارئ النووية والاشعاعية‎ بالمنطقة العربية
  • بسبب الذكاء الاصطناعي.. ارتفاع انبعاثات غوغل الكربونية 48%
  • مختص في الطاقة: الغاز يوفر الموثوقية وقلة الانبعاثات الكربونية
  • حزب مصر بلدي يثمن قرار استخدام الطاقة الشمسية بمهرجان العلمين