إيكونوميست: أعنف مراحل حرب غزة تقترب من نهايتها وحماس لم تنكسر
تاريخ النشر: 14th, December 2023 GMT
قالت صحيفة إيكونوميست إنه رغم اشتداد القتال بين الجيش الإسرائيلي وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة، فإنه بات في حكم المؤكد أن الهجمة الحالية هي آخر عملية إسرائيلية واسعة في هذه الحرب، مشيرة إلى أن الضغوط الأميركية على تل أبيب تتصاعد في السر.
وذكرت الصحيفة البريطانية أن الجيش الإسرائيلي أرسل فرقة كاملة إلى مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة وحولها، في حين لا تزال 3 فرق أخرى من سلاح المدرعات تواصل عملياتها في شمال القطاع.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول أمني قوله إن الجيش الإسرائيلي في ذروة انتشاره منذ ما يزيد على شهرين، وإن "المرحلة المقبلة ستكون حملة متنقلة أقل كثافة".
وأضافت إيكونوميست -في التقرير الذي نشرته اليوم الخميس- أن السؤال الأهم أمام جنرالات إسرائيل هو ما إذا كان هذا التحول -إلى حملة مخففة- سيحبط الهدف الرئيسي للحرب وهو تدمير القدرات العسكرية لحركة حماس.
وحسب التقرير، فإن إسرائيل ليس أمامها خيار يذكر سوى تقليص عملياتها، في ظل إصرار الولايات المتحدة -حليفها الرئيسي ومزودها بالأسلحة- على خفض مستوى القوة النارية لتجنب الاستمرار في هذه المقتلة بحق المدنيين، وكذلك في ظل الضغوط المتزايدة على الاقتصاد الإسرائيلي جراء تعبئة 360 ألفا من جنود الاحتياط.
البحث عن صورة النصر
ومع قرب انتهاء أعنف مراحل العملية العسكرية -وفقا للصحيفة- تحاول إسرائيل إعطاء مواطنيها انطباعا بأن مقاومة حماس تنهار وبأن الجيش يسيطر الآن على مساحة واسعة من قطاع غزة، غير أنها رغم كل ما فعلته من أجل ذلك لم تحصل على "صورة النصر" التي ينشدها الإسرائيليون.
وذكرت الإيكونوميست أن الجيش الإسرائيلي ربما يكون قد قضى على نصف قوة حماس التي قدّرتها الصحيفة بحوالي 30 ألف مقاتل، لكنها أكدت أن الحركة ما زال لديها آلاف المقاتلين، الذين يواصلون الخروج من الأنفاق والإيقاع بالجنود الإسرائيليين في الكمائن، كما أن عشرات الأسرى الإسرائيليين ما زالوا في قبضة الحركة وتحت خطر القصف الإسرائيلي المستمر على غزة.
ولم تتمكن إسرائيل كذلك من القضاء على قيادة حماس أو تدمير بنيتها التحتية، فهي وإن كانت قتلت عددا من القادة الميدانيين، فإنها لم تفلح في القضاء على رئيس الحركة في غزة يحيى السنوار أو قائد كتائب القسام الجناح العسكري للحركة محمد الضيف أو نائبه مروان عيسى.
موقف الولايات المتحدة
وفيما يتعلق بالولايات المتحدة، لا يوجد في العلن ما يشير إلى أنها تضغط على إسرائيل، لا سيما بعد الفيتو (حق النقض) الذي استخدمته في مجلس الأمن في الثامن من الشهر الجاري لعرقلة قرار يدعو لوقف إطلاق النار في غزة، كما أنها تزودها بمزيد من الأسلحة، حيث أقرت في الأيام الأخيرة شحنة تضم نحو 14 ألفا من قذائف الدبابات.
لكن الضغوط تتزايد في السر، وفقا للصحيفة، إذ نقلت عن مصادر عدة تأكيدها أن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أخبر المسؤولين في زيارته الأخيرة لإسرائيل أن عليهم إنهاء العملية العسكرية بحلول السنة المقبلة.
كما أن الخلافات بين الحكومتين الأميركية والإسرائيلية بدأت تتجلى بشأن ترتيبات حكم قطاع غزة بعد تراجع القتال.
ويبحث الجانبان بالفعل خلف الكواليس خططا تقوم فيها السلطة الفلسطينية بدور في إدارة القطاع، لكن في جميع السيناريوهات المطروحة قد يحافظ الجيش الإسرائيلي على وجود كبير هناك لفترة من الوقت، ومن المحتمل أن تحافظ حماس أيضا على السيطرة على أجزاء من القطاع، وفقا للصحيفة.
وفي ضوء هذه التطورات، يقول التقرير إن القصف الإسرائيلي قد يتراجع ومعه المعاناة التي يسببها لأهل غزة، لكن المستقبل أكثر ضبابية من أي وقت مضى.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الجیش الإسرائیلی قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
خبير: إسرائيل تتحمل المسؤولية إذا توقف عمل مستشفيات غزة
تحذر منظمات أممية وإنسانية من تردي الأوضاع في غزة، وسط مخاوف من توقف عمل المستشفيات بسبب نقص الوقود.
ديفيد هاردن، المدير السابق لبعثة الوكالة الأميركية للتنمية الدولية في الضفة الغربية وغزة قال إن "إسرائيل تتحمل مسؤولية العناية بالسكان المدنيين تبعا للقانون الدولي، فهي سلطة الاحتلال والحاكمة" في تلك الأراضي.
وقال في حديث لقناة "الحرة" إنه "من الواضح أن الظروف في غزة الآن لا يمكن أن يعيش فيها الإنسان"، وأشار إلى تأخير تسليم الوقود يؤثر على كل مناحي الحياة في المستشفيات، وهي مشكلة يمكن أن تحل بسهولة كل ما عليهم "السماح بدخول المحروقات إلى المستشفيات".
وقال المدير العام للمستشفيات الميدانية الطبيب مروان الهمص "نوجه الإنذار العاجل ونحذر من أن مستشفيات قطاع غزة كاملة ستتوقف عن العمل أو تقلص من خدماتها خلال 48 ساعة بسبب عرقلة الاحتلال إدخال الوقود".
ويرى هاردن أن على إسرائيل "التأكد" من السماح بعبور المحروقات، منوها إلى أن الولايات المتحدة "لديها بعض النفوذ على إسرائيل" للضغط لإدخال هذه المادة الأساسية التي تسمح بعمل المستشفيات.
وأكد أن النفوذ الأميركي على إسرائيل "لم تستخدمه" من أجل الضغط لإدخال المحروقات والمساعدات إلى القطاع، وهذا كله يؤثر على "المدنيين في غزة".
أزمة المخابز تهدد بتفشي الجوع في غزة.وأشار هاردن إلى أن إسرائيل تفعل كل ما بوسعها من أجل الضغط بطريقة غير قانونية على سكان غزة، وهم "سلطة الاحتلال في عين القانون الدولي، وواجبها العناية في السكان"، وقال إن إسرائيل "فشلت في تحقيق ذلك".
من جهتها، أبدت منظمة الصحة العالمية "قلقا بالغا" على وضع 80 مريضا، بينهم ثمانية في العناية المركزة، وعلى العاملين في مستشفى كمال عدوان، أحد المستشفيين الوحيدين اللذين يعملان جزئيا في شمال غزة.
مقتل 16 فلسطينيا في قصف إسرائيلي على مناطق متفرقة بغزة أفاد الدفاع المدني في غزة، السبت، بمقتل 19 شخصا، بينهم أطفال، في غارات ليلية إسرائيلية وقصف مدفعي عنيف على مناطق مختلفة في القطاع الفلسطيني.بعد مرور أكثر من عام على بدء الحرب، أثار قرار المحكمة الجنائية الدولية الخميس غضب إسرائيل، الذي يتضمن مذكرات توقيف في حق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ووزير الدفاع السابق في حكومته يوآف غالانت.
ويرى هاردن أن "حماس تتحمل مسؤولية كبيرة عن هجمات السابع من أكتوبر وأزمة الرهائن، وأن إسرائيل لديها مسؤولية تجاه غزة من ناحية التأكد من دخول المساعدات إلى القطاع، والإدارة الأميركية لم تستخدم نفوذها وتتحمل بعضا من المسؤولية".
وقال إن نتانياهو لا يستمع لأي مما يقوله الرئيس الأميركي، جو بايدن، وهذا "الضعف" في الموقف الأميركي تتحمل مسؤوليته "إدارة بايدن".
أسفرت حملة الجيش الإسرائيلي في غزة حتى الآن عما لا يقل عن 44056 قتيلا، معظمهم مدنيون من النساء والأطفال، وفق بيانات وزارة الصحة التي تديرها حماس وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.
وكان هجوم حماس على إسرائيل قد خلف 1206 قتلى، غالبيتهم مدنيون، حسب تعداد لفرانس برس يستند إلى بيانات إسرائيلية رسمية.
كذلك، احتجز خلال الهجوم 251 شخصا رهائن ونقلوا إلى غزة، ولا يزال 97 منهم في القطاع، ويقدر الجيش الإسرائيلي أن 34 من هؤلاء الرهائن المتبقين ماتوا.
إغلاق عشرات المخابز يفاقم أزمة الجوع في قطاع غزة تتفاقم الأوضاع الانسانية والمعيشية في جنوب ووسط قطاع غزة بصورة كبيرة وسريعة في ظل القيود الإسرائيلية على المعابر وإدخال المساعدات الغذائية، وذلك بعد 13 شهرا من الحملة العسكرية المدمرة التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة ردا على هجوم حماس في السابع من أكتوبر 2023.وفي هذا الإطار حذرت الأمم المتحدة من أن المخابز التي تعد شريان الحياة للفلسطينيين معظمها أغلقت والبقية على وشك الإغلاق.
وفي تقييمه أن هناك "تداعيات قصيرة المدى على المدنيين في غزة، حيث النساء والأطفال لا يحصلون على مستلزمات النظافة ومخاطر الجوع، والصحة النفسية والعقلية التي سيكون لها تداعيات طويلة المدى، وهذا أمر مستمر منذ فترة طويلة" وهو ما سيعني التأثير على الأجيال القادمة ما يعني بالضرورة التأثير على العلاقات الفلسطينية الإسرائيلية.
وقال إن الإسرائيليين "لديهم حق الرد على ما فعلته حماس، ولكن لا يجب الرد بطريقة تفاقم من الكارثة الإنسانية في غزة".
وزاد أن السكان في الغزة "ينظرون إلى العالم أنه خذلهم، والقانون الدولي لم يخدمهم" منذ سنوات.