كيف يمكن تحقيق السلام في الشرق الأوسط؟
تاريخ النشر: 14th, December 2023 GMT
منذ هجوم حماس في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، والرد الإسرائيلي الوحشي الذي أعقبه، أمسى الخطاب عن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي أكثر تشدداً من أي وقت، ومن بين المحاور التي اكتسبت زخماً لدى اليسار العالمي "إنهاء الاستعمار".
المواقف المتطرفة بشأن الصراع، وعلى رأسها "إنهاء الاستعمار" بالكامل، غير أخلاقية
وبحسب دانييل سيلفرمان، أستاذ مساعد للعلوم السياسية في جامعة كارنيغي ميلون الأمريكية، يرى أنصار هذا الإطار، أن الصراع بين الطرفين هو مجرد حالة أخرى من حالات "الاستعمار الاستيطاني" التي يحتل فيها غرباء قطعة من الأرض ويستوطنونها، مما أدى إلى تهجير السكان الأصليين المحليين.
ويقول سيلفرمان إن هذا المنظور يرصد جزءاً مهماً من الواقع، إذ غيَّرَت هجرة اليهود الجماعية إلى فلسطين إبان الحرب العالمية الثانية مصير المنطقة بطرقٍ عميقة، وبعد حرب عام 1948، أنشأ الإسرائيليون دولتهم واستولوا على مساحة أكبر من الأراضي المخصصة لهم بموجب قرار للأمم المتحدة، مما أفضى إلى تهجير 700 ألف فلسطيني، ووسعت إسرائيل سيطرتها على الأراضي الفلسطينية بعد هزيمة جيرانها العرب في 1967.
I wrote @TheNatlInterest about maximalist conceptions of how to resolve the Israeli-Palestinian conflict -- including full-throated "decolonization" -- and their real failing: they simply won't work.https://t.co/kcu74zCmEm
— Dan Silverman (@dmsilverman.bsk*.social) (@gm_silverman) December 13, 2023غالبية اليهود لاجئون
وبحسب الكاتب، ينتقد البعض هذه الرواية، مشيرين إلى تجاهلها أن نحو نصف سكان إسرائيل اليوم هم من اليهود غير البيض الذين نزحوا من أراضٍ عربية خلال الجولات المتبادلة للصراع بين الطرفين، وكيف أن عملية السلام الواعدة والفاشلة أدَّت إلى تعقيد الأمور.
وقال سيلفرمان، المختص في مجال الأمن الدولي وعلم النفس السياسي وسياسة الشرق الأوسط في مقاله بموقع مجلة "ناشونال إنترست": إن التفسير المنطقي لهذا النقاش هو أن سردية إنهاء الاستعمار تصف بعض الجوانب المهمة، غير أنها في نهاية المطاف منقوصة.
والمغزى من هذا المقال، يقول الكاتب، هو التأكيد على أن "فكرة إنهاء الاستعمار الكامل تمثل طريقاً مسدوداً"، وأضاف الكاتب: "والسبب أن إسرائيل لن تُبارح مكانها، وأقول ذلك لا بصفتي مشجعاً لطرف واحد في الصراع، ولكن بصفتي عالمَ اجتماع يدلي ببيان تحليلي".
https://t.co/F23ibBfyDz Decolonizing Israel-Palestine is a Dangerous Delusion Maximalist stances on the conflict are the immoral ones because in practice they will just lead to more war, more death, and more destruction for both Israelis and Palestinians.
— Goldie Elaine (@TeresaB16548284) December 14, 2023
وتابع الكاتب: "دعاة إنهاء الاستعمار الكامل ليس أمامهم سوى طريقتين، الأولى هي استخدام العنف، وهي طريقة لن تنجح، إذ لم يسبق أن هلكت أو تعرضت للغزو دولة تملك أسلحة نووية، أما الطريقة الثانية فهي السلميّة، وتتلخص في تحويل إسرائيل إلى دولة ديمقراطية علمانية ثنائية القومية، يتقاسم فيها العرب واليهود ديمقراطية واحدة على كامل الأراضي".
وبحسب الكاتب فإن "جنوب أفريقيا هي النموذج العملي، إذ أُطيحَ فيها بنظام الفصل العنصري بفضل ضغوط خارجية كبيرة على النظام، غير أن التشبيه يتداعى عند الفحص الدقيق، فهناك اختلافات جذرية بين الموقفين، بدايةً، التركيبة السكانية مختلفة، إذ كان البيض يشكلون 20% فقط من سكان جنوب إفريقيا، في حين يشكل اليهود الإسرائيليون نحو 50% من سكان إسرائيل والأراضي الفلسطينية مجتمعة".
عالم متعدد القطب
وأضاف الكاتب "غير أن وجه الاختلاف الأساسي نفسيّ، فالتزام اليهود الإسرائيليين بالصهيونية أعمق من الارتباط بالفصل العنصري في جنوب إفريقيا، إذ كان الفصل العنصري للبيض في جنوب إفريقيا يدور في مدار الحفاظ على الامتيازات الاقتصادية، في حين يعتقد غالبية الإسرائيليين أنهم سيُبادون إذا زالت إسرائيل".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل مونديال الأندية الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل إنهاء الاستعمار
إقرأ أيضاً:
ترامب يخول القادة العسكريين في الشرق الأوسط بتوجيه الضربات بلا إذن منه
بغداد اليوم - متابعة
أفادت وسائل إعلام، اليوم الأحد (16 آذار 2025)، أن الرئيس الامريكي دونالد ترامب فوض القادة العسكريين الأمريكيين في الشرق الأوسط بتوجيه ضربات عسكرية بلا إذن من البيت الأبيض.
وقالت صحيفة "بوليتيكو" الأمريكية بأن ترامب أعلن يوم أمس السبت أن الطائرات الحربية الأمريكية شنت جولة جديدة من الضربات الجوية ضد أهداف متعددة في اليمن التي تسيطر عليها "جماعة الحوثيين"، مضيفة أنه "سمح لقادته بتنفيذ الضربات "بلا رادع"، ودون الرجوع للبيت الأبيض".
وكتب ترامب على موقعه الاجتماعي "Truth Social" أن الضربات تهدف إلى تدمير ما سماه "قواعد متطرفين" وقادتهم ودفاعاتهم الصاروخية"، كما تهدف إلى "حماية السفن والطائرات والأصول البحرية الأمريكية، واستعادة حرية الملاحة".
ووفقا للصحيفة، تأتي هذه الضربات بعد أن قام البيت الأبيض بتخفيف القيود التي كانت مفروضة في عهد الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن على القادة العسكريين فيما يتعلق بتنفيذ الضربات الجوية على أهداف المتشددين.
ونقلت عن مسؤول أمريكي طلب عدم الكشف عن هويته، أن الزيادة في الضربات التي شهدتها الصومال في الأسابيع الأخيرة والتي استهدفت مقاتلي حركة "الشباب"، بالإضافة إلى الضربات في سوريا ضد قادة تنظيم "داعش"، هي نتيجة لهذه السياسة الجديدة.
وأضاف المسؤول أنه "ستكون هناك المزيد من الضربات في المنطقة مع ظهور فرص جديدة للجيش لاستهداف قادة المتشددين".