الحرة:
2024-12-18@23:12:00 GMT

ما هو غوسبل الذي يساعد إسرائيل في تحديد أهدافها؟

تاريخ النشر: 14th, December 2023 GMT

ما هو غوسبل الذي يساعد إسرائيل في تحديد أهدافها؟

ضربت القوات الإسرائيلية أكثر من 22 ألف هدف داخل غزة منذ السابع من أكتوبر، في أعقاب الهجوم الذي نفذته حماس على بلدات إسرائيلية وراح ضحيته نحو 1200 شخص معظمهم مدنيون.

ويقول الجيش الإسرائيلي إنه يستخدم الذكاء الاصطناعي لاختيار العديد من هذه الأهداف في الوقت الفعلي، عبر نظام يدعى غوسبل  "Gospel".

يتفق الكثير من الخبراء على أن هذه هي بداية مرحلة جديدة في استخدام الذكاء الاصطناعي في الحروب.

يقول الرئيس السابق لوكالة استخبارات الدفاع الأميركية روبرت أشلي إن "الخوارزميات يمكنها التدقيق في كميات هائلة من البيانات الاستخباراتية بشكل أسرع بكثير من المحللين البشر".

ويضيف أن "استخدام الذكاء الاصطناعي للمساعدة في الاستهداف لديه القدرة على منح القادة ميزة هائلة".

وفقا لمنشورات على موقع الجيش الإسرائيلي، تم تطوير "Gospel" من قبل الوحدة "8200" إحدى أقوى أذرع هيئة الاستخبارات الإسرائيلية في السنوات القليلة الماضية.

يمكن لنظام الاستهداف بالذكاء الاصطناعي الذي تستخدمه إسرائيل أن يولد أهدافا بمعدل سريع مقارنة بالعنصر البشري.

ويساعد النظام في التعرف بسرعة على مسلحي العدو ومعداته، مع تقليل الخسائر في صفوف المدنيين.

يؤكد تال ميمران، المحاضر في الجامعة العبرية في القدس والذي عمل لصالح الحكومة الإسرائيلية في مجال الاستهداف خلال العمليات العسكرية السابقة أن "Gospel" هو في الواقع أحد برامج الذكاء الاصطناعي العديدة التي تستخدمها المخابرات الإسرائيلية.

تقوم أنظمة الذكاء الاصطناعي الأخرى بتجميع كميات هائلة من البيانات الاستخباراتية وتصنيفها، وبعدها يقدم "Gospel"  توصية الاستهداف لمحلل بيانات بشري.

يمكن أن تشمل الأهداف أي شيء، بدءا من المسلحين الأفراد، وحتى المعدات مثل قاذفات الصواريخ، أو المنشآت مثل مراكز قيادة حماس.

تنقل الإذاعة الوطنية العامة الأميركية عن ميمران القول: "في الأساس، هذا النظام يقلد ما كانت تفعله مجموعة من ضباط المخابرات في الماضي، لكنه أكثر فعالية بكثير".

ويبين أن "مجموعة مكونة من 20 ضابطا قد تنتج ما بين 50 إلى 100 هدف خلال 300 يوم، بينما يمكن لهذا النظام وأنظمة الذكاء الاصطناعي المرتبطة به أن تقترح حوالي 200 هدف في غضون 10 إلى 12 يوما، وهو معدل أسرع بـ 50 مرة على الأقل".

على الرغم من أنه ليس من المعروف بالضبط ما هي البيانات التي يستخدمها هذا النظام لتقديم اقتراحاته، إلا من المحتمل أنها تأتي من مجموعة واسعة من المصادر المختلفة.

تشمل القائمة رسائل الهاتف الخليوي وصور الأقمار الاصطناعية، ولقطات مأخوذة من طائرات من دون طيار وحتى أجهزة الاستشعار الزلزالية، وفقا لبليز ميستال، نائب رئيس المعهد اليهودي للأمن القومي الأميركي، وهي مجموعة تسهل التعاون العسكري بين إسرائيل والولايات المتحدة.

في هذا الصراع الأخير، تستخدم إسرائيل الذكاء الاصطناعي الخاص بها على نطاق لم يسبق له مثيل.

وتوضح تدوينة مختصرة نشرها الجيش الإسرائيلي في الثاني من نوفمبر كيفية استخدام النظام في الصراع الحالي.

وفقا للمنشور، تستخدم مديرية الأهداف العسكرية في الجيش الإسرائيلي النظام لتحديد أهداف مقترحة بسرعة بناء على أحدث المعلومات الاستخبارية. يوفر النظام توصية استهداف للمحلل البشري الذي يقرر بعد ذلك ما إذا كان سيتم تمريرها إلى الجنود في الميدان.

ويشير المنشور إلى أن قسم الاستهداف قادر على إرسال هذه الأهداف إلى القوات الجوية والبحرية، ومباشرة إلى القوات البرية عبر تطبيق يعرف باسم "عمود النار"، والذي يحمله القادة العسكريون على الهواتف الذكية والأجهزة الأخرى التي يستخدمها الجيش.

تعتمد الجيوش في جميع أنحاء العالم بتجربة الذكاء الاصطناعي منذ أكثر من عقد من الزمن، وفقا لأنطوني كينغ، أستاذ دراسات الدفاع والأمن في جامعة إكستر في إنكلترا.

ويشير كينغ إلى أن الصراع الحالي بين إسرائيل وحماس قد يكون الأول من نوعه الذي يتم فيها تحديد الأهداف بواسطة الذكاء الاصطناعي على نطاق واسع.

ويقول: "إن هذه الحرب الأخيرة في غزة سوف تنشر هذا النوع من التقنية لتصل مستقبلا إلى الجيوش النظامية".

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: الجیش الإسرائیلی الذکاء الاصطناعی

إقرأ أيضاً:

الذكاء الاصطناعي دربنا للسعادة أم للتعاسة؟

 

مؤيد الزعبي

من الأسئلة التي أجد بأنها جوهرية في وقتنا الحالي، هل الذكاء الاصطناعي دربنا للسعادة أم للتعاسة؟ وأنا اسأل هذا التساؤل عزيزي القارئ بعد تجربتنا الإنسانية مع التكنولوجيا المتمثلة بوسائل التواصل الاجتماعي التي جعلتنا أتعس للأسف رغم أنها وفرت لنا حاجة إنسانية مهمة متمثلة بالتواصل، إلّا أنها جعلت البشر أكثر تعاسة.

أطرح هذا التساؤل في وقت بتنا ندرك أنه بحلول عام 2030 من المتوقع أن يكون مرض الاكتئاب هو المرض الأول من حيث أعداد المصابين عالميًا، واليوم مع دخولنا عصر الذكاء الاصطناعي فهل هذه التكنولوجيا هي دربنا للسعادة أم للتعاسة؟، قبل أن تشرع في قراءة هذا الطرح أطلب منك عزيزي القارئ أن تأخذ نفسًا عميقًا وتجيب بنفسك على تساؤلي ها هنا، هل أجبت نفسك إذن حان الوقت لنشرع معًا في إكمال هذا الطرح.

ومنذ قدم البشرية ونحن نبحث كبشر عن السعادة ومصادرها وتعريفاتها، ورغم ما وصلنا له من تقدم في فهم الإنسان البشري، إلا أنه ما زال محيرًا أن نفهم السعادة وما هي دروبها، فهناك شخص يجدها في صحته الجسدية وشخص آخر يجدها في صحته النفسية، وشخص يجدها في إنجازاته ومخزونه العلمي والعقلي وآخر يجدها في مخزون جيبته وأرصدة حساباته البنكية، وشخص يجدها بالرضا وقبول القدر وآخر يجدها في تحدي الواقع وتغييره، إشكالية عميقة لا يمكن فهمها أو تحديدها بشكل دقيق. ولهذا أجد في محاولتنا لاستنجاد الذكاء الاصطناعي ليبحث لنا عن معنى السعادة في كل ما كُتب في تاريخنا الإنساني ليجد لنا تعريفًا محددًا، وهذه طريقة أجدها مناسبة جدًا لنجد تعريفًا محددًا للسعادة نقارنه بتعريف أرسطو الذي كان يجد السعادة بأنها الهدف الأسمى للحياة.

هناك اتجاه آخر قد يخدمنا لنفهم السعادة وندركها أنه الآن ومع انتشار الساعات الذكية التي باتت تقيس لك نبضات قلبك ونسبة الاوكسجين في الدم ونسبة نشاطك وتقيس تحركاتك وخطواتك ولحظات سكونك وحتى نومك أجد بأننا يمكن استخدامها لتقيس لنا درجة سعادتنا أو تعاستنا بناء على معلومات دقيقة حول أجسامنا والتي هي انعكاس لأحاسيسنا أو حتى لحالتنا النفسية، وقد قام خبراء من شركة هيتاشي بتطوير تجربة مماثلة تقوم بقياس حركة الإنسان ومدى نشاطه وسرعة تحركاته ولحظات توقفه وبناء على تحليلات الذكاء الاصطناعي تقوم بقياس مدى سعادتك أو تعاستك في هذه اللحظة، صحيح أن الشركات المصنعة للساعات باتت تختبر مثل هذه المميزات في أن تقيس لك درجة توترك بناء على قراءاتك الحيوية إلا أن التجربة تحتاج سنوات من التطوير لنصل لطريقة مثلى تكشف لنا حقيقة فيما إذا كنا سعداء أم تعساء.

 

الأمر الأهم الذي يوعز له الكثيرون بأنه سيعالج الكثير من مشاكلنا النفسية يتمثل بتطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدي والتي ستكون حلًا لكل فاقدي التواصل وستساعدهم في التحدث والتخاطر، ولكن ما قولنا أن سابق تجربتنا كبشر مع وسائل وجدت لنتواصل وأقصد وسائل التواصل الاجتماعي بأنها أصبحت سببًا لتعاستنا فكيف سيكون حالنا ونحن نخاطب نماذ ذكاء اصطناعي توليدي وليس بشر حقيقيون، وكيف سيكون حالنا لو انعزلنا عن محيطنا وانخرطنا لنتحدث مع روبوتات الدردشة أو الروبوتات التي ستتمثل على هيئة بشر في قادم الأيام، كيف سيكون حالنا عندما نصبح نُعبر عن أحاسيسنا ومشاعرنا لنماذج إلكترونية نجدها أقرب لنا من بشر مثلنا مثلهم، هل سنصل للسعادة؟، هذا هو جوهر التساؤل الحقيقي عزيزي القارئ والذي حتى الآن لا يستطيع أي شخص أن يجيبك عليه لأن تجربتنا مازالت ناقصة فلا نحن طورنا نماذج ذكاء اصطناعي بديلة عن البشر في التواصل ولا نحن اختبرناها واختبرنا طريقة تعاطيها مع الأمور.

تخيل أن يدفعنا الذكاء الاصطناعي من خلال برمجته لأن ننتحر مثلًا، ربما ليس مقصودًا أن يُبرمج ليجعلك تنتحر ولكن لكي يختصر عليك الألم، فيكون حله أن تُقدم على هذا الأمر الشنيع، وفي المقابل ربما تكون هذه الأنظمة هي الكاشفة والمكتشفة للكثير من مشاكلنا النفسية والمتنبئة بها قبل أن تصبح مشكلة أكبر وتحاول مساعدتنا لتخطيها أو تجاوزها أو حتى علاجها؛ إذن الصورة ليست كاملة حتى الآن والأمر لا يعتمد على الذكاء الاصطناعي لوحده بل يعتمد على تعامنا معه نحن البشر.

الخلاصة- عزيزي القارئ- أننا لو انخرطنا بالذكاء الاصطناعي وتجهلنا تعريف أهم من السعادة وهو تعريف الإنسان نفسه لنفسه فحينها سنخلق لنا مشكلة أكبر بأن نفقد بوصلتنا مرة أخرى فبدلًا من أن نصنع نظامًا يمكنه أن يجعل حياتنا أفضل وأسهل وأسرع فسنحوله لأداة تجلب لنا السعادة، ولكن إذا أدركنا أن كل ما نصنعه ونطوره يجب أن يخضع لمقياس واحد هو أن يجعل حياتنا "كبشر" أكثر سعادة وصحة ويسر وأنا اقولها كبشر لا كحومات ولا كشركات ولا كأنظمة إذا صنعناه للشر فحينها سيكون الذكاء الاصطناعي دربنا لحياة سعيدة فهو سيقدم لنا الحلول والتحليلات ولكن بشرط أن نُحسن استخدامه، إما إذا اسئنا استخدامه فسنعيد التجربة مرة أخرى ونجعل ما صنعناه ليطورنا يصبح أداة تهدمنا.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • قبلة ماسك وميلوني.. صناعة الذكاء الاصطناعي
  • طب أسنان عين شمس تناقش الشراكة مع الذكاء الاصطناعي
  • جيل جديد من جيميني يحدث ثورة في الذكاء الاصطناعي
  • الذكاء الاصطناعي دربنا للسعادة أم للتعاسة؟
  • الأسلحة الكيميائية وسر نظام الأسد المظلم الذي تخشاه إسرائيل والغرب
  • خبير زراعي: استخدام الذكاء الاصطناعي يساعد في زيادة الإنتاجية الحيوانية
  • سيناريوهات الخراب.. الجيوش العربية ضحية الفوضى.. إسرائيل تستغل سقوط النظام فى الإجهاز على القوات السورية.. الناتو يقضى على الجيش الليبى.. والغزو الأمريكى يحل الجيش العراقى
  • خبير: إسرائيل استغلت عملية 7 أكتوبر لتحقيق أهدافها في المنطقة
  • بالفيديو.. خبير: إسرائيل استغلت "طوفان الأقصى" لتحقيق أهدافها في المنطقة
  • خبير: إسرائيل استغلت طوفان الأقصى لتحقيق أهدافها في المنطقة