الوطن:
2024-07-06@12:36:41 GMT

د. محمد الكحلاوى يكتب: ادعاء إسرائيل

تاريخ النشر: 15th, December 2023 GMT

د. محمد الكحلاوى يكتب: ادعاء إسرائيل

يحتفظ تاريخ غزة بماضٍ سحيق وحضارة كبيرة تسابقت عليها الدول طمعاً فى موقعها الجغرافى الفريد، حيث تقع على طول الحافة الجنوبية الشرقية للبحر المتوسط، وقد شهدت غزة منذ فجر تاريخها وجود الكنعانيين ثم الفلسطينيين منذ ما يقرب من 3000 عام ق.م، ثم سيطر عليها المصريون القدماء فى عهد تحتمس الثالث بوصفها من أهم محطات التجارة بين مصر وبلاد الشام، وقد ورد اسمها فى رسائل تل العمارنة باسم «عزاتى»، واستمرت تبعيتها لمصر لأكثر من قرنين ونصف قرن، ثم توالت عليها الغزوات من قبل الهكسوس والآشوريين والبابليين ثم الفرس والإسكندر والرومان والبيزنطيين إلى أن فتحها العرب المسلمون واتخذوها مركزاً تجارياً ودفاعياً لتأمين بلاد الشام ومصر فى الوقت نفسه.

وقد تبوأت غزة مكانتها فى عصر دولة المماليك، حيث شُيد بها العديد من المنشآت التجارية والدينية والتعليمية، إلى أن جاءت نكسة 1967م وكشفت إسرائيل عن نواياها تجاه إنهاء الوجود الفلسطينى وبخاصة فى مدينتى القدس وغزة، من أجل هذا استباحت الأرض واغتصبت التاريخ ونسبت لنفسها زوراً وبهتاناً تراثاً لا صلة لها به، فنجحت فى تسجيل التراث الفلسطينى على قائمة التراث العالمى بهدف تأصيل وجودها تاريخياً وحضارياً حتى ولو كان زوراً وبهتاناً بعد أن وفرت لنفسها كل السبل المتاحة.

وحصلت من المجتمع الدولى ومنظمة اليونيسكو على الدعم الكافى لتثبت لنفسها تاريخاً مزوراً لا تمتلكه بعد أن انتزعته من التراث الثقافى والحضارى للشعب الفلسطينى وبخاصة فى القدس وغزة والخليل، فهوّدت الأرض والحجر والبشر وفرضت طمساً ممنهجاً للهوية العربية فى تلك المدن إلا أن غزة استعصت عليها.

لذلك افتعلت إسرائيل العديد من الحروب معها الواحدة تلو الأخرى وحاصرتها براً وبحراً وجواً وأغلقت عليها المداخل والمخارج بهدف الضغط عليها ودفع أهلها للفرار منها وهجرتها، ولم تكن أطماع إسرائيل فى اغتصاب أرض غزة خفية على كل متابع لتلك القضية المأساوية فقد وفرت إسرائيل لنفسها كل السبل المتاحة وغير المتاحة وأولت النصوص التوراتية فى الإصحاح الأول سفر عاموس 6-7، بهدف إضفاء الشرعية الدينية على حقوقها المزعومة ولتُؤكد ما جاء فى الرواية التوراتية قامت بزراعة آثار مزورة تحاكى ما تنتجه الحفائر الأثرية وأطلقت اليونيسكو يد إسرائيل فى هدم أحياء كاملة من أجل إجراء عشرات الحفائر سعياً لغرس مفاهيم تؤكد صحة ادعاءاتهم، هذا ما جعل عالم الآثار «فيليب آر ديفيس» يقر بأن هناك حقيقة مهمة وهى أن علماء الآثار فى إسرائيل انقسموا إلى فريقين، فريق أقر بالحقيقة وهى أن الوجود التاريخى لإسرائيل ادعاء وأسطورة، وأن اليهود لم تكن لهم مملكة حكمها أنبياء الله داود، وسليمان عليهما السلام، وقد استند أصحاب هذا الرأى على ما أنتجته الحفائر الأثرية التى أجروها كدليل مادى دامغ لا يقبل الشك أو التأويل فلم يعثروا على دليل أثرى واحد يعضد مزاعم الصهاينة بوجود هيكل بنى على أنقاضه المسجد الأقصى وأن مدينة أورشاليم لم تكن يوماً مدينة إسرائيلية وأنهم لم يذهبوا إلى مصر قط ولم يتجاوزوا أرض كنعان، غزة الحالية.

وقد حاول المنصفون من هؤلاء الباحثين كتابة التاريخ العلمى الحقيقى لهذا الكيان المغتصب فلم يجدوا ما يكتبونه، فمن الطبيعى أن تلقى آراء هؤلاء العلماء من الفريق الآخر معارضة وتكذيباً دون أن يكون لهم ما يدللون به على صحة ادعاءاتهم، وعلى الرغم من ذلك، فقد مضت إسرائيل فى عدوانها على القدس وغزة واستباحوا كل ما وصلت إليه أيديهم من تحف وآثار فلسطينية من أجل إثبات تلك الادعاءات ولم يبالوا بما افتعلوه من حروب حصدت وأزهقت آلاف الأرواح البريئة من أطفال ونساء وشيوخ ومرضى وعجزة، بهدف تفريغ غزة من أهلها وتاريخها وآثارها من مساجد ومدارس وكنائس وأديرة وحمامات ومواقع أثرية ومتاحف، فدمروا على مدى سنين ما يقرب من 60% من تراث غزة وجاءت الطامة الكبرى فى أعقاب حربهم العدوانية الأخيرة والتى أجهزت فيها إسرائيل على العديد من المواقع الأثرية والخانات والمساجد والمدارس، منها على سبيل المثال لا الحصر: الجامع العمرى وقلعة برقوق وخان الأمير يونس النوروزى ومبنى بلدية خان يونس ومتحف خان يونس ومتحف الخضرى ومتحف شهوان ومتحف العقاد ودير القديس هيلاريون، وكنيسة الروم الأرثوذكس، ومسجد النصر ببيت حانون، وجامع المحكمة البردبكية، وغيرها الكثير مما دمر كلياً أو جزئياً.

ورغم هذا التدمير الممنهج للحجر والبشر، فإن غزة قد انتصرت لنفسها ولفلسطين بعد أن انتفضت لها شعوب العالم بأسره وتراجعت حكومات غربية عن تأييد الكيان الصهيونى بعد أن كشفت تلك الحرب الوحشية عن حقيقته ووحشيته فى قتل الأطفال والنساء العزل، انتصرت غزة بصمود أهلها الذين تمسكوا بأرضهم وبركام أطلال بيوتهم، انتصرت غزة بمقاوميها الشرفاء البواسل وشعبها الأبى الصامد فى سابقة فريدة فى تاريخ الصراع الإسرائيلى الفلسطينى، فأصبح العالم يرى إسرائيل كياناً شيطانياً مغتصباً لأرض فلسطين من أصحابها، هكذا رأى العالم إسرائيل على حقيقتها عارية من كل المثل خالية من الأخلاق، قاتلة للأطفال، سارقة للتاريخ، فاجرة فى الخصومة، عرفها العالم على حقيقتها التى أخفتها عشرات السنين ادعت فيها بأنها الضحية وأن مقاوميها هم الإرهابيون، هكذا انتصرت غزة وستنتصر لتكون عصية على أعدائها وحصناً منيعاً على حدود مصر الشمالية الشرقية.

أستاذ الآثار والعمارة الإسلامية بكلية الآثار بجامعة القاهرة، رئيس المجلس العربى للآثاريين العرب

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: انتهاكات الاحتلال الإسرائيلى التراث الفلسطينى 7 أكتوبر اليونيسكو بعد أن

إقرأ أيضاً:

المطلوبة رقم 1 بين نساء العالم.. غموض مصير ملكة العملات المشفرة يشعل المنصات

وأثارت قضية إغناتوفا المولودة في بلغاريا، وتحمل الجنسية الألمانية تفاعلا واسعا بالمنصات، حيث إنها بدأت عام 2016 بالترويج لعملتها الرقمية المشفرة الجديدة "الون كوين"، على اعتبار أنها ستكون المنافسة لعملة "البتكوين" الرقمية الشهيرة.

وروّجت السيدة للمستثمرين أن الون كوين يمكن تعدينها، والتحقق من صحة معاملاتها على شبكات العملات المشفرة، وعرضت عليهم مكافآت في شكل رموز يمكن استخدامها لتعدين العملة وجذب المزيد من المشترين.

وبعد اكتشاف عمليات النصب أصدر مكتب التحقيقات مذكرة اعتقال بحق إغناتوفا، الحاصلة على شهادة في القانون من جامعة أكسفورد ورصد مكافأة بـ100 ألف دولار لمن يساعد في القبض عليها، ثم رفع المكافأة إلى 250 ألف دولار، ثم أوصلها إلى 5 ملايين دولار أميركي لعلها تقنع من حولها بالإدلاء بمعلومات عنها، لتتحول إلى المطلوبة رقم واحد من بين نساء العالم.

كما كشفت وثائق خاصة لمكتب التحقيقات أن إغناتوفا كانت تحظى بحماية "تاكي"، أحد أكبر تجار المخدرات في بلغاريا، والمطلوب من طرف الإنتربول.

رصدت حلقة (2024/7/3) من برنامج "شبكات" أبرز تعليقات النشطاء التي أشار بعضها إلى صعوبة مهمة القبض على المتهمة، بينما دعا آخرون إلى ضرورة الحذر من الاستثمار في العملات الرقمية.

صعوبة المهمة

وبحسب المغردة ريم السلامة فإن إغناتوفا لن تنتظر القبض عليها وأنها "أكيد زوّرت جواز سفرها وغيرت شكلها وحتعيش طول عمرها بالمصاري الي جمعتها والقانون لا يحمي المغفلين".

من جهته، أوضح المغرد حسام أن هذه المطلوبة مدعومة من جهات عالمية وقال: "هذه المتهمة واجهة لمنظمة احتيال على مستوى دولي ولن يعثروا عليها"، وأكمل مشيرا إلى صعوبة القبض عليها "لأن ما قامت به ليس من أجل العثور عليها لاحقا".

بينما نبهت الناشطة نينا السيد إلى ضرورة الحذر عند الاستثمار في العملات الرقمية وقالت ناصحة: "ياعيني العملات المشفرة حقل ألغام صعب التعامل معه، إذا كان ولا بد التعامل بها فالواحد يجرب بالقليل ولا يحط البيض كله بسلة واحدة".

من ناحيته، أشار الناشط أحمد المالح إلى عدم الاستغراب من هذه القضية موضحا أن "هذه المرأة (نصابة) عادية توجد منها العشرات بل المئات والألوف حول العالم"، وأكمل أنها استغلت ذكاءها في الجريمة "ولكنها بالفعل تمتلك أعلى الشهادات العلمية وعبقرية غير عادية، مما أهلها للنصب والاحتيال، وربح مكاسب خيالية".

وبحسب تقارير فإن آخر ظهور علني لإغناتوفا يعود إلى عام 2017، حين شوهدت وهي تستقل طائرة تابعة لشركة "ريان إير" من صوفيا إلى أثينا.

كما أشارت تقارير إلى أنها لجأت لعمليات تجميلية لتغير ملامحها، بينما تداولت مواقع إخبارية نبأ مقتلها عام 2018 بأمر من حارسها تاكي الذي أمر بتقطيع جسدها ورميه في البحر، ولكن بعدها بعام، تم تداول خبر اعتقال شقيقها بعد تواصلها معه.

3/7/2024المزيد من نفس البرنامجاعتقل خلال الحرب.. كيف تفاعلت المنصات بعد إفراج الاحتلال عن "شبيه السنوار"؟play-arrowمدة الفيديو 03 minutes 38 seconds 03:38بعد تصاعد التوتر.. كيف تفاعل مغردون مع غضب الشمال السوري من اعتداءات قيصري؟play-arrowمدة الفيديو 04 minutes 41 seconds 04:41هنا الشجاعية يا نتنياهو.. هكذا علق نشطاء المنصات على أداء المقاومةplay-arrowمدة الفيديو 04 minutes 53 seconds 04:53بين الغضب والدعوة للتهدئة.. المنصات تتفاعل مع حادثة الاعتداء على لاجئين سوريين بتركياplay-arrowمدة الفيديو 04 minutes 16 seconds 04:16هل رعته الحكومة؟.. ملتقى صالونات تجميل يثير جدلا واسعا بليبياplay-arrowمدة الفيديو 03 minutes 10 seconds 03:10إجرام ووحشية وإرهاب.. النشطاء يصفون الاحتلال بعد استخدامه الأسرى دروعا بشريةplay-arrowمدة الفيديو 04 minutes 26 seconds 04:26للتقرب من الرئيس.. اتهام وزيرة بالمالديف بممارسة السحر الأسود ومغردون يعلقونplay-arrowمدة الفيديو 02 minutes 39 seconds 02:39من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebook-f-darktwitteryoutube-whiteinstagram-whiterss-whitewhatsapptelegram-whitetiktok-whiteجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلامية

مقالات مشابهة

  • ادعاء باطل.. استمرار حبس مندوب تحصيل بشركة بتهمة اختلاس أموال بمدينة نصر
  • المجلس الوطنى الفلسطينى يدين اغتيالات الاحتلال الإسرائيلى فى جنين
  • إيهاب الخطيب يكتب: أعظم ميدالية عالمية في الأولمبياد «مصرية»
  • هشام مصباح يكتب: أتوقعها 10 الدولة قامت بواجبها.. «المتحدة» دعّمت والميداليات أقرب للأثقال والسلاح واليد والقدم والخماسي الحديث
  • محمد يوسف يكتب: تغيير المجموعة الاقتصادية في الحكومة.. توجهات مرحلة جديدة
  • أكثر الأشياء المرعبة التي عثر عليها في كهوف العالم
  • المطلوبة رقم 1 بين نساء العالم.. غموض مصير ملكة العملات المشفرة يشعل المنصات
  • ريان يقود سيراميكا للفوز على الإسماعيلي بهدف فى الدوري
  • أبو بكر الديب يكتب: مطالب "أهل الاقتصاد" من الحكومة الجديدة
  • المجلس الوطنى الفلسطينى: ما يحدث فى أحياء شرق خان يونس والشجاعية مجازر وحشية