إطلاق Threads أخيرًا في أوروبا
تاريخ النشر: 15th, December 2023 GMT
وصلت Meta's Threads أخيرًا إلى أوروبا، بعد أكثر من خمسة أشهر من طرحها في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وأماكن أخرى حول العالم. بعد العد التنازلي والدعوة التشويقية على Instagram، أصبح التطبيق الآن متاحًا رسميًا في الكتلة على الويب، على الرغم من أن تطبيقات iOS وAndroid لا تزال غير متاحة للكثيرين.
أصبح موقع Threads.
تم إطلاق المواضيع أخيرًا في أوروبا
ستيف دنت لموقع Engadget
يقال إن التأخير يرجع إلى قانون الأسواق الرقمية القادم (DMA) للاتحاد الأوروبي والذي من المقرر أن يدخل حيز التنفيذ في عام 2024. وباعتبارها واحدة من سبعة عمالقة تكنولوجيين "Gatekeepers"، أرادت Meta التأكد من امتثالها لقانون الأسواق الرقمية (DMA)، لا سيما فيما يتعلق بقواعد مشاركة البيانات بين تطبيقات. وامتثالاً لسياسات الاتحاد الأوروبي، يسمح التطبيق أيضًا للمستخدمين بالوصول إلى النظام الأساسي دون الحاجة إلى إنشاء ملف تعريف.
تم إطلاق Threads في 5 يوليو على الهاتف المحمول مع مجموعة ميزات أساسية وتطلب من المستخدمين تسجيل الدخول باستخدام حسابات Instagram الخاصة بهم. لقد كان يشبه إلى حد كبير تويتر (الآن X) عند إطلاقه، مع دعم المنشورات النصية التي تصل إلى 500 حرف، إلى جانب الصور ومقاطع الفيديو التي تبلغ مدتها خمس دقائق. كما أنها تدعم إعادة النشر ومنشورات الاقتباس، مع السماح للمستخدمين بالحد من ردودهم وحظر/الإبلاغ عن المستخدمين الآخرين.
منذ ذلك الحين، أضاف إصدار ويب، إلى جانب خلاصات "متابعة" و"من أجلك"، والقدرة على إرسال منشورات المواضيع على Instagram، وفرز القائمة التالية، والمشاركات التي تم الإعجاب بها على صفحة ملفك الشخصي، والمزيد. باختصار، أصبح منافسًا قويًا لـ X وBluesky وتطبيقات الوسائط الاجتماعية القصيرة الأخرى.
بالإضافة إلى ذلك، بدأت Meta بالأمس باختبار القدرة على إتاحة منشورات Threads على Mastodon والتطبيقات الفيدرالية الأخرى. كان هذا التوافق مع خدمة "ActivityPub" اللامركزية، والقدرة على النشر المتبادل إلى تطبيقات أخرى، بمثابة الوعد الرئيسي الذي قطعته Meta عندما قدمت Threads.
جاء صعود الخيوط مع الانخفاض الحاد لـ Elon Musk's X، الذي يُنظر إليه الآن على أنه أكثر استقطابًا من أي وقت مضى. ومن بين العديد من الأحداث الدرامية الأخرى، فقدت المنصة مؤخرًا عددًا من المعلنين الرئيسيين بعد أن عزز ماسك نظرية المؤامرة المعادية للسامية. ردًا على ذلك، وجه " ماسك " رسالة جديدة للمعلنين المنسحبين من المنصة: " اذهب وضاجع نفسك".
ومع ذلك، لا تزال المواضيع في مكان محفوف بالمخاطر. لقد حقق نجاحًا فوريًا، حيث تجاوز علامة 100 مليون اشتراك بعد خمسة أيام فقط من إطلاقه، وبلغ عدد المستخدمين 141 مليونًا اعتبارًا من 10 نوفمبر، وفقًا لشركة الأبحاث Quiver Quantitative. ومع ذلك، فإن المشاركة تمثل مشكلة أخرى - فقد تقلبت عدد المستخدمين النشطين يوميًا وانخفضت بشكل حاد بعد شهر أو نحو ذلك من الإطلاق. من المفترض أن تحصل على دفعة هائلة الآن بعد أن أصبحت في أوروبا، ومع ذلك، تمتلك Meta بسهولة القوة (والمال) لإنجاحها وسحق المنافسين الراسخين والمحتملين.
المصدر: بوابة الوفد
إقرأ أيضاً:
العودة للدولة ونهاية الميليشيات!
لا تزال تسيطر على عقول المحللين العرب أو أكثرهم أن «المقاومة» فكرة أو اعتقاد، وأنه يستحيل إخمادها بالقوة، بل لا بد من سردية بديلة مقنعة أو مثيرة للخيال والهمم! وهذه القصة في الأصل من صناعة دونالد رامسفيلد وزير دفاع الرئيس الأميركي جورج بوش الابن. وفي اعتقاده أن «القاعدة» و«داعش» وأمثالهما تمثل مذاهبَ اعتقادية يصعُبُ الخروج منها، ويتشبث بها أصحابها استناداً لاقتناعٍ عميق، فيسهل عليهم التضحية بأنفسهم في سبيله.
والواقع أنه كانت لهذا التوجه علّتان: الأولى تأتي من سوء الظن بالإسلام، والاعتقاد أنّ العنف متأصلٌ فيه. والعلة الثانية سوء الظن بالدولة في العالمين العربي والإسلامي، بحيث يُحلُّ هؤلاء «الجهاديون» أنفسهم في محلِّها، لأداء الواجبات التي عجزت عن إنجازها!إنما اللافت للنظر أنّ المسلمين أنفسهم هم الذين قاتلوا المتطرفين إلى جانب المجتمع الدولي. وبالنسبة للعلة الثانية فأين هو الإنجاز الذي حقّقه «الجهاديون»، بحيث يغري ذلك الشبان باتباعهم؟
إنّ هذا الحديث يتجدد الآن في حالتَي «حماس» بفلسطين، و«حزب الله» في لبنان. ومع أنني أُحسُّ أن التحزب للتنظيمين يأتي غالباً من خارج مجتمعهما، فإنّ السؤال يظلُّ: ما الإغراء (حتى في الفكرة) بعد الهزائم المتوالية، وعشرات ألوف الضحايا، والخراب الهائل؟ ومتى حررت الميليشيات المسلحة أرضاً أو بنت سلطة تخدم ناسها الذين تسيطر عليهم؟ لا شك أنها تنظيمات متماسكة، ولدى البعض اعتقادات، لكنّ معظم الخاضعين مغلوبون على أمرهم، ولا يعتبرون الميليشيات أساساً لقيام نظامٍ صالحٍ يضمن الأمن والاستقرار وعيش الأطفال ومستقبلهم. بل كيف ينظر هؤلاء إلى أنفسهم وقد تسببوا في هلاك أطفالهم ونسائهم من دون أن يتحقق شيء من التحرُّر أو التحرير؟ يترجى العرب والمنظمات الإنسانية «حماس» الآن لكي تتخلى عن السيطرة في القطاع إبقاءً على حياة الملايين الذين هددتهم جميعاً حروبها. وسيقول قائل: لكن سلطة محمود عباس لا تعد بالتحرر وما عاد أحدٌ يفكر بإمكان الاستقلال بالسلم. لكنّ الاستقلال بالقوة ليس متاحاً، والأولوية ينبغي أن تكون لحفظ الحياة والنظر للمستقبل.
ولنمضِ إلى لبنان حيث ما عاد هناك غير خيارٍ واحد هو خيار الدولة. فقد وقّع رئيس المجلس النيابي، نبيه بري، باسم «حزب الله»، على الانسحاب من جنوب الليطاني، وانتهت الجبهة. فما الحاجة إلى هذا السلاح الكثيف بالداخل اللبناني؟ وما الحاجة إلى هذا الاستتباع لإيران الذي جلب كوارث على اللبنانيين وخصوصاً الشيعة من بينهم تكاد تضاهي ما جنته «حماس» على غزة والضفة، بل إنّ «حزب الله» والميليشيات الإيرانية المشابهة جلبت كوارث على سوريا والعراق واليمن وليس على لبنان فقط!
الدولة اللبنانية الآن ليست الخيار البديل، لأنّ ميليشيا الحزب ما كانت أبداً خياراً لمعظم اللبنانيين. فلنفترض أنّ الحزب كان بديلاً لفريقٍ من اللبنانيين، لكن لماذا يبقى كذلك بعد حروبٍ خاضها وخسرها جميعاً، وفي كل مرة تزداد المناطق المحتلة التي صار اللبنانيون جميعاً على يقين أنّ الحزب لن يستطيع - تماماً مثل «حماس» - إنجاز تحريرها.
يخوض اللبنانيون الآن تجربة جديدة لإقامة دولة للجميع تتمتع بالشرعية الدستورية والعربية والدولية. وهي تحاول بعد تكوين السلطات الدستورية، أن تخرج حتى في بيانها الوزاري من إسار الثالوث المعروف، وهو في الحقيقة قد مثّل دائماً سلطة أوحدية أضرَّت باللبنانيين أكثر بكثير مما أضرَّت بإسرائيل. قال لي عسكري سابق - هو صاحب أطروحة السردية: لكن الحزب تمكن من تهجير مائة ألف إسرائيلي، وهذا إنجازٌ بارز! قلت: لكن في المقابل تسبب في تهجير مليون لبناني وأكثر لا تستطيع كثرة منهم العودة إما بسبب الاحتلال أو بسبب خراب الديار!
إنّ قوة الشرعية تأتي ليس من الرسوم والشعائر المنظورة، فقد كانت موجودة من قبل. بل تأتي هذه المرة من الإرادة الجامعة للبنانيين، وهي الإرادة التي يتعيّن عليها أن تكون صلبة وفي غير حاجة للتبرير أو الاستدلال أو الاستسلام لفكرة أو اعتقاد أو سردية المقاومة. فالمقاومة ليست بديلاً عن الدولة، بل الدولة هي الخيار الأول والأخير. فحتى في فلسطين يبدو خيار الدولة الوطنية وإن تنكّر له الصهاينة هو الخيار الوحيد للحاضر والمستقبل - أو تبقى الميليشيات ويبقى انعدام الاستقرار، وقد يتقدم خيار التهجير الترمبي!
ما كانت تجارب الدول الوطنية ناجحة، وبخاصة الدول التي سيطر فيها الانقلابيون العسكريون، والأخرى التي سيطرت عليها قوى خارجية. وفي الحالتين صارت الميليشيات المسماة مقاومة هي السائدة وقد استخدمها العسكريون، كما استخدمتها القوى الخارجية.
عندما كنت أكتب هذه المقالة قرأت أنّ «حماس» تقبل الخروج من إدارة غزة. كما جاء في مسودة البيان الوزاري اللبناني انفراد الدولة بالسلاح وقرارات الحرب والسلم، و«السيادة» على الأرض. هل هي العودة للدولة ونهاية الميليشيات؟ هكذا الأمل!