الوطن:
2025-04-25@07:09:36 GMT

المؤرخ الفلسطيني حسام أبو النصر يكتب: غزة تفقد تاريخها

تاريخ النشر: 15th, December 2023 GMT

المؤرخ الفلسطيني حسام أبو النصر يكتب: غزة تفقد تاريخها

ما إن دخلت الهدنة ساعاتها الأولى ووضعت الحرب أوزارها، حتى بدأ مَن يستطيع الوصول إلى منطقته، فى تفقُّد ما تبقى من بقايا المنازل، وبقايا الذكريات، وبقايا جثث الشهداء الملقاة على الأزقة وتحت الركام، ليتكشف لنا الجانب الآخر من العدوان والذى أظهر استهداف التاريخ والهوية وليس الإنسان فقط.

ولقد بدأتُ العمل منذ أول يوم للحرب فى متابعة ورصد استهداف المواقع الأثرية والتاريخية فى ظل غياب متابعة ذلك وانتباه العالم لحجم العدوان على الإنسان، فكان لا بد أيضاً من التركيز على هذا الجانب، فتبين خلال تقرير أعددته حول العدوان على الآثار استهداف أكثر من ٣٠ موقعاً أثرياً بين دمار كلى وجزئى، منها الجامع العمرى فى جباليا، وجامع سليم أبومسلم واللذان دُمرا بالكامل، فى حين تم استهدف المستشفى المعمدانى ودُمرت أجزاء منه، وكنيسة بروفيريوس حيث دمِّر مجلس وكلاء الكنيسة بالكامل، وبيت السقا الأثرى بالكامل، فيما تم إلحاق أضرار كبيرة بخمسة متاحف: الخضرى، والعقاد، وقصر الباشا الأثرى، وشهوان، متحف خان يونس، والتى تضم قطعاً أثرية تعود للعهد الكنعانى، واليونانى والرومانى، والبيزنطى، والإسلامى، فيما لم تسلم أهم مكتبات غزة من هذا العدوان الذى يذكّرنا بزمن المغول والتتار، فأحرقت مكتبة جامعة الأزهر، ومكتبة الجامعة الإسلامية، ودُمّر جزء من مكتبة مركز التخطيط التى تأسست ١٩٦٥م، ومكتبة العباس التى تضم كتباً حجرية وبعض المخطوطات التاريخية، فيما شمل القصف الجامع العمرى فى غزة الذى يضم المكتبة العمرية ولا يُعرف مصيرها حتى الآن، فى مشهد يحيلنا إلى العصور الوسطى، لتُدفن الكتب مع الشهداء، وترثى الكلمات الكلمات، وسط صمت عالمى على كل هذه الجرائم التى لم تشفع ولم توقف سقوط ١٤ ألف شهيد.

فكيف للقوانين الدولية أن تمنع أيضاً وقف تدمير كل ما يشكل دليلاً على الوجود الحضارى والإنسانى لشعب فلسطين الكنعانى، الذى أثبت تجذُّره على مر العصور، وقد أشارت إلى ذلك مخطوطات تل العمارنة المصرية التى خلَّدت اسم ١١٩ مدينة كنعانية، وأيضاً التوابيت التى سُرقت بعد عام ١٩٦٧ وأشرف على ذلك «ديان» ضمن حفريات دوثان فى منطقة دير البلح ونُقلت للمتاحف الإسرائيلية، وتبقى منها بقايا قناع كنعانى على الطراز الفرعونى، الذى تعرض أيضاً للعدوان بعد حرب أكتوبر، فيما الحلى والأدوات التى وُجدت تدل على العلاقة الكنعانية الفرعونية، والنتيجة أن إسرائيل استباحت كل ما هو فلسطينى فى غزة، ولم تحترم اتفاقيات جنيف الدولية، حتى القصف طال كلاً من جهاد المصرى وهو مؤرخ فلسطينى، وعائد أبوجياب ورمزى حمودة ممن يعملون فى مجال الأبحاث التاريخية، فى بيت القدس للدراسات والبحوث الفلسطينية، ومروان ترزى وهو مؤرشف فوتوغرافى لتاريخ فلسطين وخاصة غزة، بل واستشهد الشعراء والأدباء والكُتاب والفنانون، ولقد طال القصف نصباً تذكارياً لشهداء مصريين وآثارهم فى غزة، ولم تسلم مواقع تل رفح وميناء أندوثيون فى الشاطئ من العدوان، وهما من أقدم المواقع الأثرية، وعلى مر العصور تعرضت غزة للتدمير والغزو، ولكن لم تشهد أبداً من قبل حجم هذا الدمار الذى يعادل أكثر من قنبلة ذرية، هدم أكثر من ٤٥% من مبانى القطاع، كل ذلك يؤكد محاولات الاحتلال مسح غزة عن الخارطة، كما تمنوا يوماً أن يبتلعها البحر، لكن ظلت عصيةً عليهم، لتكتب دماء الشهداء من جديد تاريخ فلسطين الذين حاولوا طمسه لصالح الرواية الإسرائيلية واستكمالاً للاستعمار الذى يشمل تهويد التاريخ والثقافة والإرث الفلسطينى.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: انتهاكات الاحتلال الإسرائيلى التراث الفلسطينى 7 أكتوبر اليونيسكو

إقرأ أيضاً:

الصين تنجح في تفجير أول رأس حربي هيدروجيني غير نووي

نجحت الصين فى إجراء تجربة عسكرية، هى الأولى من نوعها فى العالم، بتفجيرها رأساً حربياً هيدروجينياً غير نووى فى اختبار ميدانى داخل البلاد، وتمكن الرأس الحربى من استثارة سلسلة من التفاعلات الكيميائية المدمرة التى أحدثت بدورها انفجاراً هائلاً فاق فى قوته المتفجرات التقليدية المصنوعة من مادة «تى إن تي».

وكشفت مجلة «ميليترى ووتش» أن القنبلة، الذى بلغت زنتها 2 كيلوجرام، تسببت فى إحداث كرة لهب تجاوزت 1000 درجة مئوية لمدة ثانيتين، وهو ما يعادل 15 ضعفاً لما تحدثه كمية مماثلة من متفجرات مادة الـ «تي إن تي.» مشددة على أن تلك النتائج تعد مضاعفاً للقوة بالنسبة للعديد من التسليحات والذخائر الصينية، بدءاً من الصواريخ الباليسيتية وقذائف المدفعية وصولاً إلى الصواريخ جو- جو.

وقالت المجلة، المعنية بالشؤون العسكرية، إن «معهد 705 للبحوث» التابع لـ «مؤسسة بناء السفن» المملوكة للدولة، قام بتطوير جهاز التفجير الفريد من نوعه، الذى استخدم مخزون الهيدروجين المستند بالحالة الصلبة فى مادة الماغنسيوم، والمعروفة بـ «هيدريد الماغنسيوم» التى تختزن كميات من الهيدروجين أكبر كثيراً من خزان الهيدروجين المضغوط.

وتتم استثارة هذا المركب باستخدام متفجرات تقليدية، التي تتسبب بدورها في حدوث تفكيك حرارى سريع ينجم عنه انطلاق غاز الهيدروجين، الذى يشتعل فى صورة لهب هائل مستدام.

وعلق باحثون فى «معهد 705 للبحوث» على نتائج التجربة بقولهم: «إن انفجارات غاز الهيدروجين يمكن استثارتها بطاقة إشعال ضئيلة، وتتسبب فى تفجيرات واسعة النطاق، وتنطلق منها ألسنة لهب هائلة سرعان ما تنتشر في المحيط الخارجي. ويتيح هذا المزيج السيطرة الدقيقة على شدة التفجيرات، كما تسهم بسهولة فى إحداث تدمير موحد لأهداف موجودة على مساحات شاسعة».

وأشارت المجلة إلى أن الصين هى الدولة الوحيدة فى العالم القادرة على إنتاج مادة «هيدريد الماغنسيوم» بكميات تجارية واسعة النطاق، إذ يمكنها أن تصل بحجم إنتاج تلك المادة إلى أكثر من 150 طناً سنوياُ.

اقرأ أيضاًسفير الصين: العلاقات الاقتصادية بين بكين والقاهرة تعيش عصرها الذهبي

الاقتصاد الصيني ينمو بنسبة 5.4% خلال الربع الأول 2025

الصين تدين الهجمات الإلكترونية الأمريكية على بنيتها التحتية المعلوماتية الحيوية

مقالات مشابهة

  • برلمانية: سيناء تشهد بعهد الرئيس السيسي تنمية ومشروعات غير مسبوقة في تاريخها
  • سفير الصين بالقاهرة: الالتزام بالقرارات الأممية فيما يخص القضية الفلسطينية «ضرورة»
  • ميناء الكرامة في وجه العدوان
  • الصين تنجح في تفجير أول رأس حربي هيدروجيني غير نووي
  • العنف في الملاعب ومشاريع هامة على طاولة الوزير الأول
  • «فتح» تؤكد أهمية تضافر الجهود لإنهاء العدوان على غزة ودعم حق تقرير المصير الفلسطيني
  • المجلس المركزي الفلسطيني يناقش أولويات المرحلة في ظل تصاعد العدوان الإسرائيلي
  • وزير الإسكان: التنسيق مع وزارة الكهرباء فيما يخص المرفوضين ضمن سكن لكل المصريين 5
  • من الفوضى الاقتصادية إلى الحرب المقدسة.. كيف يُعيد داعش صياغة الصراع العالمي؟
  • إسحق أحمد فضل الله يكتب: البحث عن البحث