بحث مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان خلال زيارته لإسرائيل مدة الحرب على غزة، وسط تقارير أفادت بأنه طالب بإنهاء المرحلة المكثفة منها خلال أسابيع لا أشهر، فيما أشارت شبكة "سي إن إن" إلى توترات "غير مسبوقة" بين البيت الأبيض ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي في مقابلة مع الجزيرة مساء اليوم الخميس إن واشنطن تريد من إسرائيل الانتقال من المرحلة المكثفة الحالية إلى مرحلة أقل حدة في أسرع وقت ممكن.

وأضاف أن سوليفان طلب من الإسرائيليين أن يكونوا أكثر دقة في عملياتهم العسكرية لتجنيب المدنيين تبعات الحرب.

وجدد المتحدث التأكيد على أن واشنطن لا تؤيد وقف إطلاق النار بشكل مستدام ولكنها تريد مزيدا من الهدن الإنسانية لإدخال المساعدات إلى غزة وإنقاذ الرهائن، وفق تعبيره.

وذكر كيربي أن الرئيس الأميركي جو بايدن لا يزال يؤمن بحل الدولتين، لكنه أضاف أن الأمر صار بعيد المنال في ضوء هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، في إشارة إلى عملية طوفان الأقصى التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية.

وفي تصريحات أخرى أدلى بها في وقت سابق من اليوم، قال كيربي إن واشنطن لا تملي شروطا على إسرائيل بشأن مدة الحرب لكنها تريدها أن تنهيها في أقرب وقت ممكن.

وأضاف أن الولايات المتحدة تعمل من أجل تحقيق هدنة قصيرة في غزة لأن هناك مخاوف من الهدن الطويلة باعتبارها في صالح حركة المقاومة الإسلامية (حماس).

ويواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي لليوم الـ69 حربه المدمرة على غزة، التي خلفت حتى مساء اليوم الخميس 18 ألفا و787 شهيدا، و50 ألفا و897 جريحا وفقا لوزارة الصحة في القطاع.

وقال ديوان رئيس الوزراء الإسرائيلي إن نتنياهو شكر سوليفان على الدعم الأميركي في الحرب، وأبلغه أن إسرائيل ستواصل القتال حتى الانتصار على حماس.

رؤية بايدن وسوليفان

غير أن موقع أكسيوس نقل عن مسؤولين أميركي وإسرائيلي قولهما إن سوليفان أبلغ نتنياهو وأعضاء مجلس وزراء الحرب أن عليهم الانتقال إلى المرحلة التالية الأقل حدة في غضون أسابيع لا أشهر.

وقال المسؤول الإسرائيلي لأكسيوس إن سوليفان لم يضغط من أجل إنهاء القتال لكنه أعرب عن قلقه بشأن نزوح الفلسطينيين في غزة والخسائر في صفوف المدنيين.

في الوقت نفسه، نقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مسؤولين أميركيين أن إدارة بايدن تتفهم أن جهود إسرائيل لملاحقة قادة حماس ستستمر عدة أشهر، لكن الرئيس يريد إنهاء الحملة الإسرائيلية الواسعة في غضون 3 أسابيع.

من جهتها، قالت وزارة الخارجية الأميركية إن "الأمر متروك للإسرائيليين بشأن المدة التي ستستغرقها العملية العسكرية"، لكنها أضافت أن المسؤولين الأميركيين منخرطون في محادثات مع نظرائهم الإسرائيليين في هذا الشأن، وأن واشنطن لا تريد أن يستمر الصراع أكثر من اللازم، وفقا للوزارة.

في غضون ذلك، تناقلت وسائل الإعلام الأميركية تقارير عن المخاطر التي قد تجرها الحرب على صورة الولايات المتحدة وقيادتها على المستوى العالمي بالإضافة إلى التبعات المحتملة على الرئيس بايدن نفسه.

وتحدثت شبكة "سي إن إن" عن "توترات غير مسبوقة" بين البيت الأبيض ونتنياهو، وسط شعور بايدن بالثمن السياسي لوقوفه إلى جانب إسرائيل، وفقا للشبكة.

وأضافت أن رحلة سوليفان إلى إسرائيل مؤشر على أن تل أبيب لم تأخذ في الاعتبار تحذيرات بلينكن بشأن حماية المدنيين.

وقالت الشبكة إن قيادة واشنطن العالمية "مهددة بتلقي ضربة قوية بسبب دعمها لإسرائيل".

مستشار الأمن القومي الأمريكي يبحث في تل أبيب تحديد جدول زمني لإنهاء الحرب في قطاع #غزة، ومجلس النواب يوافق على فتح تحقيق رسمي لعزل الرئيس #بايدن
الخبر في قصة بـ #إيجاز#حرب_غزة pic.twitter.com/uQgmIi1JmY

— قناة الجزيرة (@AJArabic) December 14, 2023

مخاوف أميركية

في السياق نفسه، نقلت قناة "إن بي سي" عن مصدر في الاستخبارات الأميركية قوله إن نتنياهو لديه حافز لإطالة أمد الحرب في محاولة لحماية بقائه السياسي، وإنه قد يحول مشاكله الشخصية إلى "كابوس إقليمي".

كما نقلت القناة عن مسؤولين أميركيين وغربيين أن إسرائيل ليس لديها موقف متماسك أو خطة سياسية بعد انتهاء الحرب على غزة.

من جهة أخرى، نقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن مسؤولين إسرائيليين أنهم يتابعون انتقادات الديمقراطيين في الولايات المتحدة بشأن ارتفاع عدد القتلى المدنيين في غزة، وأنهم يخشون فقدان الدعم الشعبي الأميركي.

وقال المسؤولون للصحيفة إن القادة الإسرائيليين أعربوا منذ أسابيع عن مخاوفهم من وقف إدارة بايدن التواصل مع الإسرائيليين علنا.

وفيما يتعلق بالرأي العام الإسرائيلي، أظهر استطلاع أجرته صحيفة معاريف أن 43% من الإسرائيليين لا يوافقون على تصرفات نتنياهو مع الولايات المتحدة فيما يتعلق بإدارة الحرب، مقابل 36% يرون أن طريقته مناسبة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الولایات المتحدة عن مسؤولین

إقرأ أيضاً:

إسرائيل تفرج عن سجناء فلسطينيين بعد تأجيل بسبب تسليم الأسرى الإسرائيليين

القدس المحتلة - الوكالات
سلمت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) ثلاثة رهائن إسرائيليين وخمسة تايلانديين اليوم الخميس وبدأت إسرائيل إطلاق سراح 110 من السجناء فلسطينيين بعد أن أرجأت العملية اعتراضا على احتشاد جموع حول الرهائن في أحد مواقع التسليم بغزة.

وبدا الخوف على أربيل يهود (29 عاما)، التي احتجزت خلال الهجوم الذي قادته حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023 من تجمع نير عوز السكني، وواجهت صعوبة في شق طريقها عبر حشد لدى تنفيذ مسلحين عملية تسليمها للصليب الأحمر في مشهد متوتر في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة.

وقال الجيش الإسرائيلي إن محتجزا إسرائيليا آخر هو جادي موزيس (80 عاما) أُطلق سراحه أيضا مع خمسة تايلانديين من عمال مزارع إسرائيلية قرب القطاع عندما اقتحم مسلحون وقتها السياج الحدودي.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن مشهد تسليمهم وسط تلك الحشود الضخمة صادم وهدد بالموت لأي شخص يلحق الأذى بالرهائن.

وبعد أن حث الوسطاء على التأكد من أن ذلك المشهد لن يتكرر، قال مكتب نتنياهو إن الوسطاء تعهدوا بضمان المرور الآمن للرهائن في عمليات الإفراج القادمة.

وفي وقت لاحق من اليوم الخميس، وصلت حافلات إلى مدينة رام الله بالضفة الغربية تحمل عددا من بين 110 سجناء فلسطينيين من المتوقع إطلاق سراحهم في إطار الاتفاق الذي أوقف الحرب في القطاع في وقت سابق من الشهر الجاري.

وقال نتنياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس إنهما أمرا بتأجيل الإفراج "حتى يتم ضمان الخروج الآمن لرهائننا في المراحل التالية".

وقال مسؤولون في وزارة الصحة الفلسطينية إن 14 فلسطينيا على الأقل أصيبوا بنيران إسرائيلية، بعضهم بالرصاص الحي والمطاطي، وآخرين نتيجة استنشاق الغاز، أثناء تجمعهم عند مدخل رام الله بالضفة الغربية المحتلة للترحيب بالسجناء المفرج عنهم. ولم يصدر تعليق بعد من إسرائيل.

ووصل بعض السجناء من القدس الشرقية إلى بيوتهم بينما لم يصل آخرون، كان من المقرر نقلهم إلى غزة أو ترحيلهم إلى مصر، إلى وجهاتهم بعد.

(شارك في التغطية علي صوافطة من رام الله وتالا رمضان من دبي - إعداد سلمى نجم وأميرة زهران ومحمد محمدين وشيرين عبد العزيز للنشرة العربية - تحرير محمود رضا مراد وسها جادو)

مقالات مشابهة

  • تعرّف على المنظمة التي تلاحق مجرمي الحرب الإسرائيليين بجميع أنحاء العالم
  • 4% فقط من الإسرائيليين يعتقدون أن دولة الاحتلال حققت أهداف الحرب على غزة
  • إعلام إسرائيلي: نتنياهو يبحث وقف صفقة التبادل وإمكانية استئناف القتال
  • إعلام إسرائيلي: 4% من الإسرائيليين يرون تحقيق الأهداف الحربية بالكامل
  • «إعلام عبري»: 4% من الإسرائيليين يرون أن الحرب على غزة حققت أهدافها كاملة
  • ترجيح إسرائيلي بنية نتنياهو التوجه إلى واشنطن بنية استئناف الحرب
  • إسرائيل تفرج عن سجناء فلسطينيين بعد تأجيل بسبب تسليم الأسرى الإسرائيليين
  • وزير أميركي يثير الغموض بشأن حادث تحطم الطائرتين في واشنطن
  • نتنياهو يطالب بعدم تكرار ما حدث أثناء عملية إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين
  • صحفي إسرائيلي يكشف ما سيبحثه نتنياهو مع ترامب.. استبعد عودة الحرب