قال القيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أسامة حمدان إن الهزيمة التي منيت بها إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي تتكرس يوميا على أرض قطاع غزة، مؤكدا أن قوات الاحتلال تتلقى هزائم في كل محاور القتال.

وأضاف حمدان في مؤتمر صحفي من بيروت أن إسرائيل "هزمت سياسيا وعسكريا وأمنيا وإعلاميا وشعبيا أمام صمود شعبنا وقوة مقاومتنا وثبات حقوقنا وجهادنا".

وأكد أن جنود إسرائيل وضباطها يعودون من غزة أشلاء أو مصابين أو معاقين أو مرضى نفسيين، مشيرا إلى اعتراف تل أبيب بإصابة 5 آلاف مقاتل حتى الآن.

وقال حمدان إن جيش الاحتلال يواصل إخفاء عدد القتلى الحقيقي، مؤكدا أن هذا الأمر يشير إلى حجم الخسائر الهائلة في صفوفه.

وقال حمدان إن الأكاذيب التي رددها رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو ورددها الرئيس الأميركي جو بايدن ووزير خارجيته أنتوني بلينكن انكشفت بعد 69 يوما من الصمود والتضحية.

وأضاف "لم يتبق لنتنياهو وأركان حربه إلا إعلان هزيمتهم وفشلهم في تحقيق أي من أهداف حربهم العدوانية ضد أهلنا في غزة، ولم يبق لهم إلا سحب جيشهم من المهزوم من القطاع".

وعرض حمدان خلال المؤتمر صورا لجيش الاحتلال وهو يجمع بعض الأغراض في مستشفى كمال عدوان بقطاع غزة ثم يضيف إليها بعض البنادق ليزعم أن هناك جيشا داخل المستشفى، بحسب قوله.

كما نشر صورة مجموعة من النازحين الذين اعتقلتهم قوات الاحتلال من مخيمات النزوح، وقال إن أحدهم (يدعى أسامة عودة) تحدث عن محاولة دفن 20 منهم أحياء.

وأضاف "تم دفنهم في حفرة وأهالت عليهم الجرافات التراب ثم أخرجوا وهم على حافة الموت ونقلوا جميعا مصابين بكسور".

ونشر حمدان أيضا صورة لإحدى مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا) التي قصفها الاحتلال وبعض القبور التي جرفتها القوات الإسرائيلية.

لا عودة للأسرى إلا بشروط المقاومة

وجدد القيادي في حماس التأكيد على أن المقاومة ردت على الاحتلال في الميدان، وأنه "لا تفاوض على الأسرى ولا عودة لهم إلا بعد وقف كامل للعدوان والاستجابة لشروط المقاومة كاملة بشأن الصفقة".

وقال إن استمرار إدارة بايدن في حث جيش الاحتلال على تقليل الخسائر في أرواح المدنيين "هو استخفاف واستهتار بدم الشعب، لأن كل قطرة دم تسفك يتحمل مسؤوليتها الاحتلال والإدارة الأميركية".

وجدد حمدان التأكيد على تحميل مسؤولية ما حدث ويحدث في غزة للاحتلال وإدارة بايدن طالما رفضا كافة الجهود الدولية لوقف العدوان، وقال إن فرض عقوبات أميركية وبريطانية على كوادر من حماس "يمثل تواطؤا مع الاحتلال في عدوانه".

كما قال إن المؤتمر الذي عقده الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أمس الأربعاء لتبني إستراتيجية مالية وإعلامية ضد المقاومة "هو انحياز ومشاركة في الحرب على غزة".

وأضاف "إذا أردتم وقف القتل والقصف فإن عليكم عدم استخدام حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن عندما يراد تمرير قرار بوقف القتال، وأوقفوا تزويد إسرائيل اليومي بالسلاح".

وأكد حمدان أن حماس تواصلت بكل الطرق مع كل الأطراف من أجل تخفيف معاناة سكان القطاع وتوفير العلاج والغذاء والمساعدات لهم، مشيرا إلى أنها "لن تدخر جهدا حتى يتوقف العدوان ويتحقق التحرير".

منفتحون على الجميع ولا نعترف بإسرائيل

وجدد حمدان التأكيد على انفتاح الحركة على كافة الجهود التي من شأنها وقف العدوان على غزة والضفة الغربية وإطلاق سراح الأسرى.

كما أكد حرص حماس على تشكيل مرجعية وطنية لاسترداد الحقوق الوطنية وإقامة الدولة المستقلة وفق رؤية إستراتيجية للتحرير والعودة.

وختم بأن مستقبل غزة "لن يكتب إلا بأيدي رجالها ومقاومتها، وستبقى جزءا من أرض فلسطين ودولتها كاملة السيادة التي ستكون عاصمتها القدس".

وردا على سؤال بشأن إمكانية اعتراف حماس بإسرائيل، قال حمدان إن موقف الحركة كان ولا يزال عدم الاعتراف بأي شرعية للاحتلال.

ودعا حمدان من يتحالفون مع تل أبيب إلى مراجعة حساباتهم "لأن إسرائيل كيان مؤقت ولن توفر فرصا وربما يجرف معه من يتوهمون أن لها مستقبلا بالمنطقة"، بحسب قوله.

وتعليقا على تصريحات الرئيس الأميركي الأخيرة التي قال فيها إن وجود اليهود بات على المحك، قال حمدان إن حديث بايدن يعكس شعور واشنطن بالقلق وربما الخطر مما تقوم به إسرائيل في غزة من فظائع، وإن الإدارة الأميركية بدأت تدرك أن نتنياهو يجرها إلى مأزق كبير لكي ينجو بنفسه، وأنه غير قادر على تحقيق ما يعد به بسبب بسالة المقاومة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: فی غزة قال إن

إقرأ أيضاً:

فلسطينيو الخارج يرفضون التغييب السياسي في المركزي.. المقاومة خط أحمر

أعلن المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج رفضه القاطع لاجتماع المجلس المركزي الفلسطيني المنعقد في رام الله، واصفًا إياه بـ"غير الشرعي" و"المنفصل عن إرادة الشعب الفلسطيني".

جاء هذا الموقف في بيان صادر عن المؤتمر اليوم، وصلت "عربي21" نسخة منها، في أعقاب افتتاح جلسات المجلس يوم أمس الأربعاء، 23 نيسان/أبريل 2025، وسط مقاطعة عدد من القوى والفصائل الوطنية.

واعتبر المؤتمر أن الاجتماع بصيغته الحالية لا يُعبر عن طموحات الفلسطينيين، لا في الداخل ولا في الشتات، لا سيما في ظل الظروف الحرجة التي تمر بها القضية الفلسطينية، حيث تتعرض غزة لحرب إبادة، بينما تتواصل الاعتداءات الإسرائيلية على الضفة والقدس في ظل "صمت مريب وتواطؤ واضح"، على حد وصف البيان.

نهج التفرد وتجاهل الشراكة

وأشار المؤتمر إلى أن تغييب قوى وطنية أساسية، وتجاهل مخرجات الحوارات الفلسطينية السابقة، يُمثل استمرارا لنهج التفرد بالقرار الوطني.

وأضاف أن هذا السلوك يفاقم الأزمة العميقة في البنية السياسية الرسمية، التي فقدت اتصالها بنبض الشارع الفلسطيني، وغير قادرة على مواكبة حجم التضحيات التي يقدمها الفلسطينيون يوميًا في وجه الاحتلال.

رفض الوصاية وإعادة بناء المنظمة

وفي لهجة تصعيدية، أعلن المؤتمر رفضه لما أسماه "الوصاية المفروضة" على القرار الوطني الفلسطيني، مؤكداً أن الحل يكمن في إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية على أسس ديمقراطية حقيقية، تقوم على الشراكة والتمثيل الشامل لجميع مكونات الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج.

المقاومة... خط أحمر

واستنكر البيان بشدة التصريحات الصادرة عن رئيس السلطة الفلسطينية والتي وُصفت بأنها مسيئة للمقاومة الفلسطينية، واعتبرها المؤتمر "سقطة وطنية"، و"خدمة مجانية لرواية الاحتلال"، بل و"انحدارًا أخلاقيًا خطيرًا".

وقال البيان إن تحميل المقاومة مسؤولية الجرائم الإسرائيلية هو قلب للحقائق وتبرئة للعدو، وهو ما يتناقض مع نبض الشارع الفلسطيني الذي يرى في المقاومة تعبيرًا عن كرامته وصموده.

وأشاد المؤتمر بموقف كل من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والمبادرة الوطنية الفلسطينية اللتين قاطعتا الاجتماع، واعتبر ذلك نموذجًا يُحتذى في مواجهة سياسة الإقصاء. كما دعا إلى تشكيل جبهة وطنية موحّدة تعيد تصويب المسار السياسي نحو هدفه الأصيل: التحرير والعودة.

وختم المؤتمر بيانه بالتأكيد على أنه سيبقى الصوت الصادق لفلسطينيي الشتات، مدافعًا عن حقوقهم، ومتمسكًا بالمقاومة كخيار استراتيجي، داعيًا إلى تحقيق العدالة التاريخية لشعب فلسطين عبر التحرير الكامل وعودة اللاجئين.

يأتي هذا البيان في لحظة سياسية حرجة، حيث يشهد المشروع الوطني الفلسطيني انقسامًا حادًا بين قيادة السلطة الفلسطينية وبعض الفصائل من جهة، وقوى المقاومة وفلسطينيي الشتات من جهة أخرى. تعمّق هذا الانقسام بعد تصاعد الهجوم الإسرائيلي على غزة واستمرار انتهاكات الاحتلال في الضفة، في مقابل استمرار غياب رؤية موحدة وشاملة تمثّل جميع الفلسطينيين.

ويعكس موقف المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج تحولا واضحا في المزاج العام خارج الأراضي المحتلة، حيث لم يعد الشتات الفلسطيني مجرد جمهور داعم، بل طرفًا فاعلاً يطالب بالمشاركة في القرار الوطني، ويرفض تهميشه أو توظيفه في سياقات سياسية لا تخدم قضية التحرير.




عباس يهاجم "حماس"

وأقدم رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، أمس الأربعاء، في افتتاح جلسة المجلس المركزي الفلسطيني في مدينة رام الله، على شتم حركة (حماس)، وحضهم على تسليم الأسرى الإسرائيليين "لسد الذرائع" أمام إسرائيل التي تواصل عدوانها على قطاع غزة.

وتوجه عباس بعبارة نابية عندما تحدث عن "حماس"، وقال بأن "حماس وفرت للاحتلال المجرم ذرائع لتنفيذ جرائمه في قطاع غزة، وأبرزها حجز الرهائن، أنا الذي أدفع الثمن وشعبنا، ليس إسرائيل"، مناشدا الحركة “سلموهم” متحدثا عن الأسرى الإسرائيليين.

وفي أول تعليق لها على تصريحات عباس، عبّرت حركة (حماس) عن امتعاضها من وصفه "شعبه بألفاظ نابية".

وأوضح القيادي في (حماس) باسم نعيم "محمود عباس في اجتماع مغتصب لشرعية قيادة الشعب الفلسطيني يصف جزءا كبيرا وأصيلا من شعبه بألفاظ نابية".

وأضاف أن عباس "يصر بشكل متكرر ومشبوه على تحميل شعبنا مسؤولية جرائم الاحتلال وعدوانه المستمر".

وانطلقت اجتماعات المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية، أمس الأربعاء، في مدينة رام الله وسط الضفة الغربية، في ظل مقاطعة فصائل رئيسية.

وحملت الدورة الـ 32 لاجتماعات المجلس شعار "لا للتهجير ولا للضم، الثبات في الوطن، إنقاذ أهلنا في غزة ووقف الحرب، حماية القدس والضفة الغربية، نعم للوحدة الوطنية الفلسطينية الجامعة".

والمجلس المركزي هو هيئة دائمة منبثقة عن المجلس الوطني الفلسطيني (أعلى هيئة تشريعية) التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية، ومخوّل ببعض صلاحياته.

وتناقش هذه الدورة عدة ملفات أبرزها: وقف حرب الإبادة الإسرائيلية في قطاع غزة، ورفض خطط التهجير في القطاع والضفة الغربية المحتلة والتي تروج لها الولايات المتحدة وإسرائيل، فضلا عن رفض الاستيطان، وتشريع انتخاب نائب لرئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية.

كما ستبحث اجتماعات هذه الدورة، الوضع الداخلي الفلسطيني، المتمثل بـ"استعادة الوحدة الوطنية، وتعزيزها في إطار منظمة التحرير".

وتأتي الاجتماعات وسط مقاطعة فصائل فلسطينية رئيسية، حيث بررت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين عدم مشاركتها في اجتماعات المجلس باعتباره "خطوةً مجتزأة، لا يمكن أن يكون بديلا عن الخطوات التي حدّدتها جولات الحوار ومخرجاتها المُكررة، والتي جرى تعطيل تنفيذها أكثر من مرة".

لكنها أكدت على "التزام الجبهة بمواصلة الحوار مع حركة فتح وكافة القوى الوطنية والإسلامية من أجل بناء وحدة وطنية قائمة على برنامج واستراتيجية وطنية".

وتعد الجبهة الشعبية ثاني أكبر فصيل بعد حركة فتح، في منظمة التحرير الفلسطينية المعترف بها في الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية ممثلا شرعيا وحيدا للشعب الفلسطيني داخل وخارج فلسطين، والتي تأسست عام 1964 لتمثيل الفلسطينيين في المحافل الدولية.

فيما أرجعت حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية مقاطعتها لاجتماعات المجلس المركزي إلى كونها "متأخرة"، قائلة إن هذا الاجتماع "كان يجب أن يعقد منذ شهور لبلورة استراتيجية وطنية كفاحية موحّدة للتصدي لحرب الإبادة والتجويع والتهجير في غزة والضفة الغربية".

وتأتي الاجتماعات، فيما ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي مطلق منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة، خلّفت أكثر من 168 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.

وبالتوازي مع حرب الإبادة الجماعية في غزة صعّد الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، ما أدى إلى استشهاد أكثر من 955 فلسطينيا، وإصابة قرابة 7 آلاف، إضافة إلى تسجيل 16 ألفا و400 حالة اعتقال، وفق معطيات فلسطينية.


مقالات مشابهة

  • قيادي في “حماس”: سلاح المقاومة غير مطروح للتفاوض
  • خبير عسكري: المقاومة تقوم بحرب عصابات واستنزاف لجيش إسرائيل المرهق
  • كيف تبدو خريطة إسرائيل لـاليوم التالي في غزة؟
  • الآلاف يتظاهرون في تعز تنديدا بجرائم إسرائيل وللمطالبة بكسر الحصار
  • إسرائيل على حافة الهاوية: آن أوان عودة الأمريكيين
  • “محررون فلسطينيون مبعدون “: نهج المقاومة هو الوحيد القادر على انتزاع حريتنا
  • فلسطينيو الخارج يرفضون التغييب السياسي في المركزي.. المقاومة خط أحمر
  • الكيان يُقِّر: المقاومة ما زالت تملك عشرات آلاف الأنفاق والقضاء على حماس الآن هراء وكذب
  • حماس ترد على سباب عباس.. إصرار مشبوه
  • حماس: اجتماع المجلس المركزي الفلسطيني لا يُعبر عن الإجماع الوطني