القبائل مكون رئيس لمواجهة الإرهاب في الصومال
تاريخ النشر: 15th, December 2023 GMT
عبدالله أبو ضيف (مقديشو – القاهرة)
أخبار ذات صلةتتميز الصومال بتنوع واسع في قبائلها التي اعتبرها خبراء مكوناً رئيساً من مكونات الدولة، أعطى نوعاً من الاستقرار السياسي، والتداول السلمي للسلطة، ورغم حجم التحديات التي واجهتها الصومال على مدار سنوات طويلة تمكنت في النهاية من مواجهتها ودحض العناصر المتطرفة والإرهابية، بفضل التماسك القبلي القوي، والتكوين الاجتماعي.
وفي هذا السياق، شدد الناشط السياسي الصومالي ياسين سعيد على أن القبائل تعتبر جزءاً حيوياً من نسيج المجتمع الصومالي حيث تلعب دوراً بارزاً في عملية التنمية وتحقيق الاستقرار، حيث يتجلى هذا الأمر في عدة جوانب ترتبط بتأثيرها على الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية للبلاد.
وعلى سبيل المثال في مجال التنمية الاقتصادية تعمل القبائل كوسيلة لتعزيز الاستثمار المحلي وتشجيع ريادة الأعمال في المناطق المحلية، حيث تتيح هذه الهياكل الاجتماعية للأفراد فرصاً لنقل استثماراتهم الى أماكن قبائلهم ما يعزز نمو الاقتصاد المحلي ويقلل من مستويات الفقر.
وأشار ياسين سعيد في تصريح لـ«الاتحاد» إلى دور القبائل في الحفاظ على الاستقرار الاجتماعي من خلال توفير هياكل تنظيمية وقيادية تعتبر مركزاً لحل النزاعات المحلية وتعزيز التفاهم بين الأفراد، مشيراً الى دورها الحيوي في الحفاظ على التقاليد والقيم الثقافية، مما يسهم في تعزيز الهوية الوطنية وتعايش السكان.
وعلى مدار سنوات طويلة واجهت الدولة الصومالية جماعات متطرفة أدت إلى تأخير عجلة التنمية والتطور داخل الدولة الأفريقية المليئة بالخيرات، ما دفعها في النهاية لطلب الدعم الإقليمي والدولي للتخلص من الجماعات الإرهابية التي حاولت الاستئثار بالموارد الطبيعية مستغلة ضعف التسليح.
ونجحت الصومال مؤخراً في إعادة تصدير السلاح من جديد إلى مقديشو والمؤسسات الرسمية ما يعد تطوراً كبيراً خلال العقد الأخير يوضح حجم التغيرات التي طرأت على الواقع الصومالي بفضل التجمع القبلي الوطني، حسبما يشير محللون.
واعتبر أستاذ العلوم السياسية الصومالي حسن شيخ أن البلاد قائمة على وجود القبائل كمكون رئيس في بقاء الدولة واستمرارها في مواجهة الأزمات، مضيفاً أن القبائل الصومالية تحظى بأهمية كبيرة من الناحية السياسية، حيث تمتلك تأثيراً كبيراً في صنع القرار وتشكيل الحكومات الفيدرالية والولايات يمكن أن يكون لتمثيلها في المؤسسات الحكومية دور محوري في تعزيز المشاركة المجتمعية وضمان توازن السلطة، كما أعطى الصومال نوعاً من الاستقرار السياسي والتداول السلمي للسلطة.
وأوضح حسن شيخ في تصريح لـ«الاتحاد» أن القبائل تشكل جزءاً لا يتجزأ من الهوية والتنمية في الصومال، وإدراك أهمية الهياكل الاجتماعية والاقتصادية وكيف يمكن أن تسهم في صياغة سياسات فعّالة لتحقيق التنمية المستدامة وضمان الاستقرار على المدى الطويل.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: مكافحة الإرهاب محاربة الإرهاب مواجهة الإرهاب الصومال
إقرأ أيضاً:
بو الرايقه: انتخاب رئيس بتفويض شعبي هو مفتاح الاستقرار في ليبيا
ليبيا – بو الرايقه: حراك النويري يتجاوز التوافق الوطني ويهدد وحدة المؤسسات انتقاد لتحركات النويري خارج التوافق الوطنيأكد المحلل السياسي فيصل بو الرايقه أن التحركات التي قام بها نائب رئيس مجلس النواب، فوزي النويري، من خلال بيان منفرد، تعبر عن رأيه الشخصي ولا تعكس التوافق الوطني بين مجلسي النواب والدولة، معتبرًا أنها تتجاوز الجهود التي تمت في القاهرة، حيث تم الاتفاق على 170 نقطة بين الجانبين.
تحذير من تكرار تجارب سابقة فاشلةوفي تصريح لقناة “العربية الحدث”،تابعته صحيفة المرصد، أوضح بو الرايقه أن لجوء النويري إلى خيارات سياسية سابقة أثبت فشلها في المؤتمر الوطني العام والبرلمان، لافتًا إلى أن غياب الأحزاب القوية في ليبيا يجعل من انتخاب برلمان جديد دون ضوابط سياسية عرضة لإنتاج مجالس هشة وضعيفة.
انتخاب رئيس بسلطة شعبية هو الحل الأمثلوأشار المحلل السياسي إلى أن الحل الأمثل يكمن في انتخاب رئيس يملك تفويضًا شعبيًا قويًا، ما سيمكنه من تحقيق الاستقرار السياسي، الذي سينعكس على الوضع الأمني والاقتصادي والاجتماعي.
دعم لرؤية عقيلة صالح واتفاق 6+6وأكد بو الرايقه أن البرلمان يقف متماسكًا خلف الجهود المبذولة في اتفاق لجنة 6+6، ورؤية المستشار عقيلة صالح التي لاقت ترحيبًا في مجلس الأمن، مشددًا على أن وجود قيادة تنفيذية واحدة هو السبيل الوحيد لإنهاء الفوضى الحالية.
إقصاء محتمل للنويري من مجلس النوابوفي ختام حديثه، أشار بو الرايقه إلى أن هناك احتمالًا لحراك داخل مجلس النواب لإقصاء النويري، مشددًا على أن إجراء انتخابات برلمانية ورئاسية متزامنة هو الحل الوحيد لتجنب استمرار الانقسامات، مع ضرورة تشكيل سلطة تنفيذية قوية قادرة على إدارة المرحلة القادمة بفعالية.